-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 10 - 1 الثلاثاء 24/9/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل العاشر

1


تم النشر يوم الثلاثاء

24/9/2024

قمة القسوة بحق ذاتك أن تعيش على إرضاء من حولك، ليعيشوا هم على كسر كل ما هو جميل فيك.


تشي چيفارا

❈-❈-❈

احتدمت نظراتها وغلت دمائها بعد تلك الصفعة التي فاجئتها واستمعت لصراخ زوجته العالى:

-ربنا يهدك، ضربه في ايدك.


ضغطت بقوة على أسنانها والغريب أنها لم تذرف دمعة واحدة من عينيها بالرغم من الألم الهائل الذي تشعر به وجنتها وطنين أذنها العالي ولا زالت والدة ورد تصيح به:

-حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مفتري.


تنفس هو عاليا ورمقها بنظرة حادة وظل رافعا سلاحه بوجهها يهددها:

-أنتي اللي جنيتي عليه.


التف ليخرج من المنزل فجاءه صوتها الغاضب يناديه:

-معلم رشوان.


دار بجسده وقد ارتفع صرير أسنانه المغتاظة واستمع لها:

-قبل ما تنزل في كلمتين عايزه أقولهوملك.


رفض جازا على أسنانه بغل:

-مفيش حاجه هتقوليها هترجعني عن اللي هعمله فيه.


ابتسمت بزواية فمها ابتسامة باهتة ومغتاظة:

-مش فارق معايا، اسمعني وبعدها أعمل اللي أنت عايزه.


اقترب منها ووقف قبالتها فتكلمت بعد أن خلعت خاتمه من بنصرها وخلعت معه ذلك السوار الذي ألبسه إياها منذ لحظات:

-انا برجع في اتفاقي معاك يا معلم، ومصير أخويا في ايد ربنا مش في ايدك يعني لو ربنا كاتبله يعيش ويتجوز ورد هيحصل لو عملت المستحيل عشان الكلام ده ميتمش.


شعر بنيران تحرقه وقد اعتقد أنها اتفقت بشكل أو بآخر مع غريمه على إنهاء ذلك الأمر ولكنها لم تتركه بحيرته وهي تضيف كلماتها بقوة وتحجر:

-انا لما وافقت على طلبك للجواز مكانش خوف منك وبس، كنت بفكر إن طالما هضحي يبقى ليه أخويا وورد ميستفادوش بالتضحية دي وهم بيحبو بعض، بس لو الجوازه دي هتهيني بالشكل ده فأنا مضحيه بأي حاجه ممكن تحصل.


حاول التحدث ولكنها استكملت حديثها اللاذع:

-ولو أنت مضايق من وقفتي مع حسن وأنت أصلا عارف اني بحبه وكنت قابل على نفسك إنك تتجوزني ومشاعري معاه مش معاك، فأعرف إن حسن مبيفكرش غير في سهر وكل تعامله معايا اني اخته وبس.


صمتت تتنفس بصعوبة وكتمت غصة بكائها وعادت تكمل:

-كل ما أحاول أقبل بحياتي وانبه عليك أنك تتعامل معايا من غير تهديد أو إني بنتك وبتربيها، ترجع تأكدلي إن الجوازه دي فعلا متنفش واني بضيع نفسي لما قبلت بالمساومه دي.


زفرت زفرة عميقة واقتربت منه ترفع وجهها تنظر لخاصته فرأت احمرار حدقتيه ونفور عروق رقبته ولكنها لم تهتم وتابعت:

-الاتفاق اللي بينا خلص على كده وهترجع تاني عمي رشوان أبو ورد صاحبتي وبس.


ابتعدت عنه وتوجهت للباب وهو لا زال يقف مذهولا بملامح باهتة من قوتها في الحديث معه ودار برأسه الكثير من التكهنات عن سبب ردها القوي واللاذع وثقتها بنفسها، فلم يجد رد مقنع سوى أنها اتفقت مع غريمه لتنفيذ تلك المسرحية حتى تتخلص من طوقه على رقبتها.


صرخ قبيل أن تخرج من الباب:

-اقفي عندك.


هرعت ورد تتمسك بذراعها وتتوسلها:

-هيموت يوسف يا ملك حرام عليكي، أنتي مش خايفه عليه؟


لم تعقب عليها ولكن وقوفها أتاح الفرصة له ليقترب منها ورمق ابنته بنظرة حادة فهمتها بضرورة مغادرتها من أمامه ففعلت والتفت أيضا ناحية زوجته المتجهمة وأمرها بالمغادرة وعندما حاولت الأعتراض صرخ عاليا:

-اسمعي الكلام أحسن ورحمة الغاليين ما هتباتي فيها انهارده.


اضطرت للمغادرة وملك لا تزال تقف أمام الباب فأغلقه وسحبها للداخل ونظر بعينيها وتمتم بصوت مسموع قاصدا إرسال رسالته لها:

-الثقه دي لو جايه من تخطيط جديد بينك وبينه فأناااا...


قاطعته هادرة:

-كفايه بقى، بقولك لا فكر ولا بيفكر ولا هيفكر في حد غير سهر، بيحبها ومش شايف غيرها.


بكت على الفور بكاءً هستيريا وهذت بكلماتها وكأنها تشتكي حالها لوالدها:

-مشافنيش ولا حس بيا، محبش غيرها، هي حب طفولته وأنا ولا حاجه.


مسحت عبراتها بظهر راحتيها وتحدثت بألم وحزن:

-طول عمري نفسي أحس بحنان الأب وطبعا ملقتوش وهو اللي كان حنين عليا وبيفكر فيا يمكن عشان كده حبيته.


رفعت وجهها تنظر له فرأى إحمرار أنفها ووجنتيها من بكائها:

-وأنت كنت حنين عليا، لما كنت معتبرني بنتك كنت حنين عليا وبتحبني وعمري ما خوفت منك ولا اتضايقت لو زعقتلي مره عشان كنت بحس انك مكان بابا.


زاد بكائها وشوشت عبراتها رؤيتها وهي تضيف:

-لما طلبت تتجوزني بالمساومه حاولت أعمل نفسي موافقه وكنت بحاول أشوفك حاجه غير أنك عمي رشوان اللي مربيني، بس أنت مش مديني فرصة واللي قدامك دي وعمر ما حد مد ايده عليها جيت أنت وضربتها ﻷول مره.


شعر بوخزة بقلبه من بكائها ونحنحتها وشكلها الطفولي ولم يمنع حاله من سحبها داخل حضنه بقوة مربتا عليها يحاول تهدأتها:

-حقك عليا، مش هتتكرر تاني.


ظلت داخل حضنه تبكي حتى تبلل جلبابه وهو أكثر من مرحب ولم يتوقف عن التربيت على ظهرها ومسح رأسها براحته الخشنه حتى هدأت وابتعد عنه فأنحنى ممسكا بذقنها وركز بصره بخاصتها وتكلم بهدوء مغايرا لحالته منذ قليل:

-مكانش قصدي أمد ايدي عليكي، غيرتي عمتني عن إني اسمعك الأول وأحاول أفهم منك.


استنشقت ماء أنفها وأطرقت رأسها فعاد يرفع وجهها بسبابته من أسفل ذقنها وهمس يرجوها:

-انا قولتلك اني مش هقدر ائذي يوسف عشان ده ابني اللي مخلفتوش، بس لو سبتيني فأنا هـ....


قاطعته تضع راحتها على فمه لتمنعه من الحديث وهي بداخلها تعلم أنه يمكن أن يفعل أكثر من مجرد قتل أخاها وربما بعد أن علم نقطة ضعفها يهددها به:

-أوعى تهددني بقى كفايه، هكرهك بجد لو عملت كده.


تنفس بصوت حاد وارتفع صدره علوا وهبوطا وكأنه ينتظر منها كلمه واحدة لتحييه:

-ماشي من غير تهديد يا ملك، أنا عايزك وهعملك كل حاجه نفسك فيها بس متفكريش أنك تقدري تسبيني.


لم تتفاجئ من تغيره ونبرته الرقيقة، فكم مرة حتى الآن تغير معها ليصبح رقيق وبلمح البصر يتحول لوحش كاسر تعلم جيداً امكانياته وقدرته على إذاء الآخرين:

-الاتفاق بينا هيتغير.


قضم داخل فمه ممتعضا واستمع لها تملي شروطها عليه:

-هنفضلو مخطوبين لحد ما أدخل الكليه عشان أنا عايزه أكمل تعليمي وفي نفس الوقت مش عايزه اتجوز وأنا شيفاك عمي، لازم نحاول نكسر الحاجز ده عشان اقدر اشوفك حاجه تانيه غير ابو ورد.


سألها مطبقا على أسنانه:

-نستو أد ايه يعني؟


أجابته دون تفكير:

-على الأقل أتم 20 سنه عشان محسش اني عيله و...


قاطعها ضاحكا بسخرية:

-على ما تبقى 20 هكون أنا بخلص ال57 يا ملك.


ردت بقوة لا تعلم تبعياتها:

-وأنا مالي، هتفرق ايه 50 من 55 من 60.


هز رأسه مرات متتالية وقد شعر أنها استطاعت أن تكتشف ضعفه تجاهها وربما تضغط عليه أن يفعل ما يكره كما حذره شريكه وحماه:

-نأجلو الجواز لما تبقي مستعده، لكن كتب الكتاب هيتعمل في ميعاده تاني يوم العيد.


سألته بقوة ووجوم:

-ولو رفضت؟


جعد حاجبيه رافعا شفته بامتعاض وعاد لقوته وجبروته:

-مش ههددك، بس هنفذ على طول وساعتها هتعرفي إني كنت بحاول عشانك مش اكتر.


توترت لدرجة أنه شعر برجفتها فعادت ثقته بنفسه وبتأثيره على من حوله ولم يهتم لرجفتها وهي تسأله بصوت متلبك:

-يعني ايه هتنفذ؟ هتعمل ايه وفي مين؟


رمقها بنظرة مطولة ورمش بهدوء ولم يرد على تساؤلها فدخل الذعر لقلبها من جديد وابتلعت ريقها تسأله:

-رد عليا، ناوي على ايه؟


أجابها وهو يسحب راحتها ليضع الخاتم والسوار من جديد:

-ناوي إن دول يفضلو هنا لحد ما أموت، وناوي اتجوزك مهما الكل حاول يمنعني عنك وناوي اقف قدام الكل وأولهم انتي يا ملك ومهما كان التمن، عايزه تسمعي مني حاجه تانيه؟

الصفحة التالية