رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 29 - 2 - الأربعاء 24/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر بتاريخ الأربعاء
24/1/2024
في داخل السيارة
ظلت آسيا تحاول الإتصال بذلك الرجل حتى رد بالأخير
_ بتتصلي له دلوقت؟
اجابت من بين اسنانها
_ عايزة اعرف عملت ايه وو صلت معاهم لأيه.
ابتعد كامل قليلًا عن العمال وقال بحدة
_ احنا بلغنا وعملنا اللي علينا خلاص بقا يخلصوا عليه يسيبوه هما حرين المهم بنتي تبقى برة الموضوع.
ابتسمت آسيا بمكر وغمغمت بخبث
_ طيب انا رايحة عندها اطمن عليها عشان متقولش اننا اتخلينا عنها.
_ لا انتي كدة بتحطي نفسك في الشبهات وبتعرفيها إننا اللي بلغنا عنه.
_ لا اطمن انا هعمل إني رايحة زيارة عادية وبتفاجئ باللي حصل.
اغلقت الهاتف قبل أن تسمع اعتراضه عليها أن تخبره بذهابها كي لا يشك بشئ.
املت السائق العنوان وسارت السيارة حتى وصلت لوجهتها.
…….
ظل مدحت يبحث عن معلومات يحاول بها العثور على أي خيط يوصله بالخاطف
فهذه فرصه ستضاف في سجله إذا استطاع القبض على ذلك المجرم.
وحينها سيكون امسك أول الحبل الذي سيصله إلى باقي المجموعة
هو الآن وضع الجميع تحت المراقبة ومنهم وهدان الذي شعر بأنه يخطط لشئ ما
وقد كان له ما أراد
إذ رن هاتفه يخبره بتحرك وهدان إلى أعلى الجبل مع رجاله.
فقام بجمع القوة المطلوبة وتوجه إلى الجبل.
في منزل الجبل
كان مستسلمًا لتلك الضربات التي يتلقاها من الرجال وكل تفكيره مع ما حدث وما يحدث.
صدمات كثيرة تلقاها ولا يعرف ما يخبئه له القدر بعد كل ذلك
عجز لم يشعر بثقله من قبل وهو مقيد لا يستطيع الدفاع عن عائلته التي اتخذته درعًا لها من قسوة الحياة واخذ عهدًا على نفسه بأن يحميها ولم يكن يعرف بأن لعنته ستمتد لهم ويلقوا إلى التهلكه بسببه.
شعر بأنه ضعيف لأقصى درجة
تظاهر بالقوة وهو لا يملكها
وبالامان وهو لا يعرف طريقه
ضعف وانكسار يداريه خلف مكانته وحراسه وآمواله التي لا عدد لها.
ماذا فعلت له تلك الأموال أمام تلك الضربات التي يواجهها ولا عائلته الصغيرة التي لا يعرف عنها شئ
لو يأخذوا منه كل ما يملك مقابل أن يرحموا عائلته لكان أعطاها برحابة صدر فقط تبقى عائلته.
تذكر أمر تلك الرسالة والتي ذبحته بخنجر بارد
ليته لم يعثر عليها ولم يعرف شيئاً عن تلك الحقيقة المرة
ماذا لو بقت حلم وتزوجها كيف كان مصيرهم الآن
دلفت آسيا إلى منزل الجبل الخاص بعائلتها والتي اخبرتهم به كي لا يشك احد بأمرها وتستطيع التشفي من تلك الفتاة التي تذكرها بوالدتها
وجدت أحد الرجال الذي اوصلها إلى كبيرهم وما إن رآها حتى أمر الرجل بالخروج وغلق الباب خلفه
تقدم منها وسألها
_ أخرتي ليه؟
غمغمت بحنق
_ عشان محدش يشك فيا المهم هي فين؟
أشار على أحد الغرف
_ في الاوضة زي ما طلبتي محدش قرب منها.
_ وهو؟
_ لأ ده استوى على الآخر هنفذ مهمتي وهمشي وبالنسبة للبنت انتي حرة بس هحصره عليها قبل ما اقتله.
..
فتحت عينيها بتثاقل وهي تشعر بألم حاد في رأسها
اعتدلت في الفراش لتتفاجئ بذلك المكان الغريب
أين هي؟
تذكرت تلك اليد التي كممت فمها ولم تدري شيئًا بعدها
_ مهران.
قالتها بخوف ونهضت والألم يزداد برأسها
فتحت الباب وقدماها لا تساعدها على السير جيدًا
المكان خالي لا تجد به أحد رددت اسمه بخفوت كأن اسمه وحده يشعرها بالأمان
ظلت تستند على الحائط حتى تفاجئت بصوت آسيا تتحدث داخل إحدى الغرف تقدمت لتسمع صوتها
_ أنا ميهمنيش مهران في شئ تقتله تسيبه انت حر المهم البنت دي أخلص منها وأخليها تحصل أمها
رد ذلك الرجل
_ انا جاي في مهمة إني اخلص على الخاين اللي بلغ عنا قصتك مع البنت متخصنيش….
وضعت مهرة يدها على فمه تكتم شهقتها وتساقطت دموعها خوفًا عليه، لا لن تكون سبباً في قتله
أخذت تبحث عنه في باقي الغرف لكن لا آثر له
ترجلت للأسفل ومازالت تشعر بثقل شديد في قدميها لكنها تحاملت على نفسها لأجله
لقد تذكرت هذا المنزل جيدًا
أنه منزل خاصة بعائلة آسيا وقد كانت تطلب منها تنظيفه كل فترة
يبد أنه داخل القبو
تسللت للاسفل لكنها تراجعت عندما وجدت بعض الرجال يخرجون منه
فتدارت خلف أحد الأعمدة حتى صعدوا للأعلى ثم عادت للأسفل
فتحت باب القبو لتجد حبيبها جالسًا على مقعد ومقيد بأحكام
ظلت تستند على الحائط حتى وصلت إليه وما إن رأته حتى نطقت اسمه بألم
_ مهران.
رفع رأسه إليها فيتفاجئ بها أمامه بدموعها التي أقسم ألا يجعلها تسقط فيسقط معه قسمه وشعور العجز يزداد بداخله فتمتم بصعوبة وهو يراها تتقدم منه
_ اهربي.
هزت رأسها بنفي وهي تجثو أمامه لتحل وثاقه وقد آلامتها جروح وجهه وتمتمت برفض
_ مستحيل اهرب من غيرك.
بقوتها الواهنة أخذت تحل قيوده لكنها كانت محكمة فوجدت صعوبة في حلها مما جعل مهران يقنعها بالهرب لكنها اصرت على البقاء
_ يا نهرب احنا الاتنين من هنا يانموت مع بعض، انا وولادك ملناش غيرك ارجوك ساعدني وخلينا نهرب.
استطاعت بعد عناء حل وثاق قدمه وتحاملت على نفسها حتى تحل قيد ذراعه
تراجعت عندما تألم فيبد أنهم قاموا بكسر ذراعه
فتمتمت بخزن
_ معلش اتحمل عشان نهرب.
تحامل على نفسه وتحمل الألم حتى استطاعت فكه وساعدته على النهوض لكن..
اقتحموا القبو ودلف ذلك الرجل ومعه آسيا وبعض الرجال المدججين بالسلاح فيحاوطوهم من كل جانب ودون إرادتها وجدت نفسها تتحامى به وقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير
ضعف وخذلان شعر به عندما تحامت به والموت يحيطهم من كل جانب
أحاطها بذراعه المصاب والآخر ضمها إليه وغمغم بغضب
_ سيبها تمشي وخلي حسابك معايا.
تحدث الرجل ببساطة
_ وانا مش ممانع
ثم اشار على آسيا وتابع
_ بس الست خدمتنا وبنردهلها تقتلها تسيبها دي في ايدها.
نظر إليها مهران بغضب شديد وعينيه تتوعدها إذا استطاع النجاة
ابتسمت باستهزاء وغمغمت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من بغض
_ اصله حساب قديم وأخيرًا لقيت الفرصة، وزي ما خلصت على أمها هخلص عليها عشان اعذبها في تربتها زي ما عذبتني لما اخدت جوزي مني اللي لسة لحد دلوقت بيفكر فيها، هقتلها وارميها جانب امها اللي دفنتها في أزبل مكان عشان يليق بيها وأهه يليق بيكي انتي كمان.
تساقططت دموع مهرة وعينيها تنظر إليها بغضب وتمتمت ببغض
_ طول عمرك وانتي قلبك أسود، قتلتي أمي وهي مجرد ضحية لجوزك مع أنه هو اللي يستاهل العقاب
هو اللي سابك وحبها هي ولما رفضته عمل المستحيل عشان يوصلها
العقاب ده كان له هو مش هي أبدًا بس لإنك ضعيفة استقويتي على اللي اضعف منك.
سحبت آسيا السلاح من يد الرجل وغمغمت بتوعد وقد عرتها أمام نفسها
_ غلطتي الوحيدة اللي بندم عليها إني مقتلتكيش مع أمك (نظرت إلى مهران وتابعت بغيظ) بس كله منها هي اللي انقذتك مني لولاها كان زمانك مدفونة معها بس ملحوقة.
أشهرت السلاح في وجهها وضغطت على الزناد
ولا تعرف بعدها متى أو كيف تلقى تلك الرصاصة بدلًا منها
فتسقط روحها مع سقوطه على ركبته فتجثو أمامه بقلب ملتاع وعينيها ترجوه ألا يفعلها
اعتذر بعينيه التي تجوب محياها بكل الحب الذي يحمله بداخله يرجوها أن تسامحه
لكن عقلها أبى اعتذاره وعينيها تدينه بتخليه عنها كما فعلها الجميع
رفعت يديها تحيط وجهه وتضع جبينها على جبينه ترجوه بكل جوارحها
_ ارجوك متسبنيش، إن عملتها عمري ما هسامحك يامهران
لم ينتبهوا لوهدان ورجاله الذين حاوطوا المكان ولا لإنذارات سيارات الشرطة لا اي شئ من حولهم فقط هي ترجوه وهو يعتذر
_ مهران ابوسك ايدك متسبنيش
رفع يده المصابة بصعوبة ومحى بها دموعها التي سقطت على قلبه لتدميه وتمتم بوهن
_ بعتذر…إني موفتش…بوعدي إني….
توقف قليلًا كي يجمع قوته وتابع بوهن
_ إني..مخليش دمعة… دمعة واحدة تنزل منك …بس(ازدرد جفاف حلقه بصعوبة) غصب …المرة دي خار..ج…إرادتي
افحمت بالبكاء وهزت رأسها بجبينه الذي بدأ يميل بوهن وصرخت به بضياع
_ لو موت مش هسامحك أبدًا يامهران
مال برأسه عليها فتسندها على كتفها وهي تحيطه بذراعيها تصرخ وتصرخ به ألا يتركها
حاولوا أخذه منها لكن ذراعيها احاطته بقوة لم تختبرها من قبل وكأنه ينتزعوا روحها بكل قسوة
حاولوا وحاولوا حتى استطاعوا أخيرًا اخذه من بين يديها وهي تصرخ بأسمه وكأن الحياة توقفت عند تلك اللحظة حتى شعرت بالظلام يأخذها إليه فتستسلم له ربما يأخذها اليه..
يتبع..