رواية جديدة صراع الآلهة لمايسة الألفي - الفصل الأخير
قراءة رواية صراع الآلهة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية صراع الآلهة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مايسة الألفي
الفصل الأخير
20_زهرة الشفاء
اعتصر الحزن قلب برسيس وراحت تلف وتدور في حديقة العشاق لكي تشفى من ألم حبها لبجماليو لكنها تعشق حبها لبجماليو ولا تود الخلاص منه، تقترب من زهرة الشفاء لكنها تأبى الشفاء، إن العشق حين يتملك من القلب يزين له العذاب ويجعله شرابًا مستساغًا لذة للشاربين، ما أجمل أن يتوج قلوبنا حبٍ عظيم نسعى من أجل نصرته، نحارب الكون من أجل الفوز به لكن الأمر هنا غريب فهي تعشق رجل لا يعشقها وهنا في الأمر عذاب لا ينتهي، إذا لا مفر من زهرة الشفاء.
وراحت برسيس تبكي أمام الزهرة وتتخيل ملامح بجماليو الوسيمة تناديها بأن لا تتخلص من عشقة ولتحارب البشر من أجله فظهرت لها ملامح سامور يناديها أيضًا في الجهة الأخرى يذكرها بأنه عشقها القديم والذي عاشت معه أحلى أيامها لقد تحمل عذاب حبها الجديد وصارع من أجل إرجاعها عن الأمر، لم يهرب منها أو يستنكر خيانتها بل ظل على أمل عودتها لعله جالس في ركن ما من أركان الحديقة يفكر فيها، وفي غمرة صراع العاشقين على قلبها انتصرت لسامور، سامور الإله الذي تحمّل رفض أبيه زيوس وتحداه من أجل حبه لها بل وصارع بجماليو لاستردادها مرة أخرى، يالك من قوي يا سامور فراحت تناديه: أين أنت الآن يا حبيبي لتساعدني على الخلاص من عشقي لهذا الإنسي الذي لا يحبني، أين أنت يا منية النفس ويا بهجة الفؤاد يا ناصر الخير يا عادل ومحارب كل ظالم، إني أناديك بقلب نادم وروح بائسة تطلب الراحة في حضن أيامك الحالمة الجميلة التي طالما زينت أيامي.
وفجأة ظهر سامور خلفها مبتسمًا يناديها بحنان لقد وجدها عند زهرة الشفاء والتي أتى إليها هو الأخر لتشفيه من حبها لكنه تراجع عندما وجدها واشتم رائحتها الذكية والتي طالما عشقها راح يناديها ويلمس كتفها في حنان قائلًا: ألم يحن وقت اللقاء والعودة يا حبيبة القلب يا منية النفس يا جميلة الروح.
_ سامور، لقد كنت أناديك بقلبي الآن وها قد لبيت ندائي.
_ حبيبتي، وهل أتأخر عن من ملأت حياتي سعادة ونشوة.
_ أبشر يا سامور لقد قررت الشفاء من حبي للإنسي وسحر والدك اللعين وسوف أعود لحضنك، لحنانك، للمساتك، لطيبة قلبك.
_حقًا ما تقولين يا حبيبتي؟ أحقًا أنك قررتِ الرجوع؟
_ نعم يا حبيبي، فحبك هو الملاذ والعون على الخلاص هات لي بزهرة الشفاء كي تخلصني من هذا الإنسيّ.
_ وا فرحتاه وقلباه وحباه، حالًا يا حبيبتي سوف أجلبها لكِ، انتظري لحظة.
أسرع سامور لكي يقطف زهرة الشفاء لتسنشقها برسيس وتتخلص من حبها للإنسي وفي حب قبّل يدها وأعطاها الزهرة في حنان، وفعلًا التقطت برسيس الزهرة بحب وطلبت منها قبل الاستنشاق أن تزيل وتنهي حبها لهذا الإنسي وأن ترحمها من هذا العذاب وما هى إلا لحظة حتى ذهب حب بجماليو من قلبها بلا رجعة تنفست وزفرت آهات عديدة فرحة بخلاص هذا الحب ثم ارتمت في حضن سامور تقبله في عشق وهيام حتى فرح سامور بعودتها وقرر على الفور الزواج منها كي تتم فرحتهم بحبهم العظيم وأقسموا أنهم سيحاربون الظلم معًا حتى ولو كلفهم الأمر حياتهم، وخرج الاثنان معًا في مشهد غرامي رائع وامتطى سامور حصانه وركبت برسيس خلفه مسرعين لقصر والدها كي يحددان موعد زواجهما السعيد.
❈-❈-❈
21 _غضب زيوس
منذ أن أعطى بروميثيوس شعلة المعرفة للبشر، وزيوس يحاربه بكل وسيلة ممكنة، يفسد على البشر أية سعادة لهم وها هو لا زال يفكر في وسيلة عذاب جديدة ليعذب بها بروميثيوس عذابًا لم يشهده أحدًا من قبله.
نادى زيوس على وزيره يستنجد برأيه قائلًا: أين أنت أيها الوزير إني بحاجة إليك؟
_مولاي إني موجود ورهن إشارتك.
_أ تعلم أيها الوزير الذكيّ أنني أود الخلاص من الإله بروميثيوس؟
_نعم يا مولاي أعلم ذلك ولقد بحثت في الأمر.
_ حقًا أيها الوزير، إذا قل لي نتائج بحثك.
_ مولاي، تعلم أن جبل القوقار هو أعظم جبل وملهم لنا جميعًا.
_ حقًا أيها الوزير لكن أوضح لي الأمر أكثر.
فنظر له في دهاء ثم قال بهدوء الأفاعي: سنأخذ الإله بروميثيوس ونعلقه عريانًا على جبل القوقار ونسلط عليه النسر الإلهي ليأكل كبده.
_ حقًا إنها فكرة رائعة ومؤلمة جدًا لكني أود عذابًا دائمًا للإله برميثيوس.
_عندي فكرة أخرى، أنه كلما أكل النسر كبد بروميثيوس ينبت الكبد مرة أخرى بصورة دائمة حتى يتولى النسر الإلهي أكله في كل مرة ينبت فيها من جديد وبهذا يسير عذاب بروميثيوس آبديّ لا نهاية له.
ضحك زيوس قائلًا: حقًا هذا ما أريده أيها الوزير الذكي،اذهب وأحضر لي كل جنودي كي نأتي بالإله بروميثيوس الليلة ونعلقه قبل المساء.
ذهب الوزير لكي يأتي بالجنود ليأتوا بالإله بروميثيوس واستعد زيوس بسيفه الإلهي كي يكون مع الجنود وما هى إلا لحظة حتى إلتف الجنود حول قصر زيوس تزأر بصوت مرتفع: "يحيا الإله زيوس يحيا الإله زيوس"
خرج الإله زيوس إليهم ممتطيًا جواده وشاهرًا سيفه أمام جنوده وأسرعوا جميعًا لقصر بروميثيوس وبعد فترة وجيزة وصلوا لقصر بروميثيوس، فأمر زيوس جنوده بحصار القصر من كل إتجاه وأخذ بعض الجنود ليهجم على قصر بروميثيوس محاولًا إمساكه لكي يعلقه على جبل القوقار ولسوء الحظ كان الإله بروميثيوس وحده في القصر لكنه لم يستسلم لهم، هجم زيوس عليه يمسكه من يده فأشهر بروميثيوس سيفه في وجه زيوس فقال زيوس لن تفلت مني هذه المرة يا بروميثوس، اهجموا عليه أيها الجنود.
صرخ الإله بروميثيوس مستغيثًا بجنوده فهجموا على زيوس وحاولوا قتله لكن جنود زيوس منعوهم وراحوا يقتلونهم بأسلحتهم وسيوفهم المسنونة وهنا تعب بروميثيوس من المقاومة ووقع بروميثيوس في يد زيوس بعد مقاومة شديدة اهتزت لها جدران القصر، فربطه الجنود بالسلاسل وجروه خلفهم ليعلقوه على جبل القوقار لكن زيوس أمر الجنود بربطه جيدًا ووضعه على حصانه الخاص خلفه كي لا يهرب أو ينقذه أحد وهم في غفلة، ثم حلق الجميع في الجو وطاروا جميعًا إلى جبل القوقار وعندما وصلوا جميعًا إليه أسرع زيوس وأمر بتجريد بروميثيوس من ملابسه وأمر بتعلقه في أعلى الجبل حتى يتسنى للنسر أكل كبده، ظل بروميثيوس ينادي على زوجته وأولاده كي ينقذوه لكن دون جدوى، وسقط بروميثيوس وعلق في أعالي الجبل وتعالى صوته فزعًا من شراسة النسر الإلهي وهجم النسر يأكل من كبده وصرخ بروميثيوس من شدة الألم مستنجدًا بالنسر وبملكه لكن دون جدوى وهكذا هجم عليه حتى أكل كبده وظل بروميثيوس يصرخ حتى استسلم للألم ولشراسة النسر المفترسة.
❈-❈-❈
22_سامور والآلهة
علم سامور بأمر تعذيب الإله بروميثيوس فطلب من والده الرحمة والعدل، إن بروميثيوس إله مثله وله ملكه وشأنه لكن زيوس أصر على مواصلة التعذيب محذرًا ابنه من التدخل في الأمر، لكن سامور أشفق على الإله بروميثيوس وراح يجتمع بكل الآلهة في قصر الإله بروميثيوس لمحاولة إنقاذه فاستجاب الجميع لأمر الإجتماع، وظلوا على اجتماعهم ساعات طويلة يفكرون في كيفية إنقاذ بروميثيوس من هذا العذاب الأبديّ، ثم خرج سامور من الاجتماع فرحًا لموافقة الجميع على إنقاذ بروميثيوس كي لا تغضب برسيس حبيبته ويتوقف أمر زواجها منه بالإضافة إلى طيبة الإله بروميثيوس وتاريخه العظيم.
أسرع سامور يقود الآلهة جميعًا لجبل القوقار حتى وصلوا إليه، فهجم جنود زيوس محاولين منع الآلهة من إنقاذ بروميثيوس لكن اتحدوا الآلهة ججميعًاوأسقطوا كل الجنود وهموا لإنقاذ بروميثيوس، ثم اقترب سامور من بروميثيوس معتذرًا له على ما بدر من والده وأقسم أنه لا دخل له في الأمر، ففك قيد بروميثيوس وحملوه جميعًا لوضعه في قصره كي يتم علاجه فأسرعت برسيس تحتضن والدها وكذا زوجته وابنه ودخلوا خلفه جالسين جانب فراشه، لكن الطبيب أمرهم بإخلاء الحجرة كي يحاول علاجه في جو من الهدوء، فخرجوا مجتمعين في بهو القصر، لكن الغضب اعتلى وجه برسيس فراحت تطبق يدها على سامور قائلة: إن والدك سبب كل هذه المتاعب يا سامور.
سامور: أقسم لكِ أنني حاولت مرارًا معه كي لا يعذبه.
برسيس: اسمع يا سامور لو مات أبيّ لن يكون هناك زواج بيني وبينك.
سامور: برسيس اهدئي، ليس الآن وقت الحوار في مثل هذه الأمور المهم هو شفاء والدك.
برسيس: نعم يا ابن الشرير، ليس الآن وقت الحوار لكني أحب أبيّ أكثر منك، وأعلنها ثانية لن يكون هناك زواج بيني وبينك إذا مات أبي.
وفجأة أثناء الحوار خرج الطبيب على الجميع ووجهه مليء بالحزن، فاقترب الجميع منه يسألوه في لهفة عن حالة الإله بروميثيوس فأجاب: إن الحالة خطيرة ولا بد من زرع وخلق كبد جديد على يد الإله راما وهو ليس معنا الآن فنرسل له أحدًا كي يأتي ويزرع له الكبد الجديد.
رد سامور على الفور: سأذهب أنا للإله راما لكي يأتي ويخلق له كبد جديد فلن يتأخر علينا إنه إله طيب القلب وطالما عاون كل الآلهة وكل الخلائق.
امتطى سامور حصانه الطائر وأسرع لقصر الإله راما كي يأتي به وهنا طلب الطبيب من الجميع أن يتولوا أمر رعية بروميثيوس لأنه متعب الآن فهذه كانت رغبته، وأعدوا له بعض الشراب الدافئ كي يخفف عنه ألم التعذيب ولحسن الحظ أن كبده الحالي لا زال به بعض الحياة التي سوف تعينه على التحمل لحين وصول الإله راما. فأمرت ميرا الخدم بصنع شراب دافئ ليقدموه للإله بروميثيوس حتى يتسنى له الشفاء، فهدأ المكان وجلس الجميع في بهو قصر الإله بروميثيوس منتظرين عودة الإله سامور مع الإله راما كي يتم الشفاء.
❈-❈-❈
٢٣- مقابلة الإله راما
غضب سامور كثيرًا مما قالته برسيس في أمر زواجهما لكنه أشفق عليها، فإن ما حدث لوالدها ليس بهين، ثم شد لجام حصانه الطائر كي يسرع إلى قصر الإله راما ويحضره وما هى إلا ساعة حتى وصل إلى قصر الإله راما، ففتح له الخدم وأدخلوه بهو القصر ينتظر مقابلة الإله راما وأخبرهم أن الأمر خطير فأسرع الإله راما وخرج يسأل سامور قائلًا: ماذا حدث أيها الإله سامور لقد قالوا لي الخدم أن الأمر خطير.
_نعم أيها الإله راما، إن الإله بروميثيوس في حالة خطيرة لأمر تعذيبه ولا بد أن تحضر معي.
_اشرح لي الأمر يا سامور كي أستعد.
_ إننا نحتاجك لخلق كبد جديد للإله برميثيوس لأن كبده الحالي في خطر من أثار تعذيب النسر الإلهي.
_ أمعقول هذا، يعذب إله إله آخر؟!
_ الأمر غريب أيها الإله راما لكن هذا ما حدث وإنني أطلب منك السرعة لأن الحالة متأخرة.
_ نعم يا سامور امهلني دقائق حتى أشحن عدتي، لكن أمر زيوس لن يمر بسلام لا بد من ردعه وأسف لأنه والدك.
_ لا عليك أيها الإله راما أعلم أن والدي شرير وظالم لكني ليس لي ذنب فقد عكر صفو حياتي أنا الآخر، إننا لا نختار آبائنا كما تعرف أيها الإله راما، لكن أسرع وسوف ننظر في الأمر بعد شفاء الإلهه بروميثيوس.
أسرع الإله راما وأحضر عدته وركب خلف الإله سامور وما هى إلا دقائق معدودة حتى وصلا للقصر وأسرع الخدم لفتح باب القصر كي يدخلان فأسرعا إلى حجرة الإله بروميثيوس، والجميع في البهو منتظرين الشفاء والراحة وبعد ساعة من الانتظار الممل خرج راما فرحًا فسأله الجميع والتفوا حوله، فبشرهم الإله راما أن الحالة أصبحت معافاة وأنه قد نجح في زرع كبدًا جديدًا للإله بروميثيوس، ففرح الجميع وأعلنوا فرحتهم لكل الكون وأخذوا يغدقون البهجة على كل خلقهم فرحة بنجاة الإله بروميثيوس وظهر جميع الخلق مبتهجين وبدأوا يصلوا من أجل الإله بروميثيوس كي يشفى ويعود لمعاونتهم على صعاب الحياة فهو يحترم جميع خلقه ورهن أي إشارة منهم خاصةً البشر لأنهم في مرتبة كبيرة من الآلهة.
❈-❈-❈
٢٤_سجن البارا
عندما أُعلن خبر شفاء الإله بروميثيوس، فرح من في الأرض والسماء وخصوصا البشر لآن بروميثيوس جعلهم بشعلة المعرفة في مرتبة قريبة من الآلة، فراح الجميع ينظمون ثورة ضد الإله زيوس وعزله من ملكوته ونفيه في سجن البارا الذي يضم الآلهة الضالة الظالمة، وفجأة ثار الجميع: ألهة وبشر، يؤمهم الإله بروميثيوس إله الخير والمجد واجتمع الجميع في ملكوت السماء وفي نقاش واستجابة لثورة الجميع قرروا عزل زيوس ونفيه في سجن البارا وفرح الجميع بهذا القرار إلا سامور فلا زال يحب أبيه، فاقتربت برسيس نحوه تخبره أن السجن أفضل من موته وأن الأيام والعزلة سوف تسنيه عن شره وحتما سيعود الإله زيوس لمكانته بعد تغيره وتحوله، فاحتضن سامور يد برسيس الطيبة وقبّل يدها لأنها تحملت ظلم أبيه، ثم راح ليودع أبيه زيوس ويوعده بالخروج قريبا اذا تغير للخير مع مرور الوقت فنظر زيوس الى سامور وارتفع صوته أنه لن يتغير أبدا فهو لا زال يبغض بروميثيوس والبشر، وصرخ حتى اهتزت السماء قائلًا: لن أتغير، لن أتغير أيتها الألهة والبشر المحتقرون
❈-❈-❈
. 25_الاجتماع الرهيب
ظل عزل زيوس عامًا كاملًا، وهو لا زال على وعده بأنه يبغض الجميع ولن يتغير.
فحزن سامور لذلك، لأن موافقة زيوس على زواجه من برسيس معلقة بعدم هذا التغيير، فطلب من كبير الآلهة أن يوافقوا ولا داع لموافقة أبيه وإلغاء شرط موافقته على الزواج، فنظر كبير الآلهة في الأمر ثم أمر باجتماعهم في المساء للنظر في أمر زواج برسيس وسامور.
وفي المساء تناثرت النجوم مضيئة بألوانها الزاهية تأهبًا لاجتماع الآلهة داخل قصر كبير الآلهة الإله ميسيا وجلس سامور وبرسيس خارج قاعة الاجتماع منتظرين البت في الأمر وراحوا يتحاورون في همس،
سامور: أتعرفين يا برسيس أنه قد ازداد عشقي لكِ رغم كل هذه الصعاب.
_ برسيس: حقا وأنا أيضا امتلأ قلبي بحبك أتظن أن الآلهة سيوافقون على زواجنا.
_سامور: حتما سيكون هناك حل لهذه المعضلة اذ كيف لآلهة أن لا يستطيعوا الزواج إلا بموافقة أهلهم، ألسنا آلهة قادرون؟!
_ برسيس: حقًا نحن جميعًا آلهة ولا بد أن لا نحتاج أحدًا لتنفيذ قرارتنا
_ سامور: إنها حكمة التعاون التي تحمينا من الوقوع في الخطأ.
وفجأة سمع صوت الآلهة، وعلى صوتهم اقترب سامور من باب القاعة وسمعهم فرحين وقد وافقوا فعلًا على إلغاء هذا البند في الزواج، وهنا احتضن يد برسيس وابتسم لها قائلًا: انتصرنا.
❈-❈-❈
26_برسيس وسامور
زُين للآلهة حب التعالي والتملك والغرور إلا سامور وبرسيس فقد كانا دومًا حكيمين رغم تعثر أمور زوجهما، فها هما الآن يجلسان على عرش حفلة زواجهما في قصر الفردوس البديع، فقد وافق بروميثيوس على إقامة الحفل فيه، وحضر الحفل كل الألهة والبشر، فإن سامور وبرسيس إلهين محبوبين من الجميع وأخذ الجميع ينظرون لجمال القصر وزينته الخلابة، انه حقًا قصر يليق بهما فهما ملاكين، هكذا تحدث بجماليو ونانو سويًا، وأخذ الجميع يغني فارحين بزواج الإلهين المميزين وتراقص العروسان في منتصف الحضور وأخذت النجوم والكواكب تزدهر مع أنوارها وألوانها الفتانة، وفي غمرة الفرح وانتشار المرح توقف الفرح فجأةً فإن كبير الآلهة يود أن يلقي كلمته، فصمت الجميع ثم تحدث كبير الآلهة قائلًا: إنني أبارك زواج برسيس وسامور رغم صعوبة هذا الزواج لكن عندي خبر عجيب جدًا سوف أطرحه عليكم. فنظر الجميع متشوقين لمعرفة الخبر وكل فارغًا فاهه مسبهل فقال كبير الآلهة: إننا قد عفونا عن الإله زيوس لأنه تاب عن ظلمه وقد أعلن توبته على يد رئيس السجن، وبدوري أعلمكم الخبر وهو بالخارج ينتظر ترحيبكم به ليدخل فهل سترحبون به؟
فأجاب الجميع في فرحة: نعم نعم يا كبير الآلهة.
وفجأة ابتسم سامور واتجه ناحية باب القصر ليستقبل آباه بعد توبته وصاحبته برسيس يتراقص ثوبها الأبيض الذي يعلوه الزهور والفراشات فرحة بقدوم الخبر السعيد فدخل زيوس مطأطئ الرأس على الجميع، لكن برسيس راحت ترفع له رأسه قائلة: إنك الآن منتصر على الظلم والشر فارفع رأسك.
فنظر لها زيوس نظرة حب وقبّل جبينها ثم اقترب بروميثيوس للترحيب وكذلك الحضور جميعًا.
تمت
إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة مايسة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية