رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل الأخير - 1 - الثلاثاء 23/1/2024
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الأخير
1
تم النشر يوم الثلاثاء
23/1/2024
ضمت رجلها في وهن ثم وضعت رأسها أعلاها، واتخذت من إحدى الزوايا مكان لها، لم تعبأ كثير برطوبة المكان لم تكن تشعر بها،ورغم ضوء النهار الإ أنها كانت تشعر أنها تسقط في عتمة رهيبة، بل تنزلق في العدم بكل سرعة، ارتعاشة ج _سد ها بسبب البرودة ولكن بسبب شعورها بجرم ما فعلت، لقد انتبهت الآن فقط أنها قد كتبت بيدها النهاية لذاتها، لحظة الندم سياط تضرب الجسد والعقل بلا رحمة ولا شفقة، ليت الندم يعيد شيء من الصواب لنا، ليت الندم يعطي لك فرصة ثانية، ولكنه الندم النار التي تشعل ذاتياً في الوقت الأخير، بل بعد انقضاء الوقت والمهلة المحددة لك حتى تفيق من سؤء أفعالك،ليت ولكنها الامنيات الهالكة الامنيات التي تأتي قبل أن تكتب كلمة النهاية، لا رفق بعد اليوم ولا نظرات تعاطف أو شفقة وحدها كانت نظرات أمجد من تعطي إلى حياتها القاتمة قبس من نور ولقد حُرمت منها إلى الأبد، صوت ما قد استمعت له،
_شيري
أنها تعرف هذا الصوت جيداً أنه صوت الضحية، لماذا تلاحق الضحية قا_تلها بعد الفعل؟ لماذا لا تريد أن تنتهى الأمور عند هذا الحد؟ لماذا يصر فريد على العودة إلى الحياة ويخترق تلك الرقعة التي اختارتها إلى ذاتها؟ هو أيضاً يخترق جوارحها يريد أن لا يمنح روحها تلك اللحظات التي تشعر فيها بالقليل القليل من السلام أو العودة إلى الذات، أنها لحظات التأمل على فداحة الفعل التي يؤلمك بها ضميرك فتشعر أنك هناك لا تزال على قيد الحياة، ربما مع مرور الوقت بأقرار الذنب وإقرار فداحة الخطأ تنعم ذاتها بهذا الأمر، فريد يعود من عالم الأموات ل يفعل هذا الأمر،
_شيري
استمعت إلى النداء عليها مرة ثانية استمعت له في صوت خافت مثل إشارة لها أو تعريف ل شخصها ولكنها لم ترفع رأسها بل دست ذاتها أكثر وأكثر وهي تشعر بأن ثمة خطر في طريقة نطق اسمها
والغريب أن هناك لحظات صمت سادت بعدها، مما دفع شعور القلق أن يزيد داخلها ويثور ك بركان فدفنت رأسها بين قدميها مثل نعامة تريد أن تخبيء ذاتها عن الجمع ولكنها لا تفلح، جذب يد خشنة قوية جرت جسدها كامل على الأرض جعلها ترفع رأسها إلى من يقوم بالفعل وتنظر لها ثمة جسد ثقيل يقف أمامها تستطيع أن ترى فوق الجسد أما الرأس لا، أنتبهت إلى أن الأمر لم يتوقف هنا لقد كانت شيري تجر إلى شخص ما آخر كانت تدفع هناك مثل
ذبيحة استمعت إلى صوت خشن أجش يقول في صوت ساخر:
_اي يا بت مش سامعة وأنا بندهه عليك ولا انت طرشة؟؟
حاولت أن ترفع رأسها إلى أعلى ولكن الثقل الذي وقع على رأسها جعلها غير قادرة على التنفس فقدم المرأة قد وضعت على رأس شيري
ومن الجانب الآخر جاء صوت المرأة التي قامت بجرها:
_شكلها طرشة يا معلمة سماسم
أجابت المرأة وهي تضحك وتمرغ قدمها على وجه شيري:
_طرشة!؟ طيب اديها قرصة كدا يا زينات على ما أولع سيجارة
قامت زينات بركل شيري في الجانب الأيمن بكل قوة بالقدم عدة ركلات في حين قالت سماسم وهي تنفث سيجارتها في نشوة وسرور:
_تصدقي عندك حق شكلها طرشة دا مالهاش صوت
حاولت شيري أن تنطق ولكن قدم زينات كانت فوق فمها مباشرة في حين استطاعت شيري في صعوبة أن تفلت منها همهمات مكتومة من شد وقع الألم التي تشعر به مما دفع سماسم أن تقول في لهجة ساخرة:
_اي دا دي شكلها بتسأسأ في الكلام لسه بتتعلم
كانت شيري على وشك الغياب عن الوعي وقد بلغت من الألم ما جعلها تتمنى أن تذهب في غيبوبة كاملة حتى ترتاح من هذا العذاب، أما سماسم فلقد نظرت لها في عمق قبل أن ترفع قدمها من فم شيرى وقالت في صوت به لهجة آمرة:
_شوية ميه يا بت منك ليها
في خلال ثانية واحدة أحضرت امرأة ذات جسد نحيف زجاجة ماء ثم قامت والانحناء على شيري وقالت وهي ترش الماء على وجهها:
_قومي يا بنتي اسم الله عليك وردي عليها
نظرت لها شيري في اعياء تام في حين جذبت زينات يد المرأة النحيفة وقالت في صوت آمر:
_ابعدي يا تحية من هنا ولا ترقدي جنبها
حاولت تحية أن تتكلم ولكن زينات عاجلتها بعدد من الضربات في وجهها افقدتها الوعي
وقالت وهي تجذب شيري من شعرها:
_اي يا بت عايزة من اول دقيقة تعمل لنفسك هنا حزب
صرخت شيري وهي تحاول أن تخلص ذاتها من يد زينات:
_عايزة مني اي؟
أمسكت سماسم بيدها وقالت في صوت ساخر:
_طلع لك لسان أهو كنت عاملة نفسك خرسا ليه؟
هزت شيري جسدها تحاول أن تفلت من المرأتين ولكنها لم تستطع فصرخت وهي تبكي:
_كفاية كفاية حرام
عاجلتها زينات بعدد من الضربات على الرأس وهي تقول في صوت آمر:
_اكتمي يا بت أنا هنا صاحبة القول، اكتمي ولا اكتم نفسك بايدي
شعرت شيري بالدنيا تلف بها وظلال سوداء تظهر أمام عينيها وقبل أن تغيب عن الوعي أسقطت
سماسم كمية من الماء على رأسها وقالت وهي تبصق في وجهها:
_ فوقي يا بنت الكلب
انتفض جسد شيري في قوى وسرت في جسدها صدمة حادة جراء الماء البارد جعلها ترى في وضوح وجوه كل من المرأتين فقالت في صوت منخفض يكاد لا يسمع:
_عملت اي؟ سيبوني في حالي
جذبت زينات وجه شيري ونظرت في وجهها وقالت:
_يا بت انت مبتفهميش بقول أنا بس اللي أقول هنا، من اولها مش عايزة تنفذي أوامري دا انت متربتيش وأنا اللي هربيك
ثم قامت بالقفز على جسدها وجلست أعلاه ونظرت في وجه شيري وقالت:
_أنا المعلمة زينات يا بت مسئولة التأديب هنا
ثم انهالت صفعاً على وجه شيري في قوة وعنف في حين اوثقت سماسم حركة القدم جيداً
في غلظة وقسوة، رفعت زينات دماغ شيري عدد من المرات إلى أعلى ثم صدمته بالأرض عدة مرات قبل أن تنهض واقفة وهي تنظر إلى سماسم قائلة:
_خلاص كدا
نظرت سماسم إلى شيري جيداً ثم وضعت اذنها على قلبها وانفها وقالت:
_لسه اخر نفس
هتفت زينات في لهجة آمرة:
_ارفعيها هنا ع المصطبة دي للصبح
اطاعت سماسم الأمر في حين نظرت زينات إلى تحية وقالت:
_هتفوق امتا دي؟
هزت سماسم رأسها بلا مبالاة وتابعت:
_ساعتين كدا
صرخت شيري في لهجة مكتومة بآهة ضعيفة فلقد بلغ بها الألم ما لا طاقة ل روحها على تحمله وأصبح التعبير عن الألم يحتاج إلى طاقة آخرى طاقة تحمل الحياة
تلك الطاقة التي استنزفت كلياً في معركة لم يعط لها فرصة ولو ضئيلة أن تفر منها، وانزلقت دموع من عينيها، وهي تيقن أنها النهاية ولقد كانت ممتنة إلى الموت أن اتي سريعاً ولكن ظلت امنيه واحدة فقط لم تدركها
كانت تتمنى في تلك اللحظة أن تكون والدتها في جوارها ولكن كل ما شاهدته هناك كان وجه فريد ينظر لها نظرة باردة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة