-->

رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 10

 قراءة رواية خداع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية خداع

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده



الفصل العاشر


كانت السهرة رائعة فى بادئها بالنسبة لليلى رغم أنها لم تكن من الحضور، لكن الحفل ممتاز، والموسيقى أكثر من رائعه، لقد ظنت أن الأهل، والأقارب، والأصدقاء، يعنى عدداً محدوداً لا يتعدى عشرة أشخاص، لكنها فوجئت بما يقارب الخمسين شخص!


هل هذا مفهوم "عز" عن الحفل الصغير -يا إلهي- إذا كم يبلغ عدد الحفل الكبير؟! ولكن بالنظر إلى منزله الكبير، والذي يمكن أن يتسع لأكثر من مائتى فرد، فالعدد مهما كَثُرَ، فيمكن لعز تدبر الأمر جيداً، فحديقة منزله الواسعة يمكنها أن تتحمل أضعاف هذا العدد.


ولكن المزعج بالأمر أن الن*ساء، والفت*يات بالحفل كلهن جميلات، أنيقات، ينظرن إلى عز بإهتمام، إنهن راقيات بحق، فأى سبيل لها ليراها بين هؤلاء، إنها تحلم حقا بالمستحيل.


❈-❈-❈


إرتفع صوت الموسيقى وقد إقتربت إحدهن بغنج من "عز" فضم خص*رها إليه، واصطحبها إلى منتصف الحفل حيث بدأ يرقصان سويا، واندمجا بالرقص، حتي كادا أن يتعا*نقا، واحست "ليلى" حينها بالغضب، والحزن، فإبتعدت عن مرمى النظر.


فلقد أرسل "عز" بالمساء إلى مطعمه؛ ليأتى ببعض العاملين الاخرين منه؛ ليساعدوا في خدمة المدعوين، وحينها تلاشت فرحتها؛ لأنها ظنت فى الصباح أنه أتى بها مع "شهد" لأنها ذات أهميه لديه، ولكنها فقط عاملة كغيرها، هو فقط يتحملها؛ لأجل إب*نته.


وعلى ذكر إب*نته، فقد تغيرت الأضواء، والموسيقى، وظهرت إب*نته كأميرة راقيه بفستانها الأبيض المطعم بخطوط الفضه، وذاك التاج الصغير الذى يزين رأسها الجميل حيث يستقبلها والدها بإبتسامة مشرقة زادت من وسامته، خاصة وأن حُلته الرسمية جعلته أكثر من جذاب.


جذب "عز" إب*نته إليه بلطف؛ ليراقصها مع لحن مرح، وكم ضحكا سوياً، كما أنهما كانا بارعين بالرقص، واحست "ليلى" أنها لا تتناسب مع هذا العالم مطلقاً، لذا تسللت حزينة خارجة من المكان عل نسيم الليل البارد بالحديقة يخفف من إختناقها، ولم تعلم أن "عز" كان يتابعها بعيناه.


وقد لاحظ حزنها فظل لدقائق مع إب*نته، ولكن "ليلى" لم تعد من الحديقه فإنتظر حتى إنشغلت إب*نته بأصدقائها، وتسلل هو إلى الخارج، فوجد "ليلى" تجلس بأرجوحة الحديقة، تنظر إلى السماء بوجه حزين، فتوجه إليها، ولكن هناك حمقاء من مدللات مجتمعه المخملي لحقت به.


لقد تشنج وجهه من كثرة الإبتسام لهن، وتأذت معدته من كثرة روائع العطور المغرية التى يضعنها، فكل ما بهن مصطنع، لكنه مجبر على مجاملتهن، فهن أهالى أصدقاء إب*نته، ولو وُكِل الأمر إليه لمنعها عنهن لأنهن حتما مثل عوائلهن.


ولكنه لا يستطيع منعها عن الناس، والبعض الآخر أتين مع رفاقه، إنه لا يفهم لما يرافقن ن*ساء كهؤلاء -بلا حياء- حتى أنهن لا يخجلن من مراقصة رجل آخر غير رجالهن، وملاطفته!


هذا هو الفكر المتحرر الذي يحيون به، حسنا، هو ذو طراز قديم، ولا يحب كل ما يحدث، ولا تعجبه تملقات المدللات، الطامعات، ولا يرضى أبداً بأن تكون إب*نته هكذا، أو زو*جته المستقبليه، وهنا توقف جامداً، متسع العينين، ينظر نحو "ليلى" بذهول.


إنه لم يفكر بالزواج مطلقاً بعد وفاة زو*جته، ولم يتخيل قط أنه قد يفكر بمن تحل مكانتها، أو حتى مجرد فكرة عابرة لغيرها، ولكن المشاعر التي تثيرها فيه تلك الحمقاء أصبح يصعب السيطرة عليها، لقد كان يتابعها طوال الحفل.


ولم يحتمل حزنها، أو ألمها، واراد أن يخفف عنها أى إن كان سبب حزنها، ولكن بالتفكير بالجنون الذي أصابه للتو، سأل نفسه، هل ستقبل به "ليلى" من الأساس؟!


فهو أرمل، ولديه طفله، وهى لازالت ف*تاة نضرة لم تقترن بأحد، والسؤال الآخر الذي يماثله أهمية، هل ستقبل إب*نته بهذا؟ إنها تحب "ليلى" نعم، ولكن كصديقة، فهل سوف تقبل بها، أماً بديلة لأمها الراحله، وقبل أن يسترسل فى تفكيره.


وجد تلك المر*أة التى لا يذكر حتى إسمها! تقف أمامه بلا خجل، تضع ك*فها على كت*فه، وتنظر له بدلال مزعج، وتزداد إقتراباً، فدفع ك*فها عن كت*فه بإنزعاج، وسألها بوجه متجهم، ساخط، ولكن بصوت خافض عما تفعله هنا؟! 


فأجابته برقة أنها أتت خلفه، فهى تدرك تأثيرها عليه، وقرأت بعيناه وعوداً لا جدال فيها، فأتت خلفه؛ لأنها تظنه خرج ينتظرها هنا، فأجابها بسخرية بارده بأنه حتى لا يتذكر من تكون، لقد راقص الكثيرات بالحفل؛ لحسن ضيافته فقط.


ثم عن أى وعود تحكي، وهو حتى لا يعرفها! فحاولت إخفاء خيبة أملها، وهى تتهمه بالدلال عليها؛ ليجعلها ترجوه، قد تفعل! فهو يستحق.


حينها ضاقت عيناه عليها، وحاول تذكر وجهها من بين الوجوه الملطخة بالزينه المنتشرة بالحفل، وتذكر أنها كانت تنظر له برغبة واضحه منذ أتت، وأثناء الرقصة كانت تثرثر حول جاذبيته.


ولكنها كانت تركز أكثر على جاذبية ثروته، فأومأ بصمت، وسألها أليست هى نفسها زو*جة قريبه العجوز؟ تلك التى تحارب عائلته الآن؛ لتسرق ماله قبل أن يموت، فتصنعت الحزن، وقالت أنهم إتهموها زوراً، ولكنه ليس أحمقاً.


تلك كانت كلمات "عز" للرد عليها، هذه الحمقاء ستأخذ أكبر مقلباً بحياتها لو ظنت أنها قد تنتصر بحربها تلك! وهذا ليس لأن عائلة زو*جها كبيرة، وقويه، لا، بل؛ لأن زو*جها نفسه ماكر، يستمتع دوماً بأقل مقابل.


ولم يخبرها أن الجميع يعلم من دونها، وأنه تحدث حول الأمر مع زو*جها حين وكله أحد أقاربه، فوجده يضحك، ويخبره أنه يعلم بطمعها، ولهذا سوف يكتفى بإعطاءها الهدايا، يكفيها ما تأخذه بحياته، فهذا الثمن ما تستحقه فقط، أما أمواله فهى حق أبناؤه، وباقى العائله. 


❈-❈-❈


وجد "عز" أن الحديث معها بلا طائله، وأن تواجدهما هنا سوف يثير الريبة، وخاصة أنه تأفف من محاولتها المزعجة فى التقرب منه، فدار بعيناه منزعجاً، حينها رأى "ليلى" وقد تركت أرجوحتها، وتوجهت إلى الداخل.


وشىء بعيناها، وهى تمر بجواره صامته، جعله يحتقر حتى الهواء الذي يتنفسه، فنظر إلى الأخرى بحدة، وامرها بأن تبتعد وإلا سيكون هناك تقريراً عن أفعالها تلك لزو*جها المصون، ونعم قد يبدو متيماً بإغرائها، ولكنه قد  يستحل دمائها؛ بسبب إقترابها من رجل آخر.


وليس غيرة عليها، ولكن غيرة على كرامته كرجل، فإبتعدت تنظر إليه بسخط، ثم ضاقت عيناها، ونظرت خلفه، حينها رأت "ليلى" التى تشاهدهما بإنكسار، فأخبرته بسخرية أن تلك الخادمة لا مجال لها معه، ثم إبتعدت حينها إستدار فرأى "ليلى" تحمل كؤؤس العصير، تقدمها إلى الضيوف.


وقد توجهت تلك الحقود إليها بنية الأذى، فأسرع بالدخول إلى هناك، ولكنه لم يكن سريعاً كفايه، حيث دفعت تلك المزعجة الكؤؤس بوجه "ليلى" واتهمتها بالحماقة، وأنها أفسدت ثوبها الراقى فى حين لم تطالها نقطة عصير، كانت "ليلى" غارقة بالعصير.


وشظايا الزجاج حولها كسور من الأشواك، ترتعب من أن تخطوه، وقبل أن يعلق أحد وجدوا "عز" قد دخل سريعاً، فنظر إلى الموقف بسخط، ثم نظر إلى زو*ج تلك الوقحة، واخبره علناً بما دار بالخارج، وما قالته زو*جته المصون، فشحب وجهها كالأموات.


وظنت أن محاولة تكذيبها الضيعفة ستنقذها، ولكن زو*جها أخبرها بأنه يعلم بوضاعتها، لكن أن تبحث عن بديل له بحياته، فهذا كثير، وقبل أن تجيبه، لطم وجهها بقوة، لا تناسب عمره، فنظرت إليه مذهولة، واستدارت تصب سخطها على "عز" فوجدت وجهه ينم عن شراسة مخيفه.


فلو كان زو*جها الواهن كاد يدمى وجهها بصفعة، فالأفضل لها الإبتعاد عن "عز" الذي تظنه قد يفصل رأسها عن جسدها، فغادرت الحفل مسرعة حينها أمر "عز" الجميع بالرحيل، فقد إنتهى الحفل، وبلحظات إنفض الجمع، واصبح الهدوء، والصمت يؤلم الهواء، وهو ينظر إلى "ليلى" المنكسرة.


وقد حاولت أن تخطو بقدمها، فأسرع نحوها دون أن يبالى بشظايا الكؤؤس المحطمه، وحملها بين ذرا*عيه، ولم يأبه لخجلها، ورفضها، واخذها إلى غرفته حيث أوقفها على باب المرحاض، واخبرها أنه سيرسل شهد اليها ومعها ملابس نظيفه واعتذر منها عما حدث.


وغادر بعدها وهى فقط صامته؛ لأنها لو تحدثت لإكتشف إرتجاف صوتها، واضطرابها، فقد كان يحملها بين ذرا*عيه، وقلبها يكاد أن يتوقف من الخجل، والسعاده، والتفاجؤ.


❈-❈-❈


بعد قليل أتت إليها "شهد" مسرعة، فقد كانت فى المطبخ، ولم ترى كل ما حدث، وقد لاحظت بوضوح قلق "عز" واستعجاله لها بأن تذهب إلى "ليلى" وقد ساءها أن ترى صديقتها هكذا، ولكنها لم تعلق، فيكفى ما تعانيه الآن "ليلى" من إنكسار، وحزن على حالها.


بعد أن ساعدتها خرجت "ليلى" تنظر إلى الثوب الذي أرسله "عز" مع "شهد" لقد كان بسيطاً، راقياً، وللحظة أعجبها، ثم عبست بإنزعاج؛ لظنها أنه لابد وانه لإحدى نس*ائه.


أو الأسوأ قد يكون لزو*جته وهذا يعنى أنها كانت مثيلة لهؤلاء المتعجرفات، فثوبها راقى، وهذا حطم آخر ذرة أمل بداخلها، فنظرت إلى "شهد" التي هتفت بسعادة؛ لتخفى إنزعاجها مما حدث مع "ليلى".


-رائع ليلى، إنه حقا رائع.


ولكن ذلك لم يعيد إلى "ليلى" بسمتها التى إعتادتها منها، فليلى أكثر الأشخاص إبتساماً، وحماساً، لكنها حين يتملكها الحزن تصبح كصندوق مغلق، ضاع مفتاح قفله. 


حين خرجتا من الغرفة وجدتا "عز" يقف بالخارج مضطرباً، وركضت إب*نته نحو "ليلى" تسألها عن حالها، إبتسمت لها "شهد" واخبرتها أن "ليلى" بخير تماماً، لكن الف*تاة لم تقنع، فأكدت لها "ليلى" نفسها أنها بخير رغم أنها حتى لا تحاول الإبتسام بزيف.


ولاحظت "شهد" نظرات "عز" المرتبكة نحو "ليلى" فبدأ الشك يتسلل إليها حوله، هل سقط بعشق صديقتها، أم ماذا؟! لو كان هكذا، فهذا يفسر تصرفاته كما يبدو أن "ليلى" أيضاً تميل إليه، إذا أين المشكله، هل لا يعلمان، أم يعاندان؟!


لا داعي للتفكير طويلاً، فالأمر واضح لها، ولن تشاهد بصمت، ولكن ليس هذا التوقيت المناسب لهذا الحديث مع أى منهما، ولهذا أخذت الف*تاة معها لتريها الكعكات الصغيرة التي صنعتها بأشكال كرتونيه، إعتمدت فيها على أسئلتها لعز عما تحبه إب*نته من شخصيات كرتونيه.


فإنشغلت الف*تاة بكعكاتها عما يحدث، بينما ظل "عز" ينظر إلى "ليلى" بهيام، فقد إشترى هذا الثوب منذ يومين فقط، لسبب ما حين رآه بإحدى الواجهات الزجاجية بأحد المتاجر، رأى "ليلى" به، ولم يفهم لما حينها إشتراه، وكأنه كان مخدراً حتى إشتراه.


فوضعه داخل خزانة ثيابه، وهو مقتنع أنه سيقبع هناك إلى الابد حتى حدث ما حدث الليله، فوجد نفسه يخرجه لأجلها، والآن وهى ترتديه تيقن أنه يستحق كل قرش دفعه فيه، ولم تكن موسيقى الحفل قد إنطفأت.


فمد يده إليها، لكنها لم تفهم، فمال قليلاً ثم أمسك يدها، وجذبها نحوه يتمايل معها على أنغام الموسيقى الحالمه، ورغم أنها ليست بارعة مثله بالرقص، لكنها كانت تشعر بسعادة التي تسللت إليها مع أول لمسة من يديه، وتدريجياً بدأت البسمة تعتلى ثغرها.


حين رأى "عز"  كم السعاده الذي بعينيها، وبرائتها التي عززت جمالها، مما جعله منجذباً أكثر إليها، ويقترب منها وكأن هناك مغناطيساً بها يجذبه بقوه.


إستدارت "ليلى" أثناء الرقص، وهي تضحك بقوه، وفوجئت حين وجدت نفسها بين ذر*اعيه، يجذبها إلى صد*ره، والعشق يرسل شرارات قوية من عينيه إلى قلبها، وما إن كاد يعا*نقها حتى ظهر صوت إب*نته على بعد مسافة قريبة، تؤكد لهما أنها قادمه بالفعل.


أتت إب*نته راكضة تريه إحدى الكعكات الصغيرة التى صنعتها "شهد" والسعادة تغمرها، وقد أدركت "شهد" ما كان يحدث من وجه "عز" المتشنج فجأة، ووجه "ليلى" المتورد، ولم ينفع أن تبعد الف*تاة مجدداً، فظلت صامته.


لكن قصتهما ذكرتها بذكرياتها الخاصة التى تمنت نسيانها، فقد كان "ليث" ينسيها أحياناً أن هناك شىء فى الحياة يستحق وقتها غيره، لقد كانت لم*سة يده الدافئة تجعلها تش*عر بالحرارة فى الشتاء، كلماته لحناً عذباً يطرب أذنيها، لقد حاول مرة معا*نقتها، ولكنها هربت خجلة منه.


❈-❈-❈


إنتهت الليلة على خير، وغادرت الفت*اتين بعد أن إنتهى عملهما، وقد نامت "إب*نة عز" تشعر بالسعادة، وقد نسيت كل ما حدث بعد أن أسعدتها كعكات "شهد" ولكن اكثر ما أسعد "شهد" هو أن "ليلى" غادرت منزل "عز" متناسية كل ما حدث والبسمة المشرقة الخجوله تعلو وجهها.


❈-❈-❈


قرر "عز" إطلاق العنان لشهد حين إختبر براعة عملها فى حفلة عيد مولد إب*نته، وإعطائها فرصة جيده بالمطعم، فهى موهوبة، وتستحق التشجيع.


❈-❈-❈


فى الصباح أسرعت الفتا*تين بالخروج، ولكن وكأن كل وسائل المواصلات اليوم قررت ألا تحملهما، فلا وسيلة واحدة متفرغه، أو بها مكان ضئيل حتى ليقفا به، فجلستا تنتظران بضيق، وإنزعاج، وتوافدت الأشخاص حتى إكتظ المكان فإبتعدا جانباً ينتظرا.


فإنضمت إليهما أخرى، وبدأن ثرثرة تمرر الوقت، وقد أتى ذكر الزو*اج، فعلقت "ليلى" بأسى بأن الزو*اج من ثري، وهى فقيره لن ينجح، وقد أيدتها شهد" لتجربتها مع "ليث" حينها بدأت تلك الغريبه تخبرهما قصتها فقد تزو*جت منذ عدة سنوات.


حيث أخبرتهما أن زو*جها لم يكن ثرياً، ولا هى، كلاهما من طبقه إجتماعية فقيره، لكنها تربت على يد أخٍ حنون، بينما تربى هو على يد شمطاء حقود، فبعد وفاة والده التى تظنه مات محترقاً من حقد زو*جته التى إستطاعت جعل أب*نائها مثلها.


وأبدت إنزعاجها من كونها كانت عمياء عنه، كيف لم تنتبه لنبرة حقده، حين يرى خيراً لدى أحدهم؟! كيف لم تهتم حين سمعت عن علاقته السابقه بف*تاة ثريه؟! ولم يتركها إلا بعد أن تأكد أنه مهما فعل لن تقبل به عائلتها الثريه.


فتيقن أن خطته للثراء من خلال الزو*اج من ف*تاة ثريه خطه فاشله لذا بحث عن ف*تاة حالمه ضعيفه تنخدع بسهوله بأكاذيبه.


وعنفت نفسها أمامهما؛ لأنها كانت بالفعل بلهاء، فقد واجهته بما سمعت، وإتهمها بعدم ثقتها به، وتصديقها لأقاويل الحاقدين الذين يغارون من عشقهم، لقد أخبرها أخاها أن تتأنى قبل ان توافق على هذه الزيجه.


فلقد واتته فرصة عمل ممتازه بالخارج، وستتحسن معيشتهما، وقد تجد من يستحقها حقا، لكنها إستنكرت أن تخون حبيبها المتيم، كم كانت حمقاء؟! فلم تنتبه أن بعد سفر أخاها أصبحت وحيده بلا حامى.


لاحظت بوضوح منذ البدايه نظرات والدة زو*جها لها، وأخواته، لم تكن سوى حقد صافى، لم تهتم فكل ما يهمها هو زو*جها المتيمة بعشقه، كما أنهما يسكنان فى مسكن وحدهما، ومع هذا لم تسلم منهم، فكانت زياراتهم لا تنقطع أبداً لذا دام الشجار بينها، وبين زو*جها.


وظنت أنها بإنجابها لطفل منه سيتحسن الحال، لكنه إزداد سوءاً، وظلت تعانى معه ضيق الحال، صابرة، قانعه، لكنه هو من يشكو، ولم تستطع تركه، فبعد سفر أخاها لم يعد هناك مأوى لها، ولم تظن أنها حين أصرت على أخاها أن يبيع منزلهما؛ ليعاونه ثمنه بغربته أنها ستندم فيما بعد.


وحين عَلِمَ زو*جها وبخها؛ لأنها أهدرت حقها بثمن المنزل، فقد كان يرغب بهذا المال لنفسه، حينها بدأت تلك الغمامه السوداء التى تغشى عيناها عن حقيقته الكريهه تهتز قليلاً.


عانت لوقت لم تعد تتذكر مداه حتى حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد عاد أخاها من السفر، ووصله كل ما مرت به أخته، ولولاه لظلت اسيرة لهذه العائلة المختله، وتحمد الله أنها لم تكن قد أنجبت بعد، فقد حملت، وأجهضت؛ لأنها لم تكن ترتاح مطلقاً، فهى خادمة لأسرة زو*جها الوغد.


لقد طلقها بعد ان واجهه أخاها، وقرر أخذها معه، وحدث ما كان قد توقعه ذات يوم، فهناك تعرفت على صديق له أحبها، وطلبها، وتحمل يأسها، وإحباطها من الزو*اج، عالج بصبره، وحبه قلبها المحطم، وقد أنجبت منه ثلاثة أبناء.


وقد عادت منذ وقت ليس ببعيد لتحضر زفاف إحدى قريباتها، ولكن زو*جها منشغل كثيراً بعمله، فاتى بها، وغادر، ولكنهما لا يملكان هناك الرخاء الذي ينعمان به هناك، ولهذا قررت ألا تترك الأمر هكذا، سيبدأون بتأسيس حياة راقية هنا، حتى إذا ما عادوا كانت لهم راحة، وإستمتاع.


وقد سمعت عن زو*جها السابق أنه تز*وج من إحدى قريبات والدته، ولنقل أنها تأثر لحقها منهم، فتذيقهم كل ألوان المهانة، وقد أنجبت منه، وما فعله بها، هو وعائلته، تسقيه زو*جته الجديدة أضعافهم، وكذلك عائلته.


وعليه فالمال ليس العائق بل الأخلاق، فلو كان الز*وج محباً خلوقاً، وكذلك الزو*جه، فتكون السعادة سبيل حيايتهما معاً، لا ثراؤه، ولا فقرها.

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية خداع، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية