-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 3 - 1 - السبت 13/1/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثالث

1

تم الشر يوم السبت

13/1/2024


عندما أرحل وتفيق من غيبوبة غرورك 


ستدرك أن من رحل كان شيئاً لن يتكرر 


في حياتك

❈-❈-❈



قبل شهر مساءً

عاد من عمله كان والده جالسًا بالحديقة مع والدته 

-مساء الخير ياحضرة اللوا 

ابتسم والده 

-مساء الفل ياحبيبي، متأخر ليه كدا..جلس بمقابلته واردف

-مفيش راكان كان عندي وقعدنا شوية ومحستش بالوقت 

صمت للحظات وتسائل

-ليه عايز تعمل شراكة مع يعقوب المنسي يابابا، احنا مش محتاجين

تراجع جواد بجسده متكأ على المقعد، ثم أجابه 

-عجبتني فكرة المدارس دي، الصراحة عز اقنعني جدا بيها، غير إنه هيكون خاص ب عز وأوس، لو عايز تدخل معاهم ..قاطع حديث والده

-لا ..مش عايز،أنا عرفت بالصدفة من راكان، فاستغربت

لحظات من الصمت المقتول بينهم، بتر هذا الصمت جاسر

-بابا ممكن أتكلم معاك بصراحة..وصلت غزل بقهوة جواد 

-جاسر!!..  ايه ال أخرك كدا حبيبي، انا فكرتك فوق عشان مراتك منزلتش للعشا

-لسة واصل ياماما، تلاقيها نايمة

-غزل خليهم يجهزو عشا لجاسر وفيروز ..طالعته غزل متسائلة 

-طيب لما يطلع وياخد شاور..

لا روحي خليهم يجهزوا الأكل، عايز جاسر شوية

اومأت متفهمة فتحركت للداخل دون حديث..ابتلع ريقه بصعوبة من نظرات والده 

-من إمتى واحنا مابنتكلمش غير بالصراحة ياجاسر

انحنى مستندا على الطاولة

-حضرتك مخبي عليا إيه يابابا، حاسس انك بعيد عني اوي، ومتقولش مفيش، أشار على قلبه وتحدث بصوتا مكتومٍ وكأن هناك مايعيق تنفسه

-دا يابابا مش مرتاح، حاسس بينا سد، ومش من النهاردة من زمان اوي 

سحب جواد نفسا وزفره بهدوء حتى يعرف بماذا سيجاوبه، ثم رفع نظره وتحدث

-هتزعل مني ياجاسر، وانا يعز عليا زعلك ياحبيبي..نهض من مكانه واتجه يجلس بجوار والده، وأمسك كفيه يقبلهما 

-بالعكس يابابا، هتريحني، احسن مااشوف نظراتك الغامضة دي، بابا أنا تعبان، حاسس اني مش عايش، ودا عشان حاسس ان حضرتك زعلان مني وانا مش عارف سبب زعلك

جذبه جواد لأحضانه يربت على ظهره 

-أنا مش زعلان منك ياأهبل، أنا زعلان عليك..خرج من أحضان والده قاطبا جبينه 

-مش فاهم حضرتك..دقق جواد النظر بعيناه لعدة لحظات 

-اهو دا ال مزعلني منك ياحضرة الظابط، انك بتحاول تستغبى ابوك 

ضيق عيناه متسائلا:

-مش فاهم قصد حضرتك يابابا

اصدر جواد إيماءة خافتة 

-هعمل مصدقك يابن جواد..انت قولت نتكلم بصراحة، بتر حديثهم رنين هاتف جواد ..رفع نظره الى ابنه، وبعد أن قرر أن ينهي الاتصال إلا أنه أجاب ونظراته على ابنه

-حبيبة عمو..ايه قولتي هروح اعمل كنافة لعمو ومرجعتيش، فشلتي ولا إيه

❈-❈-❈


ضحكت جنى بنعومة وأجابته

-لا ياحبيبي، دا بابا بيقول لحضرتك تعالى عندنا وناكل كلنا عمايل جنى...ابتسم جواد وهو يستمع لحديث صهيب

-تعالى هنا ياجواد عشان لو تعبت بعد حلويات جنى نعرف نسيطر على الوضع

قهقه جواد بصوت مرتفع قائلا

-لا متخافش جنى شاطرة والكنافة بالمانجو بتعتها لذيذة، ابعت بس ومتتلأمش ياصهيب

قهقه صهيب مردفا:

-وأنا قادر عليها ياخويا، دا بتقولي عمو جواد يدوق الأول وبعد كدا الكل، شوفت البت باعت ابوها عشان عمها 

-أنا مش عمها ياصهيب أنا ابوها، ولا إنت عندك شك في كدا 

-طبعا ابوها ياحبيبي ..هبعتلك زهرة بالكنافة، ولا اجبهالك ونكلها مع بعض .. 

عمو حبيبي حضرتك تطلب وجنجون تنفذ من غير نقاش، دا انت الغالي ياعمو

شاكسها صهيب

-دا لجواد ياجنى، وبابا برة المنافسة، طبعت قبلة على وجنتيه 

-لا ياحبيبي انت العشق كله..قهقه جواد قائلا

-صهيب الغيور


لمعت عيونه على حديثها، ونظر للبعيد، وجد جواد حازم دالفا من البوابة الرئيسية 

نهض متجها إليه: 

-اخيرا اتقابلنا..صفع باب سيارته بقوة وأشار بسبباته 

-جاسر، ابعد أنا مش طايقك قدامي..جذبه جاسر من تلابيبه 

-تعالى يلا، لازم نتحاسب، من زمان وأنا بضغط على نفسي، بس خلاص جبت أخرك معايا 


دفعه جواد بغضب

-زعلان عشان قولت لمراتك، انك بتحب جنى، ماكلنا عارفين حبكم لبعض، وبعدين ماأنا فهمتها 

تذكر تلك الليلة 

فلاش

-أنا عارفة ياجاسر انت مش عايز تمشي من هنا ليه، عشان جنى

مسح على وجهه بغضب، ثم اقترب يمسكها من رسغها بعنف

-لاحظي انك مراتي ياهانم، ومش بس كدا، لا بتتهمي جوزك بالخيانة، وكمان دي بنت عمي ال كل شوية تقلي منها 

-فيروز جنى وجاسر بيحبوا بعض، قالها جواد المتكأ على سيارته

استدار جاسر ينظر إليه بذهول

-انت بتقول ايه ياحمار..اقترب جواد منهما ونظر إلى فيروز 

هقولك على حاجة

من 15 سنة كان فيه أربعة في البيت دا محدش يعرف يفرق بينهم، ولو واحد منهم عمل حاجة غلط وخالو يسأل مين ال عمل كدا، الأربعة يردوا في نفس الوقت انا 

ابتسم على ذكريات طفولتهم ..جلس أمامهما وأشار إلى جاسر

-كنت بغير منكم ونفسي.  اكون معكم، ثم استدار إلى فيروز 

-وسنهم مش واحد، بس لما تقعدي مع حد فيهم تحسي أنهم سن واحد 

قطبت مابين حاجبيها متسائلة 

-مش فاهمة...أشار على جاسر موضحا 

-عز أكبرهم28سنة وجاسر26وربى20 أما جنى 22لمعت عيونه بدموع الحزن وأكمل، ودول فضلوا مع بعض لحد ماانا بكلمك مع اختلاف بسيط

-عز حب ربى واتجوزها، اتجه لجاسر وأكمل حديثه

بس مش معنى كدا أن جاسر بيحب جنى الحب ال في بالك ، دول صعب تفهمي الكيميا ال بينهم، بدليل جاسر ساعدني في موضوعنا، وكمان هو حكى لجنى عنك، فحبهم اخوي، متخليش شيطانك يلعب بيكي


تصبحو على خير...قالها جواد وتحرك..اسرع جاسر خلفه 

-استنى يلا، انت مفكر نفسك لما تقول الكلمتين دول مش هحاسبك 

أشار على فيروز التي جلست تنظر بشرود..ثم ربت على كتفه 

-جاسر، روح شوف مراتك، ومتنساش إنها حامل، نتكلم بعدين


❈-❈-❈


خرج من شروده على حديث جواد

-لو هتسأل عن موضوع جنى، مفيش حاجة بينا غير القرابة دلوقتي، جنى زيها زي تقى، وياريت مانتكلمش تاني في الموضوع دا 

تحرك مغادرا متجها إلى جواد 

-مساء الخير ياخالو

رفع جواد وجهه من على هاتفه 

-جواد!!

اخيرا شوفتك يابني، جلس جواد بمقابلته 

-كان عندي شغل كتير الايام ال فاتت..المهم كنت طالب من حضرتك طلب اتمنى توافق عليه 

وصل جاسر إليهم وجلس بجواره منتظر حديثه 

-عايز انقل من القاهرة، ومحدش هيساعدني غيرك ..

-مستحيل ومتحاولش تقنع خالك بحاجة، مستحيل اوافق على كدا، ولو فتحت الموضوع تاني هنزعل من بعض..أتى إلى أن يتحدث، قاطعهم وصول صهيب ونهى وجنى 

-دا الشباب هنا كمان..قالها صهيب بمرح..نظرت نهى حولهم 

-غزل فين...أشار جاسر برأسه على المنزل 

-فوق ..زمانها جاية..تحركت نهى للداخل وهي تحمل بيديها صحنا من الحلويات 

أشار إلى جنى بالجلوس..اتجهت بنظرها إلى جواد 

-جواد ممكن نتكلم شوية مع بعض، بعد اذن بابا وعمو جواد طبعا

رفع رأسه اليها، دقق النظر بها فهو لم يراها منذ فترة

-روح شوف بنت خالك عايزة ايه وبعدين نكمل كلامنا

نظرت إلى صهيب الذي هز رأسه ..تحركت أمامه متجهة إلى المسبح بمقابلتهم 

جلس وأشارت له بالجلوس 

جلس بجوارها على الأريكة على بعد مسافة

ابتسمت له وتحدثت 

-على اد ماعانيت منك بس بحترمك جدا ياجواد..استدار بجسده إليها 

-عارف إني ظلمتك معايا، وبتمنى متزعليش مني

مازالت الأبتسامة على وجهها 

-أنا سامحتك من وقتها، اقتربت منه برأسها ونظرت لمقلتيه قائلة 

-عارف ليه يابن عمتي..انسابت دمعة من جفنه رغما عنه، واومأ برأسه 

-عشان محبتنيش ياجنى مش كدا..قالها وهو يزفر الهواء المكبوت بصدره على دفع 

وعيناه تتجول المكان حتى لا ينهار أمامها 

أطبقت على جفنيها وذهبت بنظرها للجالس الذي يحاوطهما بنظراته 

-دا نصيب ياجواد، حاولت وأنا حاولت وفي الاخر لقينا نفسنا بنلعب على بعض، أنا سامحتك، وانت كمان سامحني، وابدأ حياتك مع واحدة تقدرك

صمتا مقتولا تبعه تنهيدات متحسرة منهما فأكملت 

-بلاش هروبك من التجمع العائلي بسببي لو سمحت، جواد انا بحبك وبحترمك كأخ، ذيك زي عز 

نهض يشعر بلهيبا يشعل بصدره

-بتمنالك السعادة يابنت خالي، بس عايز أكدلك حاجة مهمة

انا حبيتك بجد ياجنى، يمكن أكتر من حب أي حد تاني ..قالها وتحرك سريعا متجها لمنزله..ظلت نظراتها على ذهابه، إلى أن شعرت بأحدهم يجلس بجوارها وعلامات الاستفهام على وجهه إلى أن تحدث:

-كنتي عايزاه ليه؟!

استدارت بنظرها إليه 

-هو أنا وحشة ياجاسر...صدمته بسؤالها الذي اخترق روحه، وتهيج قلبه من حزنها البادي في سؤالها،ف شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه وهمس بتقطع:

أنتِ أجمل بنت شفتها عنيا، تبسمت تهز رأسها رافضة حديثه

-وأجمل بنت دي وجعت قلب مالوش ذنب غير أنه حبني وبس، حاولت والله ياجاسر ومقدرتش، عارفة أنه ندم، وعارفة كمان مشاعره حقيقية، بس مش عايزة اوجع قلبه أكتر من كدا، لما سألتك أنا وحشة، كان قصدي انا مؤذية بقيت أذي ال جنبي من غير ماأحس 

-طيب مش هتقولي ليه قولتيلي يوم الفرح انك بتحبيه، مع أنك لسة قايلة حاولتي

نهضت بعدما أيقنت أنها وقعت في اسئلته المأسوية لكل منهما 

-اقعدي ياجنى متهربيش زي كل مرة، من حقي اعرف ايه حكايتك

تراجعت خطوة للخلف 

-لازم أمشي،عندي شغل الصبح..جذبها من كفيها، شعرت برجفة من ملامسته، رغم أنها لم تعد المرة الأولى، إلا أنها اليوم غير كل مرة 

نهض واقترب منها، زاغت نظراتها مع رجفة جسدها ومازال كفيه يحتضن كفيها 

سكون مشحون بمشاعر مختلطة بدقات قلوبهما، ارتفعت وتيرة أنفاسها حتى كرهت نفسها من ضعفها البائن بحضرته، فهمست وهي تسحب كفيها 

-مفيش حاجة، انا كنت مخنوقة شوية ومش عارفة بقول إيه

حانت منها نظرة لعينيه التي تخترقها بصمت 

-فيه مؤشرات بتوصلني بتوجع قلبي يابنت عمي، ويارب المؤشرات دي تكون وهم 

بهتت ملامح وجهها بالكامل، حتى شعرت بإنسحاب روحها ، فحركت شفتيها المرتجفتين بضعف 

-متخليش دماغك تلعب بيك ياحضرة الظابط احنا كبرنا، ووقت مااحتاجك أكيد هقولك 

استدرات للتحرك ..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره، رفعت نظرها إليه بذهول 

-جاسر انت اتجننت، ال يشوفنا يقول ايه، بص كدا وشوف عمو نظراته علينا 

-مين ال قصديه يوم فرحي ياجنى، هز رأسه منتظر حديثها ودقات قلبه صاخبة، تمنى أن تطمئن روحه، حينها فقط سيهدأ من وخزه الذي بدأ ينغص حياته

رفعت نظرها وتقابلت نظراتهما..صمتا مؤلم عندما تعجز الألسنة عن الوصف الذي تشعر به القلوب ..ترقرق الدمع بعيناها 

-بتوجعني ياجاسر، سيب ايدي، ومتنساش انك دلوقتي ابن عمي وبس، حتى كلمة اخويا دي معدتش تنفع بينا

ضغط على رسغها بعنف، يزمجر بغضب 

-مش هسيبك الا لما تجاوبي، حاولت التملص من كفيه

-جاسر متتجننش، مراتك لو جت هتسمعني كلام يوجع، يرضيك كدا..تراجع يمسح على وجهه بغضب، ثم اتجه الى شقته دون حديث آخر..


❈-❈-❈


جلست بمكانه بعد ذهابه تتنهد بحزن 

-لسة جاي تسأل ياجاسر، وياترى نظراتك دي وراها ايه، بتمنى مايكنش ال حسيته يابن عمي

شعرت بأحدهما خلفها..جلس بجوارها دون حديث

-وبعدين، هتستني لحد مايقولك ياخطافة الرجالة، زي مازفتة فيروز بتلقح عليكي بالكلام 

طالعته بنظرات مؤلمة تخرج من بين ثنايا روحها ثم أردفت

-أنا موافقة اعمل جنى جديدة ياعز، ووعد هتلاقي جنى غير ال ربتها وعرفتها

مرت الأيام سريعا وتغير الكثير في حي الألفي، ربى التي أوشكت انتهاء عامها الجامعي السادس، وجنى التي تميزت بذكائها بمجال عملها بشركة هندسية بمجال عملها 

وهدأت فيروز بعض الشئ، ورغم هدوئها إلى أن توطدت علاقتها بوالدتها مرة أخرى بعد ابتعاد حياة عنها 

بأحد الأيام دلفت إلى رئيس عملها 

-مستر يعقوب، دا الفايل ال حضرتك طلبته ..طالعه لبعض الدقائق

-انه مذهل حقا، سوف نحدد اجتماعا قريبا، ولكن لم أعتقد أنه سيكون بالقاهرة، سنجلس سويا فيما بعد ونرى ماذا سنقرر

دلف عز بابتسامته 

-ممكن اخد اختي ياحضرة المدير...ضحك يعقوب بصوته الرجولي وأشار عليها 

-أنا اتنبأ لها بمستقبل مبهر حقا

حاوط عز أكتافها ثم طالعها بنظراته:

-هو إحنا اي حد برضو، دي بنت الألفي ياسيد يعقوب 

نهض يعقوب وهو يشير بيديه 

-حقا لقد اعجبتني كثيرا بتلك الفترة القليلة 

-شكرا لحضرتك مستر يعقوب..بعد إذنك لازم نمشي

اومأ براسه، تحرك عز مردفا

-هنستناك النهاردة على العشا، ومفيش اعذار، دا أمر من حضرة اللوا ذات نفسه

-سأحضر بالموعد لا تقلق 

بمنزل سحر والدة فيروز 

-وبعدين ايه ال حصل

هزت أكتافها للأعلى 

-ولا حاجة، دلوقتي مفيش غير أنه لو طلع من حي الألفي مش هيكون عايش 

مسدت على خصلاتها ونظرت لعيناها

-خليكي وراه، واوعي يتحكم فيكي، زي مافهمتك، وبلاش كل شوية يقعد جواد الألفي يحسسك بنت مجرمين 

انعقد لسانها وتاهت بحديث والدتها فأردفت:

-بس كل لما اعمل حاجة من ال بتقوليها ياماما جاسر يبعد عني اكتر، مشيت وراكي ومخلتوش يقرب مني، غير عدم اهتمامي بيه وكأنه مش موجود، خايفة اخسره بجد 

أشعلت والدتها سيجارا وتعمقت بنظراتها 

-لسة بتدويشه بالبت بنت عمه دي..زفرت وهزت رأسها

-لا..ماهو ياماما،معدش بيقعد معايا زي الأول، انا حاسة اني اتسرعت لما سمعت كلامك 

نفثت دخان سيجارها مستنكرة حديثها

-كنتي مستنية ايه لحد ما يدخل بيها عليكي ويقول مراتي

نهضت تفرك كفيها ثم تحدثت بتيه قائلة:

-ماما من وقت مامليتي دماغي وجاسر بعد، مكنش كدا، معرفش ايه ال خلاني اسمع كلامك بس، والبنت طيبة ومشفتش منها حاجة ابدا، وعمرها مااتجاوزت حدودها

نهضت وصاحت غاضبة:

-بصي يافيروز خلينا نكون صرحة مع بعض، انتي دخلتي عيلة الألفي عشان تنتقمي لأبوكي وعمك، سيبك من شغل الحب دا، لازم تجمدي، وتضغطي عليه، تقولي جنى تقولي عز المهم تعملي مصيبة العيلة دي، انا مش هرتاح غير لما اخد حق ابوكي وعمك واخوكي ..ايه نستيهم 

انسابت عبراتها تهز رأسها رافضة حديثها

-ماما أنا بحب جاسربجد، معرفش ليه سمعت كلامك، انا عايزة اعيش مع جوزي واربي ابني، انا اتجوزت جاسر عشان بحبه مش عشان انتقام 

رفعت حاجبها ساخرة 

-عشان كدا عايزاه يسيب بيت ابوه ياعنيا ..اسمعيني ودا اخر كلام عندي، وبكرة يرموكي زي الكلبة وياخدوا ابنك..لازم يكون عندك بيت لوحدك، متخليش حد يقعد يذل فيكي ويقول بنت مجرم، ابوكي مات شريف

جمعت أشيائها وحملت حقيبتها وتحركت بخطوات متعثرة لا تعلم ماذا عليها فعله، هي تحبه، ولكن حديث والدتها شتت أفكارها


الصفحة التالية