-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 31 - 2 - السبت 27/1/2024

 

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر بتاريخ السبت

27/1/2024




انطلق القطار الذي سار لساعات شعرت بها كأنها أيام وعقلها يعيد اتهامات مصطفى لها بالخيانة.

لما ذلك وهو يعلم جيدًا كم تعشقه

قد تكون اخطأت في إخفاءها للأمر لكن هو يعلم بحديثها مع سامية ومن الطبيعي أن تسألها عليه فهو ابن عمها وما يسري في عروقهم دم واحد.

ادمعت عينيها وهي لا تتخيل الحياة بدونه لكنها لن تبقى معه بعد ذلك الاتهام

وصلت للبلدة وعادت بذكرياتها عند عودتها من الجامعة لتجده كل مرة واقفًا أمام محطة القطار ينتظرها

انتابها ذلك الشعور بالحنين إليه رغم فتوره معها

وظلت تتساءل

من المنتظرها الآن؟

مهران القديم التي أحبته كأخٍ لها في طفولتهم؟ أم القاسي الذي قسى عليها بغير رحمة؟

توقفت السيارة أمام القصر وقلبها أخذ يهدر بعنف

عقلها يطالبها بالانسحاب وشئ آخر بداخلها يطالبها بالرأفة بتلك المرأة التي تعاني وحدها 

ترجلت من السيارة لتقف أمام تلك البوابة الكبيرة فتنفتح أمامها ويخرج منها وهدان الذي تفاجئ بوجودها

_ ست حلم؟

اومأت له 

_ ازيك ياوهدان.

نظر إلى طفلها الذي تحمله وحاول اخفاء العتاب عن عينيه وحمل حقيبتها وهو يجيب بثبات

_ الله يسلمك ياهانم اتفضلي مهران به هيفرح أوي لما يشوفك.

طمئنها عندما لاحظ الخوف في عينيها

_ متخافيش مهران بيه اتغير كتير من وقت ما مشيتي.

دلفت للداخل وكل خطوة تخطوها تذكرها بمواقف محبة لقلبها وأخرى سيئة

دلفت القصر وكانت مهرة في انتظارها تنتظرها على احر من الجمر

وعند رؤيتها ادمعت عينيها بسعادة كبيرة ونهضت من مقعدها بصعوبة لترحب بها فقد اصبحت في شهرها السابع وأصبحت حركتها ثقيلة.

تقدمت منها حلم عندما لاحظت تعبها وسألتها

_ انتي مهرة؟

أومأت مهرة وهي تنظر إليها بامتنان

_ أيوة أنا مهرة وانتي أكيد حلم بس انتي احلى من الصورة بكتير

ابتسمت بمجاملة وتمتمت بأسف

_ انا مكنتش اعرف باللي حصله ولو كنت اعرف مكنتش هتأخر لحظة واحدة

_ عارفة بس مهران فعلاً اتغير وندمان على كل اللي عمله معاكي، هو محتاجلك دلوقت اطلعي ومتخافيش.


رفعت عينيها للأعلى ثم نظرت إلى طفلها الذي غفى على ذراعها وشعرت بالاحراج من الصعود به  ففهمت مهرة ما تفكر به وقالت لها

_ هاتي ابنك وانتي اطلعي ومتخافيش عليه .

لم تستطيع مهرة حمله لصعوبة حركتها فنادت سامية التي فرحت كثيرا بعودة حلم 

صعدت إليه لتقف أمام غرفته بوجل لا تعرف ماذا تفعل


عاد إلى شقته وهو يشعر بالندم على رعونته معها لقد تمادى حقًا في غيرته ونسى بأنها تخلت عن كل شئ لأجله 

أندهش عندما لم يجدها في غرفتها 

ولا اثر لها 

تفاجئ بتلك الرسالة الموضوعة على الفراش فقام بقراءة محتواها والتي تخبره عن ذهابها لبلدها كي تقف بجوار ابن عمها في محنته ولن تعود اليه 

طوى الورقة وألقلها بغضب على الأرض 

ثم اتصل على المطار 

_ في طيارة للمنيا دلوقت 

_ …

_ تمام احجزي عليها.

أغلق الهاتف وقام بالاتصال عليها لكن هاتفها قيد الإغلاق

انتظر مضي تلك الساعة ثم انطلق إلى المطار وهو يتوعد لها.

…………..


اقتربت من الباب وقلبها يطرق بعنف شديد فتحت الباب بتردد لتنظر للداخل ترددت قليلاً ثم حسمت أمرها ودلفت فتجده جالسًا على المقعد في وجوم تام ويبد عليه الشرود 

ملامحه تبدلت وظهر عليها الشحوب وكأن ذلك القاسي لم يعد له وجود 

همست باسمه

_ مهران 

في بادء الأمر لم يتحرك فتقدمت منه برهبة لتجده يغمض عينيه بشتات وكأنه يتخيل صوتها

عادت تناديه

_ مهران.

فتح عينيه واصغى قليلا كي يتأكد من تكراره 

تألمت بشدة على رؤيته بهذا الشكل وتمتمت بريبة

_ مهران انا حلم 

التفت إليها وعينيه لا تصدق ما تراه

كانت الغرفة مظلمة مما جعله يشعر بأنه يحلم

تقدمت من النافذة لتبعد الستائر وتوضح الرؤية وها هي أمامه حقًا نهض من مقعده وتحرك خطوة لكنه تراجع وتمتم بعدم استيعاب 

_ حلم؟!

ابتسمت له وهي تتقدم منه وتقول بتأكيد

_ أيوة حلم عامل ايه؟

رمش بعينيه دلالة على مدى صعوبة استيعابه لوجودها وتمتم 

_ انتي حقيقي؟

أومأت له وقد شعرت بغصة مؤلمة في قلبها وقالت بتأكيد

_ انا حقيقي لإني ممتش انا لسة عايشة وكنت مسافرة ولسة راجعة من فترة.

عقد حاجبيه بحيرة وسألها

_ بس انا دورت عليكي في كل مكان حتى في المطار

رأفت بحاله وشعرت بالندم لما فعلته وقالت بهدوء

_ هحكيلك كل حاجة من البداية 

انتهت حلم من سرد كل شئ حتى اتصال مهرة بها لكنها لم تخبره عن مساعدة سامية 

_ وفي الوقت اللي قدرت اوصل لسامية واكلمها اتفاجئت بمراتك بتكلمني وبتترجاني إني ارجع.


اخفض عينيه بألم وهو لا يعرف ماذا يفعل هل يخبرها بحقيقة الرسالة ام يلتزم الصمت ويسعد بعودتها، لكنه حمل قد اثقل عاتقه ولن يستطيع أحد حمله معه سواها.

_ انا مش بلومك على اللي حصل بالعكس كان لازم ده يحصل ياإما هنقع إحنا الاتنين في وزر هيفضل ملازمنا العمر كله

عقدت حاجبيها بدهشة وسألته

_ ازاي؟

تنهد بتعب شديد وقرر التحدث وأخبارها بكل شئ 


تقدم من فراشه وأخرج الرسالة من اسفل الوسادة ودنى منها ليناولها إياها تحت نظراتها المندهشة

اخذت الرسالة وقامت بفتحها وقراءة محتواها فتنصدم بدورها حتى سقطت الدموع من عينيها 

هزت رأسها بعدم استيعاب ودموعها تنزل بغزارة من عينيها لا تصدق ما تقرأه 

طوت الرسالة وهي تنظر إليه بذهول وترجوه ان يكذب الخبر 

لكنه أكد لها بألم

_ للأسف دي الحقيقة، الحقيقة اللي كسرتني وخلتني مش قادر أخرج واواجه حد

اكتشفت إني انسان ضعيف أوي وملوش أي قيمة

حتى مراتي مبقتش قادر اتعامل معها 

والأصعب من كدة ده إن الغلطة اللي غلطها ابوكي وشارك فيها عمك كانت هتدمرنا أكتر وهو جدك بيجبرنا نتجوز.

تابع بتهكم

_ كل حاجة في حياتنا كانت غلطة كبيرة منهم واتحملناها احنا.

مازالت لا تستوعب حقيقة الأمر ونظرت إليه بضياع

_ يعني طول الفترة اللي فاتت دي واحنا عايشين على إننا ولاد عم واحنا في الحقيقة اخوات؟ 

هزت رأسها بعدم استيعاب وسألت بانفعال

_ ايه الناس دي؟ طبيعتهم ايه؟ وحوش ولا شياطين ولا أيه؟ 

مش ممكن يكون فيه بشر بالحقارة والانحطاط ده.


_ للاسف فيه واتحكم علينا نكون من نسلهم 

ازدادت دموعها واجهشت فالبكاء وهي تمتمت من بين شهقاتها

_ مستحيل نكون منهم وميشرفنيش يكون ليا صله بيهم عشت بسببهم في جحيم وهما عايشين ولما ماتوا عيشنا في جحيم أشد، افرض كنت استسلمت لحكم جدك واتجوزنا كان هيبقى ايه مصيرنا، كنا هنعمل ايه وقتها.

هزت راسها بيأس وشعرت بأنها تود الأرتماء بي أحضانه تواشيه ويواسيها

شعور متبادل بألقاء كل منهما في أحضان الآخر يلتمس كلا منهم العزاء لبعضهم البعض

تشبثت به وتشبث بها وكلاهما يبحث في الآخر عن دواء لداءهم.


هبطت الطائرة المطار وخرج هو والغضب يعمي بصيرته 

لم يخبر أحد بمجيئه وانطلق مسرعًا إلى ذلك القصر وهو يتوعد لها 

وصل وعينيه تقدح شررًا ليتقدم من بوابته ليقول بأمر للحارس

_ افتح الباب 

هم الرجل بالرفض لكنه غمغم بحنق

_ أنا جاي لمراتي لسة واصلة حالاً 

لم يستطيع الرجل الوقوف امامه وسمح له بالدخول 

اندفع مصطفى للداخل فلم يجد أحد سوى مهرة التي تقف اعلى الدرج تنتظر خروجهم


اندهشت مهرة من وجود ذلك الغريب داخل القصر فقامت بوضع حجابها وسألته بحدة

_ انت مين؟ وازاي تدخل كدة؟

صعد الدرج ولم يبالي لها ونظر للغرف بغضب وسألها

_ هي فين؟

اخذ يفتح في الغرف ويبحث داخلها حتى تفاجئ بها وهي باحضانه…

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية