-->

رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 11 - 1 الأربعاء 31/1/2024


 قراءة رواية براثن العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية براثن العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الحادي عشر

1


تم النشر الأربعاء

31/1/2024

 لدي أم 



تحمل اللغة العربية ثمان وعشرون حرفًا للتعبير عن كل شئ؛

 لكن هناك حرفان فقط في أجتماعهم تجد كل الكلمات والمعاني الحميدة؛

 ألف و ميم…  أم.


❈-❈-❈



التحمت الشمس بكبد السماء؛ تخرج يوم جديد من رحم الحياة. 


تقلبات ناعسة فعلتها براءة جاذبة بها نظرات قاسم لها؛ بعد ثوان كان  وجه جابر يضئ بعقلها لتنتفض فزعة.


التقتها قاسم لاحضانه هامسًا برقة 

_ اهدي.. اني چارك. 


هدئت حركاتها ودفعت رأسها بعنقة

_ متسبنيش.


تنهد قاسم بدون فهم لما يجري لها؛ طرقات خافته علي الباب جذبت ناظريهما قبل أن يتسلل صوت سالم من الخارج

_ براءة.. قاسم حد منيكم صحي؟ 


أبتعدت براءة تنظر لقاسم بأستغراب وهي تهمس 

_ سالم بيعمل ايه اهنه! 


_ كان لازمن أعرف حد من أهلك بالي حُصل وعاصم امسافر ملجتش غير سالم، متجلجيش أخوكي محدش چه جاره.


أجابها قاسم وهو ينهض متحركًا ناحية الباب؛ فتح قاسم الباب وسريعًا أندفع سالم وروان للداخل؛ تحدث قاسم بسخرية

_ صباح الخير ليكم برضك؛ ايوه براءة صحيت 


شعرت روان بالحرج لكن لم تبالي وهي تدفع سالم بعيدًا عن أحضان براءة وتجذبها هي. 


تنهدت براءة علي كتفها بثقل؛ دارت عينها بين الرجلين قبل أن تهمس 

_ اني عايزه روان لوحدينا. 


كاد سالم يتدخل لولا أن سبقه قاسم بنبرة حازمة

_ هنستناكم بره. 


خرج الاثنين، سريعًا التفتت روان مجددًا لها تمسك كتفيها وهي تسألها بقلق 

 _حصل ايه وصابك يا براءة! 


كانت عينيها زائغة وامتلئت بالذعر وهي تهمس مجيبه خوفًا أن يسمعها آحد 

_ چابر.. چابر رچع تاني.. رچع يا روان، إمبارح اني شوفتة من اهل راضية. 


ابتعدت روان عنها بذهول وهي تخبرها بنبره مؤكدة

_ دِه مستحيل يا براءة؛ چابر وأهله سايبين البلد من عمر طويل.. مستحيل يكون جريب راضيه دي وألا كنا شوفناهم في فرحك! 


_ افرضي يوميها مكنوش چم! اني.. اني مش مخبوله يا روان؛ بجولك شوفتة بصلي في عيوني يا روان.. كانت أعنيه مليانه شر واني خايفة.. خايفة جوي


نظرت روان لها بشفقه؛ كيف انكمشت علي ذاتها تجذب الغطاء فوقها خوفًا من مجهول تعلم كل ما يعتمره من حقدٍ وسواد، تنهدت تفكر لثوان قبل أن تنطق بجدية

_ خلاص انتِ هتعرفي جوزك؛ ايوه هتجولي لقاسم كل الحجيجه ولسالم كمان وهما يتصرفوا معاه 



انتفضت براءة عن الفراش تمسك بذراعها توقفها 

_ رايحه علي فين؛ اني مستحيل اجول لقاسم حاچه اكده! اجوله ايه؛ روح ابعد عني الراچل الي كان متچوزني جبلك؟ متتچنيش يا روان وفكري معايا. 


تنهدت روان بضيق

_ والله يا براءة ما فيه حاچه يتفكر فيها غير الي جولته؟ ليه عايزه تخبي علي چوزك الحجيجه كلها؛ جوليله علي الحجيجه وكل حاچه هتتحل 


_ سبج وجولتلك اني خايفه من ايه! لو مش عايزة تجفي چمبي علي راحتك تجدري تمشي وترچعي للبندر وشغلك الچديد


أغمضت روان عينيها بيأس قبل أن تقترب من براءة وتجلسها جوارها علي الفراش

_ عيزانا نعملوا ايه دلوك! 


نظرت الاخرى صوب عينها؛ تريها ما يعتمر بداخلها دون نطق؛ قبل أن تخبرها بنبره حاولت الا تهتز الاحرف بها 

_ هواچهه؛ حلاص راح الوجت الي لازمن اخاف فية.. اني كبرت ومش هفضل مستنيه حد يدافع عني؛ بس هحتاچك تساعديني يا روان.. هحتاچ حد چاري 


_ اني ديمًا معاكي يا بت الشهاوي؛ متفكريش كتير وجوليلي عايزه نعملوا ايه


أبتسمت براءة بمحبه؛ وأخبرتها بعزم 

_ لازمن نعرفوا الاول هو فعلًا من عيلة راضية ولا لاه.. وراچع تاني ليه 


انعقد حاجبيها وهي تسألها بأستغراب 

_ وه وهنستفادوا ايه! وبعدين مش انتِ شوفتيه معاهم يبجا أكيد منيهم! 


هزت براءة رأسها وهي تنهض عن الفراش 

_ لاه.. اني عايزه كل حاچه نبجا متوكدين منيها الاول؛ وطلامه شافني يبجا مش هيظهر مع راضية واهلها تاني؛ عشان اكده لازمن تشوفيلي طريجة نعرف بيها هو هنا ليه؛ اني مش هعرف اخرچ وادور لان قاسم هيعرف .



فكرت روان؛ أين يمكنها إيجاد معلومات عن رجل! من الذي يملك ويستطيع سحب الكلام  من رجل.. بالتأكيد ليس هي فجابر بالفعل يعرفها؛ لكن…..مهره! 


رفعت رأسها لبراءة وابتسمت بخفه 

 _عرفت كيف


❈-❈-❈


كان قاسم يقف بجوار سالم؛ كلاهما بالشرفة يدخن وكلٍ غارق في أفكارة.


كان سالم ينظر له بين الحين والآخر؛ ولم يستطع من الكلمات أكثر من عبور جوفه

_ عزمي.. كان متعلج بيك جوي 


أستدار قاسم ناحيته وقد جذبه أسم شقيقة دون شعور، رفع سالم عينه يقابله بإبتسامه حزينه 

_ كان بيعشج يتكلم عنيك؛ في كل مره نشوف بعض واشكيله من حاچه كان يجولي لو كان اخوك قاسم مكنش هيبجا عندك هم كيفي؛ وكنت اني امسك في عراكه أن عاصم أحسن منيك، ديمًا كان يجولي أنك هتتچن لو عرفت ان اني وهو صحاب.. ومش بعيد تجتله فيها.. بعديها يضحك ويجولي والله ما يجتلني دِه يوحد شغل معاكم عشان منبجاش منافسين ونعرفوا نبجا صحاب .


كان قاسم صامتًا لكن العبره التي لمعت بها عينه تعبر عن ما تحرك يصدره؛ تنهد سالم وهو يخطوا ناحيته مكملاً بضعف 

_ ان..اني كنت بعتبر عزمي اخوي.. الي واجف ديمًا چاري وبيفهمني، عزمي لحد دلوك بيچيلي في أحلامي.. بيجولي اني مليش ذنب وانه مسامحني.. لكن اني مش مسامح نفسي.. والله ما جادر اسامح نفسي، يومها لو مكنتش جابلته! لو كان كل واحد فينا فضل بعيد عن التاني كان زمانه دلوك وسطنا؛ كان زمانه بينصحني وبياخد همي يخففه.. اني اسف.. عارف انها متكفيش الي أنتَ حاسس بيه.. لكن والله العظيم اني متعزب كيفك. 


أنتظر سالم أن ينطق قاسم بأي كلمه؛ ربما أحرف قليلة قد تخفف عنه عزاب ضميره؛ ربما لو أخبره أنه يغفر له! أن عزمي بالتأكيد يسامحه وأنها ليست هواجس حمقاء بعقلة. 


لكن قاسم ظل ثابتًا؛ كجبل شامخ مثلما كان يصفه عزمي؛ لم يهتز ولولا معرفته أن قاسم يعشق شقيقة؛ لولا رؤيته لعينه التي أحمرت عروقها بألم لكان أقسم أن قاسم لا يملك قلب ولا أحساس.


حينما طال الانتظار وخاب أمله أن يحصل علي ما يريح قلبة تراجع مغادرًا الشرفة؛ حينها فقط تنفس قاسم. 


أنفاس سريعه هاج لها صدره؛ استند بيده علي حافة الشرفة يقمع صرخة.. صرخة شوق.. حب.. وعزاب .


كان ينظر حوله ولم يجد لذاته مفر سوى براءة؛ لذا سريعًا انسحب هو الاخر للداخل؛ واستراح حينما وجد روان تغادر الغرفة؛ أسرع يقتحمها. 

انتفضت براءة بشقه قبل أن تهمس استغرابًا 

_ قاسم مالك؟


لم يجب قاسم وهو يسرع بأحتضانها لصدره؛ يستنشق رائحتها علها تهدئة، رغم الاستغراب والقلق اللذان غلفها نابضها رفعت يدها تعبث بخصلاته وهي تهمس برقة

_ اهدي.. اني معاك؛ حصلك ايه؟ 


ثوان كان صامتًا؛ قبل أن تشعر بنقطة ضعيفة تحط علي عنقها؛ ثم أخرى مع اهتزاز جسد قاسم أدركت الفاجعة.

قاسم يبكي.

أرتعشت بخوف وضمته لصدرها بقوة أكبر حينها همس بصوت ثابت رغم بكائه

_ عزمي وحشني جوي يا براءة


❈-❈-❈



صعدت روان مع سالم بالسيارة؛ كان وجهه غير مفسر الملامح؛ لكنها لم تركز علي ذلك وهي ورائها خطة لتنفيذها لذا سألته بهدوء

_ الا صحيح يا سالم! هي البت الرقاصة الي أسمها مهره دي بتشتغل فين


رمش سالم لثوان يستوعب ما سمعة


الصفحة التالية