-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 29 - 3 الأثنين 8/1/2024

  

   قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة

  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع والعشرون

3

تم النشر يوم الأثنين

8/1/2024

❈-❈-❈

تحرك مسرعا خارج جناحه بعد أن تضايق من بكائها الذي زاد بعد صراخه بها ووقف أمام باب جناح ابن عمه وطرق طرقات متتالية وانتظر لحظات حتى يفتح له الطرف الآخر.


سمع فارس الطرقات فأبعد تلك التي غفت على كتفه وارتدى سرواله وفتح الباب فوجد مازن يقف أمامه بعيون محتقنة ووجه غاضب فتعجب الآخر من ملامحه الواجمة وسأله بشكل طريف:

-مالك يا عب سلام جاي تتخانق معايا ولا ايه؟


لم يضحك أو يبتسم وجهه ولكنه تكلم بصوت مرتفع غير مراعيا لتأخر الوقت أو حتى لاحتمالية استيقاظ الصغيرين:

-بقولك أنا بكره الصبح هكتب كتابي على چنى.


حدته بدت غير منطقيه فرفع فارس حاجبه وهو يسأله:

-ما تكتب بكره حد كان منعك؟


زفر بعصبية جعلت فارس يندهش أكثر وأكثر من حدته الغير مبررة:

-تمام أنا حبيت أعرفك عشان تعمل حسابك.


حاول المغادرة ولكن كانت يد فارس الأسبق بالتمسك به وإيقافه ونظر له بتدقيق متسائلا:

-هو في ايه اللي حصل فهمني؟


لم يجب بل أطرق رأسه ناظرا للأرض ففهم فارس توا سبب حدته ووجوم وجهه فكبت غيظه حتى يتأكد:

-فهمني مالك يا مازن عشان دماغي بتلعب بيا جامد أوي في اللحظة دي.


اذدراءه للعابه بذلك الشكل أكدت شكوك فارس فسأله بشكل مباشر:

-أنت حصل بينك وبين چنى حاجه؟


ظل على صمته وعلت أنفاسه أكثر فلكمه فارس بكتفه لكمة كادت أن تسقطه أرضا وهو يوبخه بشكل حاد:

-أنت حيوان يلا؟ مش قادر تنظف أبدا.


تضايق مازن وعقب عليه:

-دي مراتي والمسأله كلها شكليات وورق و...


قاطعه فارس ممسكا إياه من تلابيبه:

-يا حيوان ده زنا، هي مكانتش مراتك من الأساس عشان تقولي مراتي وورق وشكليات وأنا عارف ومتأكد انك فاهم ده بس هو الو** مبيحبش النضافه ابدا.


زفر مازن بحدة من توبيخه وسبه بهذا الشكل فصاح بفارس:

-أنا بقالي اكتر من 4 شهور وانا بعيد عنها، لو مكاني مكنتش قدرت تصبر 4 اسابيع ومش 4 شهور وكان زمانك اترميت في حضن أي واحده و...


قاطعه فارس بعد أن لوى ذراعه خلف ظهره بغلظة:

-أنا من ساعة ربنا ما تاب عليا لا لمست واحده غير مراتي ولا فكرت زيك كده، عايز يحصلك ايه اكتر من اللي حاصل لك عشان تتعظ يا حيوان!


دفعه بعيدا فاختل توازنه وكاد يسقط، ولكنه استند على الحائط وفارس يكمل توبيخه:

-والحماره التانيه اللي كل شويه توقعنا في مصيبه من أفعالها المتخلفه، بس عامله فيها بتفهم وهي أغبى منها مشوفتش.


ظل مازن يصر على أسنانه فاستمع فارس لصوت اصطكاكهم فدفعه بقبضته وهو يسبه:

-متغاظ من كلامي يا جحش؟ ده أنا هفرمك انت وهي يا شويه حيوانات.


وكأن أمامه فرصة للرد او للدفاع عن نفسه فصمت مطرقا رأسه وسأله:

-هو الجواز مش قبول؟ وأنا وهي قابلين وعايزين بعض و....


قاطعه فارس موضحا:

-وإشهار، ولا أنت هتاخد نص الآيه ولا تقربوا الصلاة وخلاص على كده؟


عقب عليه بعد أن بلل شفتيه بطرف لسانه:

-خلاص وأنا بشهر قدامك أهو إن چنى مراتي من اللحظه دي ومش ناقص غير الورق اللي هو شكليات.


تنفس فارس بحدة والآخر يكمل:

-وبصفتك ولي امرها ووكيلها جاي أعرفك إن الورق ده هيتعمل الصبح.


ابتسم فارس بمرار وهو يرد على حديثه:

-اولا أنا لا ولي أمرها ولا وكيلها، الهانم ما شاء الله عليها بقت كبيره وأم ومبقتش تحتاج ولي أمر والأهم من ده أنها مش بكر عشان تحتاح وكيل.


حاول التحدث والرد عليه ولكن فارس لم يمهله الفرصة وأكمل:

-وثانيا يا اللي عايز تستنى للصبح فداده حنان كانت معايا ع التليفون بتطمن عليا وبعدها ب10 دقايق ماتت فأنت بقى ضامن نفسك وعمرك للصبح؟


أثر حديثه به فتكلم راجيا:

-طيب يا فارس هاتلي مأذون دلوقتي وانا اكتب عليها ومن فضلك لآخر مره هطلب منك أنك تقف جنبها وتخليك معاها، چنى صغيره لسه مكملتس 23 سنه وشافت اللي محدش شافه وحقيقي وجودك هيفرق معاها لأنها منهاره من العياط من ساعة اللي حصل.


ضحك فارس بسخرية:

-خدتها غصب ولا ايه؟


نفى وهو يوضح:

-أنت أكتر واحد عارف أن ساعات الواحد مننا بيفقد التحكم بنفسه و...


قاطعه فارس مؤكدا بثقة لا مثيل لها:

-أتكلم عن نفسك وعنها متجمعش، ولو بتقارن بينكم وبيني انا وياسمين فمقارنتكم خسرانه وفيها اهانه كبيره جدا ليكم ﻷن في الوقت اللي كنت فيه ناسي الحلال والحرام فياسمين مسمحتش بالتجاوز بينا يوصل لكده وانا مش بقول أنها قديسه بس على الأقل عندها حدود، وبعد الطلاق أنا ردتها لعصمتي بكلمه مني لكن وضعك انت وچنى مختلف لأنها مكانتش على ذمتك من الأساس.


تنهد مازن وتوسله:

-طيب عشان خاطري اعمل اللي طلبته منك المره دي، عشاني أنا.


نفخ هواء فروغ صبره من رئتيه وأومأ وهو يدفعه بعيدا عن الباب:

-خلاص روح اتنيل ألبس انت وهي وانا هتصرف، وصحي أبوك.


صفق الباب خلفه بحده فاستيقظت ياسمين على إثر الصوت العالي واستيقظ الصغيرين أيضا فنهضت بلهفة تسأله باهتمام:

-في ايه يا فارس؟


لم يجب بل أمسك هاتفه وحرك أنامله على شاشته متصلا بمحاميه والذي أجاب بعد عدة رنات فلم يتكبد فارس عناء إلقاء التحية عليه وهتف بصوت غاضب:

-ايوه يا محفوظ، شوفلي مأذون وهاتو وتعالى حالا على ڤيلا الدكتور مراد.


حاول محفوظ التعقيب عليه ولكن جاء حديثه الصارم لينهي الأمر:

-متتاخرش، ساعة بالكتير وتكون هنا.


أغلق الهاتف ودلف المرحاض ليغتسل وخرج يغطي نصفه الأسفل بمنشفة ووقف يرتدي ملابسه في حين توجهت ياسمين للصغيرين تحاول إسكاتهما وربما عودتهما للنوم فلم تحاول التحدث معه وهو بتلك الحالة، ولكن قادها فضولها لتسأله:

-ممكن أفهم في ايه؟


أجابها وهو  يصر على أسنانه:

-مفيش يا ياسمين، نيمي الولاد وارجعي نامي.


تضايقت منه فتركت الصغير جاسر بفراشه واقتربت منه تتعلق بعنقه وابتسمت له لتخفف عنه ما بداخله وسألته:

-مالك بس يا حبيبي؟ كنا كويسين من شويه ايه اللي حصل فجأة؟


اختفت شفتيه بداخل فمه من كثرة عضه عليهما ورد محاولا إخفاء نبرته الغاضبة:

-سي مازن مصمم يكتب انهارده واتعصبت عشان صحاني بس.


بالطبع شعر بالخجل من إخبارها فعلة أخته ورفيق دربه المحرمة؛ فآثر على الكذب علها تصدقه فابتسمت له وأومأت لتعود لحمل الصغير الذي ظل يناديها:

-ممام ماما.


عادت تقف أمامه وجاسر بيدها يمد ذراعيه نحو والده يريده أن يحمله هو:

-بابا، بابا اوبح.


ضحكت وحاولت المزاح معه:

-ما تاخد جاسر شاهد معاك على عقد الجواز، ده بقى راجل خلاص.


نجحت أخيراً باضحاكه فاقترب منها وقبلها من وجنتها فعاد الصغير لدفعه بعيدا عنها مظهرا غيرته على والدته فصر فارس على أسنانه ووبخه:

-يا بني ابعد عني يا بني، دي مراتي متخلنيش اعملها معاك.


قبلته ووضعته بفراشه وتسائلت:

-أنت مش عايزني معاك؟


رفض محركا رأسه وهو يفسر كذبا:

-هنكتب تحت مش بره البيت اصلا وبلاش عشان أنا نازل بعد محايله مازن ليا وأنتي عارفه اني زعلان من چنى


ربتت على كتفه وتكلمت برقة:

-معلش يا فارس أعذرها، چنى صغيره وكانت عايشه متدلعه من باباها ومامتها وفجأة خسرت الأتنين وهي مش عارفه أنك اللي فاضل لها وبتحاول تضغط عليك عشان تعمل اللي هي عيزاه.


لم يعقب على حديثها ولكنه اختار الابتسام ومسح براحته على ظهرها:

-نامي انتي وأنا هخلص واطلعلك بسرعه.

الصفحة التالية