-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 9 - 1 الأحد 22/9/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع

1


تم النشر يوم الأحد

22/9/2024


لا تعترف بالحريق الذي في داخلك..

ابتسم وقل أنها حفلة شواء.

فيودور دوستويفسكي


دار حول نفسه يتفقد الحوائط والمنافذ وخرج للبهو الواسع ينظر هنا وهناك وقد تحرى الدقة باختياره لمقر عمله الجديد بأن يقع على مقربة من الميناء، ذهب ناظرا من النافذة الواسعة للشارع المطل عليه الموقع والتفت لخاله هاتفا بقبول:

-موافق يا خالي، المكان تحفه.


نظر ﻷسفل فوجد المحلات المختلفة ومن ضمنها ذلك المحل الشهير والمكتوب عليه بالخط العريض (الدخاخني للإستيراد) والتفت يسأل أنور:

-هو المحل ده بتاع الراجل إياه؟


أومأ بعد أن اقترب منه ونظر لمكان إشارته:

-ده المحل الرئيسي بتاعه بس هتلاقي محلات كتير عليها نفس الأسم ﻷن عنده كذا دكان ده غير المخازن.


زم شفتيه للأمام وتعجب قليلا فظهرت نبرته مندهشة:

-وحسن واقف يناطح راجل بالغنا ده؟ مش غريبه شويه يا خالي! ايه اللي يخليه يقف له وهي لا اخته ولا قريبته ولا خطيبته؟


حرك أنور أسه محتارا فحقا ما شأن زوج ابنته بهذا الخلاف الناشئ بين رشوان الدخاخني ويوسف واخته الصغرى:

-هو فاكر نفسه كبير كفايه إنه يقف للمعلم رشوان، بس أنا أصلا طول عمري مش برتاح للطريقه اللي بيتعامل بيها مع البت ملك، بحسه كده مش مظبوط معاها مع إن طول الوقت بيقول زي اختي زي أختي، بس اللي بشوفه غير كده وياما قولت لسهر بس هي مش شايفه ولا حاسه، واكل عقلها وقلبها.


تحرك خارجا ووقفا أمام السمسار وقد انتبه أنور لوجوده بعد أن غمز له حمزة لينتبه بحديثه أمام الغرباء:

-المكان ممتاز، هو محتاج شويه توضيبات بس قول لصاحبه اني هشتريه.


ابتسم السمسار بفرحة لما قد يفوز به من عمولة لعملية البيع التي تُكلف ملايين الجنيهات.


نزلوا ﻷسفل واستعد حمزة لمقابلة صاحب العقار ولكنه وجد أنور يبتسم ويتحرك صوب المحل التجاري يصافحه ويحرك رأسه:

-أهلا يا معلم.


ابتسم الآخر بدوره:

-ازيك يا أنور وازي بناتك؟


رد مبتسما:

-الحمد لله.


التفت لابن اخته وأشار له بالاقتراب وقام بتعريفه:

-حمزة ابن اختي، هيشتري المسطح اللي فوق ده عشان هيعمل شركة استيراد وتصدير.


أومأ مبتسما فوجدوا السمسار يقترب منهم ويتحدث مع رشوان باحترام:

-تمام يا معلم المكان عجبهم.


رفع حمزة حاجبه الأيسر متسائلا:

-الله! هو المسطح التجاري ده بتاعك يا معلم؟


أومأ وقد تحرك للداخل وأشار لهما باتباعه:

-ايوه، محتاج سيوله فهأجره مع إن كنت شايله لعوزه بس.


صمت ونظر للسمسار يأمره:

-روح جهز العقود وتعالى.


جلس كل من أنور وحمزة الذي تكلم متفاجئا:

-إيجار! أنا جاي على شرا تمليك يا معلم مش إيجار.


رفض رشوان بتعابيره وحركة رأسه:

-أنا مببعش أي حاجه من أملاكي، لو ناوي على شرا تقدر تدور على حاجه تانيه بس مظنش تلاقي هنا ﻷن المكان مميز أوي وصعب تلاقي، بس دور يمكن.


بلل حمزة شفتيه وانتظر رشوان الذي التفت للعامل يأمره:

-روح هاتلنا 3 شاي سكر بره.


ثم التفت لهما وسأل:

-ولا تحبو قهوة؟ بس الوقت بدري أوي ع القهوة ولا ايه؟


أكد أنور موافقا:

-شاي يا معلم تسلم.


التفت لحمزة ليكمل حديثه:

-زي ما قولتلك ياااا...


التفت لأنور يسأله:

-قولتلي اسمه ايه؟


أجاب عن نفسه:

-حمزة يا معلم، اسمي حمزة.


هز رأسه مرات متعددة:

-تمام، دلوقتي المكان معروض للإيجار لو حابب، شوف نفسك وأديك عرفت مكاني وأنا معظم الوقت ببقى هنا.


تنفس حمزة عاليا وممتعضا والتفت لخاله يسأله:

-ايه رأيك؟


أجاب فورا:

-زي المعلم ما قالك، صعب تلاقي هنا وأنا دورت في كل حته وملاقتش غير المكان ده.


وافق بهزة طفيفة ممتعضة من رأسه:

-خلاص، الخيره فيما اختاره الله، خلينا نمضي العقود.

❈-❈-❈


ارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها بعد أن نادتها والدتها فوجدت أخيها يجلس على المائدة الأرضية يتناول طعامه:

-اقعدي افطري قبل ما تمشي.


جلست وبدأت بتناول الطعام بصمت وشرود فسألها يوسف:

-انتي رايحه المدرسة متأخر ليه كده؟ مش قولتي خلاص مش هتروحي تاني؟


أومأت توضح:

-رايحه استلم رقم الجلوس وفي مراجعه في السنتر اللي جنب المدرسة قولت أحضرها بالمرة بدل الأونلاين اللي ساعات بيضيع مني لما النت بيفصل.


ابتلع ما في فمه وتكلم بضيق:

-بقيتي بتتفقي وتتصرفي في كل حاجه من دماغك حتى في اللي يخصني، أنا مش فاهم بقيتي عامله كده ليه؟


لم تجب عندما سألته والدتهما:

-ايه اللي حصل تاني؟


رد متجهما:

-مفيش يا أمي، هو نفس الكلام عن كتب الكتاب والجواز والفرح وطبعا كل الاتفاقات وصلت لورد والتانيه ما صدقت وشبطت فيها.


هنا لم تتمالك نفسها وصاحت به:

-انا عملت ايه؟ المعمل رشوان جاي يقولي هكتب الجمعه ملاقتش حل غير ائخر الموضوع للعيد بحجة نبقو أجازه، غلطت في ايه؟


صرخ هو الآخر:

-وانتي لما تأخريه للعيد استفدنا ايه؟ ما كده كده قبل الامتحانات، انا مش هحلق أجهز اللي بخطط له قبل الامتحانات وكل تجهيزاتي على بعد امتحاناتك بيوم.


تشتتت والدتهما بينهما وهي تجدهما يتشاجرا بهذا الشكل وملك تصرخ:

-وهو حاسس أو عارف باللي بتخطط له يا يوسف وعشان كده كان عايز يكتب الجمعه عشان يضمن.


زفر بعصبية وتابع:

-طيب وأجلتيه للعيد، ايه بقى لازم يوسف وورد يكتبو كتابهم في نفس اليوم؟ مالك انتي بينا؟


تعجبت وحدقت به:

-يعني أنا غلطانه اني...


قاطعها بحدة وصياح:

-آه غلطانه، عشان انتي كنتي صح لما قولتي هروبنا لوحدنا كوم وهروبنا بورد كوم تاني، لو هربت بيها مش هيسيبني وساعتها لما يلاقينا هيبقى له تارين مش تار واحد إنما إحنا بس كده الموضوع ممكن يطنشه و...


قاطعته ضحكاتها العالية وعقبت:

-الكلام ده كان الأول، انما دلوقتي هو مأكد عليا اني لو صغرته في الحارة مش هيسبني، اسمع مني يا يوسف الحل الوحيد انك أنت وورد تستفادو بحكايتي معاه وتتجوزو لكن كل اللي في دماغك ده مش هينوبنا منه غير الاذيه.


زفر باختناق وأغلق عينيه يشعر بدماؤه تفور من رأسه:

-مش قادر اسيبك له، انا بموت بالبطيئ كل يوم ولو عليا عايز اقتله بس مش عارف.


ربتت على ظهره تواسيه:

-معلش، ربنا يقدم اللي فيه الخير.


نزلت عبراته على وجنته وبكى رغما عنه:

-انا عارف اني كنت أناني لما حبيت ورد ومفكرتش في الأذى اللي ممكن يطولكم من ورا الحب ده، بس متخيلتش ولا في احلامي إن الأذى ده ممكن يجيي بالصورة دي ابدا.


مسح عبراته بظهر يده وأكمل:

-مش عارف أعمل ايه عشان أخرجك من الحكاية دي وابعدك عن دفع تمن حاجه انتي معملتيهاش ولا ليكي فيها ذنب.


احتضنها وبكى بحرقة:

-حقك عليا يا ملك معرفتش احميكي، ازاي حصل كده؟ مش عارف ولا لاقي حل.


ابعدته لتنظر لوجهه وردت وهي تحاول كتم بكائها حتى لا تحزنه أكثر:

-انا كويسه والجواز نصيب وأنا راضية بنصيبي يا يوسف، المهم دلوقتي جهز نفسك أنت كمان عشان تكتب الكتاب معانا تاني يوم العيد.


هز رأسه ووقف تاركا الطعام وهم بالخروج فنادته والدته:

-تعالى كمل أكلك يا بني.


رفض بتعجل:

-هتأخر يا أمي على المعلم المفروض انهاردة هنتكلمو في رجوعي للشغل وربنا يستر ميطلبش مني أدخل معاه في الشغل إياه.


ضربت فخذيها متذمرة:

-ده زي اللي ما صدق لقى حاجه يهددك بيها وهو كان نفسه من زمان يشغلك معاه.


قبل راحة والدته:

-ادعيلي أنتي ربنا يسترها معايا ويبعد عني الشر.


ربتت على ظهره:

-أمين يا حبيبي ويحفظك ليا أنت وأخواتك يارب.

الصفحة التالية