رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 6 - 2 - الإثنين 19/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل السادس
2
تم النشر الإثنين
19/2/2024
. "بعد مرور يومين".
أجتمع الحاج" حلمي" بـ "عُمر" للمرة الثانية، بعد أن أخذ موافقة أبنتهِ، لكن تلك المرة أجتمعوا في المحل بطلب منه أن يكونان في مكان بعيدًا عن المنزل كي يتحدث معه علي راحتهِ أكثر ويقول ما يُريد، بدأ الحاج "حلمي" الحديث قائلاً:
_أنا زي ما قولت لك قبل كده الشقة اللي أنتَ قاعد فيها دي، أنا كنت ناوي إني أسَكِن فيها غالية بعد ما تتجوز، أهو تكون جنبي وجنب أمها.... أنا مش عايزك تشيل هم حاجة أنا هتكلف بكل حاجة الشقة هوضبها والعفش وكل حاجة، في الأول والاخر هتبقي شقة بنتي...
أراد أن يوصل لهُ من خلال كلماته أنه سيتكفل بكل شئ، لم يُعجبه حديثه، كلماته جارحة بالنسبة له فهو رجل ولن يرضي بمثل هذا الحديث، كيف له أن يوافق علي شيئًا كهذا، هل سيسكن في شقة زوجته وايضًا يدفع له هُو كل شيء، أذًا دوره هو في كل هذا، هو يعلم أنه لا يُريد التحملة عليهِ خصوصًا أنه يعلم ظروفه وكل ما مر به، لكنه بالتأكيد لن يوافق، فهتف ينفي كلماته:
_مش أنا الراجل اللي يعيش في شقة مراته يا حاج، ولا أنا برضو اللي يدفع مراته اللي المفروض هو يدفعه.....أنا كنت ناوي إني أأجر شقة قريبة من هنا نتجوز فيها، لكن بما أن حضرتك عايزها تكون جنبك، فـ أنا هأجر الشقة وهدفع الإيجار زيي زي أي حد غريب، وكمان هنعمل عقد إيجار.!
إبتسم له بتفاخر، الآن أطمئن علي أبنته اكثر، وأنها ستكون بين أيدي أمينة:
_وأنا موافق.
أخرج من جيبهِ ظرف بهِ نقود، وأعطاه له قائلاً:
_أتفضل يا حاج ده مهر غالية، وفلوس المُقدم إيجار الشقة جاهزة، وشوف حضرتك تحب نكتب العقود إمتا.....وأن شاءلله النهاردة باليل تجيب الحاجة أم غالية وغالية وننزل نشتري الشبكة، ماهي مش معقولة برضو بنت الحاج حلمي ميتجبلهاش شبكة تملي العين!.
ينظرُ له بنظرات يمُلئها الاعجاب به وبشخصيتهِ، كان يعلم من البداية أنه لم يوفق لكن أصر علي أن يعرض عليه حديثة، لتذداد الثقة بداخله بأنه أعطي أبنته لمن يستحقها وأكثر.....
تابع حديثه بنبرة جادة:
_أنا اللي هظبط كل حاجه في الشقة، مش عايز الانسة غالية غير بشنطة هدومها...
قاطعهُ مازحًا:
_لا لا انت كده بتغلط فيا، غالية هتتجهز أحسن جهاز دي بنتي الوحيدة برضو، أحنا هنمشي بالأصول أنت عليك الخشب واحنا المطبخ وباقي الحاجات، هي دى عاداتنا وتقاليدنا هنا...
_وأنا موافق يا حاج.....توكلنا علي الله، من بكره حضرتك تشوف أي صنيعية يخلصوا الشقة!.
❈-❈-❈
. "مساءًا".
تظرت إلى شاشه هاتفها التي اضائت للتو واسمه الذي يزين شاشه الهاتف يعلن عن وصول مكالمه مِنهُ ،دقات قلبها تتسارع كـ الطبول قلبها يكاد يخرج من صدرها لا تعلم لماذا، أمسكت بالهاتف بين يديها ترفعه علي اذنها حتي وصلها صوته الرجولي وهو يقول بهدوء :
_ السلام عليكم.
لو كان يقف أمامها الان لاكـان راى ابتسامتها الواسعه التي تكادُ تخترقُ الهاتف،أبتسامة بلهاء تحتل ثُغرها،دقات قلبها تدق كـالطبول تشعر وكـأن كثيرًا من الفراشات يُحلقون في جميع أرجاء الغرفه، منذ أن ذالك اليوم وهي كيانها بالكامل أصبح مُنقلب، لا تدري ماذا فعل بها بالدقائق القليلة التي قضها بصُحبتها في ذالك اليوم، لا يغيبُ عن أفكارها لحظة وكأنها عادت فتاة مراهقة في الثانوية تُتوق إلي كلمة حلوة آفاقها من صمتها صوته الذي يُطربُ أذانها قائلاً:
_ غالية أنتِ سمعاني؟!أنتِ مش عارفه أنا مين !!هو صُوتـي غريب للدرجه انك متعرفـهوش!؟
تعلثمـت أمام جمع هؤلاء الأسئلة التي طرحهم عليها الان كيف تُجيب ،هل تقول لهُ أنه بين أزدحـام تلك الأصوات من حولها ،يظل صوته هو الوحيد المتردد داخلها طيله الوقت وإلي الآن لا تعلم لماذا يحدث لها كل هذا، مشاعر كثيرة مُتخبطة بداخلها وكأنها ولأول مرة تشعرُ بهذا السيل الجارف من المشاعر، كانت تعلمُ أن هذا رقم هاتفه هي بالأصل قامت بتسجيله من هاتف والدها، بعد أن اخبرها والدها أن "عُمر" طلب رقم هاتفها وأخذه منه، ففعلت هي المِثل وأخذت رقم الهاتف من والدها.........
حمحمت بخجل قائلة بتعلثم :
_ وعليكم السلام ورحمه الله.
أتاهـا صوته الضاحك قائلاً بسخريـه ومرح لا يعلم من أين أتـي :
_ يعني بين كل الكلام ده ،معجـبكيش غير دي وتـردي عليها .
عضـت علي شفـتيها بتوتر قائله:
_ مكنتش أقصد إنـي مـردش،أسفة !!.
_ أسفه علي أي...محصلش حاجه .
ثم حـمحم مُردفًـا ببعض البرود ،من يسمعه الآن لن يصدق أن هذا الذي كان يتحدث بمرح منذ ثواني قليله:
_ بكره باذن الله هننـزل علشان تخـتاري عفش الشقه .... أنا استأذنـت من الحاج حلمي إنـي أخـدك بكره تنـقي كل حاجه علي زوقـك .
تحدثت هي سأله إياه بغباء:
_ هو يعني لازم بكره !؟
رفع الآخر حاجبـيه قائلاً بتـسأل:
_مش لازم براحتك عادي لو مش عايزه ....بس لي مش بكره هو أنتِ وراكِ حاجه بكره !؟
فـركت يديها بتوتـر قائله بعلثـمة:
_لا ....أيوا
_لا ،ولا أيوا ...لو وراكِ حاجه عادي ممكن نأجـل في أي وقت مناسب ليـكِ !
أرتـسمت إبتـسامحه صغيره أعلي ثغرها :
_ لا أفتـكرت مش ورايا حاجه .....بكره علي الميعاد هبقـي جاهزه .
_ تمام بكره الساعه عشرة باذن الله.
ثم أغلق الهاتف بعد أن ودعـها ،وأتفقـوا علي موعد خروجهم، فنهضت من مكانها وإرتدت ملابسها بأستعجال، من ثم خرجت سريعًا بعد أن لفت طرحتها بأهمال، قائلة الولدتها قبل أن ترحل
__ماما أنا رايحة لـ سمر بيت عمتي!.
لم تنتظر أن تسمع ردها، فخرجت مُسرعة، تُريد أخبار "سمر" بكل ما حدث، فبسبب ضيق الوقت اليومين الماضيين لم تستطع الذهاب إليها، بالتأكيد ما أن تحكي لها ستنقض عليها تخنقها لأنها لم تقل لها شيئًا.......
❈-❈-❈
صرخت بخضة ما أن سحبتها "سمر" من ملابسها وجعلتها تجلسُ بجانبها عنوة، ثم نظرت لها بعيون ضيقة تُقطرُ غيظًا منها، عدلت "غالية" من ملابسها ثم هتفت صارخة بها:
_أي؟ في أي هتموتيني
مازالت تنظرُ إليها بنفس النظرة المُتوعدة، ربعت يديها بتحفز:
_بقا كل ده يحصل ومتقولليش حاجه ماشي يا غالية.....أنتِ بقيتِ سوسة إمتا كده يا بت!.
_بس يا بت سوسة أي، كل الحكاية زي ما قولت لك كل حاجة جات بسرعة والله ملحقتش اقولك حاجه...
نهضت من مكانها، وهي علي وشك الإنقضاض عليها، تُلقي عليها نظراتها النارية:
_نعم يا ختي، أنتِ هتستعبطـي يا بت مش عليا أنا الكلام ده.... هو أنا واحدة صحبتك مكنتش عايزة تعزميها فـ بتقوليلها كل حاجة جات بسرعة!.
أخذت تدور حولها بغيظ مكتوم وكأنها إحدي المساجين وهي الضابط الذي يستجوبها، بينما الآخري زفرت بتأفأف عندما شعرت بالدوار والتوتر من دورانها حولها بهذا الشكل قائلة:
_يا بنتي أتهدي بقا خيلتيني عمالة تلفي حواليا لي كده! أقعدي يا سمر الله يخليكِ وأعقلي يا ماما.....
جلست بجانبها، ثم هتفت قائلة بـ لوم مُصطنع وبنبرة درامية:
_بقا كده يا غالية، يابنت خالي، تستغني عني وتبعيني في ثانية كده مكانش العشم..... مكنش العشم يا بنت سُعاد.
_يخربيتك يا شيخة...... بقولك كل حاجة جات فجأة والله العظيم أنا ملحقتش أعمل حاجة حتي، أنا فجأة لقيت مرات خالك جاية تقولي، وبتقولي أنه جاي بالليل!.
_هعمل نفسي مصّقاك..... بس بمزاجي!.
قالت كلمتها بحُنق، ثم تابعت تقول بفضول فشلت في إخفائه، في بالإساس أكثر فتاة فضولية علي الكوكب بأكمله:
_يلا قوليلي بقا أنتِ وافقتي لي، والفرح إمتا! وخالي خلاص وافق!، ومرات خالي....
أنهالت عليه بكل هؤلاء الاسئلة في وقتٍ واحد، فصرخت بها "غالية" مُقاطعة أياها:
_أي ناقص تقوليلي أم فتحي بتاعة الخضار موافقة ولا لا؟ قولتلك أيو خالك موافق ومرات خالك وجيران الشارع كمان....
صاحت غامزة بمشاكسة:
_طيب وأنتِ؟.
توترت الآخري، وظهرت إبتسامة رقيقة علي محياها، التفت بوجهها إلي الجهة الآخري قائلة بخجل:
_موافقة، بصي من غير ما تقعدي تحققي، أنا وافقت علشان ده أختيار بابا واثق فيه، وبعدين لقيت نفسي العمر بيجري بقا فقولت خلاص علي بركة الله، أهو أفرح الغلبانة أمي....
_يختي مكسوفة!؟
لكزتها في مرفقها في خفة:
_أنا مش بهزر وهو ده اللي حصل فعلاً...... ويلا بقا أعملي حسابك أنك هتنزلي معانا بكره ننقي فرش الشقة لأن مفيش وقت!.
_لي أنتو حددتوا معاد الفرح!
_أيو كمان شهر....
فقزت من مكانها كالملسوعة، صارخة فيها بصوت عالي:
_نهاركم أزرق بعد شهر، لي...... أي السرعة دي يخربيتك مش هلحق أظبط الفُستان ولا الميكب، يلهوي هروح الفرح متبهدلة يعني؟.
أرتفعت ضحكاتها بصخب:
_راديو أتفتح مرة واحدة، ده شهر يعني 30يوم مش هتلحقي تجيبي فُستان في تلاتين يوم لي يا ختي، إذا كان أنا العروسة وهعمل الفُستان في الفترة دي، وكمان نجهز الشقة والعفش والقاعة والفرح ده غير لبس الفرح اللي عايز له شهرين بحالهم....
أقتربت منها "سمر" تحتضنها بسعادة غامرة، هتفت بحماس:
_أن شاءلله كل حاجة هتخلص قبل المعاد كمان، وبعدين أنا معاكِ أهو وهنخلص كل حاجة مع بعض، وأشوفك أجمل عروسه تطُل بالأبيض..
ختمت كلماتها تدعي لها بحب:
_ربنا يهنيكِ يا غالية يا بنت سُعاد.....