رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 19 - 2 - الجمعة 5/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر بتاريخ الجمعة
5/1/2024
وعاد من جديد يشكو من وحدة قاتلة
لكن لم ترأف به تلك المرة، مر عليه أيام ولم يطرق بابه أحد، كأنها عدالة السماء لتنتقم لمن آذاهم وجرح قلوبهم
سقطت دمعة على خدها وهو يتذكر وقوف ابنه أمامه ويطلب منه ترك مقعده فيشعر بمدى قسوة فعلته على قلب والده
كيف حاله الآن؟
هل تعذب كما يتعذب هو الآن ؟
ام وجد معه من يخفف عنه هول صدمته والتخفيف عنه
جمال الذي وقف جواره وبجانب أولاده والذي عوده دائمًا على أن يكون سندًا له ما إن تهتز قدماه
أين هو الآن؟
يشعر بحاجته إليه، يشعر بأن الدنيا لا تسوى شئ أمام لحظة الضعف التي يعانيها الآن
والدته الذي حرم نفسه منها ومن حنانها كم يود الآن الارتماء في احضانها
وأبيه الذي يشتاق إليه ويشتاق لكلمة عفو تصدر منه فتعيد إلى قلبه الحياة
لكن كيف السبيل إليهم وقد قضى بفعلته على ما تبقى بداخلهم من رحمة تجاهه
أيقن حينها بأنه خسر حقًا تلك المرة
خسر كل شئ واصبح خال الوفاض
لا زوجة ولا أولاد ولا أهل.
عقاب رب العالمين هو الأشد والأقوى
فما عقوق الوالدين سوى عذاب في الدنيا والآخرة
شعر بحنين جارف يريد العودة إلى بلدته لكنه تلك المرة لن يغفروا ولن يسامحوا
سيظل قابعًا في وحدته يعاني ويقاسي لربما يكون للقدر رأي آخر.
جاء العامل ليخبره بوجود المشتري الذي أراد أن يعاين المكان أولاً
_ خليه يعاين المكان وانا جاي حالاً
ذهب الرجل وقام منصور بتبديل ملابسه والنزول له
كان يشعر بقهر شديد وهو يرى ذلك الرجل يتجول في منزله وهو الذي لم يسمح لأحد بالتعدي على ممتلكاته
لكنه تلك المرة هو من دعاه لذلك
كان الرجل يحدثه وهو في عالم آخر
عالم حكم على نفسه بالحرمان منه، فقد أضاع كل الفرص التي منحت له
وعندما ندم حقًا وأراد فرصة أخرى فيجد رصيده من الفرص خالي وقد نفذت كلها.
……
على طاولة العشاء
جلس على مقعده وعينيه تنظر إليها بتوعد بدلته هي ببرود أغضبه
فقد رفضت الجلوس بجواره وجلست أمامه بجوار عمها وكانت تزيد من غضبه أكثر
ولم تدري شيئًا عمّ ينتوي لها من عقاب
وبعد انتهاءهم
ظلت حرب النظرات قائمة بينهم حتى انتهوا أخيرًا ونهض كلٍ بدوره
دلفت المرحاض كي تغسل يديها وهي تتمتم بتوعد
_ هو انت لسة شوفت حاجة دا أنا هنتقم منك أشد انتقام، خلاص سارة الهبلة دي راحت وانتهت ودلوقت هطلعه على عينيك.
صوت غلق الباب جعلها تنتبه له وهو يدنه منها ويحاوطها بذراعيه من الخلف ويتمتم بجوار أذنها
_ طلعي زي ما انتي عايزة بس وانتي في حضني مش بعيد عني.
همسه والحميمية التي يتفوه بها جعل غضبها يتلاشى وخاصةً عندما تابع وهو يلثم عنقها
_ وحشتيني اوي اوي ياسارة، ليلتين بعيد عنك مدقتش طعم النوم وليلة كمان وهموت من بعدك
ادارها كي ينظر إليها ليجد الاستسلام احكم قبضته عليها واردف بوله
_ عقابك بالبعد قاسي أوي
أنهى كلمته الأخيرة بجانب ثغرها وهو يلثمه وانفاسه الساخنة لا ترأف بها ولا ترحمها
ازدردت لعابها بصعوبة وهي تحاول مجابهة مشاعرها التي تأخذها إليه لكن يده التي احتوتها بحب ضغطت عليها اكثر تقربها منه جعلها ترفع رايتها امام اقتحام شافهه ثغرها لتنعم بين يديه بمشاعر عشق لاحت في الأفق وتغلفهما بلحظات دسمة من العشق الذي لم يهدئ نيرانه بل تزداد انشعالًا يومًا بعد يوم
لم يتركها لتلتقف انفاسها خوفًا من بعد ثانية تفصل بينهم
وكان لطارق الباب رأىٌ آخر
إذ اخرجهم من تلك الفقاعة لينتفض كلاهما اثر صوت حازم
_ مين قفل الباب
اغمض جاسر عينيه يحاول تنظيم انفاسه وتحدث بحشرجة
_ انا خارج دلوقت.
اتسعت عين سارة بصدمة عندما قال حازم
_ لا زي ما انتم انا هشوف حمام تاني.
ازاحته بغضب من أمامها وهي تتمتم بغضب
_ أوعى كدة فصحتني
همت بالخروج لكن يده منعتها وهي تجذبها إليه وغمغم بخبث
_ ملكيش دعوة بيه وخلينا نكمل كلامنا، احنا كنا بنقول أيه؟
هم بالعودة إليها لكنها قاومته وخرجت من المرحاض وهي تقول بعناد
_ بعينك.
زم فمه باستياء وذهب خلفها لكنها كانت الأسرع إلى غرفتها وأغلقتها باحكام
وقف أمام الغرفة وهو يناديها
_ سارة افتحي
ردت بعناد
_ مش هفتح وأعلى ما فـ خيلك اركبه
زم فمه باستياء وغمغم بضيق
_ قلتلك افتحي بدل ما اكسره
اجابت باستفزاز
_ قلتلك لأ يعني لأ
امغم من بين أسنانه بتوعد
_ لاا يظهر إني دلعتك بزيادة وشكلك كدة هتشوفي وشي التاني.
_ لأ شوفته وانت بتهددني ببنتي
مسح على وجهه يحاول ضبط أعصابه وتحدث بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من غضب
_ طيب افتحي عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه.
اخرجت ملابس لها من الخزانة وتحدثت ببرود
_ بعدين بعدين، انا داخله أخد شاور وانزل اقعد مع جدي ويبقى نتكلم قدامه.
زم فمه بغضب وتوعد لها بأشد عقاب..
❈-❈-❈
ظلت تذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا تنتظر عودته كي تعرف سبب تلك المقابلة.
القلق لا يرحمها وتأخره حتى ذلك الوقت المتأخر خارج المنزل يزيد الشك بداخلها.
ظلت على وضعها حتى سمعت صوت سيارته بالأسفل
اسرعت بفتح النافذة والنظر منها لتجده يخرج منها بكل ذلك الهدوء الذي يثير اعصابها
خرجت من الغرفة ووقفت تنتظره اعلى الدرج تنتظر صعوده
وما إن صعد حتى أسرعت إليه تسأله
_ كان عايز ايه؟
دلف الغرفة دون أن يجيبها مما اشعل غيظها أكثر ودلفت خلفه لتعاود سؤالها
_ رد عليا كان عايز ايه؟
وضع مهران هاتفه على المنضدة ورد بفتور
_ هو مين؟
_ سليم
نطقها اسمه بتلك البساطة جعل الغيرة تشتعل بداخله وآتته رغبة ملحة في قطع لسانها الذي تفوه باسم رجل غيره لكنه تحدث بنفس فتوره وهو يفتح خزانته ويخرج منامته
_ ميخصكيش.
غمغمت بعناد
_ لأ يخصني، انت ناسي ان بنت عمي في …..
شهقت بوجل واخفت عينيها بيدها عندما وجدته يخلع جلبابه امامها مما جعله يبتسم بسخرية وهو يسمعها تقول
_ انت قليل الذوق إزاي تقلع كدة قدامي.
_ وانتي ايه مدخلك اوضتي في وقت زي ده؟
رفعت يدها لكنها مازالت تغمض عينيها
_ انا مش جاية اتساهر معاك انا جاية…
قاطعها صوت غلق باب المرحاض فيزداد حنقها أكثر من ذلك الرجل الذي يفتقر إلى الذوق
فقررت الانتظار حتى يخرج وتكمل حديثها معه
عليها أن تطمئن على مرح حتى لو وصلت للذهاب إليها.
وقع نظرها على صورة والدته لكن لدهشتها لم تجد الصورة الأخرى التي كان يضعها بجوارها.
نظرت إلى الصورة جيدًا وأخذتها تلك الملامح الهادئة والتي لا تنتمي مطلقًا لملامح ابنها الحادة
الحزن الذي ظهر واضحًا في عينيها يحكي عن ظلم وقسوة عاشتها تلك المرأة في ذلك القصر.
فهل ستواجه نفس المصير
_ إنتي لسة هنا؟
التفتت لصوته لتجده خارجًا من المرحاض عاري الصدر ويرتدي بنطالًا قطنيًا جعلها تشعر بالريبة منه فقالت بحدة
_ ممكن تلبس حاجة خلينا نعرف نتكلم؟
توجه إلى الفراش ليجلس عليه ويأخذ المنوم
_ هو اللبس ماله ومال الكلام، وبعدين انا راجع تعبان وعايز انام
لم تستطيع الالتفات إليه فتحدثت وهي مازالت توليه ظهرها
_ لازم أعرف سبب زيار…..
قاطعها صوت ارتطام حاد لكوب الماء وصوته الهادر يهدد
_ انطقي اسمه مرة تانية وهيكون أخر كلمة تنطقيها
لا تعرف متى أو كيف وجدت نفسها قبالته وعينيه الحاد تنظر لها بغضب لم ترى مثله من قبل
لم تشعر بالخوف بل شعرت بمدى قوة ذلك الرجل الذي اقتحم حياتها
غيرته التي ظهرت واضحه في تهديده، وعينيه التي تشبه فوهة بركان على وشك الانفجار ويده التي قبضت على ذراعها بعنف شديد لم يجعلها تجفل تلك المرة
بل شعرت بأنها ولأول مرة تثير الاهتمام في نفس شخص وخاصة مثل مهران
نعم قسوة لكنها ليست ناقمة كما كانت من اهلها، بل قسوة نابعة من قلب متملك ويحكم قبضته بحرص على ما يمتلكه
غضب جعلها تشعر بقيمتها في حياته مهما اظهر عكس ذلك
أما هو فقد كان ينظر إليها وشئ بداخله يجبره على معاقبتها بطريقة أخرى.
عينيه التي ولأول مرة يرى فيهما تلك اللمعة الغريبة وكأنها تطالبه بالمزيد
جالت عينيه بملامحها التي تحاكي عينيه وصغرها الذي انفجر قليلًا جعله يشعر بقوة تدفق الدماء في أوردته
رغبة ملحة أتته تطالبه بأن يتحسس تلك الشفاه كي ينعم بملمسها لكنه أحكم تلك الرغبة وغمغم بثبات زائف
_ اخرجي واقفلي باب اوضتك وراكي ياإما مش هكون مسؤول عن اللي ممكن يحصل
رمشت باهدابها لينتفض من بينهما سربًا من الفراشات فيلتهب قلبه بفعلتها فتزداد تلك الرغبة داخله بألحاح وحينما همت بالابتعاد منعتها قبضته التي لم تطاوعه على تركها فتطلب منه بعينيها أن يتركها وكم كان ذلك صعبًا عليه، لأول مرة يشعر بقوتك حاجته إلى أمرأة ولا يعرف ماذا فعلت به حتى يكون بذلك الاحتياج لها، فيخرج صوته بصعوبة
_ أهربي
وبصعوبة أشد خفف قبضته عنها وتركها ترحل رغم تلك الرغبة العارمة بأبقاءها وأختبار تلك المشاعر معها لكن لا لن يعاد الظلم مرة أخرى
أما هي فأسرعت بالذهاب إلى غرفتها واغلقت الباب خلفها بأحكام ليس خوفًا منه فقط بل وأيضاً خوفًا من مشاعرها التي بدأت بالتحرر أخيرًا تجاه هذا الرجل
عليها أن تظل على ثباتها وإلا ستواجه مصير مجهول لن يرأف بها..
❈-❈-❈
في غرفة ماجد
تسللت شمس دون أن يشعر بها أحد حتى وصلت إلى غرفة ماجد والذي كان جالساً على كرسيه بجوار النافذة
شعر بدخول أحد ما وأخبره قلبه بأنها هي لينبض بعنف وكأنه يطالبه بالرضوخ له وألا يجابه كعادته
_ ماجد.
أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء لهفته عليها فيزدرد جفاف حلقه ثم يجيب بخشونة دون النظر إليها
_ نعم
لن تيأس وتظل خلفه حتى يرضخ لقلبهما فتقدمت منه لتجلس قبالته وتتمتم بوله
_ ماجد انت هتفضل تصدني كدة لحد أمتى، انا خلاص مبقتش قادرة اتحمل.
ابتعد بكرسيه عنها كي لا ينظر إليها ويضعف اكثر
_ وانا مش طالب منك تتحملي، كل اللي طالبه منك إنك تبعدي مش اكتر
ملت من ذلك العنيد لكنها لن تيأس بل عليها مواجهته بعشقهم فدنت منه لتنظر داخل عينيه وتجبره على النظر إليها وتحدثت بحدة خافته
_ متهربش بعنيك، اتكلم وانت بتبص في عينيه وقولي اخرجي من حياتي وانا اوعدك اني هخرج فورًا.
اهتزت نظراته وتهرب منها لعلمه بانه لن يستطيع فعلها وهو ينظر على شموسه التي تنير دربه
عاد يزدرد جفاف حلقه ثم غمغم برعشه وهو يبعد عينيه عنها
_ أنا…
قاطعته بإصرار
_ وانت بتبص في عينيه
رفع بصره إليها لتجد فيهما انكسار لم تراه من قبل فينبض قلبها بغصة ارهقتها وتمتمت بعتاب
_ ليه ياماجد عايز تبعدني عنك في اكتر وقت محتاجني فيه، لو كنت فاكر انك بتعمل كدة لمصلحتى فانت كدة بتحكم عليا بالشقاء، انا حياتي كلها بين اديك لو غبت عني أموت.
تمنى في تلك اللحظة أن تكون حلاله كي يمد انامله ويمحو تلك الدمعه التي سقطت على وجنتها وعند تلك اللحظة انتهى ثباته واستسلم لنبضات القلوب التي تشتاقوا إلى بعضهم البعض
فغمغم بألم
_ هتتعذبي معايا.
_ العذاب الأقوى هيكون في بعدك.
_ مش هقدر احقق اي حلم حلمتيه معايا.
_ أكبر وأهم حلم إني أكون معاك.
_خايف تندمي
_ لو وافقتك هعيش عمري كله اتعذب بالندم.
_ انتي بتعملي ايه عندك؟
يتبع..