-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 21 - 1 - الإثنين 8/1/2024

  

   قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر بتاريخ الإثنين

8/1/2024




انتفض جسدها اثر ذلك السـ ـلاح الذي وضع على رأسها وتلك اليد التي تكمم فمها تضغط بشدة جعلها ترتعد بخوف.

_ هرفع ايدي دلوقت وإن سمعت صوتك هفرغ المسدس في دماغك

هزت راسها بالايجاب لتشهق بقوة عندما تركها 

وقالت من بين انفاسها 

_ انت مين؟ وعايز ايه؟

رفع الغطاء عن وجهه ورفع الهوية إليها متحدثًا بقوة

_ أنا المقدم مدحت الرواي الظابط الجديد اللي ماسك ملف جوزك 

ازدردت لعابها بصعوبة بالغة وسألته بريبة

_ ملف ايه؟

تقدم منها ليقول بجدية 

_ شوفي مفيش وقت أن اشرحلك بس جوزك مشترك في شحنة سلاح جاية البلد قريب، هتساعدني وتعرفي ميعاد التسليم انا كمان هساعدك واخلصك منه انتي وبنت عمك اللي عملين تدورا على خطط خايبة، مش هتساعدني هتبقي بتتستري على مجرم وهتروحي معاه في الرجلينl

فكري كويس في اللي قلته وهجيلك تاني تكوني جمعتي المعلومات اللي محتاجها 

دنى منها اكثر ليتابع بتحذير

_ أي غلطة منك هتكلفك عمرك جوزك مش ملاك

 ده واحد قا.تل بنت عمه يعني سهل أوي يخلص من واحدة أهلها ما صدقوا خلصوا منها.

انتفضت عندما سمعت طرق الباب مما جعل ذلك الضابط يرفع سلاحه في وجهها وتمتم بلهجة حادة

_ افتحي الباب واتكلمي عادي عشان ميشكش في حاجة أي غدر منك انتي عارفة ممكن اعمل ايه

هزت راسها بخوف واغمضت عينيها تحاول الثبات ثم دنت من الباب لتفتحه فوجدت مهران واقفًا ينظر إليها بنظره خالية من الجمود الذي كان يخصها به لكنه اندهش عندما لاحظ ارباكها وسألها 

_ في حاجة؟

انقبض قلبها خوفًا وهي تنظر إلى الضابط الذي اسرع بالاختباء خلف الباب وتمتمت برهبة

_ ها.. لا مفيش حاجة انا بس مبسوطة إني شوفت مرح واطمنت عليها 

ضيق عينيه بشك وتحدث بحيرة

_ واللي يطمنك يخليكي مرتبكة كدة؟

اهتزت نظراته وازدردت لعابها بصعوبة بالغة ثم تمتمت بوجل

_ لأ انا بس صعبانة عليا إنها اتجوزت من انسان زي خليل ومعاملته القاسية معاها

نظر داخل عينيها التي تبعدها عنه وسألها

_ بس كدة؟

تحلت بالقوة ونظرت داخل عينيه كي لا يشك بشئ 

وأكدت بثبات 

_ امم.

_ تمام.


تنهدت براحة عندما تركها وذهب إلى غرفته لتجد ذلك الضابط يقول بلهجة حازمة

_ كدة تمام انا همشي دلوقت واسيبك تفكري براحتك 

تسلل من النافذة كما جاء منها فترتعد هي بخوف

إن علم مهران فلن يرحمها 

ويبد ان ذلك الضابط أيضًا لن يتركها 


❈-❈-❈


عادت مرح معه وقد اشرح الأمل صدرها للخلاص من تلك الحياة 

فقريبًا ستلوذ بالفرار وتهرب من هذا السجن الذي حبست بداخله 

مرت على غرفة اخيها كي تطمئن عليه لكنها صدمت عندما وجدت سليم قابعًا بجوار أخيها 

وعندما رآها نهض قائلاً

_ كان مضايق إنك مشيتي فضلت جانبه لحد ما نام

نظرت إليه بامتنان فهو رغم غدره بها إلا إنه مازال يساعدها بكل ما أمكن هم بالخروج لكن صوتها أوقفه

_ متشكرة.

التفت إليها ليسألها بنظراته فأجابت بامتنان 

_ على كل حاجة ومنهم إنك ساعدتني أوصل لمهرة، كنت قلقانه عليها أوي.

ابتسم بمرارة وغمغم بروية

_ دي الحاجة الوحيدة اللي اقدر اعملها والأفضل متطلبيش مني حاجة تاني.


انهى حديثه وخرج من الغرفة، يعلم.جيدًا بأنه أخطأ القول لكن عليه أن يبعدها عنه قدر المستطاع

لم يعد يستطيع التحمل 

مشاعره لا ترحمه وقلبه الذي يرأف بها 

فكلما وقع نظره عليها فقد اي تعقل وعليه ان يبتعد في اقرب وقت، لكن إلى أين؟

فعمه لن يسمح بابتعاده وخاصةً بعد ما حدث لماجد 

شعر بالدنيا تضيق عليه حد الاختناق فلم يعد يستطيع التنفس جيدًا 

اخذ سيارته وذهب إلى الشاطئ ربما يجد ذلك الراعي الذي يكون حديثه بلسمًا لجروحه 

انتصف الليل وظل مكانه ينتظره لكن لا فائدة 

ذهب إلى كوخه القريب من المكان وأخذ يطرقه

لكن لا من مجيب 

_ بتخبط على مين ياابني؟

التفت سليم لذلك الصوت الذي يحدثه فإذا برجل طاعن في السن يتسند على عصاه 

_ أنا بخبط على الراعي اللي هنا 

عقد الرجل حاجباه بدهشة وسأله

_ راعي مين؟ البيت ده مهجور من سنين لدرجة ان الناس بتخاف تقرب منه.

اندهش سليم اكثر وتحدث بجدية

_ إزاي انا بشوفه على طول خارج وداخل منه 

_ هو مين ياابني؟

_ راعي وديمًا بيعزف على ناي

ظهر الخوف على وجه الرجل وتمتمت بخفوت

_ بسم الله الرحمن الرحيم ياابني الراعي ده اتقتل من سنين طويلة 

عقد حاجبيه مندهشًا ونظر إلى المكان الذي يجلسوا عليه دائمًا وقال

_ بس انا لسة شايفه من يومين هنا في المكان ده

اشار له ناحية المكان فإزداد خوف الرجل لكنه سيطر عليه كي لا يخيفه  وتحدث بوجل 

_ يلا ياابني معايا المكان ده خطر بلاش تكون لوحدك فيه.

لم يفهم شئ لكنه سار معه حتى ابتعدوا عن المكان فسأله الرجل

_ انت بتيجي هنا من زمان؟

اجاب سليم بحيرة

_ ايوة من سنة تقريبًا

_ ومين الراعي اللي بتسأل عليه ده؟

وصل سليم لسيارته ووقف لديها ليجيب الرجل

_ مش عارف بس انا كنت باجي اقعد على النيل في المكان ده وهو كان بييجي يعزف جانبي 

هز الرجل رأسه وتحدث بجدية 

_ طيب ياريت تمشي ومتحاولش تيجي المكان ده تاني.

تعجب من حديثه وسأله

_ ليه؟

لم يشاء أن يخوفه لكن عليه أي يخبره كي لا يأتي ثانية

_ ياابني الراعي اللي بتتكلم عنه ده اتقتل من تلاتين سنة.

لم يستوعب سليم معنى حديثه

_ انت اكيد بتتكلم عن واحد تاني.

_ المكان والبيت والوصف بتاعك بيقول انه الراعي.

والمكان ده اصلًا محدش بيهوب ناحيته ومن وقت اللي حصل.

ازداد اندهاشه وتذكر حضور الرجل واختفاءه المفاجئ 

لكنه اراد أن يعلم ما حدث مع ذلك الرجل 

_ هو ايه اللي حصل بالظبط

_ دي حكاية طويلة وحصلت من تلاتين سنة كان بيحب واحدة اهلنا ناس واصلين وهي كمان حبته ولما اهلها عرفوا أصروا انهم يجوزوها فقررت انها تهرب معاه 

بس لحقوهم قبل ما يهربوا وضربوا عليه نار وقتلوه ورموه في النيل وهي أخدوها وجوزها لابن عمها وسفروها لمصر، من وقتها الناس بتخاف تقرب من المكان ده 

اندهش سليم واستقل سيارته وانطلق بها وقد لامس الخوف قلبه لا ينكر بأن حديث الرجل أخافه لكن أيضًا تأثر بقصته.


❈-❈-❈


ظل قابعًا في غرفته لا يفارقها والحزن اثقله حقًا

لم يعد يبالي بشئ بعد أن استوعب فضاحة فعلته عندما سقي من نفس الكأس 

خسارة وضياع ووحدة قاتله اجثموا على صدره ولم يعد لديه طاقة للمجابهة 

فاقت الأمور الحد ولم يعد يستطيع الاستمرار في الحياة بذلك الوهن

فتح درج المنضدة بجواره وأخرج منها تلك الصورة التي مازال يحتفظ بها.

صورة تجمعهم جميعًا بسعادة عامرة لكن استطاع هو بكل جشاعة أن يطفي تلك الابتسامة بل ويدمرها 

تساقطت دموعه وعينيه تجوب ملامح والدته التي شعر بحنين جارف للارتماء في احضانها والنهل من حنانها الذي افتقده حقًا منذ رحيله.

أبيه الذي لم يرى منه سوى الجحود أراد أن يطلب منه العفو وأن يعتذر عن كل ما أصابه بسببه

لكن يعلم جيدًا بأن تلك المرة خسر حقًا وليس كسابقتها.

انتهى كل شئ ولن يستطيع البقاء، عليه الرحيل في أقرب وقت كي يعيد بناء ما فقده من انسانية 

ويعود بعدها شخص آخر.

وحينها سيعتذر وسيطلب الصفح والغفران بكل وسيلة حتى تحن القلوب 

طرق الباب ونهض لفتحه فيجد العامل أمامه 

_ السمسار جاه تحت ومعاه المشتري 

اومأ له منصور 

_ تمام انا نازل حالًا 

ابدل منصور ملابسه وفتح احد الأدراج أخرج منها جواز السفر وحمل حقائبه وخرج من الغرفة..

الصفحة التالية