رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 26 - 3 - الخميس 18/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السادس والعشرون
3
تم النشر بتاريخ الخميس
18/1/2024
داعب وجنتها بأنامله وأجاب بهدوء
_ مش هقولك عشانك ولأنك طلبتي ده مع انه كان دافع بس الدافع الأقوى إني أنا اللي عايز أبعد عن الطريق ده لنفسي ولأولادي بعد كدة، مش عايزهم يواجههوا نفس المصير اللي انا شفته وعيشت فيه مجبر
كنت مجبر اكون قاسي مع كل اللي حوليا وكنت فاكر إن دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليني في موقف قوة
ابتسم بسخرية وتابع
_ مكنتش اعرف إن القسوة دي صيحيح بتخلي الناس تخاف منك بس بيبقا جواهم كره وفي اقرب فرصة بيدوسوا عليك فيها.
عاد بذكرياته إليها وتابع
_اكتر واحدة اتعذبت مني كانت حلم، وللأسف ضعفها كان بيعذبني لأنها بتفكرني بالإنسان الضعيف اللي اسرته جوايا.
_ كنت بتحبها؟
اجفلته بسؤالها فاراد أن يكون واضحاً معها فتحدث بروية
_ مش عارف بس اللي كنت واثق منه إنها كانت شئ اساسي في حياتي مقدرش استغنى عنه وعشان كدة لما جدي فرض عليا اتجوزها مترددتش ووافقت
لكن هي فضلت الانتحار على أنها تعيش معايا
_ يعني انت…؟
هز رأسه بنفي والقهر ظهر واضحًا على ملامحه
_ عمري في يوم ما فكرت أاذيها ولو كنت اعرف انها هتعمل كدة كنت سيبتها تروح للي قلبها أختاره.
تأثرت مهرة بحديثه فوضعت يدها على خده وتحدثت بتعاطف
_ مش عارفة ليه قلبي حاسس انها عايشة لإن مفيش حاجة تأكد إنها ماتت.
تنهد بتعب وتمتم بتمني
_ لو كانت عايشة كانت ظهرت، صحيح محبتنيش واتعلقت بغيري بس انا واثق إنها لو عايشة مكنتش هتقدر تبعد كل ده، حلم كانت متعلقة بيا بجنون واحنا لسة اطفال، لدرجة ٱني كنت بهرب منها وهي تفضل تدور عليا
لما كانت تضايقني اكتر واخاصمها مكنتش تسيبني إلا لما اصالحها
ولما كبرنا ونجحت في الثانوية جدي رفض انها تكمل زي ما عمل معايا بس جاتني وترجتني إني أقنعه، مقدرتش اتحمل دموعها وأجبرت جدي أنه يوافق.
لاحت الغيرة عليها لكنها لم تبديها له وقالت بثبات
_ مهرة حبتك كأخ لها لأن مكنش فيه غيرك قدامها فتحت عينيها عليك وده خلاها تحس انك اخ مش زوج ابدًا وجدك كان لازم يراعي ده وميضغطش عليكم.
_ جدي ده كان إنسان أهم حاجة المصلحة حتى لو على خساب اقرب الناس له وده كان سبب رئيسي في موت ولاده.
اراد غلق الحديث معها فنظر في ساعته وقال بثبوت
_ قومي جهزي نفسك عشان مرح زمانها جاية.
….
وقفت السيارة أمام بوابة القصر فتنزل منها مرح وعينيها تحكي حزنًا وألمًا على كل ما عاشته ومرت به تلك الفترة
لم تجد سوى ذراعاي مهرة تستقبلها بلهفة وشوق كما كانت لها دائمًا
بكت وانتحبت على كل شئ
على رحيل والديها وحرمانها منهم وأيضًا قلبها الذي حكم عليه بخسارة من احبته
وعلى شعور بالخوف من مستقبل مجهول لا تعرف ما يخبئه لها.
اخذتها مهرة وهبت بها إلى الغرفة عندما أمرها مهران بذلك.
دلفت الغرفة مع أخيها وقالت سامية بترحيب
_ نورتي القصر ياست مرح
ابتسمت بمجاملة دون النطق بشئ فتابعت سامية
_ انا هروح احضرلك حاجة خفيفة تاكليها
_ لأ بلاش انا تعبانه ومحتاجة أنام
رفضت مهرة واصرت على تناول وجبة خفيفة لأجل أخيها فلم تمانع حينها.
ساعدت مهرة عمر على النوم بعد تلك الليلة الشاقة التي عاشها
ثم جلست بجوار مرح وهي تشعر بالخجل منها فهي تشعر بأنها سببًا رئيسًا في كل ما يحدث لها فتمتمت بأسف
_ حقك عليا
ابتسمت مرح بحزن وقالت بثبوت
_ده قدر ونصيب وانا نصيبي اني اعيش الايام دي والحمد لله الشر أحياناً بيبقى وراه خير والخير إننا خرجنا من تحت ايدين ابوكي ومراته والاهم منهم حسين
انا هسافر القاهرة واعيش هناك يمكن البعد يخفف الجروح اللي صابتني هنا
ايدت مهرة حديثها
_ عندك حق كفاية إننا خرجنا من تحت ايديهم، بس انا مش هكون مرتاحة وانتي هناك لوحدك، خليكي معايا هنا…
قاطعتها بثبات
_ مش هينفع مش هكون مرتاحة خلينا اعمل حاجة انا مقتنعة بيها لأول مرة في حياتي يمكن الاقي علاج لعمر وانا التانية الاقي حياتي.
_ وسليم؟
ابتسمت بمرارة وأجابت بألم
_ انا وسليم خلاص مبقاش ينفع نرجع لبعض بعد اللي حصل، لا انا هقدر أرجع البيت ده تاني ولا هو هيقدر يسيب بيته وأهله، يظهر إن كلمة مستحيل هتفضل في حياتنا.
_ ليه تحكموا على نفسكم بالفراق مع إن في ايديكم ترجعوا لبعض
_ وتفتكري الناس هتقول ايه. ابسط ما فيها هيقولوا بلغ عن عمه عشان يتجوز مراته
_ اللي يقول يقول المهم إنكم ترجعوا لبعض.
غيرت مرح مجرى الحديث فقالت بابتسامة
_ سيبك مني دلوقت المهم إني اتطمنت عليكي شكلك بيقول انك مبسوطة معاه.
ابتسم قلبها قبل ثغرها وتمتمت
_ جدًا، عمري ما كنت اتخيل إن ليا سعادة في الدنيا دي او إني اتجوز مهران في يوم من الايام أشوف؛ لأ واتجوزه كمان، بس زي ما قولتي النصيب
ربتت على ساقها وقالت بحب هسيبك تنامي دلوقت ولما تصحي هيكون لينا كلام تاني.
عادت مهرة لغرفتها لتجد مهران نائماً في فراشه
لا تصدق حتى الآن أن كل سئ في حياتها ولى وانتهى
دنت من الفراش لتستلقي بجواره وتتطلع إلى ملامحه التي تمتاز بصلابة وقوة تدب الخشية في قلب من يراه لكنه يحمل قلبًا نقيًا لم تستطيع الدنيا العبث به.
ابتسمت بخجل عندما فتح عينيه بتثاقل ليجدها تنظر إليه فتمتم بصوت مبحوح
_ أخرتي ليه؟
_ ماخرتش انت اللي نمت على بسرعة.
جذبها لكن تلك المرة ليضع هو رأسه على صدرها وغمغم بخفوت
_ تعبان اوي وعايز أنام.
لم تمانع بل رحبت به واحتوته بذراعها كي يستطيع النوم بأريحية.
ستعمل بكل الطرق على راحته كما فعل هو معها
❈-❈-❈
في المركز
بعد محاولات عدة استطاع سليم مقابلة عمه بعد إن جاءه بمحامي العائلة كي يجدوا ثغرة يخرجوه بها
لكن المحامي اكد له بأن الأمر في غاية الصعوبة
جلس في المكتب ينتظر دخوله لكن ما إن رأه حتى تحدث بحدة
_ جاي تشمت.
نهض سليم باحترام وتقدير له فهو يعتبره ابًا له مهما فعل فقال بنفي
_ العفو ياعمي مهما كان انت اللي ربتني بعد موت ابويا وعاملتني زي ابنك ولازم اقف معاك حتى لو كنت على غلط، انا كلمت المحامي و….
قاطعه خليل برفض
_ انا مش عايز مساعدة من حد انا عارف كويس هعمل ايه، الناس دي لو اتخلت عني أنا هبلغ عنهم والتهديد ده وصلهم وهما اكيد هيخرجوني.
هز سليم رأسه بيأس منه فهو يلقي بنفسه في التهلكة ظنًا منه بأنها خلاصه فغمغم بروية
_ الناس دي مبترحمش ومش بسهولة كدة هيوافقوا
تحدث بتعالي
_ وانا خليل النجايمي وضربتي والقبر وهنشوف
المهم ماجد ميعرفش حاجة عن اللي حصل والصبح لازم يسافر
نظر إليه بسخط وتابع
_ اما عقابك انت وهي بعد ما أخرج هيكون واعر قوي.
نهض وترك سليم الذي يشعر بقبضة حادة تعصر قلبه
كل شئ يضيق من حوله حتى اشعره بالاختناق
يتبع..