الفصل السابع والستون - مملكة الذئاب Black
الفصل السابع والستون
"ورغم أن العالم قد خذلنى إلا أنك من حطمتنى.."
سابين...
❈-❈-❈
قام ديفيد بالتحدث مع فكتوريا وأخبرها أنه سيقوم بأخذ ليلى كل يوم إلى القصر....لأنه وعدها بهذا منذ مده....وبالطبع وافقت على ذلك فهى تحترم ديفيد وتثق به فهو صديق ساب....
أخذ ديفيد ليلى وذهبوا لمكان هادئ وبدأ حديثه قائلا:أنا أريد مساعدتك بأمر ما....هناك فتاة أشعر بالإنجذاب نحوها.....إلا أننى لا أعلم كيف أتحدث معها؟!....وهذا ما لا أعرف سببه...فهى أول فتاة لا أعلم كيف أبدأ معها حديث....وهذا يثير قلقى....
نظرت له ليلى بثبات قائله:مازالت لا أعلم كيف تريدنى أن أقوم بمساعدتك؟!...فمن المؤكد أننى
لا أعلم الطريقه لهذا...أنهت ليلى حديثها بسخريه قاصده إغاظه ديفي...الذى لم يهتم لسخريتها وبدأ يشرح لها موضحا:بل أنتى أكثر من سيساعدنى...فما لاحظته أنها تحب الأطفال الصغار.....لهذا أريدك أن تأتى معى لأعرفك بها....وحينها سأستطيع التحدث إليها...هل فهمتى لما أريد مساعدتك؟!...اومأت له ليلى بالإيجاب...فأكمل قائلا:إذا هل ستقومين بمساعدتى؟!.
نظرت له ليلى بهدوء وهى تقول بجذل:وما الذى سأجنيه أنا من مساعدتك؟!..أجابها ديفيد قائلا بغيظ: كنت اعلم ذلك...لهذا أخبرينى بما تريدين.....نظرت له ليلى بإبتسامة متسعه قائله:أريدك أن تأخذنى للقصر كل يوم حتى أرى ساب وصديقتى كيت....وأطمئن على ازهارى..كما أريدك أن تقوم بتنفيذ كل ما أريده منك لمده لا تقل عن ثلاثة أشهر....
حينها نظر لها ديفيد بعينى متسعه وهو يقول بحده:ماذا ثلاثه أشهر؟!..هل جننتى يا صغيره من المستحيل أن أفعل هذا؟!....
أجابته ليلى ببرائه قائله:حسنا حينها لن اساعدك... وسأخبر الجميع بسرك....هنا نظر ديفيد لها بغيظ شديد وهو يوافق على مطالبها جبرا....
وأخذها وذهب لمنزل السيدة مولى لتتعرف على صوفيا ابنتها...والتى رحبت هى بهم لأن والدتها لم تكن بالمنزل بهذا الوقت....ولقد أحبت صوفيا ليلى كثيرا لبرائتها ولطافتها....حتى أصبحوا صديقتين ووعدتها ليلى أنها ستطلب من ديفيد جلبها إلي هنا كل سنحت لها الفرصه لتجلس معها....
كما أن ديفيد تحدث معها لبعض الوقت حين ذهبت ليلى لتتعرف على الاطفال الأخرين وتمرح معهم.... والذى كان متوترا على غير عادته فى تعامله مع النساء...ونبض قلبه يتصاعد حين كانت تبتسم له بخجل....تحدثوا قليلا ثم قرر الرحيل قبل أن تأتى والدتها...وهو يخبرها أنه سيعود مرة أخرى للإطمئنان عليهم مرة أخرى....
ورحل كلا من ديفيد وليلى التى طلبت منه أن يأخذها معه للقصر لرؤية ساب...فقد اشتاقت له فوافق ديفيد وذهبوا معا للقصر....
كانت الايام تمر سريعا وديفيد يشعر بإنجذاب أقوى نحو صوفيا....التى اظهرت له مدى بساطتها ورقتها كما أنه يشعر معها بالراحه وعدم التكلف...حتى تبقى على موعد زفاف ألفين وجوليا يومين....وهو يريد دعوتها لمرافقته بحفل الزفاف...ولكنن يخشى أن ترفض طلبه....
فأخبر ليلى بهذا حينها أخبرته ليلى أن لا يقلق بهذا الشأن....وهى ستساعده كما أنها قالت:إذا نجح ما أخطط له فلتعلم أنها تحبك...وذهب كلاهما لزيارة صوفيا كما اعتدوا بالفترة الماضيه....وبدأت ليلى تتحدث بصوت حماسى أمام كلاهما:زفاف شقيقتى سيكون بعد يومين....هل ستأتين صوفيا؟!....
نظرت صوفيا ل ديفيد ثم لها وقالت بعذوبه:أعتذر ليلى لن استطيع لان والدتى سترفض ذلك....فظهر الحزن على ملامح ليلى وهى تقول:حسنا....ولكن أتعلمين أن ديفيد مجبر على الذهاب مع إحدى الفتيات إلى هذا الحفل...والذى إذا تم رؤيتهم معا سيشاع بالقصر والمملكه أن كلاهما على علاقه...
وقد يجبر على الزواج بها....
نظرت صوفيا وديفيد بصدمه ل ليلى وقالت صوفيا بحزن وهى تنظر ل ديفيد:حقا ما تقوله؟!..استطاع ديفيد فهم ما ترمى إليه الصغيره...فتحولت ملامحه للأسى وليلى تنظر له بنظرات فهمها...وتنهد قائلا:ما تقوله ليلى صحيح.....خاصه أنها تقربنى من ناحيه والدتى...والتى تحاول لفت أنظارى منذ مده طويله فستحاول استغلال الحفل لتظهر للجميع ارتباطى بها....
فأكدت ليلى على حديثه قائله:وأنا حين علمت بهذا أتيتى أنتى بخيالى...نظرت لها صوفيا بتعجب وعدم فهم قائله:أنا لما؟!....أجابتها ليلى ببرائه:لأننى قلت لو أننى طلبت من صوفيا مرافقة ديفيد لإنقاظه من هذا الأمر لن تمانع...
ظهر التفكير على ملامح وجه صوفيا ثم قالت بتوتر: حقا أنا أريد مساعدتك...ولكن والدتى سترفض الأمر خاصه إذا علمت أن العروس تكون شقيقه ساب...
هنا اجابها ديفيد بإبتسامة متسعه:هى لن تعلم بهذا كما أننى من سيتحدث معها أتركى الأمر لى....نظرت له صوفيا بخجل وهى تؤمى له موافقه على الذهاب معه للحفل....وظلوا يتحدثون لبعض الوقت....
ثم رحلت ليلى وديفيد الذى قام بإحتضانها بقوة وهو يقول سعيدا:اللعنه أنا لا أحبك من فراغ يا صغيرة... كما كانت ضحكات ليلى المرتفعه تدل على سرورها لنجاح خطتها....
وباليوم نفسه ذهب ديفيد لمنزل السيدة مولى وطلب منها أن ترافقه صوفيا للحفل...فوافقت السيدة مولى بعد أن اخبرها ديفيد أنه من سيأتى لأخذها...وهو من سيعود بها للمنزل....
❈-❈-❈
ومر اليومين وأتى زفاف ألفين وجوليا....الذى كان بالساحه الخلفيه للقصر الملكى...وحضره الكثيرون من الأمراء والملوك وعامه الشعب....حتى تلك اللعينة هيلدا التى عادت لتتقرب من الملك من جديد...
كان يوما حافلا مليئ بالمرح والسعاده......حتى جرومز حصل على بعض المرح مع ليلى...وديفيد اعترف بإعجابه الشديد ل صوفيا أثناء رقصهم معا... كما تقرب ليو من سيلا لدرجه كبيره واصبح يلازمها أينما ذهبت وهى لا تمانع ذلك...وماكس الذى يراقص كيت التى بدأت معدتها بالبروز وكلاهما يتشاجران على اسم الصغير...
كما طلب دراكوس من ميلسيا أن ترقص معه ووافقت....وجورج حين طلب من فكتوريا مراقصته رفضت...ولم يمضى شئ وطلب منها دوغلاس مرافقته فوافقت...مما جعل جورج ينظر لها بغيظ حاول كتمه...وهى تبتسم سعيده بما فعلته...
وأليس التى كانت تعيد احياء زفافها برقصها مع مارلين بسعاده مطلقه...بعدما أخبرته أمس أنها حامل وبكى سعيدا حين علم أنه سيكون أب عما قريب.... وبكت هى أيضا معه فرحه برد فعله...وألفين الذى لم يترك فرصه يغازل فيها جوليا صراحه....حتى اصبح وجهها أحمر بشده من حديثه الوقح معها...
وبالبعيد كان يتنقل ساب بين الحاضرين يرحب بهم... بينما الملك يتجمع حول عدد لا بأس به من الملوك والأمراء يتحدون.....حتى أتت هيلدا التى جذبت أنظار الجميع بثيابها الذى لم يترك شئ للمخيله...
وهى تقترب من الملك وطلبت منه بهيام أن يراقصها....والذى نظر لها ببرود أمام الواقفين وكاد يرفض طلبها...
إلا أنها اقتربت منه وهى تقول برقه:ارجوك مولاى لا ترفض طلبى...لم تتغير ملامح وجه الملك البارده إلا أنه وافق على مراقصتها....كان ساب يتابع هذا من بعيد....وقد ابتعد عن الجموع الغفيره حين شعر بالاختناق......وهو ينظر لجميع من يرقص بسعاده وهو منزوى وحيدا لم يلاحظ أحد وجوده....
لهذا لم يشعر إلا وقد وجد نفسه بالاسطبل بالبقعه التى كان يجلس بها كيشان..فإبتسم بألم وهو يجلس بإرهاق وأرجع رأسه للخلف مغمض العينين....وما رأه من سعاده على وجوه الجميع وهو ليس منهم كعادته وحيد...ولم يمضى وقت إلا ووجد جرومز قد انضم له...بعد أن تركته ليلى وذهبت لتمرح مع الأطفال الأخرين...
اقترب من ساب والتصق به وهو يضع رأسه على قدم ساب وجلس بصمت هو الأخر....كان ساب صامت لم يصدر منه صوت....بينما كانت عيناه المغلقه تسقط الدموع منها بسخاء....مر بعض الوقت حتى استطاع السيطره على ألمه...
فقام بمسح عيناه ونظر ل جرومز مبتسما بألم قائلا: هل لفظوك انت الأخر يا صغير...لا تحزن أنا لن ألفظك من حياتى يوما...كان جرومز قد استقام فأصبح بطول جسد ساب وهو جالس...فلقد كان نمو جسده سريع وملحوظ....ربت ساب على فرأه ثم استقام وامر جرومز أن يتبعه...
خرج ساب ينظر للحضور فلم يجد أحد قد لاحظ غيابه...فإبتسم ساخر وهو يعود ليندمج بالحضور... وبعد انتهاء الحفل وذهاب الجميع لمنازلهم...والملوك استقروا بغرفهم عاد ساب لغرفته...وكاد ينزع ثيابه إلا أنه وجد بابه يطرق فسمح للطارق بالدخول...فكان احد حراس غرفه الملك...
فتعجب ساب من ذلك وهو يقول للحارس:أدمز...ماذا هناك؟!..هل الملك بخير؟!..اومأ له أدمز وهو يقول برحابه صدر:لا تقلق انه بخير...هو فقط يريدك أن تذهب له بغرفته...
اومأ له ساب وهو يسير معه لغرفة الملك وهو يسأله عن اطفاله الصغار...فأخبره ادمز انهم بخير كما انهم لا يكفون عن طلب الكثير من الاشياء التى لا يعلمها وكل ذلك بسبب وفاة زوجته العام الماضى...
حينها رد عليه ساب أنه أب جيد لأبنائه لهذا لا يقلق... وصلوا أمام غرفه الملك وطرقها ساب فسمح له الملك بالدخول...والذى لم يكن بمفرده فقد كانت هيلدا معه....
تعجب ساب من طلب الملك له وخاصه أنه ليس بمفرده....بل مع تلك المتباهيه التى لم يشعر ساب نحوها سوى بالاشمئزاز والبغض...
تحدث الملك بهدوء حين رأى ساب:اجلس ساب فأنا أريدك بشئ...فجلس ساب على احد المقاعد وهو ينظر ل هيلدا الواقفه والتى تنظر نحوه بحقد...
حتى قال الملك ببرود موجه حديثه ل هيلدا:أظن اننا قد أنهينا حديثنا تستطيعى الذهاب سيدة هيلدا...
فكما ترين أنا أريد التحدث مع مستشارى بأمر خاص....
نظرت له هيلدا بطاعه وقالت بغيط:أمرك سيدى... ورحلت وهى تكاد تخرج نيران من أذنيها غيظ....
بعد خروجها قال ساب بشرود:أظن أنها تعرفك منذ مده طويله...كما أنها تريدك وبشده...
استفاق ساب من شروده على جلوس الملك على المقعد المجاور له...وينظر له بهدوء وهو يقول:حسنا وماذا ترانى فاعلا معها؟!...
ظهرت ابتسامه ساخره على شفتى ساب متذكرا ما رأه صباحا...فإستدار بجسده ينظر للملك بجمود قائلا: أرى أن لها مكانه خاصه لديك رغم برودك معها وجفائك الظاهرى...إلا أنها قد جعلتك تتألم وأنت مازلت تكن لها بعض الحب...
ابتسم الملك بجمود وهو يجيبه قائلا:بالفعل كان لها مكانة خاصه بقلبى ولكن هذا بالماضى أم الأن فقلبى لا يحمل نحوه سوى البرود والجمود...ولكن لما قلت أننى مازلت أكن لها الحب؟!...
نظر له بهدوء وهو يقول:لأننى رأيتك تراقصها
بالحفل وأنا لم أراك من قبل تراقص النساء...ابتسم الملك بشقاوة قائلا:لقد رأيت هذا...اوما ساب بهدوء وهو يقول بسماجه:أنا لم أره بمفردى فالجميع كان ينظر لكما...فبالأخير أنت الملك...
أومأ له الملك مبتسما وهو يقول:معك حقك فلأننى الملك يجب أن تنظر لى جميع الأعين...أليس كذلك؟!..
اومأ له ساب بهدوء وهو يقول متذكرا:أجل...لقد طلبت حضورى...هل حدث شئ؟!..
اومأ له الملك وهو يقول بهدوء:لماذا تركت الحفل وذهبت للإسطبل؟!....وحين عدت لما كانت عيناك زابله وكأنك بكيت...هل حدث شئ؟!...
ظهرت الصدمه على وجه ساب الذى نظر له بزهول وهو يقول غير مصدقا:هل لاحظت ذلك...لم يستطع الملك منع ابتسامه هادئه من الظهور على شفتيه...
وهو يقول:وكيف لا ألاحظ ذلك ف أنت ساب؟!...
لمعت عينى ساب بسعاده لم يشعر بها من قبل...فهو لم يكن محط انظار واهتمام أحد من قبل...وهو يقول بصدق:لقد شعرت بالوحده بين هذا الجمع...لهذا أردت أن أختلى بذاتى لدقائق ثم أعود لإستكمال الحفل...
أومأ له الملك بتفهم وهو يقول:إذا من الجيد أننى أخبرتك أننى رأيتك....حتى تعلم أنك لست وحدك كما ظننت...اومأ له ساب بإبتسامه سعيدا وهو يقول:أجل هل لهذا طلبت حضورى؟!..أومأ له الملك بثبات قائلا: أجل....فنظر له ساب وهو يقف قائلا:إذا سأتركك لتستريح بعض الوقت....
أومأ له الملك بهدوء وغادر ساب الغرفه...وعاد لغرفته يشعر بسعاده خلاف ما كان عليه من حزن قبل قليل.. ودخل غرفته فوجد جرومز جالس على الفراش منتظر قدومه...فإقترب منه وهو يربت على رأسه بحب وقام بنزع ثيابه وارتدى ملابس أخف وذهب لنومه مع ابتسامه متسعه على شفتيه...
❈-❈-❈
كانت سابين قد سافرت للمقاطعه للبحث عن تلك المرأة التى كانت على صله قرابه بها وبوالدتها بالماضى....حتى انقطعت اخبارها عنهم ولم تفكر
هى أو والدتها بالسؤال عنها...فهم لم يكونوا سوى اقرباء من بعيد لهذا لم يهتموا بالسؤال عنها....
بدأت سابين بالبحث من المكان الذى كانت تمكث فيه....إلا انه لم تجدها وهذا ما توقعته...لهذا بدأت بحثها بالاماكن التى قد تتوقع وجودها بها....حتى
أن بحثها استمر لأكثر من اسبوع داخل المقاطعه...
إلا أنها لم تفقد الأمل رغم النقود التى أوشكت على النفاذ...
كما أنها خرجت خارج المقاطعه وبدأت تبحث بإحدى
القرى النائيه...وبعد بحث دام خمسة عشر يوما من البحث بالقرى وجدت سابين ما تبحث عنه...فلقد وجدت السيده مارى التى لم تتغير كثيرا....فمازالت بذاك الجمود والثبات الذى دائما ما كانت تحسد عليه...
اقتربت سابين منها وبعد أن تعرفت عليها السيدة مارى...قامت بدعوتها لتستريح من اجهاد الطريق داخل كوخها المتواضع...فوافقت سابين دون تفكير على ذلك العرض الجيد.....فنقودها أوشكت على الانتهاء كما انها بأمس الحاجه لنوما مريح وطعام نظيف....
قامت السيده مارى بحسن الضيافه مع قريبتها....
حتى قررت سابين أن لا تضيع وقتها الثمين وتخبر السيدة مارى بما أتت من اجله....فقد مر على بحثها إثنان وعشرون يوما قد انتهت خلالهم جميع نقودها..
جلست سابين أمام السيدة مارى وبدأت حديثها قائله بزيف:هناك أمر اود أن تساعدينى بشأنه أمر قد يسبب بمقتل أحب الناس لقلبى...هنا نظرت لها السيدة مارى بشك فهى تعلم جيدا سابين ووالدتها..وأنهم أشخاص أبعد ما يكون عن المشاعر والحب كباقى البشر....
وهذا ما لاحظته سابين التى قالت برجاء مزيف:أقسم أن ما أقوله لكى الحقيقه...فإبنته شقيقتى تعرضت للاذى من أحد ما بصغرها....وللمصادفه كان الرجل الذى كنتى تعملين لديه...أتتذكرينه؟!...
توترت قسمات وجه السيدة مارى إلا أنها أجابت قائله:أتقصدين سيد لويس؟!..ابتسمت سابين ساخره وهى تقول:بل اقصد ولده ألدس....ظهر الاشمئزاز وبعض من الخوف بعينى السيدة مارى....والتى حاولت مدارته إلا أن سابين قد رأته....
لهذا أكملت بحزن زائف لتقنع السيدة الجالسه أمامها: لقد كانت فتاة صغيره قام بتعذيبها...حتى هربت من قصره وقررت أن تصبح فتى....كل هذا لا يهم فما حدث تاليا هو الأسواء.....فقد اضطرت للعمل بقصر الملك حتى كشف امرها....لهذا أتتنى شقيقتى لأساعدها وحين أخبرتنى بالأمر....أدركت أنك
أكثر من سيساعدنى لإخراجها من هناك....فالملك
قد يأمر بقتلها لخيانتها...إن لم نأتى بدليل يخبر أنها هكذا من الصغر بسبب ذلك الرجل...أرجوكى سيده مارى فالفتاة تحتاج لمساعدتك...
نظرت لها السيده مارى بتوتر إلا أنها أجابت طلبها بالرفض...وهى تقول بصوت لا يقبل النقاش:أنا لن أذهب إلى هناك...كما أننى لا أتذكر هذه الصغيره التى تتحدثين عنها...
تنهدت سابين بحزن وهى تقول:ألا تريدين فعل شئ صالح قبل موتك؟!...ألا تخشين مما ستلقينه هناك؟!...
نظرت لها السيدة مارى بتشوش حتى قالت:أنا لن أترك منزلى وأرحل...لهذا فالتأخذى ضيافتك وترحلين وأتمنى أن يكون رحيلك غدا صباحا....أنهت السيدة مارى حديثها وذهبت لغرفتها لتسريح...
تنهدت سابين بسخط إلا أنها لن تستسلم فالتذهب للنوم الأن....ثم ستعود لتتحدث معها غدا صباحا... وبالفعل حين أتى الصباح استيقظت السيدة مارى وجدت سابين مستيقظه...وجالسه على أحد المقاعد بهدوء...وحين رأت السيدة مارى قالت بحزن وأسى: سأرحل الأن لا تقلقى...إلا أننى اود إخبارك أن هذه الفتاة قد تلقى حتفها بسبب اعتراف صغير منك... انهت سابين حديثها وقامت بحمل حقيبتها...
وكادت ترحل حتى أوقفتها السيدة مارى قائله بإرهاق: انتظرى سأساعدك......ظهرت ابتسامة شيطانيه على شفتى سابين لم تراها السيده مارى التى كانت تنظر لظهر سابين....التى استدرات وقد عادت لملامحها الحزينه وهى تستمع للسيده مارى وهى تكمل:ولكن لست أنا من سيذهب معكى... بل سأبعثكى لأحد الفتيات التى لاقت العذاب على يد هذا الشيطان...كما أنها كانت الاقرب لإبنته سقيقتك...
نظرت لها سابين بعينى تلمع كالافعاعى وهى تسألها بشوق:من هى؟!...وأين أجدها؟!...نظرت السيدة مارى أمامها بشرود قائله:إنها تدعى ماجرى...فتاة قمت بمساعدتها على الهروب من القصر بعد أن قام اللعين بقتل شقيقها...وأجل أعلم مكانها إلا أنها تبعد عن هنا مسيره اربعة أيام...سأخبرك كيف تصلين إليها كما أننى متيقنه أنها ستقبل مساعدتك....فهى كانت صديقه مقربه لتلك العنيدة سابين...
اتسعت ابتسامة سابين وهى تقول بسخرية مبطنه
لم تلاحظهت السيده مارى: إذا أنتى تتذكرينها؟!...
ردت عليها السيدة مارى بحزن:ومن ينسى تلك الشرسه التى قام بتحدى هذا اللعين وهى فتاة لم تتخطى الحاديه عشر عام...ثم صمتت متنهده وهى تكمل:الأن سأخبرك كيف تصلين لمنزلها؟!...وكيف يكون شكلها؟!..حتى تصلين إليها بسهوله...
اومأت لها سابين وهى تقول بسعاده:أشكرك سيده مارى أنا وابنته شقيقتى هنحن لن ننسى معروفك هذا...أومات لها السيدة مارى بهدوء...وهى تخبرها الطريق الذى ستسلكه للوصول إلى مارجرى...
بدأت سابين رحلتها فى البحث عن مارجرى...بعد
أن أعطتها السيدة مارى بعض النقود والطعام لتستخدمهم خلال رحلتها...
وبعد مرور أربعه أيام وصلت سابين للمكان المنتظر وبدأت تتسأل عن منزل مارجرى....التى وجدتها متزوجه ولديها طفلين أحدهما مريض بشده...لهذا رفضت مارجرى الذهاب معها...فطفلها يحتاجها كما أصابتها صدمة كبيره حين علمت أن هذه الصغيره مازالت حيه...بل وأصبحت فتى كما أخبرتها هذه السيدة التى إتضح أن إسمها مشابه للصغيره سابين.....
كما قامت سابين بإخراج أحد رسومات جورج لسابين وهى صغيره.....وأرتها ل مارجرى الذى أخبرت سابين أنها كانت تود الذهاب معها لمساعدتها....إلا أن طفلها بحاجه إليها وتركتها وغادرت....
أصرت سابين على انتظارها فهى أملها الوحيد بكشف الحقيقه...ومر اسبوعان حتى بدأت سابين تفقد الأمل بتحسن حالة طفل هذه المرأة....وبدأت تفكر بخطه بديله للإيقاع بهم...لهذا قامت بتجهيز حقيبتها للرحيل....
إلا أن مارجرى ذهبت لها تخبرها أن طفلها قد تحسنت صحته...وأنها تستطيع الأن السفر معها لإخبار الملك بالحقيقه...وأن سابين ليست جاسوسه وأنها لم تكن فتى لأنها أردت الإيقاع به وقتله...بل هى أصبحت هكذا بسبب ما حدث لها بذلك القصر اللعين...هذا ما أخبرته بها سابين...التى اخبرتها أن سابين من طلبت منها البحث عن السيدة مارى لتساعدها....والسيدة مارى من أخبرتها عن مكانها لأنها تحب سابين وستقدم لها المساعده...
كان طريق العوده أطول فقد استمر لإسبوع لبعد قريه مارجرى عن العاصمه إلا أن كلتاهما قد وصلوا بعد غياب دام سبعه وأربعون يوم اى بما يعادل شهرا ونص الشهر...
❈-❈-❈
كانت الايام تمر بهدوء على القصر فقد عاد ساب للعمل بعد أن تحسنت يده التأمت بعض الشئ...
ولكن الحكيم أمره بعدم رفع ما هو ثقيل...كما أن جرومز أوشك على الوصل إلى بلوغه فقد اقترب الشهران على الانتهاء....
كما أن ساب لاحظ تواجد ليلى مع ديفيد كثيرا لهذا اوقفه حين إلتقى به وهو ذاهب لإكمال عمله يخبره أن لا يعطى سره ل ليلى...لأنها ستأتى يوم وتكشف سره باللحظه التى سيرفض لها طلبا او امر....
وكاد يتركه ويرحل ليكمل عمله....إلا أن أحد الحرس أخبر كلاهما أن الملك يريد جميع مستشاريه بإجتماع الأن بمكتبه..فإتجه ساب وديفيد لمكتب الملك فوجدا الملك يجتمع بالاخرين..كما كان والده حاضرا لمناقشه ما سيقومون به من بناء وترميم لأحد القرى...
بينما كانت سابين قد وصلت للقصر الملكى وطلبت من مارجرى ان تنتظرها...وذهبت لاحد الحرس الذى أتفقت معه أنه سيقوم بأدخالها بعد أن قامت بإعطائه بعض النقود....
وبالفعل أدخلها الحارس هى ومارجرى التى كانت تنظر للقصر بصدمه وانبهار كبيرين.....فالقصر كان كبير وشاهق....
سارت كلتاهما داخل القصر حتى قامت سابين بإيقاف أحد الخدم تسأله عن مكتب الملك....
فأخبرها الخدم عن مكانه فذهبت إليه هى
ومارجرى....التى أتفقت معها على أنها من سيدخل أولا ثم ستدخل هى من بعدها لتخبر الملك بكل شئ....
وصلوا أمام مكتب الملك بالوقت الذى وصلت بها رسالتها لشقيقتها....تخبرها فيها أنها تعلم بحقيقه أبنتها وأنها الأن بطريقها لقصر الملك لكشف الحقيقه....
وقفت سابين أمام الحرس وطلبت منهم مقابله الملك لأمر هام....فسألها الحارس بجمود:كيف عبرت من البوابه الأماميه؟!...فأجابته سابين:أنها تقرب كلا من السيد ساب والسيد جورج...وأنها تريد مقابله الملك الأن...
فأخبرها الحارس أن تنتظر حتى يخبر الملك بطلبها... وبالفعل دخل الحارس للداخل قائلا بإحترام:سيدى هناك سيدة بالخارج تقول أنها تقرب السيد ساب والسيد جورج....وأنها تريد مقابلتك الأن لأمر هام...
فتعجب الجالسون وخاصه ساب الذى لا يعلم من هى التى تدعى أنها تقربهم...إلا أن موافقة الملك بإدخالها أخرجته من شروده....وبالفعل دلفت سابين والجميع ينظر لها بفضول....بينما نظر لها جورج بصدمه وهو يقول بصوت خافت:أنتى...
ورغم الرهبه التى تمكنت من قلب سابين حين
نظرت لهذا الملك...إلا أنها تفاجأت حين علمت أنه ليس بمفرده بل يتواجد جورج أيضا معه....وظلت تنظر للجالسين حتى وقعت عينيها على ساب....
فقالت داخلها بصدمه:اللعنه فهذه الفتاة تشبه الرجال بحق....فلو لم أكن أعلم الحقيقه لما استطعت تميزها أخرجها من شرودها بساب الذى ينظر لها بتفحص... قول الملك ببرود:من أنتى؟!...وماذا تريدين؟!...
ابتلعت سابين ما بجوفها وهى تقول:لقد أتيت لإخبرك بما تم اخفائه عنك سيدى..وأن هناك من قام بخيانتك ومما أراه أنه من المقربين لك....
بدأت الأصوات تعلو خاصه صوت جورج....إلا أن الملك قال بحده:صمتا...فسكن المكان وهدأ كل هذا كان يحدث وساب ينظر لها بثبات منتظر ما ستقوله هذه السيدة....
الذى قال لها الملك ببرود رغم الحده الظاهره بصوته: أتعلمى عاقبه ما تقولينه إذا ثبت كذبه....أومأت له سابين وهى تقول بثقه:أجل سيدى أعلم...كما أننى أحمل معى أكثر من دليل على ما أقول....وقامت بإخراج صور سابين ومذكرات جورج من أسفل ثيابها....ووضعتها أمام مكتب الملك....
والتى عندما نظر لها جورج وقف وعيناه تشع
غضب ورعب...رعب حقيقى لم يشعر به من قبل... وكاد يتحدث إلا أن الملك نظر له نظرة اوقفت الحديث بجوفه...
وهو يقول بصوت خفيض به تهديد:عد لمقعدك....
نظر جورج ل ساب بخوف حقيقى ولم يستطع مخالفه أمر الملك.....الذى عاد ينظر لسابين قائلا ببرود مشيرا للمذكرات والرسومات التى تشير لفتاة بالعشرين من عمرها:ما هذا؟!...
أجابته سابين بثقه وهى تشعر برحة وسعاده لم تشعر بها من قبل....وهى ترى الرعب المرتسم بعينى جورج: أنها الدليل على ما أقول سيدى.....وأكبر دليل يوجد بالخارج هل تسمح لى بإدخاله؟!...
نظر لها الملك بضيق وهو يقول:من هذا الخائن الذى تحدثتى عنه؟!...وما أسمه؟!...اجابته سابين بتوتر وخوف من الحده التى تحدث بها وهى تقول:ستعرف من هو سيدى حين ترى الدليل الأخير على ما أقول...
فأشار لها الملك بحلب دليلها فأسرعت بفتح الباب وطلبت من مارجرى الدخول....والتى حين دلفت للداخل شعرت برهبه كبيره وكادت تتحدث...إلا أن ساب أعتذر فساب قد أوشك على مفارقه الحياة الأن ولم يتبقى سوى سابين....التى من المحتمل أن تفارق الحياة هى الأخرى.....وهى تقول بعينى قد امتلأت بالدموع: مارجرى وقد خرجت منها بصوت مرتعش...
لتنصدم مارجرى برؤيه سابين وينصدم الجميع حين قالت بصوت سمعه الجميع جيدا:سابين أهذه أنتى يا صغيره؟!...واقتربت منها تحتضنها بقوة وهى تبكى وتضم سابين لقلبها....وهى تقول ببكاء:لقد اشتقت لكى جميلتى...لقد ظننتكى فارقتى الحياة بعد ما حدث لكى بسبب هذا اللعين....
كانت الغرفه هادئه كما علمت سابين أن عالمها قد سقط بأكمله ولم يتبقى منه شئ...كما أدركت هويه المرأة التى كشفت حقيقتها....لهذا ابتسمت بسخريه وهى تقول:أهلا بكى مارجرى....ثم نظرت ل خالتها قائله:إذا أنتى هى من تسببت بتدمير كلا والدى...
نظرت لها سابين بتشفى وحقد كبير ولم تجبها...بينما كانت الغرفه منقسمه بين مزهول ومنصدم مما يراه الأن غير مصدقا له....وأخر يخشى ما سيحدث تاليا
بينما كان الملك واقفا ينظر ل سابين بجمود غلف ملامحه....والتى نظرت له بجمود يماثل جموده
قائله:أجل أنا امرأة ولست رجلا....كما أننى أدعى سابين وليس ساب....
كانت مارجرى لا تعلم شئ مما يحدث....لهذا قالت
حتى تنقذ سابين كما طلبت منها هذه السيدة:أقسم لك سيدى أنها فتاة جيدة...وأنها لم تصبح هكذا إلا بسبب ما فعله ذلك اللعين ألدس بها وبنا..فهى ليست جاسوسه كما تظن...وإن أردت سأخبرك ما فعله بها حتى تعلم....
هنا قاطعتها سابين بحده وهى تنظر ل مارجرى لعلها تكف عن التحدث قائله:مارجرى توقفى.....هنا اقترب منها الملك ووقف أمامها وهو يقول بصوتا بارد لا حياة فيه:من سمح لكى بالتحدث....
هنا نظرت له سابين بجمود وهى تقول:لا يحق لأحد معرفه ما حدث لى بهذا القصر....هنا لم يعد يستطيع الملك التحكم بغضبه...فقام برفع يده وصفع سابين بقوة جعلتها تسقط أرضا....
ومعها توقف جميع الحاضرين فقال الملك بغضب وعيون تلمع بوحشيه:فاليتحرك أحد منكم وسيكون مصيره الموت..أدرك الجميع أنه لا يجب أن يقف أحد أمام هذا الوحش وأن عليهم التريث...حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه....
قال الملك ببرود ل مارجرى الواقفه تنظر له برعب حقيقى:لن يخرج أحد من هنا حتى أعلم بالحقيقه كامله...لهذا تحدثى...
ابتلعت مارجرى ما بجوفها وكادت تتحدث...إلا أن سابين التى وقفت على قدمها من جديد وشفتيها تنزف دما ووجهها مرتسم عليه أصابع يده...نظرت
له ببرود غلف عينها رغم الألم الحارق الذى تشعر
به يمزق روحها قائله:أنت تريد معرفه الحقيقه أليس كذلك؟!...حسنا سأخبرك أنا بها....لقد تم بيعى بعمر العاشرة لأحد الاثرياء من قبل والدى العزيز للعمل بقصره مقابل بعض النقود....
توقفت سابين وهى تبتسم ساخره وقد امتلأت
عينها بدموع تأبى الهروب من محبسها قائله:إلا أننى لم أعمل ك خادمه بهذا القصر كما أدعى هذا الثرى...
أتعلم ماذا كنت أعمل هناك؟!..
توقفت سابين وقد سمعت لدموعها بالسقوط كما سقط قلبها وانكسر لمئات الأجزاء...حينها تم فتح الباب ودلفت كلا من ميلسيا وفكتوريا وكلتهما يحاولون أخذ أنفاسهم بسبب ركضهم....
أكملت سابين غير عابئه بشى وهى تقول بحرقه
وألم:ما أدركته أنه قد تم بيعى لرجل يملك ولدك فاقدا لعقله يشترى له الفتيات ليمرح بهم كالدمى... لقد كنت أنا دميته الجديدة والصغيره على غير العاده....فجميع فتياته يكونوا فوق سن السادسه عشر...لهذا تقزز منى وكان يقوم بسجنى عاريه بغرفه مظلمه لأيام....كما قام بقص شعرى ليس ذلك فقط...
بل كان يجبرنى على مشاهدة ما يفعله بالنساء حين يجامعهم...حين كنت أرفض ما يطلبه....كان يقوم بتعليقى عاريه لأيام حتى كادت روحى تزهق....
وياليتها زهقت...توقفت سابين وهى تضع يدها على عنقها تحاول أخذ أنفاسها...وإيقاف بكائها الذى تحول لشهقات إلا أنها لم تستطع...
لهذا أكملت وهى تقول بحقد وكره:وحينما رأنى أداوى أحد الفتيات اللاتى يضربهن علم أننى على معرفه بالطب...وقد كانت احدى هؤلاء الفتيات
تحمل صغيره بشهورها الأخيره...فقام بإدخال ك
لينا لإحدى الغرف الفارغه....وقام بإعطائى سكينه بعد أن قام بتقيدها وأخبرنى أن أقوم بإخراج
الصغير من أمعائها....
توقفت سابين عن التحدث وهى تبتسم بألم وتمسح وجهها من دموعها قائله:واللعنه لقد أخبرته أننى لم أقوم بهذا من قبل..إلا أن الوضيع لم يصدق هذا وتركنى معها بالغرفه لساعه وكلانا نبكى خوفا منا سيفعله...حتى عاد هو...أتعلم ماذا فعل حينما رأنى
لم أقم بما أمرنى به؟!...
توقفت سابين تشعر بقلبها يؤلمها بشدة إلا أنها كعادتها تحاملت وهى تقول بألم وحسره:ولكره الشديد لكل من يرفض فعل ما أمر به...اقترب
منى وأخذ السكين وقام بشق عنقها أمام عينى...
وهو يقول لى بندم:أنتى من أجبرتنى على قتلها لأننى لم أقوم بفعل ما أمرنى به...لهذا عاقبنى أن
قام بأعطائى تلك السكين التى ذبحها بها...وهو يهمس بأذنى اننى لن أخرج من هذه الغرفه....إلا حينما أخرج الصغير من رحم أمه وتركنى وغادر الغرفه....لقد تركنى وحدى مع فتاة تم ذبحها بغرفه واحده...لهذا حاربت نفسى لأفعل ما أمر به وفعلته
توقفت وهى تنظر ليدها بندم وحسره:لقد فعلتها وأخرجته من رحم والدته...ولم أستطع وضعه أرضا وكأنه حى ظللت أنظر له وأنا أرى ليلى الصغيرة به... وكم كانت ستبكى إذا تركتها أرضا وهى مجرد رضيعه لا تفقه شئ....ورغم أننى فعلت ما أمرنى به إلا أن الحقير قرر تركى معهم قرابه الثلاثة أيام معاقبه لعنادى له...تركنى مع جسمان هذه الفتاة
الذى بدأ ينتفح ورائحته الكريهه تفوح بشده....
أقسم أننى مازلت أشتم رائحتها بأنفى إلى اليوم....
توقفت سابين تحاول أخذ أنفاسها وشهقاتها التى قد ارتفعت بفعل بكائها العنيف...أثناء تحدثها قد أرهقت روحها التى عادت لتنزف من جديد... وجميع من بالغرفه يشعر بصدمه مما يستمع له...ف كيف لطفله صغيره يحدث لها كل هذا...
عادت سابين لتكمل قائله وهى تنظر أمامها بشرود:
وبعد أن قام بإخراجى من المكان أمرنى أن أذهب وأقوم بدفن الصغير الذى أخرجته من رحم والدته... وأرسل معى ثيو حتى لا أقوم بالهرب....وحين عدت علمت أن هناك ستة فتيات يحملن أجنة بأرحمهن... غير التى تم قتلها...فما أدركته أنه يعاشر الفتيات حتى يحملن صغاره...ثم يأتى بطبيب ليخرج الأجنه قبل والدتهم بشهور قليله...كما اخبرنى أننى سأفعل معهم مثل ما فعلته مع الفتاة قبل قليل...
حينها أدركت أننى سأقوم بقتلهم لا محال...لهذا أذعنت للأمر وطلبت منه جلب كتب حتى أعلم
كيف أساعد هؤلاء الفتيات...إلا أنه رفض ذلك معللا أنه لابد أننى قد تعلمت من خلال الفتاة السابقه....
ولم يمر سوى أيام قليله وأجبرنى من جيد على فعل ما فعلته سابقا...وفعلته إلا أننى هذه المرة تسببت بقتل الفتاة وطفلها....الذى أجبرنى على دفنه هو الأخر...لا أحد...أقسم لا أحد يعلم حقيقة ما شعرت
به خلال هذه الأيام...فلقد كنت أرى هذه الفتيات بمنامى ليلا كما كنت أرى صغارهم لهذا لم أكن أحب إغماض عينى حتى لا أراهم...
كما أن الأمر استمر لأكثر من خمسه أشهر...قتلت خلاهما سبعه أجنه أجبرت على دفنهم....وخمس فتيات...فقط فى العاشره قمت بقتل أثنا عشر نفسا أراهم كل يوم بمنامى وأشتم رائحه دماء أماهتهم... وأسمع صراخ وعويل فتيات لم تتخطى العشرين من عمرها....
لهذا أنا لست بنادمه على ما أصبحت عليه...ف أنا حين هربت من هناك أدركت أن الرجال فقط من يملكون الحق بفعل ما يريدون...كما أردت ان لا يحدث لشقيقاتى ما حدث لى أو حدث لمارجرى والفتيات الأخريات...
توقفت عن التحدث وهى تنظر للملك قائله بإجهاد:
لهذا يعلم الجميع أننى ساب فقط ساب الحداد...
كما أننى المسؤله الوحيده عن تواجدى هنا والعمل بقصرك...وأننى لم أفكر بأن أصيبك بأى أذى يوما
ما...وأننى مجرد فتاة أردت أن تشعر بالأمان....
فبحث عنه ولم تجده سوى فى وجود ساب...
يتبع..