رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 9 - 4 الأحد 22/9/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل التاسع
4
تم النشر يوم الأربعاء
22/9/2024
❈-❈-❈
انتهت من مذاكرتها ونظرت لرفيقتيها وسألتهما:
-خلصتو؟
نفت ملك ولا تزال تركز بصرها بكتابها:
-لسه وحده كامله عايزه اراجعها، أنا تعبت أوي..
دلفت والدة ورد بتلك اللحظة تحمل بيدها صينية بها المشوربات والشطائر وهتفت بمرح:
-يلا يا بنات سيبو اللي في ايديكم وتعالو كلو.
نظرت لها ملك بخجل وكأنها فعلت أمرا محرما وغير مقبولا ففهمت نظراتها المتخاذلة وجلست بجوارها تمسح على رأسها وتقبل وجنتها بحنان أمومي:
-سبيها على ربنا يا بنتي ومتفكريش إني زعلانه منك ولا معاملتي ليكي هتتغير ابدا، بالعكس اعتبريني أمك زي ما كنتي طول عمرك بتيجي تشتكيلي من أي حد زعلك، حتى لو هو نفسه اللي زعلك ولو معرفتش اجيبلك حقك مستحقش تعتبريني أمك.
بكت ملك رغما عنها فاحتنضتها بقوة تربت عليها:
-ده نصيبك يا بنتي، ارضي بيه يمكن ربنا شايلك الخير، متعرفيش الزمن مخبيلك ايه بكره.
بالطبع كل تلك الكلمات المعزية والمساندة يمكن أن يراها البعض أنها قد تؤدي غرضها بتهيئة قلبها وعقلها للقبول والخضوع له ولكنها حقا لا تستطيع أن تخرس قلبها الذي ينبض ﻷجل شخص واحد، شخص خذلها وتخلى عنها وعاد ليتلاعب بها فآلمها أكثر من ألمها الحالي، غصتها الداخلية وامتعاضها منه أقوي بكثير من ألمها الداخلي بسبب زواجها من رجل يكبرها بثلاثة عقود.
تنهدت وشعرت بالراحة والإطمئنان بداخل حضنها وكأنها بذلك العناق القوى سحبت كل طاقتها السلبية واعطتها طاقة من نور لتسير بها داخل عتمة حياتها القادمة:
-ربنا يخليكي ليا يا طنط.
ابتعدت عنها ورمقتها بنظرة حنونة وكل من رانيا وورد تنظران لهما بصمت:
-مبقتش عارفه المفروض اقولك يا طنط ولا...
قاطعتها تؤكد:
-طبعا، أنا طول عمري أم صاحبتك وفي مقام أمك، ربنا يحفظك يا بنتي ويبعد عنك الشر.
هتفت رانيا أخيراً:
-طيب يا جدعان أنا عايزه أروح فلو خلصتي يلا ننزل.
ارتبكت وتعلثمت وهي تجيب:
-أصص أصل، أصل المعلم رشوان قالي منزلش قبل ما ييجي.
زمت شفتيها للأمام ممتعضة ولم تستطع التفوة بأي زم أو سب ووقفت تهم بالخروج:
-طيب أنا لازم أمشي عشان مشواري بعيد.
غادرت وجلست كل من ملك وورد تتحدثان بشأن القادم:
-انا عارفه إن يوسف عمل اللي عليه بس هنتجوزو فين يا ملك؟
أجابتها تخبرها بما تعلمه:
-باباكي قال إنه هيخلي ماما ومحمد يعيشوا معايا وساعتها بيتنا هيبقى فاضي فايه رأيك تتجوزو فيه؟
حركت كتفيها بحيرة:
-معرفش اخوكي هيوافق ولا لأ!
ردت وهي تلملم متعلقاتها وتنظر بساعة هاتفها:
-سبيني أشوف ايه في دماغه وهتكلم معاه.
وافقتها بهزة طفيفة من رأسها وتنهدت قليلا حتى استمعت لصوت والدها يدلف للمنزل ويتحدث بصوت مسموع لكلتاهما:
-ورد وملك خلصو مذاكره؟
ردت زوجته:
-ايوه من بدري، وملك مستنياك جوه.
طرق الباب فهتفت ابنته:
-اتفضل يا بابا.
دلف ووقف أمامهما:
-ايه يا بنات عاملين ايه؟ ذاكرتو كويس؟
أومأتا فنظر لابنته وهتف بصيغة آمرة:
-روحي ساعدي أمك في المطبخ.
تحركت فورا من أمامه وهي تتمتم بداخلها:
-ده أنت غلبت الشباب المراهق، أنا مش عارفه أنت إزاي ابويا؟
فور أن غادرت جلس هو بجوار ملك وابتسم:
-وحشتيني.
ظلت تنظر للأرض بخجل ولم ترد فأخرج علبة مخملية من جيب جلبابه وفتحها ليريها إياها:
-ايه رأيك؟
نظرت للسوار الذهبي الرقيق وردت:
-جميل.
أخرجه من العلبة وأمسك راحتها ليلبسها إياه وقبل راحتها:
-يعني ذوقي حلو؟
أومأت بصمت فهمس:
-وعد مني إن كل مليم يدخل جيبي هشتريلك منه هديه قبل ما أصرف أي جنيه على نفسي أو على حريمي وبناتي.
رفعت وجهها تنظر له بوجل وتكلمت:
-بلاش كده، ربنا أمر الراجل يعدل بين زوجاته فحاول تعدل على أد ما تقدر.
اتسعت بسمته وهو يعقب عليها:
-وإذا كان قلبي غصب عنه ميال لواحدة أزيد من الباقي، اعمل ايه ساعتها؟
أجابته بتخوف من ردة فعله على إجابتها:
-وعشان كده بالظبط ربنا قال ولن تعدلوا فواحدة.
اتسعت حدقتيه ورمقها بنظرة جامدة فلم تتعجب من تحوله المفاجئ، فإلى الآن رأت منه كل ألوان وأنواع التعابير المبتسمة منها والواجمة:
-كل واحدة اتجوزتها أخدت دلع ومعامله مني تخليها تحس أنها الوحيدة اللي في القلب، بس طبعا كل واحدة تدخل جديدة عليهم بحاول أدلعها شويه زيادة عشان تعيش حبه زي الباقيين ما عاشو.
هزت رأسها ولم تعترض عليه فمد راحته يمسك خاصتها ويخلل أنامله بها ورفعها ناحية فمه ليقبلها ووقف وهو ممسكا بها للخارج وصدح صوته العالي يسأل زوجته:
-الغدا ايه انهارده يا أم محمد؟
ردت وهي تخرج من المطبخ تحمل بيدها الأطباق:
-عامله فراخ ومحشي أهو.
تفاجئت بذلك المنظر وهو يخلل أصابعه بخاصة تلك الصغيرة فشعرت بالغثيان وتركت الأطباق على المائدة وزفرت بحدة وتمتمت بصوت عال:
-ربنا يهد المفتري.
لمعت عينيه وهم بالوقوف فتابعت حديثها وكأنها لم تر غضبه او تعنه بحديثها:
-الأسعار بتاعة الخضار بقت نار واللحمة زادت 20 جني في الكيلو كده على دخلة العيد، الغلابة مش هتلاقي تاكل.
ابتسم بزاوية فمه وهو يعلم أنها لم تكن تعني هذا الحديث بل عنته هو:
-متشليش هم انتي يا ام محمد، انا هدبح مرتين العيد ده مره للأضحية ومرة احتفال بكتب كتابي على ملك.
انحنى على الفور مقبلا راحة تلك التي لا زال مخللا أنامله بخاصتها وتحرك صوب المائدة ليجلس وسحب المقعد المحاور له لتجلس بجواره:
-يلا اقعدي عشان تاكلي.
جلست ورد بجوار والدتها وهمست لها:
-ابويا بقى حبيب، يرضيكي اللي بيحصل ده؟
نظر لهما فأطرقتا بصرهما ﻷسفل وتناولوا الطعام بجو هادئ وصامت حتى انتهوا ووقفت ملك تهم بالمغادرة ولكنه أصر عليها:
-استني نشربو الشاي وهنزل اوصلك.
رفضت بلباقة:
-البيت خطوتين ومش عايزه اشرب شاي عشان اروح انام شويه.
ابتسم لها ولكن جاءت طرقات الباب توقفه عن حديثه ففتح الباب ليجد أحد عماله الذي اقترب منه وهمس له وابتعد فتجهم وجهه بشكل مبالغ به والتفت لتلك الواقفة تنتظر أن يفتح لها الطريق لتغادر ولكن منظره المخيف بتلك الهالة السوداء التي أحاطت وجهه وعينيه جعلتها تبتلع ريقها بخوف ولم تتفوه ببنت شفة وبدأت تبتعد بخطواتها للخلف كلما اقترب منها بخطوات بطيئة وكل من ورد ووالدتها تنظران بحيرة لشكله الذي تبدل، ولكنهما لم تجرئا على التحدث بسبب صرير أسنانه العالي وهو يرمق ملك بنظرات نارية ووقف أمامها بعد أن استندت على الحائط فلم تجد مفر لها وصرخ بها فورا:
-أنتي وقفتي اتكلمتي مع حسن في وسط الشارع؟
علمت أنها هالكة لا محال فهي تعلم تحذيره لها بعدم الاقتراب أو التحدث معه:
-هو ... أنا ... أصل.
صفعها صفعة قوية طنت أذنها على الفور فصرخت ورد وهرعت والدتها تحتضنها وتقف حائلا بينها وبينه وهو يصيح بها:
-أنا حذرتك وقولتلك لو عصتيني ولا صغرتيني هوريكي وشي التاني يا ملك، وأنتي اللي طلبتي ده.
أخرج سلاحه من جيبه وأكمل صياحه الهادر:
-المرة اللي فاتت الرصاصة جت في كتفه، بس المرة دي هتكون في مقتل.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية