رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 7 - 2 - الأربعاء 21/2/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل السابع
2
تم النشر الأربعاء
21/2/2024
يُعتبر قد أنتهت فترة الخُطوبة القصيرة جدًا، ومرت الأيام سريعًا لم يشعروا بها نظرًا لإنشغالهم الدائم بترتيبات عش الزوجية، أسبوع كامل قد مر من آخر مرة ألتقت به عندما ذهبت هي و والداتها لإنهاء بعض الأشياء في الشقة الخاصة بهم، وجدتهُ في الشقة كان يستعد للنزول، رحب بهم بتحفظ، لم يوجه لها أي حديث سوى أنهُ قال لها أن ترتيبات القاعة المُتفق عليها قد أنتهت كما أرادت هي، وبعدها تركهم و رحل، لم تراهُ مُنذ ذالك اليوم ولا حتي قام بمُهاتفتها ، أخذت لهُ الأعذار بأنه مُنشغل بالعمل، وأيضًا التجهيزات، مُعاملتهُ معاها في تلك الفترة القصيرة كانت مُقتضبة وكأنه يُقضي واجبًا عليهِ فقط ليس إلا......
في بعض الأوقات تظن أنهُ مُرغم علي الزواج بها، بسبب أفعاله الغير مُبالية، لكن من سيُجبرهُ من الأساس؟ ولماذا!، عندما كانت تُبادر هي وتتصلُ بهِ كان يتحدث إليها ببرود وأقتضاب وتحفظ وكأنها ليست بخطيبتهُ، وكلها أيام قليلة وتكون زوجتهُ، أوقات كثيرة تشعرُ بالخوف الشديد مما هي مُقبلةٌ عليهِ، لكنها تُطمئن نفسها أنه فقط مُنشغل ليس إلا، وإن عليهِ بعض الضغوطات لابأس، فـ هو مُنشغل دائمًا بالعمل مع والدها، فهو أصبح الذراع الأيمن لوالدها يُكلفهُ والداها بكافة الأمور، ويثق به ثقة عمياء، حتي أنه لم يأتي معهم لإختيار الشبكة بسبب أن والداها كلفه بعدة أمور هامة يجبُ عليهِ أنهائها بنفسهِ ليس أحدٍ أخر.....
ها هي جالسة بعد أن أنتهت الفتاة من وضع مساحيق التجميل علي وجهها وتجهيزها لا ينقص سوى لف حجابها بطريقة تُناسبها، أنهُ اليوم موعد عقد القِران ، من الصباح الباكر وهي مُستيقظة تُساعد والداتها في أنهاء أكبر قدر مُمكن من الطعام للضيوف، لم تتركها"سمر" في الأيام الماضية، لا بل كانت بجانبها دائمًا وساعدتها كثيرًا......
زفـرت "سمر" بحُنـق من "غالية" الجالسة أمامها تقضـمُ أظافرهـا بتوتر،صاحت بها قائلة بغيظ:
_ يا بنـتِ فُكيها بقي ،بذمتك فـي عروسة كتب كتابها النهارده تـبقي ضاربة بُوز كده؟
نظرت لها "غالية" بتوتر ،فهي معها حق ،هي نفسها لا تعلم لماذا هي مُرتبكة وقلقه هكذا ،أيُمكن أنّ يكون هذا توتر طبيعي مثلها كـ أي فتاه علي مشارف الزواج ،تنـهدت بحيره :
_ مش عارفه مالي يا سمر ، من إمبـارح وأنا متوترة وخايفـة أوي ،حاسه أن الموضوع مش موضوع فطره وإنـي زيـي زي إي عروسه فرحها كمان يومين ،زي ما ماما بتقول .
جلست "سمر " بجوارها تحاول تهدائتـها وأمتصاص توترها الذائد هذا :
_ علي فكرة بقي مرات خالي عندها حق ، أنـتِ إلا مكبره الموضوع أوي، يا حبيبتي أنـتِ المفروض تكونـي طايـره من الفرحه كرد فعل طبيعي لأي بنت كتب كتبها كمان ساعة......
ثُم تابعت مُربتة علي كتفها:
_أفرحي يا حبيبتي وأرمي كل حاجة ورا ضهرك.
تجعـدت ملامحها في حيره من أمرها ،فـحديث "سمر" صحيح ،هي حقًـا تُعطي الأمور أكثر من حقها ،لكن ما يجعل القلق يتأكـلها ،ليس فقط أنه كـ أي فتاة إقتـرب موعد زفافها،بل تجاهل "عُمر "لها وحديثه المختصر دائماً عندما يتحدث معها وكأنه مُجبر علي الزواج منها ،فكل أفعاله تقول هكذا، لا تُريد تلك الفكرة مُغادرة رأسها، وهذا ما يتسببُ لها بكل هذا الضيق....
_ مفيش خاجة مخلياني قلقانة أكتر من عُمر...
_ عُمر !! لي ماله؟ هو عمل حاجه ولا أي!؟.
أعتدلـت في جلستها تطلُ من شُباك غرفتها المُطل علي الشارع الرئيسي قائله بحـزن:
_ ماهو المصيبة أنه مش بيعمل حاجه خالص ،دائمًا ساكت كده ،ده حتي لو أضطر أنه يتكلم معايا ،هما كلمتين بالعدد ويتهـرب وكأنه مش طايـق يتكلم معايا ،أنا بقيت أحس أنه مجبور علي الجواز منِّـي .
توسعـت عيناي "سمر "بإنـدهاش وصدمه من حديث إبنه خالها ،فهي تري أن "عُمر "شخصيه هادئه للغايه ولا يتحدث كثيرًا ،علي حسب حديث شقيقها "وليد"المتواصل عنهُ ،وايضًـا يقول أنه هادئ الطباع مع الجميع فصاحت بها تنفي كلماتها :
_ غالية حبيبتي إهدىٰ كده وقولي هِديت ،الاوهام دي في دماغك أنـتِ وبس ،مفيش حاجه من الكلام ده ،وبعدين عُمر شخصيه هادئه جدا ومش بيحب الكلام الكتير ،وأنـتِ بنفسك قولتي كده ،يبقي لي الاوهام دي بقي ،وبعدين أصلاً مين هيجـبره أنه يـتجوزك؟!
ثم أكملت بمشكاسـة وخبث :
_ الواد يا عين أمه واقع علي بـُوزه في المُزة بتاعتـنا الا جمالها يسحر أي حد يشوفـه .
فلتـت ضحكه صغيره ساخرة من ثُغرها ،قائله بين ضحكتها:
_ إنـتِ بتتـريقـي يا سمر ؟! حقك ماهو أنا غلطانه أنـي أتكـلمت معـاكِ أصلاً.
ضحكت الأخري بينما تضع يديها أعلي بطنها من كثره الضحك :
_ والله العظيم أبدًا أنـتِ مش بتبصـي في المرايا ولا أي،ده أنـتِ قمر منور كده ،يكش أنـتِ بس الا مستقللـه بنفسك .
_ مش مستـقلله والله ولا حاجه ،بس عادي يعني .
فرحت "سمر" بإنهـا نجحت في جعلها تبتسم ،وأخـرجتها من دوامة أفكـارها الغريبه تلك ،مُتحدثة بجدية قائله ،بينما تنظر في ساعه معصمهـا:
_ غالية الساعه بقت ستـه ،يعني باقـي ساعه واحدة والناس تيـجي ،يلا بقي علشان نلحـق نخلص لف الطرحة وتبقي أحلي عروسة فـي السيده زينب كلها .
أحتـضنتها "غالية" بحب وإمتـنان ،فـهما الاثنين أصدقاء منذ أن كانوا في الروضه ،وتربوا سويًـا ،بجانب أنهم أقارب، قالت بشُكر وإمتنان حقيقي:
_ ربنا يخليـكِ ليا يا سمسم ،أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل أي؟!
أخرجـتها "سمر "من أحضانها ،قائله ،بينما كانت تضربها أعلي كتفها بخفـة :
_ متـقوليش كده يا عبيطة ده أنـتِ أُخـتِ ،وبعدين أنا مش بحب الكلام الملـزق ده ،ونقلبـها نكد بقي أنا مصدقـت أنك فكـيتي التكشـيرة شويه..... أضحكِ خلي الشمس تطلع!.
أومـأت لها بأبتسامة خفيفة، مُمتنة كثيرًا لوجودها بحياتها.