نوفيلا جديدة خارج جدران القلب لفاطمة الزهراء - الفصل 2 - 1 - الثلاثاء 23/1/2024
قراءة نوفيلا خارج جدران القلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا خارج جدران القلب
نوفيلا جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل الثاني
1
تم النشر يوم الثلاثاء
قد يحدث أننا نهرب من ماضٍ أليم ظناً منا أن الحياة قد تمنحنا بعد هذا العذاب الهدوء و الراحة لكننا نجد أنفسنا في صراع بين الحاضر و الماضي ....
في اليوم التالي كانت متجهه للمكتب الذي تعمل به لتجد حالة غريبة و الجميع يتابعون بتوتر بعد علمهم بعودة صاحب المكتب من السفر لكنها لم تبدِ أي اهتمام بالأمر فهي تحب عملها و تسعى لإنشاء مكتب محاماة خاص بها لكنها لا تستطيع في الوقت الحالي بسبب الملجأ ... لقد نشأت علاقة قوية بينها و بين الأطفال فهي تقضي أغلب الوقت معهم أصبح وقتها مقسماً بين المكتب و الملجأ فقط و في بعض الأحيان تذهب لرؤية والدتها كانت تتابع الجميع يدخلون لرؤية هذا الشخص حتى أتى دور دخولها ...
الأمر لا يعنيها فهي حتى الآن لا تعلم سبب تواجده هنا دلفت وجلست أمامه ابتسم لها المسؤول عن المكتب بدأ الحوار هادئ و كانت تجيب ب دبلوماسية شديدة تنهدت بارتياح بعد مغادرتها المكتب و تشعر أن هناك شيئًا هاماً سيحدث اليوم لكن لا تعلم ما هو ليطلب أن يحضر الجميع غرفة الاجتماعات للتحدث معهم
دلفوا جميعاً للداخل وهي تراقب ما يحدث بهدوء شديد ليتحدث بجدية :
ـ أكيد كلكم عاوزين تعرفوا سبب طلبي إني أشوفكم و دي أول مرة نتقابل فيها المكتب ده المسؤول عنه السنين اللي فاتت الدكتور ناصر البنا أنا رجعت من فترة بس للأسف المكتب مش هقدر أكون مسؤول عنه و محتاج ناصر معايا و عدد منكم يشتغل في مجموعة عمران للاستيراد والتصدير و طبعاً كلكم عارفين إن المجموعة لها شركات تانية متخصصه في مجالات كتير و آخر فرع انضم للمجموعة دار أزياء المقر الرئيسي له في لندن هنا له شركة خاصة بالأزياء و الموضة و بما إن المجموعة بتكبر محتاجين عدد منكم يكون موجود في بعض الشركات و فيه اتنين منكم تم اختيارهم علشان يكونوا في المقر الرئيسي مع الأستاذ ناصر اختيارهم تم بناءاً على ترشيحه ليهم و كلامي معاكم علشان مفيش حد يقول إني اخترت اللي هو رشحهم طلبت أتكلم معاكم واحد واحد و أقول رأيي .. بالنسبة للي هيتوزوعوا في باقي الشركات الأستاذ ناصر هيقول عليهم لكن أنا هقول الاتنين اللي اختارتهم علشان محتاج أتكلم معاهم علشان يعرفوا نظام الشركة
كانت تشعر بالصدمة من حديثه هي لا تريد أن تعمل في شركات تنهدت بضيق وهي تترقب أن لا يكون اسمها مرشح لأنها سترفض الجميع يريدون هذه الفرصة لكنها لا تستطيع الموافقة فهي تركت شركة آسر كي يتابعها ريان انتبهت له لتعلم من سيتجه للعمل في الشركة الأم
ـ الاتنين اللي تم اختيارهم شاهي أنور و سارة نوح
طلب أن تتجها معه لمكتبه و كانت سارة تشعر بسعادة شديدة فكانت دائماً تستمع لحديث والدها عن هذه المجموعة نظرت سارة ل شاهي لأنها تعلم أنها لا تريد العمل في الشركة دلفوا وجلسوا معاً
ليهتف بهدوء شديد وهو منتبه لقلق شاهي :
ـ أنا قبل ما أختار حد منكم جمعت معلومات عنكم و عارف أنكم من أمهر الموجودين هنا في المكتب و مفيش قضية خسرتوها من أول ما بدأتوا هنا علشان كده محتاج لوجودكم في المجموعة وهناك معاكم فريق كامل
تحدثت شاهي بحرج فهي دائماً تسمع عن هذه المجموعة لكنها تشعر بالتردد :
ـ ياترى لو رفضت العرض هخسر مكاني هنا في المكتب
أجابها بجدية لأن ناصر أخبره سابقاً أنها قد تعترض على الأمر :
ـ أنا عارف إنك متخصصه في القضايا الجنائية والكل بيتكلم عنك إنك تفوقتي على كل الكبار اللي اترافعتي قصادهم في المحكمة ولو رفضتي مكانك هنا موجود ومفيش أي حد هيقدر ياخده منك
ظلت صامتة عدة دقائق ليهتف :
ـ معاكي يومين تفكري فيهم براحتك لو وافقتي أظن عارفة عنوان الشركة كويس
أومأت له بالموافقة لتغادر بعد ذلك برفقة سارة ليجد ناصر يتجه إليه وتحدث بجدية :
ـ تفتكر هتوافق شاهي مش بتشوف نفسها غير في المحكمة هيكون صعب توافق على الطلب ده
تنهد بهدوء وابتسم له ليتحدث بثقة :
ـ أنا متأكد إنها هتوافق لو مش دلوقتي بعدين المهم لو صممت على موقفها هتكون هي المسؤولة عن المكتب هنا
ظلا يتحدثان بعد ذلك في أمور العمل ليغادر و يتركه يتحدث مع المحامين الجدد بعد استلامهم العمل نظراً لرحيل عدد من القدامى للعمل في المجموعة
عند شاهي كانت تفكر في الأمر ولا تعلم ماذا تفعل ؟؟
اقتربت سارة منها لتتحدث بجدية :
ـ شاهي وافقي العرض كويس جداً وبعدين علشان نكسب خبرات جديدة المجموعة دي أكبر مجموعة في الشرق الأوسط واللي يكون من ضمن فريقها له مستقبل كبير
تنهدت بهدوء لأنها تعلم أن الجميع سيطلبون منها أن توافق على العمل في هذه الشركة قررت أن تذهب لرؤية والدتها والتحدث معها في الملجأ بعد أن جعلتها المسؤولة عنه في فترة غيابها .. غادرت المكتب متجهه لرؤية والدتها وجدتها تجلس في حديقة الملجأ وتشاهد الأطفال وهم يلعبون ابتسمت لها ملك بعد رؤيتها تقترب منها
جلست جوارها وظلت صامتة فترة وجيزة ووالدتها تراقبها :
ـ واضح الموضوع كبير إيه الحكاية
قصت على والدتها ما حدث معها اليوم و تحدثت بشرود :
ـ تاني مرة أحس إني مش عارفه آخد قرار أنا تايهه أوى يا ماما
ملك بجدية وهي تنظر لها :
ـ الإنسان لازم يعيش تجارب كتير علشان يتعلم منها إنتي بتقولي إنها شركة كبيرة ممكن تكون تجربة جديدة ليكي وبعدين واضح إن المحامي متمسك بيكي وإلا كان قالك لو رفضتي مفيش ليكي مكان في المكتب حبيبتي رأيي توافقي و تشوفي قولي إنها تجربة و اتعلمي منها
شردت في حديث والدتها نعم فهي محقه لكنها ستدرس الأمر قبل أن تصدر قرارها النهائي وصل رائد و علم بالأمر و شجعها
ليهتف بمكر و مراوغة :
ـ أنا لو مكنتش مسؤول عن الشركة كنت شوفت فرصة علشان أكون موجود معاهم المجموعة دي كبيرة كتير حاولوا يوقعوها بس فشلوا الفريق اللي فيها كلهم مع بعض بلاش تضيعي الفرصة دي من ايدك
قضت معهما وقتاً ممتعاً ثم عادت للمنزل كي تدرس الأمر قبل أن تخبرهم قرارها الأخير
❈-❈-❈
في لندن أنهى أسر أعماله و عاد لمنزله تناول القهوة ليعود بذاكرته للقاء الذي كان سبباً في تغيير حياته للأفضل
مرت عدة أيام و كان يقيم في هذا المنزل الذي شعر فيه بالألفة و الراحة النفسية بحثت الشرطة في أقوال آسر و تأكدوا من المعلومات التي أخبرهم بها لكن لم يستطيعوا العثور عليه لكن حصل على هويته مرة أخرى بمساعدة صديقه الذي اتجه لرؤيته في المنزل رحب به آسر و كانت سعادته مضاعفة بعد أن أخبره أنه الآن أصبح حراً لكن عليه توخي الحذر فهنا المقيمين لا يعاملون مثل مواطني الدولة
تحدث آسر بجدية :
ـ إنت مين و ليه مصمم تساعدني
ابتسم له خاصة بعد معرفته الماضي الخاص ب آسر :
ـ تحب تعرف المعلومات الحقيقية عني ولا المزيفه
تعجب آسر من حديثه يبدو أنه ليس الشخص الوحيد الذي فر من الماضي الخاص به :
ـ مش فاهم واضح إن حكايتك غريبة و أنا كنت بقول إني أنا اللي عندي ماضي مختلف لكن كنت غلطان مش خايف طيب بعد ما أعرف حقيقتك أبيعك
ابتسم له بهدوء وتذكر حديث والده السابق عن وفاء المصريين في الخارج لبعضهم البعض
ـ اللي عارفه إن المصريين مش بيغدروا ببعض بره بلدهم
كانت نظرات أسر له غريبة فهو محق في حديثه هل بعد مساعدته له يخونه لا هو ليس هذا الشخص الذي يبدأ بالغدر بدأ يقص عليه كل شيء منذ طفولته حتى الآن كأنه كان يستمع لقصة خيالية كان يظن أنه هو من عاش حياة صعبة لكن بعد أن أخبره بكل ما تعرض له جلس ونظر له لحظات قليلة ليخبره أيضاً ب ماضيه أنهى حديثه وظلا صامتين بعض الوقت
ليهتف آسر بمزاح :
ـ طيب اللي يناديك دلوقت يقول أي إسم
تحدث زين بجدية :
ـ الاسم اللي الكل ب يناديني بيه دلوقت زين .. قولي بقى بتخطط لايه عاوز تعمل إيه
آسر بتفكير فهو كان ينوي أن يقيم في اليونان لكن بعد لقائه ب زين يظن أنه من الأفضل له أن يظل في لندن :
ـ أنا معايا مبلغ كويس بس أظن هحتاج شريك و أنا مش عارف أي شخص هنا كمان نظام الشغل
زين بجدية و غموض :
ـ أنا عندي شريك مناسب هو هيساعد في رأس المال بس إنت عليك الإدارة
آسر بتعجب و عدم فهم :
ـ مين هيوافق يشارك واحد ميعرفش عنه حاجة
هتف زين بهدوء :
ـ أنا هساعدك في الإدارة لغاية ما تقف على رجلك وبعد كده إنت المسؤول الأساسي أنا هكون وسيط بينك و بين الشريك
تنهد أسر بهدوء هذه فرصة جيدة لن يستطيع أن يحصل على فرصة مثلها مرة أخرى ليوافق بدأ زين بالاجراءات ليجعل شقيقته الشريكة مع أسر لتبدأ مرحلة جديدة في حياته .. علمت لمياء بأنه سيظل في لندن لتقرر الذهاب إليه و العمل معه في البداية كان زين يساعده حتى أصبح يعلم كل تفاصيل السوق الأوروبي و ليس الإنجليزي فقط ليحقق نجاحاً كبيراً في أول عامين و استطاع الحصول على مكان وسط الكبار