-->

رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 9

 

قراءة رواية خداع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية خداع

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده

الفصل التاسع



إستيقظ "ليث" اليوم يشعر بآلام فى عظامه، هل كبر إلى هذا الحد، أم ماذا؟! لقد كان الأمس يوماً مرهقاً، وممتعاً، فقد أخذ "إب*نة ساره" منذ الصباح حيث إشترى لها الملابس الجديدة، والألعاب الكثيرة، ولأخاها الرضيع مثلها، واغرقها بالحلوى.


أراد للفتاة أن تنسى ما فعلته بها والدتها، وما شهدته من رعب، ولكن الف*تاة لم تنسى، فبعد كل هذا، جلس معها بأحد المقاهي حيث طلب لها عصيراً، فأخبرته أنها سعيدة معه لما لم يكن هو والدها، فأجابها مازحاً.


-  هذا لأن الأ*خ لا يتز*وج أ*خته.


 ولكن حتى لو لم تكن "ساره" أخته في الرضاعة لما إقترن بها، فهى بشعة من الداخل رغم جمالها الظاهري، وتأمل الف*تاة للحظات يتأسف على حالها، وقد فاجئته حين أخبرته أنها تمقت والدتها، وهذا ليس لثورتها عليها، بل لأنها لا تح*بها أيضا، فحاول إنقاذ الموقف.


-  عزيزتي، إنها ليست كذلك، إنها تح*بكِ، ولكن أثناء الغضب جميعنا نتفوه بحماقات لا ندركها حينها.


إبتسمت الف*تاة ساخره، فهى قد نضجت بعقلها من هول ما تفعله بها "ساره" حتى لم تعد تصدق أى خير يأتى منها، فتألم "ليث" لحالها، ولكنه أخفى هذا، واخذها إلى مدينة الألعاب، وقضيا باقي اليوم هناك حيث رافقها في كل لعبة.


وقد أرهقه هذا، فهو لم يركب تلك الأشياء منذ كان بعمرها، وهو لم يكن حتى حينها شغوفاً بالمرتفعات والدوران حتى الغثيان، وحقا أرهقته، ولكنه نسى كل هذا حين رأى سعادتها، وحين عاد بها إلى المنزل، كانت فد نامت فى الطريق، فحملها إلى فراشه، نعم فراشه.


فمنذ ضربتها "ساره" بتلك القسوة بالأمس، وهي تتحاشى حتى إلتقائها، وطلبت منه أن تبيت بغرفته، فوافق، واخذ معها أخاها، وأمر أحد الخدم، فأحضر سر*يراً صغيراً، يضعه فى غرفته، والغريب أن "ساره" لم تبالى، كان كل همها هو إهمال زو*جها لها، وظنها أنه حتماً مع أخرى الآن! 


❈-❈-❈


اليوم قرر "ليث" أن يشارك "زياد" فى حل كوارثه الخاصه، فلا ذنب لأحد أنه أحمق أساء إختيار شريكة حياته، ولا ذنب لطفليهما أن والدهما بلا ضمير حيث تركهما مع مختلة كساره.


فهاتف "زياد" لكنه لم يجيب فوراً بل بعد عدة محاولات طوال فترة الصباح، وبالأخير أجابه بصوت شبه نائم بعد الظهيره، فلم يتمالك " ليث" نفسه، وهو يصرخ به بغضب.


- أيها الوغد! تنام ملء جفنيك، وطفليك يعانيان!


إنتفض "زياد" مجفلاً من صرخته، وسأله بعدم إستيعاب، عما يقصد، ومن يكون؟ فأجابه بسخط.


-  أنا ليث أيها الأحمق! أفق، وتعالى إلي، أم سآتي أنا إليك، واهشم رأسك الأحمق هذا!


أغلق "ليث" الهاتف وهو يتأفف من هذا الوضع المزري، وعاد إلى عمله، وبالمساء عاد ليجد "ساره" ترتدي أفضل ثيابها، وتتزين وكأنها عر*وس، فعلم أن زو*جها الأحمق قد وصل، ومن ثم رأى "ليث" إبنتهما، وأخاها الرضيع يلبسان أفضل الثياب.


ولكن نظرة الف*تاة أخبرته أن تلك التمثيليه البلهاء لا تعنيها فى شىء، والغريب أنه وجد "زياد" يبدو سعيداً بتواجده هنا! إذا لما رحل من الأساس، مادامت تسعده أسرته؟! 


رحب "ليث" به بفتور واضخ، فنظرت إليه "ساره" مستنكره، لكنه لم يهتم، بل نظر إلى إب*نتها، وقبلها هى واخاها، وبدى بوضوح سعادة الطفلين برؤيته أكثر من سعادتهما برؤية والدهما، فحتى الرضيع بدى منزعجاً، وبكى حيت حمله والده.


فرغم أنه لم يفطن لما يحدث بعد، لكن "زياد" كان غريباً عنه، فقليلاً ما يحمله، أو يلاطفه بينما فى أيام قليله كان ليث أباً حنوناً لكلاهما، وقد بدى على وجه "زياد" التأثر بهذا لذا طلب إلى "ليث" أن يتحدثا سوياً، فأجابه "ليث" بضيق.


-  سوف أغير ثيابى أولاً، واتناول طعامى، ومن ثم نرى، فلست متفرغاً للهو طوال اليوم.


كلماته أزعجت "زياد وساره" التى وبخته؛ لأنه يتعالى على زو*جها، فأجابها بلا مبالاه.


- أنا أعامله بنفس معاملته، كما أن غضبكِ من رضاكِ ليس ذي أى أهمية، كلاكما بحق تستحقان بعضكما.


وقبل أن يعترض أى منهما مال "ليث" إلى الف*تاة ببسمة مشرقة، يسألها بود.


- هل ح*بيبتى الجميلة تناولت طعامها؟


-  لا، إنتظرتك.


- هكذا أنا أحزن، لا تفعلى هذا مجدداً، فتأخركِ فى تناول طعامكِ سوف يتسبب فى مرضكِ، وانا أكره أن أراكِ مريضة.


- حسنا.


أومأت سريعاً، وامسكت بيده، وسارت معه فنادى أحد الخدم، يسأله إذا ما كان الرضيع أخذ كافة رضعاته اليوم، فأومأ له الخادم مؤكداً أن المربية التى أحضرها منذ يومين، تنفذ تعليماته تماماً كما يجب.


إن الف*تاة تستمتع بسنها الحقيقى برفقته، والرضيع يستمتع  بصحبته، فجلس "زياد" ينظر فى إثرهم بندم، لقد حذرته والدته ألا يتمادى، فغضبه من "ساره" وافعالها لا يعنى أن يبتعد عن أطفاله، كما حظرته أنها لا تأمن حتى لساره عليهما.


لكنه كان منزعجاً من ساره، ولا يريد رؤيتها، ولولا مكالمة "ليث"  في الصباح لما أتى، وقد أحب رؤية "ساره" تهتم به، وتستقبله بحفاوه، لما لا تفعل هذا دوماً؟! لما تشعره دوماً بعدم أمانها معه، وترهقه بإتهامات لا أصل لها؟!


إقتربت "ساره" تنظر نحوه بإرتياب، وتسأله عما به، فأجابها أنه حزين، ونادم؛ لأنه مقصر بحق إب*نيه، لكنها لم تصدقه، بل سألته عن ما فعل بتلك الأيام التى غابها عنها، وبصوتها نبرة أصبح يحفظها "زياد" جيداً، إنها نبرة إتهام كل مره، فنظر إليها بسخط.


وصرخ بها غاضباً ، يسألها بكره عن أى ذنب إقترفه بحياته، والله يحاسبه عليه من خلال زو*اجه من غبية مثلها، فكلما أقنع نفسه أن هناك أملاً، ويوماً ما سيحيا بسلام، يكتشف أنه حلماً أحمق لا أساس له من الصحة، ولا أمل فى تحقيقه، فسألته بضيق عما يقصد بهذا؟!


فصرخ بها يطلب تفسيراً منها عن سبب إعتقادها دوماً بوجود إمر*أة أخرى، هل لأنه حين ترك "شهد" وخطبها هى؟ فتلبسها شيطان الغضب، وصرخت بجنون.


-  لا تذكر إسمها الحقير أمامي، هل تفهم؟! هى من سرقتكِ منى!


نهرها على ما تدعيه، وأمرها أن تكف عن الغباء، واعترف لها أنه لم يكن يهتم بها مطلقاً، وكل ما جذبه بحق، كانت قرابتها بليث لكنه إكتشف أنها بلا فائدة، ولايوجد أى مقارنة بينها وبين "شهد" فشهد ملاك تسير على الأرض.


بينما "ساره" شيطانة حمقاء، يبغضها الجميع؛ لأفعالها، وسواد أفكارها، كما أن "شهد" لم تسرقه منها، ولن تسرق شيئاً ليس لها، فهى ليست مثلها، كما أن "ساره" لم تحبه من الأساس، بل بهرتها هيئته، وماله الذي ظنت هى ووالدتها أنهما ستسلبانه إياه، لكنه كان أذكى من ذلك.


كما أنه لم يترك "شهد" بخاطره، بل هى بكل أسف من نفرته، حتى يوم وافقت على الخطبة، بدت كمن تُقدم على الموت، حاول جاهداً التقرب منها بلا فائده، ليس فقط لأنها لا تريده، أو لأن "ساره" ترغب به، لكنه أحس بوجود شخص آخر، هناك من سبقه إلى قلبها.


هناك من أنعم عليه حظه بع*شق ف*تاة مثلها، ولعلها زو*جته الآن، وبكل أسف سقط هو مع من لا تقارن حتى بخصلة من شعر "شهد" ليس لجمالها، فساره جميلة جداً، ولكن تشوهات قلبها، وعقلها، تجعلها بشعه.


إنها لا تطاق، لا تفكر جيداً، ولا تحسن التصرف، حتى أنه يخجل أحيانا من كونها زو*جته، حتى طفليها، لم تكن لهما أماً حقيقيه، بل مجرد شيطان يعصف بحيايتهما. 


كلماته لم تجعلها تقنع بأنها مخطئة، أو أن هناك أملاً لحياة جيده معه، فقط عليها أن تتغير، ولكن كل ما سمعته أنه أحب "شهد" وهى لا، فصرخت به بغضب تتهمه بالخيانه، وان تلك الشهد لا شىء مطلقاً.


وظلا يتشاجران دون أن ينتبها أن "ليث" يحمل الرضيع، واب*نتهما تقف بجواره يتابعان ما يحدث، إذن لقد كانت "شهد" تحبه، وما أخبرته به يوم سفره كان حقيقه، لقد أُجبرت على تلك الخطبة بالفعل، لكنها كانت تظن"ليث" يتلاعب بها.


والسبب فى كل هذا هى "ساره" نعم، لقد أخفت عن كلاهما الحقيقه، فهو على يقين أنها كانت تعلم بقصة إب*نة خاله، وتركتهما هكذا! أى صنيع كانت ستربحه من خلف هذا؟! هل كل هذا فقط؛ لتؤلم 'شهد"؟  حسنا، ما الذى فعلته "شهد" لها لكى تحمل كل تلك الضغينة نحوها؟! 


لم يدرك "ليث" أن صوت أفكاره عالياً إلا حين إستدارت "ساره" تنظر له بسخط، وتصرخ به بأن "شهد" خلف كل معضله، كلما رأتها سي*دة فى القرية أرادتها زو*جة لإب*نها، ونفرت "ساره" فسخر منها "ليث" لأنها فى الواقع كشكل أحلى من "شهد" ولكن كقلب أسوأ من أسوأ ف*تاة فى أى مكان.


الحقد السوداوى الذي يملء صدرها، جعلها مكروهة من الجميع، مشكلتها لا تكمن بشهد، بل بكل ف*تاة، لقد تربت مع والدة حقود، تغار من كل الن*ساء، وصبت أفكارها البلهاء برأسها، ولأن "ساره" كانت جميلة أرادت لها ما لم تطاله هى، وربتها على الغرور، وحب النفس، والتمنى بالثراء.


 وهذا ما سوف يقود "ساره" تدريجاً إلى سبيل الجنون، وحتما سوف تكون نهايتها هكذا، إنها بلهاء دوماً ما تشتهى ما ليس لها، واذا ما حصلت على مبتغاها فهى تضيعه بغباء.


بعد أن افرغ غضبه بتلك الكلمات، ترك المنزل كله، وخرج، فقد إختنق من تلك الساره السيئه، وز*وجها الأبله، ولا ذنب له ليرى طفلين معذبين هكذا.


سار بشوارع مظلمه، ينظر لحوانيت، ودكاكين مغلقه، وهمسات النسيم تتغلغل بين أضلاعه حتى تعب، وجلس إلى الرصيف.


مر الوقت بطيئاً، لا يعلم هل أصبح بمنتصف الليل، أم أوشك الفجر على البذوغ؟ وتنهد بأسى لحاله ودعا الله أن يرزقه بمن يواسى آلامه.


مرت دقائق أخرى، وأحس برجفة فى بدنه، فقد إزدادت برودة الهواء من حوله، فقرر العودة إلى المنزل حيث إستقبله السكون، وصعد إلى غرفته؛ لينام، ولكنه وجد الصغيرين، وتسائل ماذا تراه حدث؟


ولكن لا طاقة له بالتفكير بالأمر، لقد كان "ساره وزياد" أحمقين كلاهما لا يفقه شىء، ففارغى العقل من يتز*وجوا؛ لجمال الطلة، أو التفاخر بالثراء، فبعد الأخلاق الحميده كله زوال. 


 ❈-❈-❈


بصباح اليوم التالى إستيقظ "ليث" مرهقاً، بعد تلك الليلة البارده، لقد ظهرت "ساره" مجدداً فقط ؛ لتتسبب فى قتله، لقد أحس بألم فى عظامه، وكأن الرياح عصفت بجسده، وتساقط الثلج فوق رأسه، وهو لا يرتدى سوى ملابس صيفية خفيفه.


فنزل إلى الأسفل؛ لتناول الطعام، ووجد الجميع حول مائدة الطعام، فألقى الصباح عليهم جميعاً بوجه عابس، وهو بالكاد يتحمل ألم رأسه، لكن إب*نة عمه البلهاء حاولت معاتبته لما قاله بالأمس، ولم تفهم محاولات والدته فى إسكاتها.


فوالدته لا تدرى إلى أين سيصل هذا الحديث، ولا يمكنها التكهن بردود أفعال "ليث" المفاجأه لذا كان لابد لها من إخراس تلك البلهاء، لكنها بلا عقل؛ لتفهم.


بينما إبتعد "ليث" متأففاً من "ساره" وهذيها الفارغ فلا طاقة له بجدال أحمق مع هذه الغبيه، وتركها تضرب الأرض غيظاً، ولغبائها إشتكته لوالده فقد ظنته سيعاقبه حتى لا يعيدها.


ولتظهر لزو*جها أنها ذات اهمية بالعائله، لكن عمها عنفها لإهمالها فى طفليها، وزو*جها، مما وضعها فى موقف حرج أمام زو*جها.


❈-❈-❈


وجد "ليث" ان المكوث بالمنزل بالم راسه فهو ضرب من الجنون، وإب*نة عمه المزعجه لن ترحمه مطلقاً ، وبدلاً من إفتعال مشكلة ليس بوقتها، ذهب إلى عمله، ومن هناك هاتف المشفى ليطمئن على حالة عمه الصحيه، لفلو تُرِكَ الأمر لإب*نته، وزو*جته، لتركاه حتى قضى نحبه.


 ❈-❈-❈


بعد أن بدأ العمل، أحس "ليث" بالألم يزداد صدوعاً برأسه، ونبض قوى يصدع بجانب عيناه، فأغمض عيناه بضيق، وطلب من مساعدته أن تحضر له مسكناً، فأرسلت سريعاً لإحضاره، وبعدها قرر أن يرتاح، بعد أن أعطاها أوامره بعدم الإزعاج مطلقاً.


وتوجه إلى أريكة جلديه تقبع فى الزاوية القابعة أسفل النافذة المطلة على الطريق، حيث ضربه نسيم الهواء المنعش، فأغمض عيناه، واستسلم للنوم.


 ❈-❈-❈


بعد عدة ساعات إستيقظ يشعر بالتحسن، حينها قرر أن يعود لمزاولة عمله، فأتى أحد أصدقاؤه إليه، لا لعمل، ولكنه يشكو له مصابه عن إحدى الفت*يات التى تلاحقنه لثراؤه، وعن كونها تمادت.


فبآخر مرة باغتته أثناء عشاء عمله بصحبة بعض رجال الأعمال حيث ظلت تمطره بكلمات ع*شق حزينه، وتحاول إستمالته حتى أنهت ما بجعبتها من كلمات، فتصنعت البكاء، وأخبرته أنها تتألم، وأسرعت إلى داخل المطعم لتغسل وجهها من الدموع التى لم تترقرق حتى.


مما إسترعى إنتباه كل من بالمطعم فصر أسنانه بغضب خاصه حين لاحظ الهمسات، ونظرات الإحتقار من بعض ممن سمعوا شائعاتها الكاذبه، فالكل يظنه خائناً لزو*جته، وتلك الف*تاة لا تهتم بأنه ز*وج لأخرى، وكل هذا لماله، وليس لنفسه.


لقد عانى منذ نجح بعمله، ولم يكن بجواره سوى زو*جته الحبيبه، ولم تعيره اى من ف*تيات المجتمع المخملي أى إهتمام، إلا حين أصبح ثرياً، ف إلتفت الفت*يات من حوله فقط لأمواله ولمكانته الإجتماعيه الجديدة.


فأخبره "ليث" ان خوفه من إحراج أى منهن هو السبب،  لابد ان يصبح جاداً معهن، وحثه على التشدد فى معاملة تلك الف*تاة ومثيلاتها، وإحتسيا القهوة سوياً، ثم غادرا سوياً، فلم يعد "ليث" لديه طاقة لمزيد من العمل.


  ❈-❈-❈


بينما كان الصباح اليوم مختلفاً لدى "عز" فقد أراد  لإبنته أن يسعدها اليوم بأكمله، فاليوم عيد مولدها، فبدلاً من ان تصطحب "ليلى" صديقتها للعمل بأول يوم، دعاهما ليأتيا معه إلى المنزل، لتجهيز لحفل صغير لإب*نته، وستكون فرصةً لشهد لتريه مهاراتها التي تغنت بها صديقتها.


  ❈-❈-❈


كانت تلك أول مرة لليلى بأن ترى منزله حيث وجدت نفسها بمكان تلمع حبات الهواء به من كثرة النظافه، المطعم راقى، ونظيف نعم، لكن عملها بالداخل يجعلها لا تنتبه لتصميمه حتى، فهى دوماً منشغله، كما أن المطعم مزدحم بالعاملين لذا لا ترى الفرق.


أما هذا المكان، نقاء هوائه ينعش رئتيها، لا به دخان، أو روائح كريهه، أو عطور ثقيله تشعرك بالغثيان، وهذا ما جعل غصه تنعقد بحلق "ليلى" فقد حلمت بالمستحيل، هو لا يراها، تعلم، لكنها تحيا بالأمل الذى سلب منها الآن حين رأت الوجه الآخر لحياة هذا الرجل.


فهى لا ترتقى لمستوى خادمة بنظره، أين هى من هذه الدنيا الرائعه التى يحياها؟! لقد عينها لديه عطفاً، وتأكدت الآن أنه بسبب الشفقه ليس إلا.


إنتبهت فجأة لرجل أنيق يبدو فى منتصف عقده الخامس،  يسرع نحوهما مرحباً بعز، وحين إنتبه لها، ولشهد، كان كمن طُعِن بقلبه، ونظرته لهما، كان وكأنه يحاول إستيعاب تواجد كائنتين مثليها بمكان كهذا! لكنه فوراً رحب بهما حين إنتبه لنظرات عز المحذره له.


تلك المروج التى لم ترى لها مثيل ذات يوم، والنسيم المعبأ برائحة الندى، واصوات الطيور المغردة تغادر أعشاشها بالصباح، انها الجنة على الأرض، يغلفها الهدوء الجميل الذى يمتعك بالطبيعة، والتل*ذذ بها.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية خداع، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية