رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 3 - 2 - الجمعة 9/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثالث
2
تم النشر الجمعة
9/2/2024
انتهت "نادية" من الوضوء، كي تستعد للصلاة، بعد أن شعرت فجأة بقبضة حادة في قلبها، وشعرت بالخوف علي "عُمر"، بعد أن أحست أنه أصابه مكروه، شعرت بالألم الشديد علي أبنها، هي متيقنة أنه قد أصابه مكروه، هي تشعر به أنه قطعة من قلبها، أتت بسجادة الصلاة ثم فرشتها في رُكن كانت قد خصصتهُ للصلاة، ثم شرعت في الصلاة، تدعو الله بقلب خاشع أن يكون أبنها بخير ولم يُصيبه أي شئ، بعد عدة دقائق انتهت من الصلاة، ثم جلست مكانها علي سجادة الصلاة تدعو الله كثيرًا أن يُطمئن قلبها عليه، ويعود إليها سالمًا وبخير.....
أقتـربت "سيرين " من الغرفة التي ظلت "نادية" حبيستها خلال الأسبوع الماضي،رافضـة الخروج أو التحدث إلى أحد وخاصة زوجها ،طرقت الباب عدة طرقات خفيفه ،لكن والدتها لم تفتح ،عَلمـت أنها تظُنهـا والدها، إقتربت من الباب بهدوء تطرق عليه مرة آخري لعلها في المرحاض ولم تسمعها :
_ أنا سيرين يا ماما أفتحـي!
مرت ثواني ،ونهضت "نادية " ثم لملمت سجادة الصلاة، وأتجهت إلي الباب كي تفتحه بعد أن علمت هويه الطارق ،فتحت لها الباب ثم توجهت إلى المكان التي كانت تجلس به قبل أن تُصلي ،أعلي سريرها ،وبجانبها عدة ملابس لـ "عُمر" متناثرة أعلي الفراش، توترت "سيرين"قليلاً قبل أن تتقدم منها قائله بصوت منخفض:
_ ماما سليم وطنـط تحت مع بابا، عايزين يحددو ميعاد الفرح و.....
لم تُكمل جُملتها حيث نهضت والدتها بسرعه مُقتربة منها بغضب صارخة بها بعيون تشع غضب :
_ قولـتي يحـددو أي !؟ فرح !فرح مين؟!
ذاد توترها بشدة ، أخذت تفرك يديها وعينيها تنظر في كل الاتجاهات عدا والدتها،لم تجد ما تقوله فقالت بتبرير:
_ يا ماما اسمعـيني ،هُما جوم أول إمـبارح بس حضرتك كُنتـي تعبانه ،وجوم النهاردة وبابا طلب أنك تنـزلي علشان تتكلمي معاهم .....
_ عايزة تتجـوزي ،وتعملي فرح وأخـوكـي مش موجود يا سيرين، أي معندكيش قلب للدرجه دي اخوكي مش فارق معاكي، ده عُمر أكتـر حد بيحبك ومش بيرفـض لك طلب فـي البيت ده .
_ يا ماما والله العظيم ما أقصد ،ولا عايزه اعمل فرح ولا أتـجوز من غير عُمر ،إنـزلي أتكلمي مع طنط وفهميها أننا ماينفعش نعمل أي حاجة غير لما أخويـا يرجع .....
تنـهدت بحزن وخيبة أمل:
_ أبوكـي قال لهم أي؟!إنطـقي.
تعلثمت فـي الحديث تحاول تجمعه الكلمات:
_ أصل !أصل بابا حدد المعاد أخر الشهر ده، بس أنا والله مش موافقة، أنا مقدرش أعمل أي حاجة وعُمر غايب.
رمت جُملتها كـ القُنبلة فـي وجه "نادية"التي نهضت مُسرعة إلي الأسفل وشياطين العالم تُلاحقها ،تتمني لو بإمكانها خنق زوجها وتتخلص منه ،أنه سبب كل ما حدث ...
وجدت "يوسُف " يجلس مع خطيب ابنتها ووالدته السيدة " سهام "ارتفعت صوت ضحكاتهم حتي وصلت إلي مسامع "سيرين "التي كانت تهبط الدرج تلحق بوالدتها قبل أن تفعل شئ ،ما أن سمعت " نادية " صوت ضحكاتهم ،ذاد غضبها من زوجها ،لقد طفح الكيل ،دلفت عليهم ووجهها لا يُبشر بخير نهائيًا ،وقفت مُتربعة الأيدي ،تنظر لهم بكرهه ،بينما سكتوا جميعهم عن الحديث عندها راؤها هكذا ،بينما وقف " يوسُف "من مكانه ينظر بحرج إلي والدة " سليم " قائلا بحرج يحاول تصليح الموقف ،ولا يدري بأنه بما سيقول سيذيد الطين بله:
_ تعالي يا نادية واقفة عندك ليه ،تعالي يا أم العروسة، فرح سيري اتحدد خلاص ....
بصرامة تحدثت:
_ مفيش أفراح هتتعمل وأخوها الكبير مش موجود .
وقف كُلاً من " سليم "ووالدته ينظرون إلي بعضهم البعض بحرج ،بينما وقفت " سيرين "بجانب والدتها ،تنظر إلي خطيبها بترجي تتعذر منه علي ما سوف يحدث بعد قليل من خلال نظراتها ،حمحمت " سهام" قائلة بإبتـسامة صغيرة :
_ ليه بس يا نادية عايزين نفرح بالولاد ،وبعدين لو علي عُمر الفرح لسه باقي عليه شهر يكون هو خلص شغله ورجع من السفر !
ضيقت عينيها بغضب مكتوم، تنظر إلي زوجها الواقف يعبث بشعره بتوتر بنظرات حارقة ،من يراها يظن أنها أسد يستعد للهجوم علي فريسته متحدثة بسخرية :
_ هو كمان مفهمكم أن عُمر مسافر!؟ بس عمر مش مسافر ....
_نادية
نطق بها " يوسُف "من اسفل أسنانه، لكنها لم تعتري له ،وعاودت النظر إلي حماة ابنتها :
_ عُمر ساب البيت ومش عارفين هو راح فين....
شهقت "سهام " بصدمة كبيرة لا تُصدق ما تقوله " نادية " كيف يترك المنزل ولا يعرفون عنه شيء؟ ولماذا كذب " يوسف "عليهم قائلاً أنه قد سافر في عمل مهم ،تنهدت بقلة حيله، ثم أخذت حقيبة يديها ،وتستعد للانسحاب بهدوء :
_ أنا أسفة يا نادية صدقيني مكنتش أعرف، ربنا يطمنكم عليه وأن شاء الله هيرجع ،وإحنا هنستنا لما عمر يرجع بالسلامة ونبقي نتكلم في موعد الفرح ،نستأذن أحنا.
همست "سيرين "الي خطيبها قبل أن يرحل :
_ أنا آسفة يا سليم
بعد أن خرج " سليم " ووالدته صرخ " يوسُف " في زوجته بعصبية كبيرة:
_أنتِ اتجننتي يا ناديه أي إلا أنتِ هببتيه ده !؟
بكل هدوء وعقلنيه ردت عليه :
_ أنا مقولتش غير الحقيقة ،ولا هتنكر أن عُمر سايب البيت فعلآ، وتكذب الكذبة وتسدقها ..
لم تترك له المجال للرد عليها ،حيث انسحبت بهدوء، وكأن شيء لم يحدث ،تاركة إياه يشتعل غضبا خلفها.... لم تدري "سيرين" ماذا تفعل، فهرولت خلف والداتها تلحق بها
❈-❈-❈
مرت أكثر من ثلاثة ساعات، وهو بالداخل، لم يخرج أحد من الأطباء حتي الآن، الجميع جالسون علي حالهم منذ أن جاءو لم يتحرك أحد، ثلاثة ساعات مرت عليها كثلاثة سنوات، نهضت من مكانها بضعف ووهن، وبخطوات بطيئة مُتائلمة تقدمت إلي حيث يجلس والدها، وجلست بجانبها، لم تقوي علي النظر بعينيه، فجلست مُطأطأة الرأس تنظر إلي الأرض بخذي، بينما نظر لها هو بنظرات تحمل بين طياتها الكثير من العتاب، وكأنه يقول"لم أكن أتوقع منك هذا "، إنهمرت دموعها تنظر اليه بضعف،لا تُريد شيءفي تلك الحظة إلا أن ترتمي بأحضانه،يُطمئنها أن كل شيء سيصُبح بخير، وكأنه فهم نظراتها، ففتح لها ذراعيه بأشارة واضحة أن ترتمي بأحضانه، إرتمت في أحضانه تبكي للمرة التي لا تعلم عددها اليوم، حُضنه يُطمئنها بشدة...........
أنفتحت الغُرفة الخاصة بالعمليات وخرج الطبيب مهرولاً وخلفه الممرضات، هب الجميع واقفًا مُتقدمين من الطبيب، تحدث الحاج حلمي بقلق حقيقي:
_طمني يا دكتور بالله عليك....
أطرق الطبيب رأسه في أسف، من ثم هتف بعلمية:
_للأسف الحالة خطيرة الضربة كانت جامدة، وكمان نزف دم كتير جداً، أحنا هنحتاج نعمل له نقل دم، وأدعولوا أن الأربعة وعشرين ساعة الجايين يعدو علي خير.....