-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 9 - 2 الأحد 22/9/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل التاسع

2


تم النشر يوم الأحد

22/9/2024

❈-❈-❈

مرت من أمامه دون توقف ولكن نبضات قلبه هي من توقفت وهو يعلم أنها لم تعد له ولا يوجد شيئاً بيده ليفعله بعد أن علم أنها ستتزوج بعيد الأضحى وقبل أداء امتحاناتها.


أغلق عينيه يستجمع نفسه وتبعها حتى خرجت من الحارة فأوقفها ممسكا راحتها فانتفضت بخضة وهي لا تعلم من خلفها:

-ده أنا.


تعجبت من فعلته:

-حسن! أنت جاي ورايا ليه؟


حاول إخفاء حنقه وحزنه ولكن ظهر بصورة عصبية:

-مش قادر أوافق على اللي بيحصل ولا أسكت عليه وأقبله أنا...


قاطعته بحدة أكبر من حدته:

-وأنت دخلك إيه أصلا توافق ولا ترفض؟ يا حسن أبعد عني وملكش دعوة بيا وخليك في مراتك.


كاد أن يغرز أظافره بلحم وجهه وهو يحك لحيته بقوة:

-يا بنتي بلاش العند بتاعك ده، سيبك مني ومن سهر وخليكي في نفسك والمصيبه اللي هتقعي فيها.


ذبلت نظراها نحوه وردت وهي مطرقة رأسها:

-مفيش حل يا حسن، عشان خاطري أبعد وسيبني في حالي.


رفض بتعابيره وترقرقت عينيه بالعبرات فابتسمت بأسى تسأله:

-طيب أنا هسألك سؤال واحد بس وجاوبني عليه بصراحه يمكن صراحتك تفوق حد فينا، بس خليك صريح مع نفسك قبل ما تبقى صريح معايا.


هز رأسه عدة مرات يعدها:

-أوعدك هرد بصراحه من غير كدب ولا ملاوعة، بس لو ردي كان في صالحنا أنا وانتي، هتسبيني اتصرف في حكاية المعلم رشوان.


وافقت تبتسم بداخلها وهي تعلم الإجابة مسبقا:

-موافقة.


انتبه لها مركزا بصره عليها فسألت:

-أنت بتحب سهر ولا مجرد تعود عشان مع بعض من زمان؟


صمت لحظة وكأنه يفكر بإجابة سؤالها ولكن عقله استرجع على الفور لمحات من سنوات عمره معها ومدى عشقهما بعضهما البعض الذي توج بالنهاية بتلك اللحظات المسروقة بينهما وأضافت شغفا وعشقا من نوع آخر.


صمته جعلها ترمقه بنظرة متخاذلة فهمت بالمغادرة ولكنه أمسك راحتها عنوة أجابها:

-بحبها يا ملك، مش قادر أكدب عليكي وأقول...


قاطعته توضح:

-أنا بقى مجرد نزوة في حياتك وبالنهاية هترجع لحبك الاول، يبقى بلاش نوجع قلب بعض يا حسن وسيبني لقسمتي ونصيبي واللي ربنا كاتبهولي هشوفه.


تركته وذهبت من أمامه وظل هو ينظر لها حتى ابتعدت عن أنظاره فعاد لمحله ووقف ينتظر أخيه العائد بالأسماك من مكان تحميلها فتقابل وجها لوجه مع حماته التي ابتسمت وهي ممسكه بيد صغيرها وسلمت عليه:

-أزيك يا حسن؟


رد فورا:

الحمد لله يا حماتي، أنتي رايحه فين كده؟


أجابته بتعجل:

-رايحه أودي سامح الامتحان عشان لجنته في مدرسة تانيه غير مدرسته، أصل عمك نزل من بدري راح يقابل ابن اخته عشان الشقه اللي هيشتريها وأنا اللي اتدبست في مشوار المدرسة ده.


هز رأسه مبتسما:

-معلش، لو كان بيروح بدري عن كده كنت وديته أنا بس حسين على وصول بالبضاعه.


ربتت على كتفه:

-تعيش يا حبيبي.


سألها باكتراث:

-طيب بيخلص الساعه كام وأنا اروح اجيبه؟


أجابته وقد تحركت بالفعل حتى لا تتأخر:

-لأ متتعبش نفسك أنا هروح السوق وهستناه بعدها قدام المدرسة واجيبه معايا، اهو بالمره يشيل معايا الطلبات.


ذهبت من أمامه فتنفس عاليا وجلس بمحله ممسكا هاتفه ينظر للوقت وقبل أن يشعر بالملل لتأخر أخاه وجده يدلف الحارة وبدأ بتنزيل طاولات الأسماك وهو يتذمر بصوت عالي:

-السمك مولع انهاردة، البلطي بس زاد 5 جنيه ع الكيلو في الجمله، وباقي الأنواع على ده الحال وازيد، مش عارف بقى نبيعو بكام لما هو واقف علينا كده؟


رد عليه وقد بدأ بتفقد طاولات الأسماك:

-حط نفس هامش الربح بتاعنا، ما إحنا مش هنزود ع الزيادة، خلي الناس تعرف تاكل.


هز حسين رأسه وتابع عمله وعندما وجد أخاه يشعر بالتعب فجرحه حتى وإن طاب لا زال الوقت مبكراً ليجهد نفسه هكذا:

-اقعد ارتاح أنت يا حسن والصبيان هيقومو بالواجب.


وافقه وجلس يستريح فرفع رأسه ﻷعلى عندما استمع لصوتها:

-بسبس.


ابتسم رغما عنه وهاتفها فردت فورا:

-حبيبي.


مزح معها يشاكسها:

-رمه، بدل ما تبسبسيلي ما تتصلي بالموبايل ولا خايفه على رصيدك!


ردت بصوت حزين:

-أنا رمه؟ الله يسامحك، وأنا اللي بنادي عليك عشان لو مفطرتش أفطرك.


نظر لها ولا زال الهاتف على أذنه:

-ده بجد! هتفطريني وتدلعيني بعد الجواز كده؟


أومأت تؤكد لها:

-طبعا، مش جوزي وحبيبي كمان.


وقف وتحرك لداخل بنايتها فسألته بتفاجئ:

-انت طالع ولا ايه؟


أكد بهمهمة بسيطة فرفضت معترضة:

-ﻷ يا حسن أحسن أبويا ولا أمي يرجعو.


طرق الباب فردت عليه من خلفه:

-مش هفتح، أنا خايفه حد منهم يرجع و...


قاطعها مؤكدا:

-متخافيش، أمك لسه هتستنى سامح وأبوكي هيرجع على ميعاد الشغل فافتحي بدل ما نتقفش من الجيران مش من أمك وأبوكي.


فتحت فورا وسحبته بسرعة وأغلقت الباب وراؤه بتخوف فابتسم وحاصرها بين جسده والحائط خلف الباب وهمس بأذنها:

-وحشتيني أوي، من يوم كتب الكتاب لا عرفت ازورك ولا أقرب منك تاني.


عضت على شفتها السفلى فتنفس عالياً بعد أن أثارته حركتها:

-بحبك يا سهر.


تعلقت بعنقه تردد:

-بحبك يا حسن.


حملها وأجبر ساقيها على محاوطة خصره وتحرك للداخل حتى غرفة النوم فامتنعت بخوف:

-دي أوضه امي وابويا.


ألقى بها على الفراش واعتلاها:

-هتفرق يعني؟


هم بتقبيلها وهو يفتح أزرار كنزتها البيتيه فتنفست بعمق وإثارة حتى اندمجا قلبا وجسدا بعلاقة سطحية أرضتهما معا وارتمى بجوارها يتنفس بصعوبة فلملمت هي غطاء الفراش على جسدها تنظر لسقف الغرفة وتحاول استرجاع أنفاسها الهاربة فأغلقت عينيها ولم تفتحهما حتى قبل رأسها ممتنا وهمس وآثار النشوة لا تزال واضحة عليه:

-احنا لازم نتجوزو بسرعة عشان كانت هتفلت مني وكنت هكمل.


لمعت عينيها بفزع:

-انا سيبالك نفسي ومطمنه انك هتوفي بوعدك ليا و....


قاطعها محتدا:

-منا عند وعدي اهو، بس غصب عني وحاسس إن المره الجايه ممكن مقدرش امسك نفسي وعشان كده بقولك نتجوزو بسرعة.


اعتدلت ترمقه بنظرات سعيدة بعد أن تأكدت أنه نسي أو تناسى مشاعره الموئدة بداخله تجاه ملك:

-طيب الحل ايه وبابا...


قاطعها وهو يعتدل بجسده ويهم بارتداء ملابسه:

-مشكلة أبوكي في الفلوس مش كده؟


أومأت بخجل فتابع:

-خلاص خليه يبيع الشبكه ويجيب بيها كل اللي ناقصك ويبقى يعوضهالك بعدين.


رفضت ووقفت هي الأخرى ترتدي ملابسها:

-ازاي يعني؟


أجابها بفروغ صبر:

-يعني ايه ازاي؟ مش هو ناوي يكمل شرا حاجتك لما يخلص اللي عليه من جوازة سالي! خلاص يبيع الشبكه ويكمل حاجتك ولما يخلص اللي عليه يبقى يشتريلك شبكه بدالها.


ابتلعت ريقها بغصة:

-وافرض مقدرش ولا مرضاش ولا طنش.


زفر بأنفاس حارقة:

-أنا عارف من الأول إن ده اللي هيحصل، خلاص يا سهر أنا هتصرف ونتجوزو في أقرب وقت ممكن عشان خلاص مش قادر وخايف من نفسي أوي.


رمقته بنظرة حزينة وعلقت عليه:

-والله أنا شايفه إن بلاش استعجال ومنقربش من بعض تاني، هو ده الحل الوحيد لكن السربعه دي ممكن تخلي بابا يشك فينا.


رفع شفته العيا بشكل ممتعض من حديثها:

-سربعه! ويشك فينا! أنتي كمان بعد كل ده شايفه انها سربعه؟ بجد مش مصدق نفسي وعموما براحتك يا سهر، أنا نازل.


تحرك من أمامها ونزل الدرج بسرعة متوجها لمنزله وبالطبع لمحه أخيه الذي تضايق من فعلته التي استنتجها بعد مكوثه بمنزل خطيبته لمدة لا بأس بها وذهابه لمنزله وعودته بعد اغتسالة فانتظر الوقت المناسب لمفاتحته بالأمر ولم يكن سوى بعد أن انتهى وقت العمل ووقف العمال ينظفون المحل فجلس بجواره وهو يحصي النقود:

-حسن.


نظر له مبتسما:

-الأيراد انهارده عال العال، الحمد لله.


ابتسم له مؤكدا ولكنه تكلم بشكل جدي:

-أنت خلاص أخدت قرارك مش كده؟


سأله بحيرة:

-في ايه؟


أجابه موضحا:

-موضوع ملك وسهر، واضح إنك وسهر زي السمن ع العسل وقفلت موضوع ملك خالص مش كده؟


امتعض وجهه وهو يجيبه:

-معنديش حل تاني.


تجنب أن يرهق تفكيره وعقله الرافض الأعتراف بمرضه وتشتته وتكلم معه بمنطقية:

-أنت اختارت صح، سهر مراتك ومجرد تفكيرك في ملك ده خيانه لها وزي ما أنا وغيري حسينا بيك فأنا متأكد إن سهر حست هي كمان ومطنشه، والحل دلوقتي أنك تركز في شغلك وفي جوازك وبس.


هز رأسه مؤكدا:

-معاك حقك، انا محتاج أسرع الجواز شويه بس طبعا عم أنور بيتحجج بقلة الفلوس.


ربت على كتفه:

-متشيلش هم، انا هفك شهادات البنك وخدهم اتجوز بيهم و...


وقبل أن يكمل أعترض رافضا:

-ﻷ طبعا، الفلوس دي هي مستقبلك ومستحيل...


قاطعه حسين متمسكا برأيه:

-أنا بقولك اللي هعمله، هسحبلك الفلوس تتجوز بيها ويا سيدي ابقى عوضني لما آجي أتجوز، آمين!


ابتسم هازا رأسه وحتضنه:

-آمين.

الصفحة التالية