رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 30 - 2 السبت 20/1/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثلاثون
2
تم النشر يوم السبت
20/1/2024
تنفس مازن بحدة ولم يجبه فكرر سؤاله بحدة أكبر:
-بقول ايه اللي حصل؟ مالك بيها فهمني؟
رد ناظرا له بغضب وتوهجت عينيه محتقنة:
-وصلت أنها تتجرأ وتمد ايديها عليا كمان! نرمين مستقويه بعلاقتها بياسمين وعارفه كويس انك في ضهرها و...
قاطعه فارس يسحبه بعيدا عن النقالة المتحركة التى تخرج يزن من غرفته وتتجه لغرفة العمليات يتبعه البقية المتجمعة من العائلة وأولهم والدته بالطبع.
سحبه فارس لركن ناء بعيدا عن أعين وآذان الجميع ووقف يتفحصه بنظراته المتجهمة وسأله مركزا بصره بحدقتيه المحتقنتين:
-ممكن تفهمني ايه اللي حصل وخلاها توصل لكده؟
اختنق بأحرف كلماته وأشاح وجهه عنه فرمقه فارس بنظرة حارقة وهو يسحب وجهه ناحيته ينظر له بتركيز:
-أنت لسه بتحب نرمين يا مازن؟
كاد أن يهشم فكيه من كثرة ضغطه عليه ورد من بين اسنانه المطبقة:
-ايه الكلام ده!
رد الآخر رافعا حاجبه:
-ده اللي واضح قدامي من تصرفاتك.
استند على الحائط خلفه ورد مجاهدا ليخرج صوته منخفضا حتى لا يستمع أحد لحديثهما:
-كل الحكايه اني مش قابل علاقتها بيزن وحذرته أكتر من مره بس هو ولا هامه فقولت ابلغها اعتراضي و....
قاطعه فارس رافعا حاجبه الأيسر متعجبا:
-وأنت دخلك ايه بعلاقتها بيزن ولا غير يزن؟ لو مفيش مشاعر ناحيتها فهي حره تعمل اللي عيزاه.
مسح جبينه من العرق الذي غزاه وحاول الرد عليه بمنطقية:
-يا فارس وقت لما كنا بنعط أنا وأنت مكانش واحد فينا بيلمس واحده التاني لمسها ونفس الفكرة هنا أنها كانت خطيبتي ومينفعش...
عاد فارس لمقاطعته:
-الوضع هنا مختلف، أنت كنت مجرد خطيب مش زوج ولا عشيق لمست وحسست واتهببت نمت معاها، وهي من حقها تحب وتتجوز اللي تختاره، وأنت متجوز وعايش حياتك ومحدش حط قيود عليك وعلى جوازتك فمش من حقك تتكلم أصلا.
زفر أنفاسه الغاضبة أمام ابن عمه فتعجب فارس من حدته الغريبة وفي غير موضعها:
-اللي شايفه قدامي مش واحد مضايق ومش عايز الاكس بتاعته ترتبط بابن عمه، أنا شايف واحد الغيرة بتحرقه.
أدار وجهه ينظر للجانب بعيدا عن نظرات فارس التفحصية وهو يضيف:
-ده الأخ ساعات بيتجوز مرات اخوه وعادي يعني الدنيا بتكمل.
بالطبع تحدث بألم وحسره مستشهدا بحالة أمه:
-قصدك أرمله أخوه، أنا لسه عايش مموتش عشان يزن يتعامل وكأني مش موجود.
مسكه فارس من ذراعه بقوة وسأله:
-لسه بتحبها؟
ابتلع ريقه متوترا ورد:
-مش عارف.
تنفس فارس بحدة وغضب وردد سؤاله:
-لسه بتحبها؟
صاح غاضبا:
-أيوه، ومنستهاش .... حاولت وحاولت كتير أوي ومعرفتش يا فارس.
تنهد بأنفاسه وقد أفضى أخيرا بما يثور بداخله وشعر بغصة فور أن وجد ردة فعله المتجهمة والصامتة بنفس الوقت فحاول أن يوضح الأمور:
-أنا مكنتش عارف إن لسه جوايا مشاعر ناحيتها، بجد مكنتش عارف ولا مصدق لحد دلوقتي اللي حاسه ناحيتها أناااا.
صمت مطرقا رأسه ومغلقا عينيه بقوة فسأله فارس بصوت هادئ ومنخفض:
-وچنى؟
رفع وجهه على الفور وكأنه تذكر لتوه أنه يتحدث مع أخيها وليس رفيق دربه وأخيه الروحي فارتبك ورد مدافعا عن نفسه:
-بموت فيها، بحبها ومبسوط معاها ومش عايز غيرها في حياتي...
قاطعه فارس وهو يصر على أسنانه:
-متضحكش على نفسك والأكيد أنك مش هتعرف تضحك عليا بالكلام ده يا مازن، چنى بالنسبه لك مجرد تعود وأمر واقع اتحطيت فيه ولقيته مناسب ليك، وأنا معنديش مشكله في ده.
مسكه من ياقة قميصه معنفا إياه:
-بس مكنتش اتهببت ورجعتها لعصمتك طالما مشاعرك مع واحده تانيه ﻷن مهما كانت علاقتي بيك وقربنا من بعض عمري ما هنصرك على اختي ولا هسمح لك تكسرها بالشكل ده.
لم يجد كلمات يرد بها على حديثه والآخر يكيل له الكلمات ويوبخه:
-كانت خلصت وطلعت من الجوازه من غير أضرار و...
قاطعه بعفوية صائحا:
-من غير أضرار! وابني؟
شعر فارس بنصل سكين ينغرز بصدره متألما وهو يجيبه:
-ابنك هيتربى أحسن تربيه يا مازن، بس طالما هيكون هو الطوق اللي لافف على رقبتك وأجبرك ترجع چنى لعصمتك فساعتها بدل ما هتحس انه نعمة من عند ربنا هيكون بالنسبة لك عقاب وعقاب صعب وتقيل ومش هتقدر تديه الحب والاهتمام اللي هو محتاجه.
دار مازن حول نفسه معترضا:
-أنت ليه حصرت الموضوع في ابني وبس؟ أنا بحب چنى حتى لو أنت مش مصدق و...
قاطعه فارس للمرة التي لم يحصها:
-كلامك ملوش اكتر من معنى، وأنا هبقى بظلم أختي لو سكت على الوضع ده وسيبتك تكمل حياتك معاها وأنت بتضحك عليها وعلى نفسك.
تنفس مازن غاضبا وهو يعقب عليه:
-مش واخد بالك إن كلامك معايا كله عمال تقولي اختي أختي! خلاااص علاقتنا انحصرت في انها أختك وانا جوز أختك وبس؟
لم يجيبه فأضاف الأول:
-اتكلم معايا يا فارس وحاول تفهمني، كلمني كأخوك وصاحبك وعشرة عمرك واللي سري وحياتي كلها معاك وانسى شويه أنك أخو مراتي وحاول تفهمني.
نظر خلفه فوجد عمه يقترب منهما فتكلم سريعا قبل أن يصل مراد لموقعهما:
-لا ده وقته ولا مكانه يا مازن، خلينا نخلص اللي ورانا ونبقى نتكلم لوحدنا.
وضع مراد يده على كتف فارس:
-فارس.
التفت له متصنعا الابتسام فهتف الأول:
-دخلنا يزن العلميات خلاص ونص ساعه ويخرج بالسلامه إن شاء الله.
❈-❈-❈
ظلت تبكي وياسمين صامته بجوارها تناولها المحارم الورقية لمسح دموعها حتى اكتفت من البكاء وصمتت ونظرت لياسمين التي لم تبادر بسؤالها عن أي شيئ وتركتها تفضي ما بداخلها من حزن؛ فارتمت الأخرى بداخل حضنها تعاود البكاء فلم تفعل سوى التربيت على ظهرها بحنان.
شاهدت فارس يخرج من بوابة المشفى برفقة ساجد وشيرين التي دلفت السيارة معهما وتسائلت بحيرة:
-هو ايه اللي حصل جوه؟ ساجد بيقولي انك ضربتي مازن بالقلم على وشه.
لم تشاهد شيرين ذلك الحدث فكانت تتحدث مع مربية صغيرها لتطئن عليه فلم تشاهد تفاصيل الأمر، ظلت نرمين صامته ولاحظت شيرين نظرات ياسمين التي تطلب منها الصمت وعدم سؤالها عن أي شيئ فصمتت مجبرة واستمعت لفارس الواقف بجوار السيارة برفقة زوجها يسأله:
-هتعرف تمشي الدنيا من غير يزن ولا ابعتلك مازن؟
رد ساجد متضايقا من حديثه:
-هي الشركة كانت عطلانه قبل ما يزن يمسكها يعني يا فارس ولا ايه؟
تجهم وجه فارس وهدر به:
-ما ترد عدل يا حيوان، عارف تفاصيل الديل مع الوفد اللي جاي ولا ﻷ؟
خرجت نرمين على الفور عندما استمعت لصياحه وسبته لزوج أختها وردت فورا:
-كل التفاصيل معايا يا فارس متقلقش.
رمقها بنظرة متفحصة وأومأ لها بصمت والتفت لساجد يأمره:
-خلص معاهم وكلمني عرفني وصلتوا ﻷيه.
هز ساجد رأسه وهو زاما شفتيه ممتعضا من إهانته وتحرك صوب سيارته وتبعته كل من زوجته وتوأمتها ودلف فارس سيارته بجوار زوجته وأمر السائق وهو يزفر أنفاسه بضيق:
-اطلع على فندق الباشا يا كارم.
سألته زوجته هامسة:
-هنروح نعمل ايه في الفندق يا فارس أنا سايبه الولاد من بالليل مع الدكتوة دينا؟
رد ناظرا لها بتعب وحزن:
-عايز أناااام يا ياسمين، عايز أنام بعيد عن الدنيا كلها.