-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 9 - 3 الأحد 22/9/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع

3


تم النشر يوم الأحد

22/9/2024


لا تعلم لما شعرت بتلك الغصة عندما تقابلت مع صديقتها بالمركز الدراسي وارتبكت والأخرى تحتضنها متشوقة لرؤيتها:

-ملك يا حبيبتي وحشتيني أوي.


لم تبادلها العناق وابتعدت تبتسم بتكلف فشعرت ورد بتغيرها فلم يثنها دخول المُعلم للدرس وظلت تهمس لها متسائلة:

-في ايه يا ملك أنتي بتتعاملي معايا كده ليه؟


التفتت لها بنصف عينها وهمست:

-ركزي في الدرس الامتحانات على الأبواب.


انتهى الدرس وخرجت برفقة رانيا فلحقت بهما ورد تسحبها من ذراعها بقوة صائحة بهما:

-استنوني أنتو رايحين فين؟


تنهدت ملك بحزن مطرقة رأسها ورانيا تجيب تساؤلها:

-رايحين نذاكر يا ورد عندي في البيت.


اتسعت حدقتيها بذهول وحزن:

-من غيري!؟


 لم تجد تعقيب منهما فارتعشت شفتيها وهي تحاول إخفاء حزنها وغصة بكائها وتكلمت بصوت مختنق من البكاء:

-أنا عارفه إن اللي بيحصل بسببي أنا ويوسف بس مكنتش أتخيل أنك ممكن تكرهيني كده.


ردت ملك على الفور:

-انا مبكرهكيش يا ورد بس زعلانه منك عشان مش مقدره اللي أنا فيه وكمان بتشجعي يوسف على اللي في دماغه.


اقتربت منها بوجه حزين ورققت صوتها تسجدي صفحها:

-خلاص حقك عليا، انا كل اللي عيزاه اني اتجوز يوسف وانتي متتجوزيش ابويا بالغصب ولا حتى وانتي بتحاولي تبيني إنه بالرضا وانا عارفه الحقيقة كلها.


عقبت رانيا عليها:

-ماهي معندهاش حل تاني يا ورد، فانتي المفروض تكوني واقفه جنبها وتبطلي أنانيه.


نزلت عبراتها وأومأت:

-ماشي، وحقكم عليا.


همت بالمغادرة ولكن ملك اوقفتها بعد أن تضايقت من نفسها على إحزانها بهذا الشكل واحتضنتها بقوة:

-خلاص، انا مقدرش ازعل منك أصلا لأنك اختي مش صاحبتي.


ابتسمت ورد وقبلت وجنتها وتسائلت ببسمة منمقة:

-طيب ينفع أذاكر معاكم؟


وافقت ملك فورا فهتفت الأولى:

-طيب ثواني أقول لبابا أحسن مضيقها عليا أوي اليومين دول عشان مقابلش يوسف من وراه.


ابتسمت كلتاهما بسخرية وانتظرتا أن تهاتفه فرد الآخر:

-نعم.


ارتبكت من نبرته الجامدة وتلعثمت وهي تخبره:

-بابا، أنا ممكن أروح اذاكر مع ملك عند رانيا في بيتها؟


قوس حاجبيه متعجبا وسألها:

-انتي مش كان عندك مراجعه؟


أكدت حديثه فسألها:

-أومال مذاكره إيه دي؟


ردت بعد أن زادت رهبتها من صياحه بها:

-الامتحانات قربت والمذاكره مبتخلصش.


سحب نفست عميقا بصوت عال استمعت له ابنته وزفره بحدة أخافتها من ردة فعله وهتف يسألها:

-هي ملك جنبك؟


أجابته مؤكده فهتف محتدا:

-اديهالي؟


ناولتها الهاتف ويدها ترتعش وتهمس لها:

-متعصب اوي وعايزك.


أغلقت عينيها وهمست برقتها وهدوئها المعروف:

-الو.


صر على أسنانه وصرخ بها:

-تاخدي بعضك أنتي وورد وع البيت عشان تتعلمي بعد كده تستأذني قبل ما تفكري تتنفسي حتى.


حاولت الرد عليه فخرج صوتها متحشرجا:

-كنت هكلمك بعد ورد، أنا قبل ما أنزل انهارده استأذنتك فأكيد كنت هكلمك بعد ورد وقولت لو رفضت إن ورد تروح هروح البيت أنا كمان من سكات.


ارتسمت بسمة على وجهه وتغيرت نبرته للرقة بلمح البصر:

-ده بجد؟ يعني مكنتيش هتتصرفي من غير موافقتي؟


أكدت بصوت مرتعش:

-طبعا.


أخرج زفرة أرتياح وهتف:

-تمام، بس بلاش مذاكره عند صاحبتكم عشان ورد بتقابل يوسف من ورايا وأنا عرفت، شوفو صاحبتكم لو هي اللي تروح تذاكر معاكم عندي في البيت ولو موافقتش ذاكروا من غيرها.


وافقته بهمهمة بسيطة فتابع:

-متمشيش من البيت عندي لحد ما ارجع من الشغل، عشان عايز أشوفك.


وافقته وأغلقت معه واخبرتهما بأوامره فزفرت رانيا بضيق:

-يوووه بجد، هنبدأ بقى.

❈-❈-❈


أغلق معها ووقف يتابع الاعمال ونظر أمامه ليوسف الذي عاد للعمل تحت إمرته فابتسم فرحا، دلف ذلك الرجل الوقور والذي يبدو عليه الثراء الفاحش فابتسم رشوان فورا ووقف يصافحه:

-اهلا اهلا يا صفوت بيه، خطه عزيزه.


رحب به وأجلسه أمامه والتفت للعمال يأمرهم:

-اقفلو البوابه الرئيسية وسيبو الباب الجانبي بس.


نفذ العامل أمره ولكنه هتف يستدع يوسف ليجلس بجواره:

-يوسف، تعالى عايزك.


حضر بسرعة وجلس هو الآخر فتعجب صفوت وسأله:

-أنا جاي في شغل يا رشوان مش جاي اتضايف.


هز رأسه موافقا:

-عارف، وده هيبقى جوز بنتي ودراعي اليمين وهو اللي هيخلص النقله الجايه.


صر يوسف على أسنانه وأطرق رأسه مستسلما واستمع لتعقيب صفوت:

-ماشي طالما أنت واثق فيه.


فتح الحقيبة التي معه والمملؤة بالدولارات ووضعها أمام رشوان:

-2 مليون دولار، نصيبك ومعاهم مصاريف النقلة كمان.


هز رأسه باستحسان ففتح خزنته واضعا النقود بداخلها وأخرج علبة كرتونية صغيرة وفتحها ليخرج منها قطعة فرعونية أثرية وثبتها أمام صفوت:

-أنا مش فاهم حته زي دي أكيد اتكلفت مبلغ وقدره عشان تخرج ودلوقتي مبلغ تاني عشان ترجع، ايه الهدف من رجوعها بس؟


وسط ذهول يوسف واتساع حدقتيه فهل يعمل بتجارة الآثار أيضا بجوار الممنوعات!


أجاب صفوت رافعا كتفيه دلالة على حيرته هو الآخر:

-والله ما أعرف حاجه، أنت عارف الناس الكبار بيبعتولي التعليمات وأنا بنفذها من سكات، إنما ايه سر رجوع الحته دي من بره! حقيقي معرفش بس احنا مالنا مش اخدنا فلوسنا وخلاص.


هز رأسه موافقا:

-مظبوط، يخرجوها ولا يدخلوها ولا يحرقوها حتى، ملناش دعوة.


هز صفوت رأسه وتنحنح فعلم الآخر أنه يريد التحدث بأمر خاصا فالتفت ينظر ليوسف:

-روح شوف شغلك.


فعل أمره فتكلم صفوت بعد مغادرته:

-أنت مصر على الجوازه دي؟


ابتسم نصف ابتسامة باهتة وأومأ بصمت فتابع الأول:

-بس احنا مكانش اتفاقنا إنك تتجوز على بنتي، لو فاكر كويس الاتفاق بينا كان...


قاطعه يردد:

-الاتفاق بينا كان إن هي اللي هتجيبلي الولد وروحنا عملنا الحقن وحددنا نوع الجنين ونزل في الرابع يبقى من حقي ادور على واحده تجيبلي الولد.


صاح صفوت بضيق:

-انت مش متجوزها عشان الخلفة يا رشوان، أنت لو هتشتغل الناس كلها مش هتعرف تعمل ده معايا فبلاش الاسطوانه المشروخه دي وتعالى في الدوغري..


رد بصوت خشن وحاد:

-عايزها، عندك مانع؟


حرك رأسه ممتعضا:

-عيله زي دي ممكن تكون السبب في ضياع كل حاجه خصوصا إن جوازها منك هيبقى بالغصب.


ضحك ساخرا:

-ما جوازي من بنتك كان بالغصب بس أنا عرفت أخليها تحبني، أنا عارف أنا بعمل ايه يا صفوت فبلاش تعوم على عوم بنتك بدل ما نخسر بعض بعد السنين دي كلها.


زفر بيأس ووقف غاضبا:

-طيب يكون في علمك أني مش هسمحلك تزعل ماهيتاب، فخد بالك من تصرفاتك معاها عشان لو اشتكت منك تصرفي ساعتها مش هيعجبك.


تغلل الغل بداخله وهتف بشراسة:

-بلاش علاقتك بالكبار يا صفوت تنسيك أنا مين، أنا رشوان الدخاخني برده مش أي حد.


وققف المعني وهز رأسه وأشار له بسبابته محذرا:

-انا عارف أنت مين وأنا مين يا رشوان فبلاش استعراض القوى ده، بنتي أهم عندي من الشغل اللي بينا ولو عنيها دمعت بس بسببك فأنا مش هعمل اعتبار للشغل وهوقفلك حالك وأنت عارف إن في غيرك ألف ممكن يعملو شغلك.


الصفحة التالية