رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 18 - 2 - الأربعاء 2/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن عشر
2
تم النشر بتاريخ الأربعاء
2/1/2024
وقف جاسر امام غرفتهم وهو يناديها بغيظ
_ افتحي لكسر الباب.
اجابت بعناد وهي تعيد ملابسها التي اخرجتها من الخزانة كي تضعها معه في الاسفل حتى يشفى وتحدثت بعناد
_ مش هفتح، وروح بقى دورلك على حجة جديدة بس وحياة أمي ما هصدقك.
تحدث برجاء وقد شعر بالألم في ذراعه المصابة وهو يحاول اخذ السلاح منها.
_ سارة شكلي هيبقى بايخ أوي وانا نازل قدمهم كدة
هزت كتفها ببساطة
_ تستاهل، زي ما طلعتني هبلة قدامهم.
تنهد بتعب
_ طيب افتحي بس نتفاهم
_ لأ يعني لأ.
زم فمه باستياء يحاول العثور على اي شئ يجعلها تفتح ذلك الباب اللعين
_ افتحي وهقولك ليه عملت كدة.
_ مش عايزة اعرف، بس لو مت قدامي بعد كدة مش هصدقك.
_ سارة ارجوكي افتحي وخلينا نتكلم وأنا أسف ياستي على كل كلمة قلتها واوعدك إني مش هزعلك تاني.
تنهدت بتعب وقد انتهت من وضع ملابسها في الخزانة ثم دلفت المرحاض لتتركه وتأخذ حمام دافئ وقد ارضى غرورها بكذبه كي يعيدها إليه لكن عليها أن تظل على ثباتها وألا تخضع تلك المرة لمشاعرها.
ترجل السلم أمامهم وقد ازداد ألم ذراعه فتقدمت منه وسيلة لتمتم بغيظ
_ تستاهل قلتلك قولها الحقيقة بس انت عاندت
غمغم بحنق
_ هو انا كدبت في ايه، ما انتم عارفين اني فعلاً عملت حادثة كل الحكاية إن قلتلها رجلي اتكسرت مع دراعي.
_ خلاص سيبها شوية لما تهدى وبعدين حاول معها تاني.
تركهم وعاد إلى الغرفة وهو يشعر بالحنق من عنادها
تذكر يوم أن جاءه مصطفى إلى المشفى عندما أخبره حازم بالحادث
فلاش باك
بعد خروجه شعر بالندم لتهديدها بابنتهم
بل تحامل عليها حقًا تلك المرة
هي لا ذنب لها في كل ذلك فلما يقسو عليها بتلك الحدة وأوصلها لتلك الحالة
ضرب مقود السيارة بقبضته وغمغم بضيق
_ غبي غبي.
ظن أنها ستظل معه ولن تتركه كسابقته مهما فعل ولهذا أخرج غضبه بها.
لا لن يتركها تذهب سيعود إليها ويطلب منها العفو والغفران
هي معشوقته ولن يكابر في الذهاب والاعتذار
هم بالاستدارة بسيارته لكنه لم ينتبه تلك السيارة الآتية من خلفه فيصتدم بها.
في المشفى طلب من حازم أن يهاتف مصطفى كي يقنعه بعدم الذهاب
وفور إن اخبره آتى مسرعًا وسأله بقلق
_ جاسر انت كويس؟ دراعك فيه حاجة
تألم جاسر عندما امسك مصطفى ذراعه فاعتذر منه
_ آسف معلش بس ايه اللي حصل؟
غمغم بألم
_ وانا راجع لكم عملت حادثة ودراعي اتكسر والعربية اتبهدلت.
_ ولا يهمك فداك الف عربية المهم إنك كويس
ربت مصطفى على ذراعه المصاب دون قصد فيتألم جاسر
_ ياعم بقولك دراعي مكسور.
_ آسف معلش، بس انت كنت راجع عندنا ليه؟ اوعى تقول راجع تكمل غباءك ده.
_ لا والله انا كنت جاي اعتذر منها وترجع معايا.
زم فمه بغيظ
_ وانت فاكر بعد الي قلتله هتوافق ترجعلك! انت بتحلم.
غمغم بضيق
_ انت السبب لو متدخلتش كان زمانا متصالحين.
_ قصدك يعني عشان قويت قلبها وحسستها إني معها ومش هسيبها؟
انكر جاسر بجدية
_ مصطفى انت عارف كويس معزت سارة عند كل اللي في البيت والكل بيكون في صفها حتى لو غلطانة وأولهم جدي
كل الحكاية إننا متعودين محدش يتدخل بينا وحضرتك اتدخلت وبهدلت الدنيا
_ وكنت عايزني اعمل ايه بعد الكلام اللي سمعته.
_ بس انا مغلطتش وكل اللي عملته كان غصب عني.
اومأ مصطفى بتفاهم.
_ منكرش إني احترامي ليك زاد أكتر بعد وقفتك معها وإنك قدرت تلم الموضوع وبلتمس لك عذر لإني راجل زيك وعارف إن موضوع زي ده بيبقى صعب أوي إننا نتقبله، بس انت كنت برضه قاسي معاها.
_ وانا لو مكنتش حبتها كان الموضوع هيبقى عادي بالنسبة لي، مجرد لميت الموضوع ووجودها هيكون زي عدمه، بس حبي لها مرحمنيش وكنت بتعذب به في كل وقت
كنت بندبح في كل مرة عينيه تيجي في عينيها والاقي مشاعري تاخدني ليها بس كرامتي كانت بترفض
كنت انا بتعذب وهي بتتعذب معايا لحد ما عرفت الحقيقة
والحقيقة اللي بجد إن سارة طيبة أوي وسهل يتلعب بيها، وعشان كدة بخاف عليها.
خبرتها في الحياة قليلة ومش بتعرف تتعامل مع الناس وعشان كدة كنت برفض خروجها لوحدها، مش أنانية أو تحكم زي ما انتم فاكرين.
أومأ له بتفاهم وأراد أن يشعره أكثر بمرارة الفقد وقال بثبوت
_ عارف كل ده بس انت كنت غبي المرة دي وحقيقي ضيعتها من إيدك.
فكر مصطفى في خطة حلم وقرر تنفيذها
_ طيب اسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه
قطب جبينه بعدم فهم وتابع مصطفى
_ دلوقت انت عملت حادثة وبلاش دراعك لوحده هيبقى دراعك ورجلك اللي في خطر وانت دلوقت في اوضة العمليات واحتمال يخلصوك منها
اتسعت عينيه بصدمة
_ انت بتقول ايه.
نهره مصطفى
_ اسمع وانت ساكت، وانا هروح البيت وكاني معرفش حاجة وخلي معتز يتصل عليها ويحكيلها على الحادثة وشوف بقا بنت منصور هتعمل معاك ايه.
رفض جاسر ذلك الاقتراح وتمتم برفض
_ لأ أنا حياتي معها واضحة من البداية ومش بحب الكدب، وبعدين انا مش محتاج اعمل مسلسل عشان اعرف هتقف جانبي ولا لأ
هز كتفيه باستسلام
_ خلاص انت حر بس سارة دلوقت مفيش حاجة هترجعها مهما عملت.
وبما انك خرجت منها زي القرد مش هيهمها وهتسافر معايا.
استطاع مصطفى حقًا التلاعب باعصابه فهو يعلم عنادها جيدًا ستذهب ولن تلتفت خلفها
_ وتفتكر ابويا هيوافق؟
_ لأ طبعًا احنا مش هنعرفه وهنسيب الموضوع يمشي عادي عشان متشكش في حاجة وبعدها انا هحكيله.
_ طيب وبالنسبة لاوضة العمليات؟
فكر مصطفى قليلًا حتى تذكر أمر ليلى
_ مش ليلى كانت دكتورة هنا، يبقى أكيد تعرف حد يساعدنا.
استسلم جاسر لتلك الخطة وبدأ في تنفيذها.
باك
غمغم جاسر بتوعد
_ ماشي مسيرك تقعي في ايدي يابنت منصور.
❈-❈-❈
ظل حبيسًا لغرفته مستسلم لذلك الندم الذي لا يرحمه
كان يشعر بتعب شديد ولم يجد احد بجواره كي يهون عليه
ماذا فعلت له الاموال الذي خسر الجميع لأجلها
لم تعطيه الحنان الذي يحتاجه ولا أعادت له العائلة التي تركته ولا للاهتمام الذي افتقده بعد ذهابهم.
خسر حقًا ولن يفلح الندم.
لن يظل هنا بل عليه الرحيل
عليه الابتعاد كي لا يتعبهم أكثر من ذلك.
قام بالاتصال على أحد رجاله وطلب منه أن يجد مشتري للمنزل وأغلق الهاتف.
……
ضحكت عالية صدرت من ليلى عندما أخبرتها سارة بما حدث مما زاد حنقها أكثر
_ بتضحكي؟ ماشي ياليلى.
حاولت ليلى التحكم في ضحكتها وقالت بتلطف
_ يعني بذمتك مش دي حاجة تضحك.
غمغمت بغيظ
_ استغفلني وانا زي العبيطة صدقته
_ معلش تعيشي وتاخدي غيرها المهم في الآخر جاي زاحف حنى بقا وسامحيه.
وضعت سارة طفلتها في فراشها وعادت لتجلس على الفراش وهي تقول بعناد
_ اسامحه ايه دا انا حالفة اطلعه على عينيه عشان يبقا يكررها تاني
_ ايه ياسارة قلبك بقا اسود كدة ليه؟ اهدي شوية هو يعني كان عمل كدة ليه، مش عشان بيحبك؟
نظرت إلى صورتهم الموضوعة على المنضدة وأجابت بابتسامة
_ عارفة أنه بيحبني بس دماغه قفل أوي
_ اومال انا كنت اعمل ايه وهو كان عملي عفريت في الرايحة والجاية جاسر يعتبر اتبدل لمية وتمانين درجة بالنسبة لجاسر القديم.
غمغمت بعناد
_ لا برضه مش بسهولة كدة، انا اصلًا بنيمه في اوضته وكويس إن لبسه هناك عشان ما يخدهاش حجه ويخبط كل شوية
تأثرت ليلى بأخيها وغمغمت بتعاطف
_ ايه ياسارة في ايه انتي قاسية عليه أوي وبعدين دراعه لسة مخفش المفروض مكنتيش سيبته إلا لما يخف.
غمغمت بعناد
_ اسكتي خليه يتعلم الأدب هو لسة شاف حاجة.
نظرت ليلى لهاتفها الذي يعلن عن اتصال آخر
_ ثواني يا سارة خليكي معايا هرد على أمجد
_ لأ اقفلي خالص وردي عليه وانا هنزل لماما يلا باي.
اغلقت سارة وأجابت ليلى رغم انها لا تود الرد لذهابه صباحًا دون أن يوقظها لكنه أعاد الاتصال مما جعلها ترد بحنق
_ ليك عين تكلمني بعـ…
قاطعها أمجد بروية
_ أهدي أهدي واسمعيني أنا قدام المستشفى انزلي.
اندهشت ليلى وسألته
_ ليه؟
_ بس انزلي
أخذت حقيبتها وخرجت من المشفى لتجده بالفعل منتظرها بسيارته أمامها
اشار لها
_ اركبي.
اطاعته وجلست بجواره لتسأله
_ هنروح فين؟
حرك مقود السيارة وانطلق بها وهو يقول بمكر
_ مفاجأة.
ظلت طوال الطريق تحاول معه لكنه يأبى القول
حتى وصل بها إلى مبنى كبير
اوقف سيارته وترجل منها ليفتح لها الباب
_ انزلي.
ترجلت بمساعدته وسألته بحيرة
_ متفهمني بس في أيه؟
أخذها من يدها وقال بهدوء
_ اصبري شوية وتعالي
دلفت معه تلك البناية وصعدت حتى وصلوا امام أحد الأبواب ثم قال بأمر
_ غمضي عينيك
اغمضت عينيها دون نقاش ودلفت معه ثم اغلق الباب خلفهم ثم طلب منها فتح عينيها
لم تصدق ليلى ما تراه وقد رآت أمامها عيادة كاملة وبكل فخامة
نظرت إليه بعدم استيعاب ليومأ لها بأنه حقيقية
لم تقول شئ بل اندفعت لتحتضنه بطل الحب الذي تحمله له
كان بقمة سعادته وهو يراها بكل تلك السعادة
ابعدها عنه قليلًا كي ينظر إلى عينيها وسالها بحب
_ عجبتك؟
_ أوي أوي.
قبل جانب ثغرها وتمتم بوله
_ انا مستعد اجبلك الدنيا كلها بين اديكي مادام هشوف في عينيكي الفرحة دي كلها.
تطلعت داخل عينيه التي ترى فيهما كل ذلك الحب وتمتمت بولع
_وجودك في حياتي هو السعادة بحد ذاتها لأن الدنيا كلها من غير متسواش أي حاجة.
ملس بأنامله على وجنتها وغمغم بعشق
_ بحبك
مال على ثغرها يقبله بحب وهي تبادله حبه لا تريد الابتعاد عنه، هو شمسها الذي أضاء دربها وجعلها تسقط في بحوره فيأخذها ويغوص داخله لتنعم بعشق لا مثيل له.
ابتعد عنها مرغمًا ليستند بجبينه على خاصتها وغمغم بخفوت
_ جننتيني.
ابتسمت بخجل فيجذبها من يدها ويدخل بها إحدى الغرف وهي غرفة الكشف.
_ دي ياستي اوضة الكشف
دلفت معه وهي منبهره من ذوقه الذي يدل على مدى رقيه
ولم يمهلها فرصة واخذها لغرفة أخرى وكانت خاصة بالمرضى
_ بما إني مريض قديم وحاسس بيهم عملت سراير تحسباً لأي ظرف
وأخذها لأخرى
_ وبما إنك حامل وممكن تتعبي عملتلك اوضة خاصة بيكي انتي عشان لو تعبتي وعايزة ترتاحي.
تطلعت إليه بكل ما تحمله من حب له وهي تحاول البحث عن كلمات تصف ما تشعر به من حب وامتنان له وتمتمت بعشق
_ مش لقيه كلمات توصف اللي جوايا بس انت حاسس به من غير ما اقوله.
غمز بعينيه وتحدث بمكر
_ عارف وحياتك وعشان كدة عملت حسابي
أشار لها بعينيه على الفراش فتوكزه في كتفه بغيظ
_ انت تفكير بيحدف شمال كدة على طول.
ضحك أمجد وصحح لها
_ يمين ياقلبي مش شمال ربنا يجعلنا ديمًا من اهل اليمين وبعدين انتي محسساني إني شقطك من الشارع ليه، أهدي كدة وبلاش عناد
هم بتقبيلها لولا صوت هاتفه الذي صدح معلنًا عن اتصال فارس فغمغم بضيق
_ هادم اللذات روح منك لله.
أعاد الهاتف إلى جيبه وقال بغيظ
_ اضحكي اضحكي يلا اوصلك المستشفى وبعدين اروحله
❈-❈-❈
وقف منصور امام النافذة ينظر إلى حديقة منزله ويتذكر ضحكات أطفاله وهم صغار
تذكرت اولى خطواتهم فيها والإسراع إليه عند عودته من العمل
مناسبتهم التي اقاموها داخلها
كل شجرة تدارى خلفها احد اطفاله منه وهو يشاركهم اللعب
العابهم التي تملئ المكان من حولهم كل شئ يذكره بهم
آلمه قلبه بحنين إلى تلك الذكريات التي اضاعها بجحوده
طرق الباب ودلف العامل ليقول بتهذيب
_ في مشتري جاي يعاين الفيلا…
يتبع..