قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 21 - 2 - الجمعة 5/1/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الواحد والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
5/1/2024
بعد مرور يومين
أتى أخيرًا ليلة زفاف نبيلة كانت ترتدي رداءٍ أبيض هادئ و بسيط، كانت مظاهر الحفل تقتصر على العائلتين، كما حضر " فضل" و عروسه الجديدة، تز و ج قبل حفل زفاف صديقه كان قرارًا خاطئ اعترف بذلك بعد فوات الأوان، يريد أن ينفصل عنها لكن هي الآن تحمل في احشائها طفله الأول، اصبح مقيد بحكم العادات و التقاليد، الممنوع و المقبول منها، اللعنة عليها بل كل اللعنة عليها كان يريد أن ينجب منها هي، أن تكون هي أم ابنائه غمر نفسه في العمل حتى لا يتشاجر مع زو جـ ـته بسبب شروده المستمر أو لماذا لا يبتسم عندما يرأها و لماذا و لماذا و لماذا، الكثير من الأشياء المبهمة لز وجته تجاه " دعاء" و التي تقابلت معها مرتين تقريبًا في كل مرة يتعمد " فضل " الجلوس معهم رغم إنشغاله كما يقول، كانت لا تُعطي أي اهتمام له تجعله يفقد الأمل تمامًا تجاهها، لم تكن تعلم أن بهذا الأمر تزيد من رغبته فيها، رؤيتها من جديد جددت المشاعر بينهما، انتهز فرصة انشغال الجميع و حاول أن يحدثها و لو كلماتٍ معدودة رفضت و غادرت الحديقة ثم عادت إلى التجمع الذي تقف فيه العروس.
طلب شهاب أن يتراقص مع ز و جته المصون
وضعت أناملها في راحة يـ ـده و الأخرى على كتفه ثبت رأسها على يسار صـ ـدره، لتستمع إلى نبضات قلبه، ابتسمت ملء شدقيها ما أن حدثها عن عشقه، كل حركة يتحركها تجعلها تحلق في السماء الوضع معه له مذاق آخر .
من قال أن الحُب يأتي بعد الز و اج، مخطئ من قال ذلك، الذي يأتي بعد الز و اج مودة و رحمة، أو ظُلم و كرهية بين الطرفين، و ليس له علاقةً بالحُب، إن لم تجد عشقك قبل
الزو اج لا تُقدم على خطوة الزو اج كي لا تتسبب في ايذاء الآخرين، فإن المجاملة أذى، الإبتسامة المزيفة أذى، و اعترافك بأنك أسعد مخلوق على وجه الأرض و أنت شخصًا لا يعرف مذاق السعادة أكبر أذى لنفسك قبل الآخرين، لا تتز وج ما دُمت تبحث عن الحُب و لم تجده، لا تتز وج و قلبك يخبرك أنك تظلم نفسك بهذا القرار، إن قال لك قلبك ذات يومًا أنك مُجبر على فعل شئ، و يجب عليك الفرار صدقه لأنه اعلم منك بذلك .
خرجت من حضنه و تغزلت به و بهيبته التي خطفت الأنظار، ابتسم و عيناه تكاد تخرجان من موضعهما، لفها حول نفسها و تراقص معها على انغام الموسيقى الهادئة، حاوط خصـ ـرها من جديد جاذبٍ إياها إليه مداعبًا أنفها بأرنبة أنفه، ضمها لحضنه و ارخى جفنيه ليسبح في عالم الخيال من جديد، كل هذا كان يحلم به
و تحقق بالنهاية، كان يعاني من الوحدة، العزلة، الحُب من طرفٍ واحد، و تحول إلى حبٍ من الطرفين، وشم على قلبه عشقها وعلى صـ ـدره صورتها، و في حياته هي البطلة التي آسرته .
انتهى اخيرًا حفل الزفاف و عاد كل ثنائي إلى بيته من جديد، أما " دعاء" قامت باختطاف ابنة اختها دون أن يعلم "شهاب" الذي بحث عنها كثيرًا و رحل قبل أن يعثر عليها، ما أن وصل إلى البيت ترك ز و جته تبدل ملابسها بأخرى بيتية مريحة، و قام بمهاتفت أختها توعد لها بالقـ ـتل، خرجت " نبيلة " من المرحاض و هي تجفف خصلات شعرها المبللة و الإبتسامة العريضة لا تفارق شفتـ ـيها، و قف متجها نحوها محتـ ـضن إياها جاعلًا ظهرها ملاصقًا لصـ ـدره، طبع قبلته على وجنتها ثم رفع وجهه و قال بجدية
- دعاء متهزريش طبعًا لأ مش هاينفع استغنى عن رقية اسبوعين هاسيبها معاكي النهاردا و بكرا بالكتير اوي الخميس، أنتِ حرة بقى وريني ها تهربي مني تاني ازاي اوك مع السلام الله يبارك فيكي عقبال ما نفرح بيكي ماشي يا ستي نفرح بجسور بس عروسة تانية غير رقية عشان أنا ها تجوزها ماشي مع السلامة و هي كمان بتسلم عليكِ سلام .
سألته " نبيلة" بإبتسامة قائلة:
- هي دعاء قالت لك إيه
رد وهو يقترب منه أكثر و قال:
- بتقول عاوزة تخليها معاها على طول .
حاولت التملص منه و هي تقول بخجل:
- ازاي يعني و أنا
قاطعها قائلًا بإبتسامة خفيفة
- أنتِ إيه؟!
لم ترد عليه و يمهلها شرف المحاولة في أن تهرب من حاصره لها، على الرغم من أنها مرت بكل هذا إلا أنها الأولى من نوعها في كل شئ لم تريد أن تضع ز وجها في مقارنة لكنها تريد أن تخبر حالها أن الأشياء عندما تأتي بكل حب و رضا يكون لها مذاق آخر، ياليتها وافقت من قبل و بقى ز و جها دون أن تمر بعلاقتها الفاشلة مع " عبد الكريم " فرت من بين
يـ ـده أخيرًا و قالت بنبرة متلعثمة
- أنا هنشف شعري و هرجع تاني
جلست على المقعد تنظر لصورتها المنعسكة في المرآة لتجفف خصلات شعرها، عقدت ما بين حاجبيها ما إن رأته يقبل عليها
عارِ الصـ ـدر و صورتها مو شومة على يسار صـ ـدره، ابتسمت و هي تشير بسبابتها و قالت:
- إيه دا يا حبيبي
تناول يـ ـدها بين كفيه، طبع قبلته على ظهر
يـ ـدها و قال بحنو و حب
- وشمت صورتك أنتِ يا حبيبتي
لم تتمالك نفسها و انغمزت في الضحك طالعها بنظراتٍ متعجبة من ردة فعلها غير المتوقعة تمامًا حرك رأسه بعدم فهم بينما حدثته من بين ضحكاتها قائلة:
- أنت عارف الوشم دا زمان كانو بيعملوا بي إيه ؟!
اغتاظ من نبرتها الساخرة من حركة رومانسية كـ هذه و راح يقول:
- كانوا بيعملوا بي إيه يا فليسوفة عصرك و اوانك ؟
- كانوا بيحطوا على المواشي عشان يعرفوها من بعض و يعرفوا الجاموس اللي اتباع و بقى ملك حد تاني و من اللي لسه مجاش عليه الدور
ختمت حديثها الساخرة بضحكة عالية و الدموع تتجمع في عيناها من فرط ضحكها
- يعني أنت كدا بتقول على إنك حمـ
تنحنحت قبل أن تقع في الخطأ و قالت بجدية مصطنعة محاولة كتم ضحكاتها
- بداية غير موفقة يا شهاب و الله، آسفة انا لغبط في الكلام جامد اوي
رغم الغيظ و الغضب الذي يشعر بهما إلا إنه تظاهر بـ اللامبالاة و قال:
- و آسفة ليه ما هي دي الحقيقة أنا وشمتك على قلبي قبل ما تبقى ليا يعني أنتِ فعلا مغلطتيش في وصفك عن نفسك
ختم حديثه بإبتسامة مزيفة وقال:
- هدف و لكن في مرماكي يا حياتي
اغتاظت منه و من مشاكسته لها، كان يرقص حاجيبه بطريقة استفزازية تجعلها تصرخ من فرط الغيط، تركت المشط و ولجت غرفة الملابس ركض خلفها حاول أن يصالحها لكنها رفضت و بشدة، خرجت من الغرفة ثم عادت لحجرة النوم سقطت على الفراش و سقط جوارها يمرر أنامله على خديها، مدعبًا إياهم بلُطفٍ بالغ، اقترب منها و هي تحذره بأنها ستكون صارمة، حاسمة، و لن تقبل نهائيًا أن يبتعد عنها بعد هذا القرب الذي دغدغ لها كيانها و عصف بمشاعرها و لا عزاء لحدتها التي كانت تتدعي أنها متواجدة دائمًا، ارخت جفنيها تاركة إياه يخبرها للمرة المئة بعد الالف كيف وقع حبها و ماذا عن وشمه، و لا يخبر نهائيًا عن حبه القديم، هي تغار عليه و تخشى أن لمجرد أن يذكر غيرها ينساها، كان العوض ؟ نعم كان العوض، نعمة العوض من الله عز وجل، لقد سئمت الحياة و كرهت العيش فيها، و لكن هدية الله لها في كل مرة كانت إشارة لها بأن القادم أفضل.