رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 28 - 2 - الثلاثاء 23/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن والعشرون
2
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
23/1/2024
استيقظت مهرة صباحًا لتجد مهران واقفًا أمام المرآة يهندم ملابسه نظرت في ساعتها لتجدها التاسعة صباحاً فتمتمت بنعاس
_ صباح الخير
نظر لانعكاس صورتها في المرآة ورد بابتسامة
_ صباح الورد
التفت إليها ليدنو منها وقال بحنو
_ قومي عشان هردلك المفاجأة
عقدت حاجبيها بدهشة وسألته وهي تعتدل في الفراش
_ مفاجأة أيه؟
_ وتفتكري هتبقا مفاجاة لو قلتلك
_ بس انت عارف انا مش بحب الانتظار ارجوك قول بقا.
تنهد بيأس منها وتمتم بهدوء
_ الأول هنروح للدكتورة عشان نطمن وبعدها هقولك عليها.
تعلمه جيدًا لن يبوح لها مهما فعلت فنهضت باستسلام وهي تغمغم بصبر نافذ
_ ماشي ياسيدي لما اشوف.
في المشفى
بدات الطبيبة بمعاينتها ويد مهران لا تترك يدها وهما ينظران إلى تلك الشاشة الصغيرة فقالت الطبيبة بابتسامة عريضة
_ مبروك يامهران بيه توأم
نظرت مهرة إليه بسعادة وهي لا تصدق ما سمعته من الطبيبة
_ توأم.
اومأت الطبيبة وبدأت توصف لهم على الشاسة ومهران لا يصدق حتى الآن بأن أصبحت له عائلة وازدات أكثر
تابعت الطبيبة حديثها
_ انتي كدة في آخر الشهر التالت وإن شاء الله المرة الجاية هنعرف نوع الجنين
تحدث مهران بصدق
_ اللي يجيبه ربنا كله خير مش هتفرق.
خرج الاثنين من المشفى بسعادة بالغة وتتمتم مهرة بعدم استيعاب
_ انا مش مصدقة توأم مرة واحدة.
اندهش مهران من فرحتها وسألها
_ مالك فرحانة كدة انا قلت هتزعلي.
جلست في مقعدها بالسيارة وجلس هو امام المقود وتولى هو القيادة ثم إجابته
_ انا اصلاً بحب الأطفال جدًا وخاصة لما كنت بشوف اتنين توأم متخيلتش لحظة إني هعملها.
رفع حاجبيه وهو ينظر إلى خصرها بأسف
_ هنشوف رأيك هيفضل زي ما هو بعد شهرين ولا لأ.
قطبت جبينها بضيق وغمغمت بانفعال
_ تقصد ايه حضرتك؟
_ اقصد إنك هتتخني أوي والجمال اللي انا شايفه ده هيضيع.
_ مش همك غير مصلحتك يعني
اومأ لها بتأكيد
_ بالظبط.
هزت راسها بيأس منه ثم سألته
_ قولي بقا فين المفاجأة؟
_ اصبري نص ساعة بالكتير وهتشوفيها.
انتظرت مهرة بصعوبة ولسانها لا يكف عن السؤال وهو لا يرحيها بل يزيد من حيرتها حتى وصلوا إلى وجهتهم
وما إن وقعت عينيها عليها حتى قالت بفرحة
_ المزرعة.
ابتسم مهران وقال بتأكيد
_ اه ياستي هي المزرعة وهنفضل فيها اسبوع كمان.
فتح الحارس البوابة فور رؤيته لمهران وظل يرحب به حتى وصل بسيارته لباب المنزل
ترجل من السيارة وترجلت هي بدورها لتنبهر بتلك الخضرة الممتدة أمامها
_ المكان جميل اوي يامهران.
اتسعت ابتسامت مهران لبساطتها وأن اقل شئ يرضيها حتى لو كانت زيارة ورؤية ارض زراعية لا غير.
_ عجبتك؟
_ جدًا
لاح الحزن على ملامحه عندما تذكر مالكتها فقد كانت تعشقها كذلك
_ المزرعة دي بتاعت حلم عيشت فيها بعد ما ماتت لإني رفضت اعيش مع جدي بعد اللي حصل
حاول كتير أنه يقنعني ارجع اعيش معاه بس رفضت لحد ما مات
على قد ما كنت كاره الوحدة بس كنت بحس براحة غريبة في المكان ده زي ما يكون بيواسيني وبيطمني انها عايشة
تقدم خطوتين للأمام وتابع ذكرياته
_ عشت هنا أيام جميلة معاها واحنا لسة صغيرين
ولما كبرنا وبعدنا عن بعض بقت تيجي لوحدها
نظر إليها ليجد غيرة تحاول اخفاءها وأسأله كثيرة تود معرفتها فأراد أن يكون واضحاً أمامها كـ كتاب مفتوح وتابع
_ حلم بالنسبة كانت أخت حبيتها واتعلقت بيها بس لما كبرنا جدي قرر إننا نتجوز، حاولت كتير أفهمه إنها زي أختي بس كان رافض خيرنا يطلع بره وانا الطمع جوايا كان عميني
صحيح كنت بحبها بس مش عشق لأ ده كان حب أخوي بس جدي معترفش به وأصر إننا نتجوز، وقتها طلبت منه يأجل الجواز لحد ما تتخرج يمكن مشاعرنا مع الوقت تتغير بس لقيتها زي ما هي
ولما ظهر مصطفى في حياتها غيرت عليها وحاولت ابعده عنها وكان ممكن آذيه بس جدي منعني وقتها
اغمض عينيه بألم للذكرى وتابع
_ لو كنت اعرف اللي هيحصلها كنت وقفت قدام الدنيا كلها وجمعتهم، بس للاسف فوقت متأخر أوي.
تعاطفت مع حالته وتقدمت منه لتقول بتعاطف
_ بلاش تقسى على نفسك أكتر من كدة لأنه مش هيرجع اللي راح، وبعدين مفيش أي حاجة تثبت إنها فعلاً انتحرت يعني ممكن تكون بعدت مش أكتر.
تنهد بيأس وقد آلمته الذكريات فتمتم بألم
_ انا مخلتش مكان مدورتش فيه، روحت الجامعة قالوا انها انقطعت ومش بتيجي وده اكبر دليل إنها فعلاً ماتت.
وضعت يدها على خده وقالت بثقة
_ أنا متفائلة إنها لسة عايشة وهييجي يوم وافكرك.
ابتسمت بود وتابعت
_ بس وقتها تنسا اللي فات وتبدأ صفحة جديدة معها بعيد عن القسوة اللي عيشتها فيها.
_ أكيد لو رجعت في يوم من الايام هعتذر عن كل حاجة عملتها وضايقتها مش بس قسوتي ليها، فلوس المزرعة دي لسة بحفظها باسمها في البنك يادوب جزء بسيط منه بخرجه صدقة على روحها لو كانت …(لم يستطيع نطقها لمدى قسوتها) ولو عايشة هترجع تلاقي حقها كله زي ماهو.
أومأت بتأكيد
_ إن شاء الله هترجع انا واثقة
ابتسم لها بامتنان ثم تحدث بجدية
_ طيب كفاية كدة واطلعي ارتاحي شوية من الطريق
_ طريق ايه؟ دا احنا مكملناش نص ساعة وبعدين أنا عايزة اتفرج على الخضرة دي شوية.
جذبها من ذراعها وتمتم بهدوء
_ قدامك اسبوع بحاله تشبعي فيه براحتك فياريت تريحيني وتطلعي ترتاحي شوية الدكتورة حذرت من أي مجهود.
طاوعته مهرة ودلفت معه المنزل ومنه لغرفتهم.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
ولجت غرفة مكتبه وهي تحمل القهوة بين يديها لتجده جالسًا على مقعده ويراجع بعض الأوراق أمامه
لم ينتبه لها مما جعلها تشعر بالضيق من إهماله لها
تقدمت منه لتضع القهوة أمامه وحينها نظر إليها بابتسامة وقبل يدها قائلاً
_ تسلم ايدك.
ثم عاد للأوراق أمامه
وقفت بجواره تستند بظهرها على المكتب وغمغمت باعتراض
_ هتفضل مشغول عني كدة؟
زم فمه باستياء وعينيه لا تنزاح من الاوراق
_ غصب عني والله ياحبيبتي نص ساعة بالكتير وهفضالك.
اغمضت عينيها باستسلام ثم سارت في أرجاء الغرفة تستكشفها
فهي على طراز قديم لكنه فريد
لفت نظرها صندوق صغير لكنه ملفت للنظر تقدمت منه تتحسسه ودفعها فضولها لفتحه لكنها وجدته مغلق
أرادت أن تشغله قليلًا فنادته
_ مهران ايه الصندوق ده؟
اغلق مهران الملف ثم عاد بظهره للوراء بارهاق فوقع نظره على ذلك الصندوق
نهض ليتقدم منها ونظر له بعدم اكتراث
_ مش عارف بس جدي وهو بيموت طلب يشوفني ضروري وقتها افتكرته باعتلي عشان يجبرني أرجعله
ولما خلاص يأس طلب من وهدان أنه يسلملي الصندوق ده ضروري وبعدها مات
مهتمتش به وانشغلت بموت جدي ومن وقتها وهو مكانه
_ طيب بعدها مفتحتوش ليه يمكن يكون فيه حاجة مهمة.
هز كتفيه بعدم اهتمام
_ أكيد هيكون عقود لأنه كتب كل حاجة باسمي بعد موت حلم، مش فاهم ليه.
دفعه فضوله أيضًا لفتحه ومعرفة محتواه
أخرج مفتاحه من أحد الأدراج وقام بفتحه ليجد بالفعل بعض العقود الخاصة بالممتلكات وورقة أخرى يبد عليها القدم
تناولها بيده وقام بفتحها ليتفاجئ بأنها رسالة، وممن؟ من والدته
تسارعت دقاته وأخذت وتيرة أنفاسه تهدر بقوة وعيناه تجوب الكلمات بصدمة قضت على ما تبقى بداخله من تماسك.
اندهشت مهرة من حالته ودنت منه تسأله بقلق
_ في ايه يامهران؟
كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها بالتزام الصمت لكنها لم تصمت و عادت تسأله
_ مالك في ايه؟ مـ…
قاطعها هادرًا بها بغضب جحيمي لم تراه من قبل
_ اطلعي برة.
انتفضت بخوف شديد وحاولت معرفة ما يحدث لكن صوته الهادر منعها فتسرع بالخروج من الغرفة
ويبقى هو وحده ينظر إلى تلك الرسالة بصدمة كبيرة قبل أن يشعر بضربة شديدة على رأسه أفقدته الوعي.
يتبع..