-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 21 - 1 - الجمعة 5/1/2024

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

5/1/2024



اقتحمت  " خيرية "  غرفة ز و جها الذي كان يينفث دخان لفافة التبغ خاصته  بغضبٍ مكتوم   ابتسمت بشماتة و هي تقول:

- شفت  اهي راحت اتجـ ـوزت  اللي كانت ماشية معاه يا عبده يعني كلام الناس صح يا عبده نبيلة طلعت بتمشي مع رجالة و أنت كنت نايم على ودانك يا عبده  اللي زي دي تأمن لها ازاي علي بنتك دا أنا لو منك اروح و اجيب منها البت و اخليها تشوف العذاب الوان و لا بردو تشوف بنتها لحد ما تموت كدا من قهر تها عليها بس اقول إيه طيبة قلبك دي هي اللي مخلياك متساهل كدا معاه وهي ركبت و دلدلت رجليها خلاص يا عبده . 


لم يُعقب "عبد الكريم" على حديثها الذي لا يخلو من الحدة و الغضب الشديدان، نفث سحابة الدخان بهدوءٍ مريب، رفع بصره لها و قال:

-خليها تشوف نصيبها يا خيرية 


صُعقت "خيرية" من هول صدمتها في ز وجها 

هل هو يقصد ما قاله،  أم مجرد ستار يتوراى خلفه الكثير، فرغ فاها لتتحدث كعادتها لكنه هدر بصوته مما جعلها ترتعد منه و تتراجع عن فكرة إيذاء ز وجته السابقة.


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أشهر 


كانت الحياة رتيبة بشكلٍ لا يوصف عند البعض و سريعة عند البعض الآخر،  محاولات "فضل" 

لم تتوقف و رفض " دعاء" لم يتغير بكل أسف 

أما " نبيلة" فـ كانت تُحضر لـ حياتها  الجديدة 

دون حساب لأي شيئًا آخر .


في أحد الأيام 


كانت "نبيلة" تضع اللمسات الأخيرة داخل عِش الزوجية الجديد مع شقيقتها وقفت "دعاء" أمام خزانة الملابس ترتبها من جديد و هي تقول بنبرتها الساخرة

- أول مرة أشوف عروسة بتفرش شقتها بنفسها ياختي كنتي خليكي في البيت و نفرشها إنا و أمك .


نظرت "نبيلة"  لمساحيق التجميل بتقييم ثم قالت :

- هو أنتِ مش شايفة أمك تعبانة ازاي ؟! 

- اه و الله يا بت يا نبيلة بقالها كام يوم بتشتكي من صـ ـدرها .


ردت "نبيلة" قائلة بضيق

- اما خلاص هتجنن من أمك دي و الله بقت عاملة زي العيل الصغير اللي بيعاند عشان ما ياخدش الدوا  قلنا مليون مرة علاج القلب و الرئة بالذات ماينفعش يتوقفوا و هي بردو مصممة تبطلهم .

-متتعبيش نفسك أمك و مش هتتغير قولي لي هو إيه اللي ناقصك تاني قبل الفرح ؟! 

- مافيش حاجة الحمد لله كله تمام 


تابعت بإبتسامة واسعة 

- عارفة يا بت يا دعاء كل ما معاد الفرح يقرب كل ما قلبي يدق جامد اوي و احس نفسي عاوزة اطير في السما بس برجع و اقول فوقي يا نبيلة  أنتِ اللي زيك مستحيل تكمله فرحة ابدًا 

- يا ستير عليكي و كلامك يا بت يا نبيلة في حد يقول كدا ؟! 

- يعني أنتِ ناسية عبد الكريم ؟! 

- لا ياختي مش ناسية بس هيعمل إيه يعني ؟!  بنتك و حضـ ـنك و لما تتجـ ـوزي هتفضل في حضـ ـن أمك يعني بعيد بردو و بعدين ريحي دماغك خيرية تطيق العمى ولا تطيقك يعني مستحيل تاخد بنتك تربيها .

-فكرك كدا يا دعاء ؟! 

- طبعا يا ختي سيبك من عبد الكريم و لهوية و خلينا في فرحك اللي فاضله يومين دا خلينا نلحق نخلص اللي ورانا .


ضحكت "نبيلة"  على طريق نطق شقيقتها لإسم تلك الأفعى لكن سرعان ما اختفت ضحكتها و تبدلت لـ قلق شديد حاولت إخفائه لكنها فشلت تمامًا .


❈-❈-❈

أمام بناية "نبيلة"  كانت في انتظار شقيقتها 

ظلت واقفة جوار سيارته تنظر بين الفنية و الأخرى في ساعة معصمها،  أما هو اقترب منها و حدثها دون أن ينظر لها 

- كان نفسي تكوني بتفهمي بس للأسف طلعتي غبية يا دعاء و خسرتيني 


لاحت إبتسامة باهتة على جانبي ثغرها و هي تقول :

- مستعدة اعيش طول عمري غبية  و اخسر الناس كلها و اكسب ابني 


نظرت له ثم قالت بمرارة 

- أنا المرة الاولى اللي واثقت فيها في راجل ومشيت ورا قلبي ضربني و بهدلني تاني يوم فرحي وخلاني خدامة لأهله الصبح  و جارية له بليل  و أنا واحدة قررت تتعلم من غلطها و تخلي الراجل الوحيد اللي في حياتها هو ابنها و بس 


ختمت حديثها قائلة:

- لأن دا و بس اللي يستاهل كل لحظة من عمري 


رمقها بغضبٍ مكتوم و قال بنبرة مغتاظة 

-مش بقولك غبية ! عموما مش فضل اللي يرمي نفسه على واحدة أنا اللي الستات بتترمي تحت رجلي، بكرا اجيب ست ستك 


اپتسمت له بسخرية ثم قالت:

- أنا ستي الله يرحمها يا بابا، اقف  عوج و اتكلم عِدل و اعرف أنت پتتكلم مع مين أنا دعاء أم سيدك جاسر بيه وجدي و اللي لو وقفت على شعر راسك مش هتـ...


لم تُكلم عبارتها بعد ما قبـ ـض على ذراعيها بقوة شديدة، ضغط على أسنانه و همس بوعيد

- قسمًا بربي لو ما بطلتي تستفزيني يا دعاء لـ...


قاطعه " شهاب" بعد تدخله السريع لفض النزاع نجح في فك قبضته ثم باعد بينهما أمرًا صديقه بالاتجاه حيث السيارة لكنه لم يتحرك 

دفعه و هو يقول بهدوء

- يلا يا فضل يلا خلينا نمشي نبيلة و أبوها نازلين و لو شافك كدا مش هايحصل كويس .


تابع و هو ينظر لدعاء و قال:

- و أنتِ يا دعاء متجبيش سيرة لعمي معلش فضل متعصب 

- متقلقش يا شهاب  أنا اخاف على ابويا يلوث ايـ ـده في واحد ميستاهلش 


كاد أن يصل لها لكن منعه جـ ـسد شهاب و هو بعتذار 

- حقك عليا أنا مش قصدها أنت اهدأ بقى .


كز "فضل" على شفـ ـتـاه السفلى و قال بوعيد

- لو بس تيجي تحت ايـ ـدي و ربنا ما هرحمك 

- لا و الله ؟! تصدق خوفتني !! 


لملم " شهاب"  الموقف سريعًا قبل قدوم والد نبيلة  دفع صديقه نحو باب السيارة واجلسه عنوة على مقعد القيادة ثم اوصد الباب 

عاد لها و قال بنبرة تملؤها الرجاء :

- دعاء عشان  خاطري  عدي اللي حصل دا فضل مايقصدش و الله اللي عمله دا من ضيقته مش أكتر 


استقلت السيارة في المقعد الخلفي لمقعد القيادة قبل أن تقول بغضبٍ مكتوم:

- حصل خير يا شهاب من فضلك خلينا نمشي عشان اتأخرت على ابني .


❈-❈-❈


بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات من الصمت داخل السيارة قرر "شهاب" أن يكـ ـسر هذا الصمت بحديثه حول هذا و ذاك، لم يشاركهم 

الحديث "فضل و دعاء" فـ كلاهما في عالم آخر  لم تُنكر أنها رأت العتاب و اللوم بأم أعينها داخل مقله فقررت أن تشيح بوجهها للجهة الاخرى  وهي تكفكف  دمعتها بيـ ـدها

 للوهلة الأولى  تظن أن " فضل" قد فقد عقله بسبب تلك الفتاة غريبة الاطوار التي لا تعرف هل تريده أم  لا .


❈-❈-❈


على الجانب الآخر و تحديدًا 

في منزل والدة عبد الكريم كانت جالسة على المقعد الموضوع في أحد أركان شرفة الشقة المطلة على الشارع الرئيسي للمنزل  تتابع حفيدها و ما يصنعه في الدكان المقابل للبناية،  كان " فارس " منهمكًا


في صنع الخاتم الجديد الذي كلفه به رب العمل، كنوع من الاختبار، رغم صغر سنه إلا إنه يريد أن يتعلم المهنة في أسرع وقت،  ضحك عليه الحاج صاحب المحل و وصفه بحماس الشباب الذي ينطفئ بعد فترة من الزمن،  كانت تتركه يعمل في الإجازة الصيفية و في الدراسة هو لدراسته فقط، تحسنت حالته الصحية و النفسية كثيرًا عن ذي قبل و الذي كان سببًا رئيسيًا فيه والده،  و تحسن مستواه الدراسي أيضًا، انتهت من تقطيع الخضروات الخاصة بوجبة الغداء، نفضت يـ ـدها و عن بعضهما البعض، ثم هتفت بصوتٍ مرتفع قائلة: 

- يلا يا فارس تعال عشان الغدا جهز 


لم تكمل حديثها ما أن رأت ابنها يجذب حفيدها من مؤخرة رأسه مجبرًا إياه أن يأخذ منه ماله الذي اكتسبه في هذا اليوم لم يتقاضى ذاك المسكين أكثر من خمسون جنيهًا لكنهم بالنسبة له مبلغ ضخم يستطيع أن يفعل به الكثير، خرجت والدة عبد الكريم محاولة فض النزاع بين الأب و ابنه،  جذبت حفيدها خلفها و قالت بغيظٍ مكتوم 

- في إيه يا حمدي مالك بالواد 


رد " حمدي" بوقاحة  قائلًا: 

- ابني و بربي أنتِ مالك أنتِ 


لم يكترث لضر بها و محاولاتها البائسة في منعه جذب المبلغ من ابنه و غادر ليبتاع المواد المخدرة خاصته كـ باقي لياليهِ الساهرة، هذه المشاجرة  تحدث كل يوم  أصبحت مشاجرة يومية، ظل يبكي على تعبه الذي ضاع هباءً


ربتت على رأسه و حاولت أن تعوضه عن هذا المال بأكثر منه لكنه لا يريده هو يريد أن يتركه والده هل هذا  كثيرًا عليه ؟! 


الصفحة التالية