-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 2 - 2 - الأحد 7/1/2024

  

 قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني

2

تم النشر يوم الخميس

11/1/2024


بفرحة الأشقاء ، كانت تضمها ولا تريد تركها، معبرة عن غبطتها بذلك الخبر الذي اسعد جميع من في المنزل، وقبلهم عائلة عمها والد زوجها، والذي لم يكن موجودُا حتى الاَن:


- يا فرحتي بيكي، يا فرحتي بيكي يا احلى روح، وربنا ما فرحت بحد من خواتي كد ما فرحت بيكي .


تماسكت الأخرى بصعوبة عن البكاء ، حتى لاح الغشاء الرقيق بمقلتيها، لتردف بصوت بح من فرط ما ينتابها من الداخل:


- اقسم بالله ما كنت مصدجة، حتى وانا بقرأها بنفسي، لحد آخر لحظة عمال اكدب عنيا.


عقبت نادية بمرح وهي تجلسها على طرف التخت بجوارها:

- وتكدبي نفسك ليه يا بنتي، مادا شيء عادي انه يحصل، مدام الأمور ماشية بشكل طبيعي بين الراجل وزوجته، ومفيش اي موانع والحمد لله.


- يا بنتي عارفة والله، بس هي الحكاية اني مكنتش متوقعة انها تحصل بالسرعة دي، وكأن ربنا بيرطب على جلبي بعد ما رضيت بنصيبي،  وسيبت حمولي عليه. 


قالتها بصدق التمسته نادية مع كل كلمة خرجت من القلب، لتتشجع وتسألها بفضول:

- يعني انتي فعلا رضيتي بعارف؟ طب وحب عمرك وانتظارك بالسنين، دا كله جدرتي تنسيه، اسفة لو هدخل في اللي مليش فيه.


تبسمت لها متقبله تدخلها، وردت تجيبها:

- لو اجولك اني نسيت ابجى كدابة وبضحك عليكي، انتي بنفسك ذكرتي عن عذاب الانتظار والسنين، بس انا كنت بين نارين، بين اني اتمسك بحبي وساعتها اتحمل الكلام اللي هيتجال، وتبجى خناجر تتغز في ضهري وبين اني اثبت للكل اني هامتي عالية وراسي مرفوعة، حتى لو على حسابي جلبي،  انا بجى اخترت التانية وربي الأعلم بحجم التضحية اللي جومت بيه، لكن على كد الصبر بيكون اللطف،  عارف كل يوم بيثبت لي ان حبه ليا حالة خاصة، بعيدة تماما عن اي منطق او أي حسابات، وانا دخلت بجلبي وجولت ياربي ساعدني.


- طلبتي العون من ربنا وهو فعلا ساعدك وحط في جلبك الرضا، انتي بنت حلال وربنا كان كريم وجبر بخاطرك يا روح. 


تمتمت بها نادية بحالمية، وأعين تخرج قلوبًا، قبل ان تجفلها الأخرى بقولها:

- وانتي كمان يا نادية، تستاهلي غازي وهو يستاهلك. 

لاح على ملامحها الشفافة اعترضًا تلقفته الأخرى مستطردة:

- شكلك لسة معرفتيش غازي، هو اينعم مندفع وخشن في التعامل، عشان دي طبيعته، بس انا متأكدة انك يوم ما تعرفيه بجد، هتلاجي برا امانك،  هتلاجي حنان الدنيا كلها على صدره.


تأثرت بالكلمات رغم اعتراضها على الوصف، فهي لا تتخيل ابدا هذه الخصال في هذا الرجل الماكر، والذي دائمًا ما ينفذ اليها بطرقه الملتوية، حتي لا يعطي لها فرصة للهرب من براثنه،  يحاصرها بكل الطرق ، فارضًا عليها عشقًا لم تكن تعلمه، وهي التي تتمسك بذكرى من رحل، فتغلق على قلبها من اي هجوم قد يمس الذكرى العطرة.


- يا ستي انا بكلمك، سرحتي في ايه بس؟

هتفت بها روح تخرجها من شرودها، لتهديها ابتسامة في الرد عليها:

- يعني هكون في ايه بس يا ست روح؟ في كلامك طبعا .


- يعني كلامي اثر فيكي اها، رغم انك رفضاه

قالتها بمرح تزيد مردفة:

- ولسة كمان لما تدي لنفسك فرصة وتحبيه حتى نص ما بيحبك، هتلاجيه عيل صغير معاكي. 


- لا من الناحية دي اطمني، اخوكي بالفعل عجله صغير ولا معتز ابني، اللي يشوف الجتة والهيبة ما يتخيل ابدا العمايل اللي بيعملها .


قالتها بعفوية اضحكت الأخرى لتعلق بغموض:

- لا مدام وصلنا للمرحلة دي، يبجى شكلنا كدة جربنا، هانت يا جلب اختك. 


❈-❈-❈


بعدم تصديق تسمر بجلسته في مندرة المنزل الكبير، معطيًا كامل انتباهه لهذا المجنون الذي فاجئه بحضوره، مصدرًا كالعادة جلبة بالمزاح والضحكات مع كل من يقابله من بشر ، شباب من العائلة صادقهم، او حتى رجال عاملين لديه، حتى اذا أتى الدور عليه، وجه خطابه له، بعدما انصرف الجميع:


- ايه يا عم انت متنح كدة ليه في وشي؟ هي دي برضوا مقابلة؟ بايت في حضنك انا عشان تقابلني ببرودك ده؟


- يوسف. 

تمتم الأسم ضاغطًا بنبرة محذرة لم تؤثر في الاخر، ليتابع بمرواغته:

- مالك بيوسف؟ ما انا واقف في وشك اهو، عايز ايه بقى؟


ضرب بكفيه ليرد بنبرة قلقلة:

- يا حبيبي بلاش عمايلك دي وفهمني ايه سبب جيتك، ليكون في مشكلة في الشغل، انا على أخري الله لا يسيئك. 


عبس الأخير ليقابله بالرد مستنكرًا:

- يا نهارك اسود، يعني انت مكشر في وشي بهيئتك دي، عشان بس فاجئتك بحضوري؟ دا بدل ما تفرح بطلتي قدامك ، مخك يروح للحاجة الوحشة، لا سيدي اطمن مفيش مصيبة، انا بس جاي اديك العقد ده عشان تمضيه بنفسك، بصفتك شريكي عرفت بقى سبب حضوري؟


قال الاَخيرة، يخرج احد الملفات من حقيبته،  ليضعه امام غازي والذي امسك به يلقي بنظرة على محتواه سريعًا، قبل ان يعود اليه بعدم فهم :


- برضو مش فاهم يا يوسف، العجد دا ممكن يستنى على ما اجيلك، انا مش شايفه بالأهمية اللي تخليك تجي على ملا وشك من القاهرة .


- تاني برضوا هتقولي جاي ليه؟

هتف بها، يفاجئه بالنهوض عن المقعد المقابل لها، ليردف متصنعًا الغضب:


- دا انت غريب والله، دا بدل ما تشكرني ان مُخلص في عملي، وهاممني حاجة زي دي متتأخرش، حقيقي انسان جلياط. 


توقفت يتناول ثمرة تفاح كبيرة من الطبق المجاور لغازي، ليردف بعد قضمه لقطعة كبيرة، وهو يلوكها داخل فمه:


- انا خارج اديها طلة ع البلد،  ارجع الاقي الرجالة جهزولي الأوضة اللي بنام فيها كل مرة، وانت خد وقتك في مراجعة العقد عشان تعرف مدى أهميته، وتقدر اهتمامي، ياللا بقى ومن غير سلام يا قليل الزوق


راقب غازي انصرافه بعدما ذهب من أمامه ليعود لمطالعة العقد، قبل ان يرفع رأسه مغمغما بحيرة وتشتت:

- فينها أهميته دي؟ عجد زي اي عجد، وبتجول عليا انا اللي غريب يا يوسف.


❈-❈-❈


رفعت رأسها عن تنظيف ارضية المنزل، على الصوت القوي لصفق الباب، قبل ان يدلف اليها عائدًا من الخارج، بخطوات مسرعة توقف فور ان ابصرها بهيئتها تلك، فقد كانت ترتدي عباءة قديمة، وتلف رأسها بطرحة قماشية، وكأنها.......


- ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده؟ دا منظر؟

هتف بها مستنكرًا يبادرها بانتقاده، وجاء ردها العفوي:

- ماله شكلي، ما هو مينفغش البس حاجة زينة وانا بنضف،


- تجومي تلبسي مجطع زي الشحاتين، دا لبس عروسة مفروض انها متجوزة جديد؟!

صاح بغضب اشعرها بالحرج، لتتبلع الغصة، فتدافع بتبرير:


- والله كنت هتسبح والبس نضيف اول ما اخلص ، ما انا بعمل كدة كل يوم، اخلص حاجتي واتزوق من قبل ما تيجي، بس انت النهاردة جيت بدري جوي عن ميعادك.


عض على نواجزه يكبح غيظه بصعوبة، ليزفر دفعات من هواء مشحون بما يموج بصدره المحترق الاَن، مسح بكف يده على شعر رأسه بانفعال وصل اليها، لتسأله باهتمام:


- هو انت مضايج ولا في حاجة مزعلاك؟

- وايه هايضجني ولا يزعلني.

صدرت منه بعصبية الجمتها ، لتطرق برأسها نحو الأرض، ثم ما لبثت ان ترفع مرة أخرى على صوت استفساره:


- عملتي ايه في التعب اللي صابك من كام يوم. 

سألته بعدم انتباه:

- تعب ايه؟

تحفز يذكرها وهو يقترب منها:

- لما كنتي بتجولي ملكيش نفس، و.... مش عارف ايه تعباكي، هي برضوا مش كانت مغيباكي؟ ما معملتيش تحاليل ليه؟ او حتى كنتي عملتي اختبار ولا روحتي للدكتور؟


كان قد قرب رأسه منها وهو يتحفها بالأسئلة المتلاحقة حتى توترت في الرد:

- ولزومو ايه الدكتور؟ هي فعلا كانت مغيباني، بس دي بتحصل معايا كتير من جبل ما اتجوز حتى، واحيانا كتير بتتعبني، بس عادى يعنى....


الصفحة التالية