قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 21 - 3 - الجمعة 5/1/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الواحد والعشرون
3
تم النشر يوم الجمعة
5/1/2024
على الجانب الآخر و تحديدًا في منزل
" فضل" كان ممد جسـ ـده على حافة الفراش مستندًا برأسه للخلف، ينظر إلى سقف الغرفة يكاد يحفظ عدد النجوم المتراصة فيه، عاد ببصره لز و جته تلك المسكينة التي عانت معه كثيرًا على أمل أنها تمتلك قلبه ذات يومًا لكنها فشلت فقررت العيش معه من أجل ابنه الذي لم يأتي بعد، من الذي وقع ضحية هذه الرواية، وصفة حياته و ما يحدث له رواية. بطل، بطلة. و طرف ثالث. ليس لديه أي ذنب في أن يعيش ما تبقى من عمره مع شخص ليس لديه أي مكانة داخل قلبه، هل هو المذنب أم هو الضحية لا يعرف، حقًا لايعرف !!
مد يـ ـده لـ يزيل خصلات شعرها المتمردة على وجهها، تنفس بعمقٍ وجد البراءة في وجهها، كيف له أن يضحي بزو جة كـ هذه، حقا إنه احمق، معتوه، رمشت باهدابها و قالت بنعاس :
- فضل أنت لسه صاحي ؟
ابتسم إبتسامة عريضة و قال بنبرة هادئة و هو يتكأ على جانبه الأيمن مستندًا بكفه أسفل خده ممررًا ظهر أنامله على خدها
- عندك مانع تسهري معايا ؟
عقدت ما بين حاجبيها متسائلة بإبتسامة متوترة قائلة:
- حبيبي أنت فيك حاجة ؟
ترك خدها و نزل بهدوءٍ مريب على ذراعها ثم عاد ممررًا على شفـ ـتاها و قال بحنو و حب
- حبيبك عاوز يعوضك عن اللي فات حاسس إنه قصر معاكي فترة و قال لازم اعوض البنت القمر اللي نايمة جنبه دي .
ردت بإبتسامة واسعة و هي تقول:
- أنت باين عليك فايق و رايق معقول تكون مبسوط عشان شهاب اتجـ ـوز ؟
قلب شفتاه و قال بنظراتٍ زائغة
- خليني نقول حاجة زي كدا
- يار يته اتجـ ـوز من زمان عشان اشوف الابتسامة و الدلع دا كله
- زعلانة مني يا لميس ؟
- لحد من شوية بصراحة اه لكن دلوقتي لأ عارف ليه ؟
- ليه ؟
- عشان ماهنش عليك تخليني انام و أنا زعلانة منك مع زعلانة شوية صغننين بس مافيش مشكلة
رفع " فضل" الدثار و قال بجدية مصطنعة و هو يحدثها بإبتسامته المعهودة
- و أنا ما يرضنيش زعل ست البنات حالًا نراضيها
❈-❈-❈
أنا عرفت إن فضل عرض عليكِ الجـ ـواز و أنتِ رفضتي جدعة يا بنتي هي دي بنتي اللي أنا ربتها صح
اردف والد دعاء عبارته و هو يجلس جوارها
بينما كانت هي تُطعم ابنة أختها، نظرت له و قالت بحزنٍ دفين
- فضل طلب مني نتـ ـجوز و ابقى مراته التانية
- مكنتش فاكر إنه كدا كنت فاكره شهم و جدع زي شهاب
- متلومش يا بابا. فضل فعلا شهم و جدع بس هو عاوز يراضي أهله و في نفس الوقت
يتجـ ـوز اللي قلبه اختارها
- يعني أنتِ موافقة يا دعاء ؟!
ردت والدتها وقالت بحماس
- ومتوافقش ليه يا خويا هو عيب ولا عيب ؟!
- اخرسي أنتِ أنا عاوز اسمع رد دعاء بنتي موافقة يا دعاء تبقي ضرة موافقة تعيشي واحدة ملهاش ذنب في خناقات فضل مع أهله ؟!
طالعته في حيرة و حزن ابتسمت بمرارة ثم قالت:
- لو كان فضل متجوزش كنت وافقت و ارجع واقول لا مليش غير ابني
ردت والدتها بضيق وقالت:
- ياختي ما عندك نبيلة اهي اتجو زت شهاب و معاها بنتها
- نبيلة حرة ياماما هي شايفة إنها تقدر تعيش من غير بنتها انما أنا لا أنا لو ابني بعد عني لحظة احس إني هموت
حركت رأسها في يائس و قالت:
- ساعات بيجي عليا فترة و اقول لنفسي وفيها إيه يابت ما تتجـ ـوزي فضل هيعرف يحميكي و يعيشك عيشة مرتاحة و خسارة شبابك يروح كدا ابص لابني احس قد ايه كنت أنانية و أنا بفكر التفكير دا و اسأل نفسي ازاي نبيلة قدرت تتجـ ـوز واحد تاني وتخلي بنتها تعيش معاه ازاي بعد اللي شافته من عبد الكريم ازاي قادرة تآمن لصنف الرجالة من تاني !
ردت والدتها بنبرتها الساخرة
- خلاص يا اختي متزعليش نفسك اترمي جنب المحروس ابنك لحد ما يكبر و يروح هو يتجـ ـوز و يرميكي في شقة لوحدك
ابتسمت " دعاء" إبتسامة صافية و عيناها لاتبرح ولدها الذي يلهو بـ المكعبات خاصته ثم قالت:
- و إيه يعني ما دي سُنة الحياة دا يبقى أحلى يوم في عمري يوم ما ابني يكبر و يبقى عريس
ردت والدتها بعصبية و قالت:
- وهو أنتِ هتفضلي شايلة همه لحد ما يتـ ـجوز و يسيبك ؟!
- هشيله وهو صغير و يشيلني هو لما يكبر
- ابقي قابليني لو عرفك بعد ما يكبر و يتـ ـجوز الدنيا تلاهي يا حبيبتي ومحدش هيبقى فاضي لحد
ردت " دعاء" بحنو وحب
- أنا هربي ابني يبقى حنين عليا مش قاسي هعرفه قد إيه تعبت عشانه و مش عاوزة منه غير حنيته عليا مش شرط يعيش معايا بس كفاية يسأل عليا و دا حال الدنيا زي ما بتقولي اشيله النهاردا يشيلني بكرا ولو بعد الشر طلع قاسي كفاية عليا اشوفه مبسوط ومتهني في حياته .
رد والدها و قال:
- ربنا يحنن قلبه عليكي يا بنتي و يجعل تعبك معاه في ميزان حسناتك .
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أشهر
تجمعت العائلة في غرفة نبيلة بالمشفى، حول ابنها الذي كادت بسببه أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، كانت " دعاء" تحمله بين يـ ـدها و تتدور به في الحجرة مُلقية عليه الوصايا العشر، نظرت له ثم عادت ببصرها لوالدته و قالت
- أنت يا يا واد طالع حلو لمين ؟ ها لـ ماما لأ لأ، طب لـ بابا ؟ لأ بردو
تابعت حديثها و هي تتجه نحو ابنها الذي تجاوز العامين و نصف تقريبا، و على ما يبدو أن النظرات العابسة لن ترحل هذه المدة، وضعته بين يـ ـده و قالت بسعادة عله يحب الضيف الجديد الذي أنر العائلة و ازادت قطعة من السُكر
- اها بس عرفت طالع حلو لمين اكيد لـ جسور حبيب ماما
رد " جسور " و قال بعنادٍ طفولي
- لأ
ضحك الجميع على حركاته العفوية و أن غيرته و تعلقه بـ والدته تجاوز الحدود، وضعت الصغير جوار امه و حملته ثم طبعت القبلة العميقة على خديه و قالت بجدية مصطنعة
- ملكش دعوة أنت يا شهاب باشا جسور باشا يعمل اللي يعجبه
تابعت بسعادة و هي تغمره بقبلاتها في ذات الوقت الذي ولج فيه " فضل و ز و جته" و بين يـ ـده ابنه الصغير
- جسور باشا وكيل النيابة و هايحبسكم كلكم لو زعلتوا الماما بتاعته صح يا جسور
- اه
لا يعرف على أي شئ يوافق لكن على ما يبدو أن هذا الشئ يسعد أمه فـ يجب عليه اسعادها بشكلٍ أو بأخر، جلست على أحد المقاعد تستمع لحديث ز و جة فضل و تشاركها الرأي أحيانًا إن لازم الأمر، لم تكن تعلم أنها علمت بكل شئ و تحديدًا بعد أن عرض فضل الزوا ج عليها لكنها رفضت، تختنق من وجودها تشعر بقهرٍ لأن مازال
زو جها رغم هذه السنين يحمل حبها داخل قلبه، كانت ترد بإجابات مقتضبة استشعرت بهذا " دعاء" فـ قررت أن تنسحب من الجلسة بطريقة عادية لا تجعل الجالس في الغرفة أن يرتاب في الأمر، حاول "فضل" أن يشبع عينه منها لكنه حاول أن يتظاهر بالعكس، تابع حديثه المرح كالعادة و انسجم سريعًا مع العائلة من جديد، ابتلع العلقم الذي يشعر به في حلقه، و بدأ يحدث المولود كأنه كبير يفهم ما يقوله .