رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 2 - 1 - الجمعة 9/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثاني
1
تم النشر الجمعة
9/2/2024
جلست "سيرين"فـي صالة المنزل الكبيرة ،تنتـظر قدوم شقيقتها "سلوي" بعد أن قامت بمُهاتفتها منذ ما يزيد عن نصف ساعة،مُخبرة إياها أن ولدتهم قد عَـلمت بترك "عُمر"للمنزل ،وطلبت رؤيتها فوراً.
أنـتفضت من جلستها بعدما كانت جالسة شاردة ،علي صوت رنين الجرذ الذي صدح فـي أرجاء المنزل ،عَلمـت فوراً أن الطارق ما هي إلا شقيقتها الكبري ،كادت الخادمه تتقدم لفتح الباب ،لكن أوقفتها "سيرين" قائله:
_ إستـني أنـتِ يا وفاء ،أنا إلا هفتـح ......روحِّـي إنـتِ كملي شغلك !
تقدمت تفتح هي الباب، دلفـت "سلوي"التي فور أن دلفـت تحدثه بلهفـة وقلق، بينما كانت تُمسك بإبنـتها الصغيرة"ليان " :
_ ماما عاملة أي يا سِـيري .....
أجابتـها بحزن وهدوء:
_ مش مِبطلـة عـياط من أول ما رجعت،وفضلت قافلة
عليها أوضة عُمر بعد ما أتخانـقت هي وبابا، أنا خايفه عليها أوي !؟
تحدث "سلوي " بحزن وتوتر قائله وهي تهم بالصعود لوالدتها:
_ هي أتخـانقت مع بابا كمان ؟! طيب خلي بالك من ليان وأنا هطلـع أشوفـها ، يارب بس متكون متعصبه منِّـي أنا كمان علشان مقـولتهاش!
❈-❈-❈
طرقـت "سلوي "عِدة طَرقات خفيفة أعلي باب غرفه أخاها بعد أن عَـلمت من "سيرين "أن والدتهم تمكث بغرفة عمر ،لم تـجد رد ،ظنت أن والدتها تركت الغرفة وعادت إلي غرفتها ،لكنها سمعت صوت شهقـات والدتها تأتي من الداخل.
فتحت الباب بهدوء،ثم دلفـت ،أنفـطر قلبها سُرعان ما رأت وجه والدتها الذي أصبح لونه أحمر بشده من كثره البكاء ،وكذالك عينيها ،تقدمت منها قائله بتعلثـم :
_ ماما ، إحممـم،حمد الله علي سلامتك......
نظرت لها ولدتها بحزن ،توترت "سلوي"فاركـة يديها بـحرج من والدتها ،فـهي تعلم أنها مُخطئة وبشدة ،كان يجب عليها أن تُخبرها فور أن علمت أن شقيقها ترك المنزل وغادر ولا يعلمون إلي أين ذهب .
أقتـربت من حيث تجلس "نادية"أعلي سرير إبنهـا ، جاثيـة علي ركبتيها أمامها،قائلة بنـدم:
_ حقك عليٰ يا ماما .....أنا عارفة أن أنا غلطت كان لازم أتكلم مع حضرتك أول ما عُمر ساب البيت ،بس والله خُفت عليـكِ ،وكمان بابا نبه علينا أن محدش يجيب لك سيره الا لما ترجعي وتعرفـي بنفسك .
نظرت ناحيتها بنظرات حزينه مضطربة،ثم تحدثت بصوت مبحوح أثر البكاء:
_ أبـوكِ ده هو السبب فـي كل الا حصل ،كل شوايه يقعد يكسر بخاطـره ويحسسـه أن قليل في نظر نفسه، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا يوسف ،مش مسمحـاه أبدا إبنـي ساب البيت بسببه أنا عارفه،أكيد أتخانـق معاه وسمعه كلامه الا زي السم .
إنفطـر قلبها علي هيئه والدتها ،إنهـمرت الدموع من عينها هي الأخرى تبكي علي بكاء والدتها ،مسحت دموعها ،متحدثة في محاولة منها في التخفيف عنها :
_ علشان خاطري يا ماما متعـمليش فـي نفسك كده ....هو بس تلاقيه زعل من كلام بابا وبيريـح أعصابه شوايه ،و أن شاء الله هيرجـع، عُمر مش عيل صغير.
ذاد نحيباهـا ،تبكي بقهر ،فهي تعلم مدي قسوة زوجها علي إبنهـا ونعتـهُ الدائم له بأنه فاشل ولا يجدي نفعًـا ،وأنهُ يعتمد عليه فكل شئ ولا يقدر علي الإعتماد علي نفسه ،رغم أن "عُمر" عكس ذلك تمامًـا ،فهو طموح ،يعمل بِجـد دون كلل أو ملل،ساعد والده كثيرًا فـي الوصول إلي ما هو عليه الآن،لكنه أناني يرفض الإعتراف بفضل أبنـهُ عليه وأنه هو من ساهم في بناء شركاته وتوسيعها بعدما كانت شركه صغيره ،ودائـمًا ما أن يجد فرصه فـي التقليل منه يفعل دون ضمير ،أو حتي يراعي أنه إبنه الوحيد .
_ أنـتِ بتضحـكِ عليٰ ولا علي نفسك يا سلوي ،أخوكِ سايـب البيت من أسبوع ، أنا متأكـدة أن أبـوكِ قال له حاجه زعلتـه أنا عارفه إبـني عُمر حساس ،وكل مره كان بيتخانـق مع يوسف كان بيبقي عايز يسـيب البيت ،و أنا الا بقف له وأتحـايل عليه علشان ميـمشيش وهو كان بيسمع كلامي علشان ميـزعلنيش..
ثم أكمـلت قائله :
_ طيب أنتوا مدورتـوش عليه ليه،طيب أبـوكِ عارفينـه جاحد ،إنما أنـتِ متدوريـش علي أخــوكِ يا سلوي ،طيب علي الاقل كنتِ كلميني قوليلي .
اجابتها "سلوي" بحزن قائله وهي تشعر بالذنب أنها لم تقل لها :
_ حقك عليا والله كنت خايفه عليكِ ،وبعدين والله أنا مسكـتش ،دورت عليه أنا وحسام عند كل قريبنـا أو الناس إلا توقعـنا أن يروح لهم ،وعند كل صحابه الا نعـرفهم حتيٰ الا من أيام الجامعة ،والله مَسكـتْ ولحـد دلوقتي حسام مش ساكت بيدو عليه فكل حته ،وبيحـاول يوصل له بأي طريقه .
_طيب آخر مرة شوفيه أمتـا ،أو أتخانـق مع أبـوكِ إمتـا !؟
حاولت "سلوي" أن تتذكر متي آخر مره رأته بها،فكرت قليلاً ،ثم تحدثت قائله بتـذكر :
_ أيوا آخر مره شوفته كان يوم فرح أمل بعدها مشفتـوش ،علشان روحَّـت بيتي بعد الفرح ،وأتفجانـا الصبح أن سيرين بتكـلمني،وبتعيط وبتقولي أن عُمر ساب البيت .
ضربت "نادية" فوق قدميها بغضب،متحدثة بضعف ،وقلبها يُلمها بشدة ،فقد علمت لماذا ترك المنزل ،الرؤية قد وضحت امامها:
_منها لله أمل هي كمان ....هي السبب ،مكان واقف أنه يتنـيل يتجـوزها وهو يبقي يشيل شيلـته لوحده ،لا مبيحـبش يشوف أبنـه متهنـي أبدًا ،قعد يطلع بحجـج فارغة ،وتاني يوم يجيب لها عريس ويجـوزها بالعافيه بعد ما بـَخ سِمُه فـي دماغ عمك ....أنا مش عارفة هو بيعمل فـي إبنه كده لي ،مش عارفة .....
ربـتت "سلوي "أعلي كتفيها قائله بحنيـة :
_ علشان خاطري يا ماما هَدي نفسك ....أنـتِ عندك السكر مينـفعش إلا أنـتِ عمـلاه فـي نفسك ده ،أنا هنزل أعمل لك حاجه تأكليه ،سيرين قالت لي أنك من ساعه ما رجعـتي مأكلـيش حاجه،وده غلط عليكِ ،وأن شاء الله احنا مش ساكتين وهنلاقـيه باذن الله.
أجابتـها بوهـن وتعب ،بينما كانت تتجه إلى النوم علي الفراش:
_مليش نفس يا سلوي ،أكل إزاي و أنا مش عارفه إبـني فين ولا بيأكـل إي ولا بينـام فين .....أقفلـي النور أنا هريـح شوايه ،وروحِّـي إنـتِ لجـوزك ،أنا جبتك علي غفله كده شكله جوزك رجع .
_لا مش همـشي أنا هكلـم حسام أقول له أنك رجعـتي وأن أنا هبات معاك النهارده.
تحدثت "نادية "بنفاذ صبر:
_ متتـعبنيش معـاكِ يا سلوي أرجعـي لجـوزك أبنـك قرب يرجع من المدرسه ،وبـلاش منـاهدة،إسمعـي الكلام ،ولو حصل حاجه أختك موجودة إهـي .
أومـأت لها بطاعة لا تُرد الجدال معاها ،وتجعلها تتعب أكثر ،أطفأت الأنوار،وتقدمت إلي الأسفل ، من ثم حملت حقيبتها وأخذت إبنتها الصغيرة وهمت بالمغادرة، بعد أن أوصـت "سيرين"علي أن تُطعم والدتها فور أن تستيقظ.