رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 4 - 2 السبت 30/12/2023
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الرابع
2
تم النشر السبت
30/12/2023
كان سالم يجلس بالسيارة وينظر من الزجاج بألم؛ كان يرغب أن يبكي أو يصرخ لكنه فقط كتم كل شئ داخل شفتيه المغلقتين.
أكثر ما أراحه هو صمت عاصم؛ هو أحترم مساحته ورغبته بالصمت كما أحترم هو خوف عاصم عليه ولم يرحل ويتركهم بل صعد للسيارة ينتظرهم.
حينما وصلت السيارة للمنزل كان هو أول من ترجل منها؛ تحرك بناحيه عكس المدخل ليهتف عاصم بصوت مرتفع
_ سالم استني رايح فين!
كان يتحدث بينما يتحرك ناحيته حيث وقف ثابتًا والتف له بإبتسامه
_ هروح الشغل يا هتمشي شويه
تنهد عاصم وهو يضع يده علي كتفه ويدفعه له يضمه بخفه
_ مفيش حاجه بتحصل بسببك يا سالم؛ فاهم
_ فاهم
همس بخفوت خوفًا أن يفضح صوته كذبته؛ فهو السبب بكل الدمار الذي يحدث حوله.
إبتعد عن أحضان عاصم وتحرك أمام عينه يصعد لسيارته وينطلق بسرعة.
أقتربت شمس منه تضع يدها علي ذراعه وهي تهمس بهدوء
_ هيبقا كويس متخفش عليه
حرك رأسه دون حديث والتف معها عائدين للمنزل؛ كانت الاعباء تتكاثف ضده ربما يحتاج لعطلة كما أقترحت شمس! عطلة حتى يستطيع التفكير بكل ما حوله .
❈-❈-❈
أوقف سالم السيارة وتحرك منها حيث منزل مهره..
أصبح يرتاد منزلها كثيرًا دون شعور منه.
وقف بداخل المنزل ينظر حوله باحثًا عنها حتى التقت أعينهم ليرى أبتسامة فمها اللعوب وهي تتحرك ناحيته؛ تنهد متحركًا لأحدى الأركان يلقى بجسده فوق الاريكة .
ثوان وكان مهره تتحرك ناحيته؛ جسدها يتمايل بحركات تعلمتها وأتقنتها حتى أصبحت جزء منها فتصبح معني حقيقي للفتنه بأبسط خطواتها.
كان يرى نظرات الرجال نحوها بينما هي تنظر له هو فقط؛ لا يعلم لما قلبه وجسده لا يسقطنا لأمرأة مثلها؟ أنثى مثلت الفتنه للرجال ولكن هو فقط يراها عادية! لا ترجف يديه من نظراتها ولا يتحرك شوقة رغبتًا بها؟
كانت تمسك كأس يحتوى خمرًا وهي تطوحه بهدوء بينما تميل بجسدها علي طاولة أمامه؛ عينها تنظر له بعبث وهي تخبرة بهدوء
_ متوقعتش تيجي بدري اكده؟
لم يمنع ابتسامته الساخرة من التشكل علي شفتيه وذلك جعلها تطلق ضحكه ماجنه.
استندت بمرفقيها فوق الطاولة وهي تفرد جسدها بتمايل للخلف وتمد الكأس ناحيته من فوق الطاولة
_ محدش بيرتاح وعقله فايق يا سالم!
_ ومين قالك إني جي هنا أدور علي الراحة
كانت كلماته قليلة معها ولا تحمل تلاعب أبدًا بطريقه تثير غريزتها في أستكشافه.
تخلصت من تلاعبها وهي تتحرك لتجلس بجواره بهدوء
_ محدش بيجي هنا الا عشان يرتاح
حرك رأسه نفيًا
_ بالعكس انا وجودي هنا بيوجعني اكتر ودا السبب أني أجي
أنعقد حاجبيها بفضول وشعرت برغبه أكبر في فهمة
_ ودا كيف!
نظر علي وجهها بهدوء لدقائق دون نطق كلمه حتى شعرت أن لن يفعل ليفاجئها بكلماته الهادئة
_ أنتِ ست جميله اوي وأكيد سمعتي دا من كل واحد جه هنا؛ أكيد شايفه وفاهمه أن مفيش راجل شافك إلا لما عازك؛ حتى أنا أتقلي أني لما اجي هنا هنسي الدنيا كلها وكل حاجه عشان كدا قولت أجرب، لكن من أول ثانية عرفت أني مستحيل أنساها بيكي ! مستحيل حد يقدر ينسيني الي حصل ... وده وجعني!
تنهد بثقل يبعد عينه عنها وهو يكمل
_ اتوجعت عشان عرفت أني مستحيل أقدر أنساها وعشان عرفت أني السبب للي حصل كله؛ فبقيت باجي هنا عشان كل ثانيه بتوجعني وبتحسسني بفشلي أكتر
شردت بوجهه بأستغراب؛ مر عليها من العُشاق كثيرون وبرغم محبتهم لنسائهم البعيدات كانوا لا يمنعوا أنفسهم عنها؛ كان منهم من لا يرفضها أبدًا بينما يسبها وقد يصل الأمر لتطاولهم عليها بالعنف .
لكن هذا؟ كيف تكون امرأته ! من تلك التي أستطاعت ترويضه حتى حرم النساء من بعدها
_ كيف شكلها؟
سألت بفضول يشع من عينها؛ وكان عقلها يستغرب من تلك التي لا يبعدها حُسنها، نظر لها بملامح جافه تشبه كلماته
— أنتِ أقل من أني أكلمك عنها ولا أعرفك شكلها يا...مهره
أبتلعت الإهانة بأبتسامة وعينها نظرت له بجمود
_ معاك حق؛ هسيبك أني تاخد راحتك بقا وأقوم أشوف الرجاله التانيه.
❈-❈-❈
جلس عاصم في مكتبه ينظر للأوراق بين يده بأرهاق؛ هو بحاجه للهرب.
تنهد بينما يرتب كل شئ سيعطيه لسالم؛ قبل أن ينهض متحركًا لغرفتك؛ كانت شمس كعادتها بالأيام الاخيرة تقف أمام الشرفه وهي تنظر للسماء بأعين متعلقه وكأنها طير حبيس ينتظر التحليق.
أقترب منها يضمها لصدرها وهو يهمس في أذنها بهدوء
_ هنهرب
ابتسمت وهي تريح جسدها عليه أكثر
_ وعرفت هنهرب أمتي؟
دفن رأسه بعنقها وهو يتنهد بخفوت
_ ايوه بكرا بليل هاخدك ونهرب من اهنه
أستدارت سريعًا له تحيط وجهه بفضول
_ بتتكلم جد يا عاصم!
ضحك بخفوت يسند جبهته علي جبهتها مغلق العين
_ جد الجد يا روح عاصم
ابتسمت بحب وسعاده؛ وأخيرًا الحريه.
❈-❈-❈
طوال اليوم رفضت برائة مغادرة الغرفة أو أن يلج أحد لها؛ لم تهبط لتناول الغداء معهم وهي تحتمي أسفل أغطيتها.
حتى حان موعد العشاء ورفضت مجددًا الهبوط للأسفل لتناول الطعام .
_ ست برائة مش عايزه تاكل يا بيه
نظر قاسم للخادمه بضيق ولثوان ثبت نظره بهدوء علي يديه قبل أن يقف بحده ويتحرك للأعلى؛ ضحكت عزيزه بسخريه
_ عشان متعملش ليها كلمه تاني
_ عزيزه لمي لسانك جوه بؤك أحسن طلامه مش هتقولي حاجه عدلة
هتفت زينب بضيق ثم أبعدت عينها عنها وهي تحدث نفسها بغضب
_ مش هتجيبها لبر أبدًا يا قاسم
________
أقتحم الغرفة بغضب وضيق تبخرا حينما وجدها تنظر له بوجهها المحمر؛ عينها منتفخه بينما تحتضن جسدها فوق الفراش .
شعر بقلبه ينتفق بقوة ليتحرك ناحيتها سريعًا
_ برائة مالك ! تعابانه.. جرالك حاجه؟
أبتلعت لعابها وهي تنفي كل ما قاله؛ جلس علي ركبته أمام الفراش ليلتقي وجهيهما
_ حصلك ايه يا برائة قوليلي
_ تعبانه
همست ببكاء وهي تدفن وجهها بالفراش تبكي بقوة وجسدها ينتفض؛ يأست من أنتظاره طوال اليوم!
كانت باغضبه وغاضبه؛ خائفة منه لكن تنتظره أن يغرقها حنانًا، لم تعد تستطيع طلب الاهتمام والحنان من عائلتها.. كَانت تحتاج لمن يحتويها ولم تجد أحد.
شعر بقلبه ينشطر لنصفين؛ كان عقله مشتت بين الصعود لجوارها وضمها أم البقاء علي وضعه بخوف عليها، كاد يحسم قراره بالمكوث كما هو حينما مدت يدها بيأس تتمسك بكفه وهي تعيد رأسها للنظر له.
لم يستطع التماسك وتحرك سريعًا يحملها بين يديه ويجلس علي الفراش واضعها بأحضانه؛ يد علي ظهرها والأخرى تمر فوق خلاصتها برقة
_ ششش اني جمبك... اني معاكي
كانت تتمسك به بقوة ويدها تعتصر عبائتها بينما رأسها تدفعه بمنطقه عنقه وهي تبكي، استمرت علي حالها لفترة وهو يهدهد بها كالأطفال؛ حتى توقفت عن البكاء .
مدت يده علي وجنتها يرفع وجهها ناحيته؛ ذقنها يستند علي صدره وعينها تنظر له بحزن ليهمس برقة
_ هديتي حبه!
رمشت وهي تحرك رأسها علي صدرة قليلًا تجيبه ؛ تنهد وهو ينظر لعينها ويهمس بحنان
_ سامحيني يا برائة؛ انا اسف
رمشت بهدوء دون أجابه؛ تنهد وهو يقبل جبهتها ويكمل همسه
_ ادخلي استحمي عشان تفوقي عقبال ما اقول للخدامه تعملنا اكل
تحركت بأرهاق من فوقة تنفذ ما طلبه منها؛ ظل بمكانه غير مستوعب؛ لقد كانت بين أحضانه.. زوجته وحبيبته كانت تقبع هنا؛ مسد بيده صدره بينما ينهض ليطلب الطعام لهما.
وبعد فتره كانت برائة قد خرجت من المرحاض والطعام قد وصل؛ جلست بجوار قاسم علي الأريكه بينما يتناولان ما وضع بهدوء لتهمس بأرهاق
_ مش هتروح تزور خطيبتك! دا فرحكم خلاص بعد يومين!
توقفت يده لثوان وشعر بغليان عقله؛ كيف سيدخل غيرها لأحضانه؛ تنهد وهو يخبرها ببرود
_ اديكي جولتي الفرح بعد يومين يعني مفيش داعي اروح؛ كدا كدا هتيجي هي وتبجا في وشنا
صمتت برائة بهدوء كانت تود أن تسمع عدم رغبته بذلك؛ أن يخبرها أن لا حاجه لرؤية أمرأة غيرها وأنها هي فقط زوجته لكنه دائمًا يبهرها بردوده البارده والجافه.
❈-❈-❈
جلست فتحيه وعزيزه بغرفة واحده يندبات حظهم
_ شوفتي أخدلها الوكل أوضتها
هتفت فتحيه بقهر؛ تنهدت عزيزه وهي تخبرها بجديه
_ مش هينفع نعمل حاجه دلوك عشان الفرح؛ مش ناجصين مشاكل وقله قيمه، بعد الفرح نتصرف ويعالم ممكن العجربه الجديده تساعدنا
شعرت فتحيه بالضيق ولكنها فضلت كتمه و مطاوعه شقيقتها
❈-❈-❈
جلست راضيه وعمتها بغرفه المعيشه حينما دق هاتف عمته؛ لدقائق كانت تتحدث قبل أن تغلق وترتفع ضحكاتها السعيده لتسألها راضيه بأستغراب
_ حصل ايه يا عمتي؟
ابتسمت المعنيه وهي تنظر لها بأعين تلمع
— مرت قاسم الاولي اسمها برائة رسلان الشهاوي
أنهت نطقها البطئ للأسم وهي تضحك بقوة؛ بينما إتسعت عين رأضيه وهي تبتسم بخبث
_ معجوله
_ معجول جوي بينها هتحلو
اجابته عمتها ولم تختفي البسمه عن وجهها.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية