رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 29 - 4 الأثنين 8/1/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل التاسع والعشرون
4
تم النشر يوم الأثنين
8/1/2024
هاتفت توأمها فاستقيظت الاخرى ترد بخمول:
-عايزه ايه يا شيري أنا طول اليوم بشتغل وعندي اجتماع الصبح.
ردت عليها بشكل متوار:
-ﻷ ما اجتماع الصبح اتلغى.
اعتدلت بجلستها تزفر بضيق:
-متصله بيا الساعة 1 بالليل عشان تقوليلي الاجتماع اتلغى! ايه اللي لغاه ده يزن بيه مأكد عليه عشان بيخلص صفقة التصدير لنيجيريا و...
قاطعتها تخبرها:
-ما هو يزن في المستشفى ومظنش يقدر يحضر اجتماعات بكره فخلاص كده الاجتماع اتلغى.
بالطبع أرادت التلاعب بها وهي تعلم المشاعر التي يكنها لها يزن ورفض توأمها الصريح لتلك المشاعر؛ فأرادت أن تستنتج من ردة فعلها إن ما كانت تحمل بداخلها مشاعر تجاهه وتكابر فقط أو أنها فعلا لا تكن له أي مشاعر.
صمتها جعل شيرين تسألها:
-أنتي نمتي تاني ولا ايه؟
نفت متسائلة:
-هو حصله ايه؟
تلاعبت معها وقد اتسعت بسمتها ﻷذنيها:
-قصدك مين؟
صرخت بها بحدة:
-يزن يا شيري أنتي هتتغابي، ماله دخل المستشفى ليه؟
أجابت من واقع ما علمته من زوجها الذي يرافقه الآن بتلك اللحظة:
-طلع عنده حصوات على الكلى والدكاتره قالوا لازم عمليه عشان حجمهم مينفعش يتفتت بالموجات فبيحضروه وهيعملوا عمليه الصبح.
ارتبكت وهي تسألها:
-فجأة كده؟
ردت وهي تحمل صغيرها الذي ظل يصدر أصوات أعتراضه لوالدته على تركها له:
-ساجد بيقولي انه بقاله فتره بيجيله وجع وهو مطنش بس انهارده الوجع زاد ومقدرش يستحمله.
صوت أنفاسها جلعت توأمها تهتف متسائلة:
-ينفع تيجي تباتي معايا عشان ساجد هيفضل مع يزن؟
نظرت للوقت فرفضت مبررة:
-الساعه عدت 1 بالليل يا بنتي، هجيلك بكره.
رفضت راجية:
-هبعتلك عربية بسواق وقولي لبابا وهو مش هيعترض، عشان خاطري يا نرمو.
نفخت بضيق ووافقت وأغلقت معها تنظر لإنعاكس صورتها بالمرآة وهي تضع راحتها على موضع قلبها تشعر بغصة لا تعلم سببها.
تركت غرفتها وتوجهت لغرفة والديها وطرقت الباب فأذن لها والدها متعجبا:
-خير يا بنتي فيه ايه؟
ردت تطمئنه:
-مفيش يا بابا بس شيرين عيزاني أبات معاها عشان ساجد بايت بره وخايفه تنام لوحدها.
اعتدلت هدى تتذمر منهما:
-انتي وهي مبقاش فيكم عقل، هتنزلي دلوقتي عشان هي خايفه تنام لوحدها في الڤيلا اللي عليها حراسه ولا القصر الجمهوري!
رمقها محمود بنظرات حادة وعاد ينظر لابنته يومئ برأسه:
-طيب يا بنتي روحي البسي وأنا هوصلك.
ابتسمت له تخبره:
- لا يا بابا ما هي شيري هتبعت عربية بالسواق.
وصلت السيارة أسفل البناية ونزلت نرمين قاصدة منزل توأمتها ولكنها تفاجئت بالسيارة تأخذ طريقا مغايرا نحو المشفى فسألت السائق:
-هو احنا مش رايحين ڤيلة ساجد؟
نفى وهو ينظر لها بالمرآة التي أمامه:
-شيرين هانم طلبت مني أوصل حضرتك للمستشفى.
علت ضربات قبلها تشعر بالتوتر وترجلت تتخذ خطواتها طريقها للداخل فوجدت توأمها تقف بجوار زوجها فاقتربت منها تسألها:
-انتي يا بنتي مش قولتيلي عايزاني أجيلك البيت؟
أومأت وهي توضح كذبا:
-ايوه بس جيت اطمن على يزن وهروح معاكي عشان ساجد هيفضل معاه لحد بعد العملية.
حركت رأسها عدة مرات وتحركت صوب المقاعد المتراصة بالمشفى، ولكن أمسكتها شيرين تسألها بخبث:
-مش واجب برده تدخلي تسلمي على يزن وتتمني له بالشفا؟
تحرجت وهي ترى بعض من أفراد العائلة يستمعون لها فأضطرت أن توافق وتحركت برفقتها وهي تقرصها بغل في ذراعها هامسة:
-أنا فاهمة اللي بتحاولي تعمليه يا شوشو وبقولك بلاش تغلطي نفس الغلطة زي وقت مالك، سبيني براحتي ومتضغطيش عليا.
أومأت لها موافقة على حديثها وعادت للوراء وتركتها تدلف بمفردها بعد أن طرقت الباب فتفاجئت به يتقيئ بشدة ووالدته وفريق التمريض يحيط به يحاولون إسعافه فظلت واقفة بركن الغرفة حتى انتهى وأراح رأسه على الوسادة يتنفس بصعوبه من قورة الألم الذي يشعر به، ولكنه انتبه اخيرا لها فلمعت عينيه بشكل واضح لوالدته التي التفتت تنظر لمرمى بصره فجعدت جبينها عندما وجدتها نرمين التي اقتربت عندما أشار لها وتكلمت بحرج:
-ألف سلامه على حضرتك.
تحرجت من تأخر الوقت فقد تخطت الثانية صباحا فحاولت تفسير تواجدها بذلك الوقت:
-أنا كنت جايه أبات مع شيرين عشان هتبات لوحدها وقولت اطمن على حضرتك قبل ما نمشي.
ابتسم محركا رأسه باستحسان ونظر لوالدته يطلب منها المغادرة بعد أن خرج فريق التمريض هو الآخر فخرجت على مضض وأشار لنرمين بالاقتراب ففعلت بتردد:
-زيارتك دي فرقت معايا جدا يا نرمين، بجد شكرا.
انزعجت من وضعها ولكنها آثرت الصمت وتمنت له الشفاء:
-ربنا يقومك بالسلامة إن شاء الله.
تحركت لتخرج ولكنه اوقفها يسألها باحتياج:
-هشوفك بكره قبل ما أدخل العمليات؟
التفتت مرتبكة وتهربت من الرد:
-مش عارفه بس غالبا هقعد بفارس الصغير و...
قاطعها يرجوها:
-انا عارف موقفك من ناحيتي وفاهم إن زيارتك دلوقتي عشان انتي إنسانه ذوق بس ليا عندك رجاء واحد.
استمعت له بإنصات وهو يكمل:
-عايز أشوفك بكره قبل ما أدخل العمليات، الله اعلم بالأعمار وعايز آخر حاجه أشوفها تكون الإنسانه اللي بحبها.
ارتعشت أوصالها من حديثه وضاعت الحروف بين شفتيها فلم تجد نفسها إلا وهي تومئ له موافقة على طلبه فابتسم لها بسمة عذبة، ولكن عاد الألم يهاجمه فخرجت مسرعة تستدعي له من يسعفه.
❈-❈-❈
ب-بارك الله لكما وبارك عليكما.
انتهى المأذون من مهمته ووقع كل من فارس و محفوظ كشهود على العقد وغادر برفقة المأذون فتحرك فارس للمغادرة وهو يخبر مازن:
-خليك أنت مع مراتك وأنا رايح أشوف يزن.
وافقه فالتفت فارس يسأل زوجته وهو يقبل راحتها:
-عايزه تيجي معايا؟
وافقت فابتسم لها وهو يتحرك معها:
-أنا عارف انك مش بتحبي ولاد مروان عشان كده سألتك.
اسندت رأسها على كتفه بعد أن دلفا للسيارة وقبلت عنقه مؤكدة:
-أنا بحبك وبحب أي حاجه أنت بتحبها يا حبيبي.
نظر لها بغير تصديق وتعجب من وداعتها بهذا الشكل فسألها وهو يغمز بعينه اليسرى:
-هو ايه الموضوع، مش عادتك يعني تبقى مسالمه كده؟
تعلقت بذراعه وظلت تستند برأسها على كتفه وردت:
-بحبك، مستغرب ليه؟
ضحك وهو يعلم تماما أنها تتلاعب به فقط لينفذ رغبتها تجاه عائلتها فتمتم بصوت استمعت له بكل وضوح:
-ماشي، بس ده مش هيغير حاجه من قراري.
تجهم وجهها وابتعدت عنه فضحك عاليا بشكل أثار حنقها تجاهه وسخر منها:
-حمد الله ع السلامه يا ياسمين، ايوه كده أظهر وبان.
وصلا لباب المشفى فتقابلت وجها لوجه مع كل من شيرين ونرمين فهرعت تحتضنهما باشتياق والتفتت له بعد أن لاحظت توقفه عن السير ترجوه بعينيها؛ فاقترب منها وقبلها من وجنتها غير عابئ لا برجال أمن المشفى ولا بشيرين ونرمين المتابعتان لما يحدث وهمس بأذنها:
-مسموح لك تتعاملي براحتك تماما مع كل عيلتك مع عادا عمك أحمد وعمك محمود ولو اعترضتي همنعك عن الكل يا ياسمين.
رمشت نرمين تحثها على الموافقة فلاحظها فارس فابتسم لها وهو يعقب:
-اسمعي نصيحة توأمك.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
الصفحة التالية