-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 1 - 2 - الجمعة 9/2/2024


قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الأول

2

تم النشر الجمعة

9/2/2024




صعدت "غالية"إلي أعلي سطح منزلهم ،متجه بنشاط وحيوية تجاه ،البُرج الصغير الكامن في نهايه سطحهـم ،البرج الخاص بتربيه الحَمـام الخاص بها ،تقدمت منه بسعاده وإشـراق ،فـهي عاشقه لتربيه الطيور وخاصه الحَـمام ،بينمـا تحمل بين يديها سله صغيره تحتوي علي الطعام الخاص بالحـَمام .وضعت سله الطعام بجانبها ،بينمـا تقدمت من البُرج تقوم بفتحه ،وإبتـسامة جميله تُزين ثغرها .


إنتـهت من إطعام الحَـمام ،شاعرة بسعاده كبيره تجـتحاها ،فـهي دوماً ما أن تري حَمَامَـها ،تتغير حالتها المزاجية إلي الأفضل، أخذت حمَامـة صغيرة قد ولدت منذ عدة أيام قليله ،تـظر إليـها بسعادة،تُربت أعلي ظهرها بحنان .


وقعت الطرحه التي كانت أعلي رأسها،ليـظهـر شعرها الأسود الفحمي،الذي يعكس بياض بشرتها ،قامت بإرجـاع خصله متمردة قد طارت علي وجهها ،بينمـا عاودت الحَمـامه الصغيرة إلي عُشها بجانب والدتها،ناهضـة قاصده الهبوط إلي الأسفل بعد أن تمت مهمـتها وأطعمـت الحَمـام ،فـهي سوف تذهب إلي السوق اليوم لجلب بعض مستلزمات المنزل من فاكهة وخضروات.


حملت السلة بين يديها ،بينما تُحكم وشاحها أعلي رأسها،إلتـفتت بينما مازالت تعدل من الوشاح أعلي رأسها ،لكـنها شهـقت بفـزع ،بينما سقطت السلة من بين يديها ،عندما وجدت أن هناك راجل يقف أمام الغرفه الكامنه في أول السطح ،ينظر إليها ،أول ما طاف بخاطـرها أنه لص قد جاء ليسرق.


صرخت بخوف بينما هو مازال ينظر ناحيتها :


_ ألحـقونـي ،حرامـي ،حرامـي .


بينما ركض "عُمر " مُسرعًـا ناحيتها سُرعان ما أفاق من تأمله علي صوت صراختـها العالية،واضعًـا كلتًـا يديه أعلي ثغرها ،يمـنعها من الصُراخ ،خوف من أن يسمعها أحد


مُتحـدثًا بخوف :


_ إهـديٰ إهـديٰ ،هتفضـحينا، حرامي أي بس ده منظر حرامي بذمتك!؟


أخذت تحاول أن تتـملص من بين يديه،بينا تزمجـر بضيق ،نتيجة وضع يديه أعلي ثغرها،نظر "عُمر" حوله يطمئن بأن لم يصعد أحد علي صوت صُـراخها ،ناظرًا ناحيتها مره أخري قائلاً بتحـذيـر:


_ هشـيل إيـدي بس إوعــي تصوتـي، أنا هشـيل إيـدي أهو ....


رفع يديه من أعلي ثغرها ،بينما هي فور أن رفع يديه أخذت تصرخ مره إخـري ،لـكنه سارع بوضع يديه مره أخري،مُتحدثًـا بإمتـعاض:


_ إنـتِ طلعتـيلي منين بس !؟هو يوم باين من أولـه ....هشـيل إيـدي بس إوعــي تصوتـي تاني الناس هتتلـم علينا .


هزت رأسها بنعم ،تنـظر إليه برعب ،ههو مازال مجهول الهوية،لا تعلم من هو ،فهي صعدت إلي سطح المنزل كا عادتها اليومية ،لكن وجدت شخص غريب أعلي سطحهـم، رفع يديه من أعلي ثغرها مره أخري،بينما رجعت هي خطوة إلي الوراء مُتحدثه بهلـع :


_ أنـتَ مين،وبتـعمل إي هنا !؟


رفع يديه يعبث بمؤخرة رأسه بخجـل ،بينما ينـظر إلي"غالية" الماثله أمامه تعقد ساعديهـا أسفل صدرها ،بينما تنـظر له بشراسه قائلاً ببسـاطة :


_ أنا عُمـر! 


رفعت حاجبيها مُجيبة إياه بسخريه:


_ والمفروض إنـي أعرف كده يعني، عُمر مين وطالـع علي سطـحنا بتعمل أي!؟


_ الحاج حلمي هو إلا جابني هنا .....


نظرت له بشك ،فـ لماذا يأتــي به والدها إلي هنا ،وهو لا يظهر عليه أنه إحـدي عمال والدها ،فيبدو من مظهره أنه من طبقه عاليه ،بدايه من ملابسه المُنمقة بعنايـة ،وهيئته بأكـملها ،وايـضًا ماذا يفعل علي السطح.


_بابا هو إلا جابـك!؟، أنـت بتشتغل مع بابا !!بس لا أنا أول مرة أشوفـك هنا .


_ هو يبقي بـاباكِ ، أنا لسه متعـين جديد ....


ضحكت "غالية" بشده ،بينما ظهرت أسنانها البيضاء المصقولة ،عنـدما سمعت حديثه،قائله من بين ضحكاتـها بسخرية:


_ بـاباكِ أمممـم لا فعلاً بأيـن أنك جديد،ويتريٰ بقي أنـتَ إي إلا حدفـك علينا ...!؟


عقد الآخر حاجبيـه بإستـغراب من طريقه حديثها الغريبة ، قائلاً بإستـغراب:


_ هو حضرتك بتتـكلمي كده لي؟ وبعدين يعني إي حدفـك ....


عاودت الضحك مره أخري قائله:


_ شكـلك خام خالص، أنـتَ مش من هنا صح ....!!


_ هنا الا هو فين ده مش فاهم !؟ .



_ قصـدي في الحارة، أصل شكلك ميـديش خالص أنك من السيده زينب ،باين عليك أنك أبن ذوات 


لايفـهم ثُلث حديثها ،فكـلماتها غريبه جدا بالنسبة له ،لأول مره يسمع كلماتها تلك ،مُجيبًـا إياها بطريقه مُهذبة :


_ أنا مش فاهم نص كلام حضرتك، بس الا فهمته إنك بتسأليـني أنا ساكن فين صح !؟ أنا فعلاً مش ساكن هنا أنا كنت ساكن فـي التجمع ....


ذاد إندهـاشها ،فهي قد سمعت من إحدى صديقاتها أن تلك الأماكن لا يسكن فيها إلا الأغنياء،واصحاب الملايين:


_ ساكن في التجمع !؟أُمال أي الا جابك هنا ...


أبتـسم إبتـسامة صغيره ،بينما ظهرت غمزاته التي تتوسط وجنتـيه ، نظرت ناحيته بتأمـل ،تتأمـل عينيه الخضراء التي تُشبه جمال الطبيعه،والتي تتمـيز ببريق خاص:


_ النصيب بقي .


_ يعني أنـتَ جاي من التجمع علشان تعيش هنا وتشتـغل مع بابا علشان نصيب، علي العموم شاكـلي مش هطـلع منك بحاجه ،هبقي أسأل بابا....لحسن تكون حرامي...


زفـر "عُمر" بغضب ،فـ نعتها له بـ السارق أشعل الغضب داخله ،قائلاً بحـدة :


_ بعد أذن حضرتك أنا مش حرامي، أنا بشتغل مع الحاج حلمي وهو الا جابـني أسكن في الاوضه دي علشان معنديش مكان أسكن فيه حالياً.....


_ خلاص خلاص متتـحمقش أوي كده، عرفت أنك عُمر ومش حرامي، حقك عليا!؟


ثم إنحـت تلقط السلة التي سقطت منها ،متحدثة بإبتسامـة قبل أن تهمُ بالرحيل:


_ أنا غالية بنت الحاج حلمي، وإلا هناك ده برج الحَمـام بتاعـي ...


أنهت جملتها وهي تُشير ناحيه البرج الخاص بها ،إبتسم لها هو بإحتـرام قائلاً:


_ تشرفت يا أنـسة غالية .......


❈-❈-❈


وضعت "غالية" الاكياس البلاستيكيه المُمتلئه بمستلزمات المنزل من :خضار، وفاكهة أمام باب المنزل، بعد أن عادت من السوق،ثم أخـذت تفتح الباب ،كـي تدلـف الي الداخل كادت تنصهر من شده الحرارة في السوق ،حبات العرق مُتناثرة علي جبهتها من شدة الحر ،وأخيرًا دلفـت إلي الداخل،نَزعت حذائها الرياضي علي عتيبة المنزل من الداخل ،شاعرة بأن قدميها تنبض من شدة الألم بهم ،نتيجة سيرها الكثير في السوق.


_ أنتِ جيتي يا غاليه؟! حمد الله على السلامه يا حبيبتي .


نطقت بها والدتها السيدة "سُعاد "التي خرجت لتوها من المطبخ ،تبتسم لها بطيبة متقدمه منها بينما تحمل بين يديها ملعقه كبيره خاصه بالطبخ .


_أتفضلي يا ست ماما المانجا أَهي، رِجلي ورمـت وأنا بَلف في السوق عليها .


صدحت ضحكات والدتها مُتقدمة من الأكياس البلاستيكية الموضوعه بجانب "غالية" التي ظلت واقفه مكانها تـفرك أسفل قدميها :


_معلش أستحملـي، يلا أدخلـي غيري هدومـك وتعالي ساعديني أبـوكِ زمانه طالع ومعاه ضيف .


ضـيقت "غالية" عينيها قائله بفـضول عجزت عن إخافـئه،فـ نادراً ما يأتي والدها بأحد إلي المنزل :


_ضيف !! ضيف مين ده!؟.


تحدثت والدتها بينما تقوم بنقل الاكياس الي المطبخ:


_ ده واحد أشـتغل عند أبـوكِ جديد ،واد طيب كده وباين عليه أبن ناس ،ما هو ده الا أبـوكِ قالك عليه إمبارح أنه سكن جديد في الاوضه الا فوق السطوح.


إرتـسمت إبتسامة صغيره أعلي ثغرها رغمـًا عنها ،فور أن تذكرت ذالك الشاب ذو العيون الخضراء التي تُشبه جمال الطبيعه الخلابة ،التي تقابلت معه صباح اليوم،وظنت أنه لـص ،رغم أنه لا يوجد لصوص في النهار من أساسه من الغبي الذي سيتقـدم ويسرق في النهار ،وخاصه عمارة الحاج "حلمي"لكن أول ما جال بـرأسها فور أن رأت رجلاً غريبًـا يمكث فوق منزلهم،هو أنه لص جاء ليسرق شئ.


_ أي روحتي فين !؟


أفـاقت من شرودهـا علي جملة والدتها ،حـمحمت قائله بفضـول :


_فعلاً يا ماما باين عليه أبن ناس، بس أي الا جابه هنا !؟.


رفعت والدتها حاجبيها بإستـغراب،قائله بنصف عين :


_و أنتِ شوفتيـه فين ،علشان تعرفي أنه أبن ناس؟! 


أدركـت "غالية "الورطـة التي وضعت نفسها بها مع والدتها ،فـ والدتها لن تصمت اليوم الا وعلمت منها كل شئ.


تحدثـت بتعلثُـم محاوله معالجه الموقف :


_عادي شوفته علي السطح النهاردة الصبح وأنا بأكـل الحمام .


_أممم السطح ...طيب يا حبيبتي خفي شوايه من طلوع السطح ده ،من هنا ورايـح أنا الا هـبقي أطلع ،في راجل غريب بقي ساكن فوق دلوقتي ،و أنا عرفاكـي لما بتـشوفـي الحمام بتتهـبلي ومش بتدري بنفسك .


ذمـت شفتيها بضيق ،فـ الحَمام هو الشئ الوحيد الذي يهون عليها ،فـ هي تعشق وبشده الطيور وخاصه الحَمام ،حيث أصـرت علي والدها أن يقوم ببناء برج صغير فوق سطح المنزل لكـي تُربـي به حمامًـا ،ونظـرًا لأن والدها يُدللها وبشدة وافق رغم رفض والدتها،قائله بأنهـم لا يحتاجون إليهم ،وفي اليوم التالي جلب إحدى العمال كي يبنون لها برج صغير لتربـية الحمام ،رغم أنهم ليسوا بحاجة إليه كثيرًا حتي يقومون بصنع برج وتربـيه الحمام به ،من ثم أشتري لها الحَمام الذي فور أن جاء والداها به ،ظلت ماكثه فوق السطوح اليوم بأكمله فرحًـا بهم .


_كله الا الحَمـام يا ماما .... أنـتِ أكثر واحده عارفه أني بحبه قد أي....وبعدين لو علي الساكن ده الا مش عارفه طلع لنا منين ومن امتـا باب أصلاً بيسكـن حد فوق السطوح،فـ انا هبـقي أطـلع لما ينزل الشغل ،مش بتقولي بيشتغل عند بابا .


هزت والدتها رأسها بيـأس من إبنتـها ،متوجه إلي المطبخ،تاركة إياها بمكانها تبتسم بسعاده لا تعلم مصدرها،بالتاكيد ليس بسبب الحَمام ،بل بأنها سوف تري الشاب ذو العيون الخضراء،التي سلبت قلبها منذ أن وقعت عينيها عليها.

الصفحة التالية