رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 4 - 1 السبت 30/12/2023
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الرابع
1
تم النشر السبت
30/12/2023
واسألك يا قلب بمن ختمت؛ وكيف لأصابع العشق أن تطولك! لقد طوقت محيطك بوحشي فمن ذا الذي أستطاع أن يروضه .
❈-❈-❈
أنتشر خبر زواج قاسم سريعًا خصوصًا بعد تحديد موعد العقد والذي سيكون بنهاية الأسبوع تحرك عاصم وشمس معهم سالم للصعود بالسيارة.
أصر عاصم ألا يذهب والده وكانت صحته متدهوره وقرر أن يتصرف هو وشقيقة.
_اهد يا عاصم مش معقوله بالتسوق بالطريقه دي وتقولي هتتكلم معاه بالعقل!
هتفت شمس بأنفعال حينما أصطدمت بمقعد عاصم؛ تنهد بضيق وهو يخفف حده قيادته
_ عيزاني اسمع انه هيتجوز علي اختي وابقى هادي كيف يا شمس!
_ كيف ما الناس بتصبر وبتتكلم بالعقل! أفرض برائة نفسها موافقة هترفض أنتَ
_ ولو عايز يتجوز غير أختي يبقا مخليها عي زمته ليه! يطلقها
هتف بغضب جعلها تضغط علي لسانها وهي تقرر عدم إطالة الحديث معه فمن تستطيع إقناعه هي برائة فقط.
أشتاقت لها ولروان وأحاديثهم وتسكعهم سويًا؛ كيف تمر الأيام بتلك السرعة فهي تشعر وكأن أعوامًا مرت عليهم!
كان سالم ينظر للطريق بصمت وعقلة يعمل بسرعة؛ يتذكر عزمي وبرائة.. كانت الأحداث الماضيه تتدافع لعقلة وتجعل عينه زائغة بما حوله.
لقد قُتل عزمي بدلًا عنه وتزوجت برائة لأنقاذه وهربت روان لعدم حمايته لها؛ كان هو الكارثة الكبرى لحيات من حوله.. كان ضعيف ومتخاذل يجعل الجميع يعاني بسببه..
شهق الهواء بقوة وهو يشعر بكف عاصم علي كتفه
_ مالك!
_ ماليش سرحت شويه
برر بينما يتحرك ليهبط من العربة بعدما وصلوا لوجهتهم؛ استطاع رؤية أحد الغفر يركض للداخل ويجزم أنه يخبر قاسم عن زيارتهم المفاجئة.
تحرك عاصم وسالم وخلفهم شمس ناحية المنزل والذي بمجرد دخولهم لساحته وجدوا قاسم يهبط ناحيتهم وهو يتحدث بهدوء
_ يا مرحب بنسايبي! مش كنتم تقولوا انكم جايين كنت جهزتلكم ضيافه تليق بيكم
_ مش جاينلك تضايفنا يا قاسم
تحدث عاصم بينما يخطوا ناحيته بضيق لكن قاسم لم ينظر له بل لسالم وهو يبتسم بسخرية
_ اهلًا بالي قتل أخوي ولا أقول صاحبه؟
أرتفعت عين سالم له سريعًا وشعر بالدماء تغادر جسده وقبل أن يتحدث اي منهم تدخلت شمس بهدوء
_ سالم مقتلش حد ولا كان سبب الاعمار بيد الله ولا ايه؟
حدجها عاصم بضيق لحديثها وقد اخبرته انها ستلتزم الصمت بينما حرك قاسم رأسه بهدوء؛ لم تعلم أكان ترحيب بها أم موافقة علي حديثها؟
أقترب قاسم يقف بوجه عاصم وهو ينبس بحده
— عايزين ايه!
_ من أمتي بنقابل الضيوف علي الباب كدا يا قاسم! دي تربيتي ولا ايه؟
تحدثت زينب بينما تتحرك للأسفل ناحيتهم ليبتعد قاسم للخلف وتقترب هي بإبتسامه
_ اتفضلوا؛ روحي اندهي الست برائة يلا .
ختمت حديثها لأحدى الخادمات وسارت أمام الجميع، رغب قاسم في الاعتراض لكنه صمت معليًا كلمات والدته فوق كل شئ.
جلسوا جميعًا بالغرفة حيث واجهت أريكه قاسم وزينب أريكة عاصم ومن معه، ظل الصمت مخيمًا لدقائق حتى تحدثت زينب بهدوء
_ شرفتونا بالزياره برائة هتفرح اوي بوجودكم دا
ابتسمت شمس لها بهدوء وهي تستشف طيب الاخرى
_ الشرف ليا يا حجه
عاد الصمت مجددًا وقبل أن يقطعه عاصم وصله همسه برائة الغير مصدقه
_ عاصم..سالم!
نهض سريعًا وقبل أن يتحدث كانت تلقي ذاتها بين أحضانه ويدها تلتف عي خصره بقوة؛ تنهد يدفع الحزن بعيدًا وهو يبادلها عناقها القوي
_ اتوحشتك اوي اوي يا برائة وأمي وأبوي اتوحشوكي
ابتعدت قليلًا عنه
_ وانا اوي يا عاصم؛ مجوش معاكم ليه؟
لم يجيبها بينما تحركت هي ناحيه سالم لتضمه بقوة
_ وحشتني اوي يا سالم اوي
بادلها العناق شاعرًا بدموعها التي بدأت بالنزول
_ وانتِ وحشتيني اوي يا برائة
ابتعدت عنه لتتحرك شمس سريعًا تضمها
_ وانا موحشتكيش!
ضحكت برائة بخفه
_ وحشتيني اوي يا شمس و..روان لسه مجرعتش؟
سالت حينما ابتعدت عنها وهي تزيل أثار دموعها؛ تنهدت شمس وهي تنفي برأسها وعينها تتجه لسالم الذي شحب وجهه بضيق .
كانت ترغب بالجلوس جوارهم والشعور بقربهم لكن قبل ذلك تحدث قاسم
_ تعالي اقعدي
نظرت له لتجده يشير للمكان بجواره لتنصاع اليه، استمر الصمت لثوان قبل أن ينطق عاصم بجمود
_ طلق أختي
كلمتان و سبعه أحرف كانوا كفيلين بجعل قلبها يرتجف؛ عينها سريعًا نظرت له بصدمه ولكن لسانها آبى الحديث.
أبتسم قاسم بسخريه
_ وأنتَ جي ومقتنع أني هنفذ كلامك مجرد ما تقولة؛ سبق وقولتلك يا عاصم أختك مراتي ودا مش هيتغير الا بموت حد فينا
نظر له عاصم بضيق وهو يتحدث بحده
_ أنتَ هتتجوز غيرها يبقا طلقها
حرك قاسم رأسه بأستيعاب وهو يضحك
_ الشرع حلل أربعه يا عاصم! وبعدين أختك راضية يبقا مالك أنتَ
_ أختي مستحيل تبقا راضيه عن الجنان دا
كان يتحدث بينما ينظر لها ينتظر أن تناصره؛ ان تصرخ بانها مجبره علي ذلك مثلما يقول حقًا لكنها أخفضت عينها بحرج وهي تتهرب من نظراته، كانت حربها التي لا يعلم عنها أحد شئ؛ قتالها الخفي بين قاسم والذي لن تستطيع التنازل عنه أبدًا.
تنهدت شمس وهي تمسك يد عاصم لتهدئته بينما تسأل برائة بإبتسامه
_ برائة قوليلي يا حبيبتي موافقه علي جواز قاسم !
اتجهت لها كل الاعين بأهتمام لكنها لم تنظر إلا صوب عينه هو فقط؛ كان يأمل أن ترفض؛ أن تشعره برفضها لامرأة أخرى تشاركها به لكنها أبتسمت بقبول يجعله مشتعل
_ ايوه موافقه عليه
كلماتها أخمدتهم جميعًا ونثرت الماء علي نيرانهم، انخفضت اكتاف عاصم بيأس وهو ينظر لها ويتابع نظراتها لقاسم؛ كانت تحمل شئ غريب لم يتمكن من فهمه.
_ بسببي؟
همس سالم بصوت مسموع يجذب انظارها قبل أن يرفع رأسه ويقابلها؛ رأت العبرات التي تلمع عينه وجسده المتشنج بتحفظ
_ أنتِ كل دا بيحصل فيكي بسببي
لم تستطع الاعتراض أو أخباره بالحقيقة حينما نهض مغادرًا بسرعة؛ نهضت سريعًا ترغب بلحاقه لكن قاسم أمسك كفها يوقفها.
نظرت له بترجعي وعينها تمتلئ بالدموع؛ ترغب باللحاق بشقيقها إخباره أنه ليس سبب لكل ما يحدث وأن ذلك قدرها... قدرها الذي ستختاره مجددًا ومجددًا؛ وأن قاسم هو خطيئتها المحببه وعذابها المرغوب؛ لكنه فقط يمسك يدها ويمنعها من أراحه قلبها .
التفت لشمس وعاصم وهي تخبره بنبره يائسة
_ الحقوا يا عاصم و... وقوله يا عاصم أن دا مش ذنبه وأني انا ألي أخترت من الأول... قوله يا عاصم أن دا أختياري
نهض عاصم مغادرًا بعدما ربت عي كتفها بخفه
_ متخافيش عليه
وقفت شمس أمامها ترى التغير الواضح بملامحها؛ هي تعيش... برغم العذاب بين قسمات عينها كانت تستطيع أن تراها علي قيد الحياة .... ليس الماضي.
_ خلي بالك من نفسك يا برائة و..ودا رقمي عشان لو احتاجتي تتكلمي
ضمتها بقوة وهي تربت علي ظهرها قبل أن تدفع الورقه بيدها الحره من قاسم.
راقبتها برائة وهي ترحل وكانت تشعر بالغضب... الغضب المشتعل منه.
نفضت يده عنها بحده وهي تستدير له؛ عينها مليئة بالدموع ونظراتها غاضبه
_ متمنعنيش عن اهلي تاني يا قاسم.. إياك تعملها تاني
تركته وركضت سريعًا للأعلى؛ كان يطالع أثرها مصدومًا من تهديدها له كاد ينهض حينما هتفت به زينب بضيق
_ متكلمهاش دلوقتي يا قاسم؛ وراعي الي أنتَ بتعمله فيها أنا مبقتش فهماك ولا عارفة أنتَ عايز ايه بس ياريت تلاقي راحتك في الي بتعمله .
نهضت تغادر هي الاخرى من أمامه؛ أحاط خصره بكف والاخر علي فمه بضيق، يشعر بالغضب والسخط من كل السخرية الدائرة بحياته.
صرخ بحده بينما يحمل أحدى قطع الديكور ويلقيها علي الأرض وهو يغادر الغرفة.
بالأعلى أنتفضت برائة وهي تمسك بالمقبض بقوة تحتمي خلفه من قاسم؛ بينما تبكي بصمت علي حالها.