رواية جديدة جوازة ابريل 2 لنورهان محسن - الفصل 7 - 2 - الخميس 1/2/2024
قراءة رواية جوازة ابريل الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية جوازة ابريل
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة نورهان محسن
الفصل السابع
تم النشر يوم الخميس
1/2/2024
في شارع واسع ، مما جعلها عرضة للإيذاء من كل الكائنات الحية الأخرى.
جلس يوسف على الأريكة متعبًا ، وسرعان ما نام من شدة إرهاقه.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة ساعات
في المنصورة
داخل منزل تحية
قطع رنين الهاتف تحية عن مواصلة قراءة القرآن بخشوع ، أغلقت المصحف ، وأنزلت النظارة الطبية من عينيها الفيروزيتين اللتين لم يخفت إشراقهما رغم مرور الزمن ، لتستقر على صدرها وهي ترد بصوت هادئ.
_السلام عليكم
_الحجة تحية معايا!!
_ايوه انا .. انتي مين يا بنتي؟
_اسمي تقي بنت الست خديجة اللي بتشتغل عند ابو الانسة ابريل
_ابريل .. مالها هي كويسة حصلها ايه ومابتردش عليا ليه من امبارح؟
_اهدي يا حجة .. انا كنت واخدة رقمك من عند ابريل ماعرفتش اتصل بحضرتك غير دلوقتي عشان في حاجة مهمة لازم تعرفوها
_قوليلي بنتي جرالها حاجة؟!
❈-❈-❈
في منزل دعاء
مرت الساعات التالية في أجواء حميمة جمعتهما كالعادة ، يسرقوها خلسة من الزمن ، حتى يروا عطش شوقهم الغامر ببعضهما ، وهو يحتويها شغفا وتلهفًا إليها ، وهي غارقة بين أحضانه في الدفء مغر.
انكسرت هالة العشق التي كانت تحيط بهم ، بسبب رنين هاتف دعاء ، لتنهض ببطء ، ووضعت يدها على مقدمة صدرها ، تمنع الملاءة الذي تغطيها من الانزلاق ، فسألها صلاح بسرعة متعجبا : مين هيكون بيتصل في الساعة دي؟
أجابته دعاء بلهاث : دا عز اكيد في حاجة؟!
_ردي مستنية ايه؟!
أومأت دعاء له قائلة قلق وتحذير : طط طيب طيب ماتكلمش بس
تلقت دعاء المكالمة ، ووضعت الهاتف على أذنها ، قائلة بصوت مرتعش ، حاولت أن تجعل الأمر طبيعيًا قدر الإمكان : اا ايوه يا عز .. اهدا اهدا عشان افهم؟!
عقدت دعاء جبهتها غير مصدقة ، وقالت شاهقة بفزع : بتقول ايه!! انتحرت ازاي دي .. وحصل امتي دا؟
سلط صلاح نظره إليها صلاح باهتمام ، وانجذب للحديث ، فيما أمالت دعاء بجسدها إلى الأمام قليلاً بسرعة ، والتقطت قميص صلاح الذى كان أقرب ما وصلت إليه يدها وارتدته بإهمال ، وهي تقول على عجل : حاضر حاضر جيالك علي طوا .. مسافة السكة بس وابقي عندك
رَمى صلاح بسؤاله الحائر : في ايه؟
ردت دعاء بتلعثم من فرط اضطرابها ، دون أن تنظر إليه بعد أن قامت من السرير ، ووقفت أمام خزانة الملابس ، تبحث عما سترتديه دون تركيز : مرات عز دخلوها العمليات بيقول انتحرت .. لازم نروحلو بسرعة
استدارت دعاء ، ورمت الملابس على السرير ، ونظرت إليه ورفعت حاجبيها معبرة عن استهجانها من لامبالاته وسألته بشك : انت جاي مش كدا؟!
أجاب صلاح بنظرة حذرة على سؤالها : هاجي طبعا بس..
نظرة التردد في عينيه تعلمها جيدا ، بينما لاحظت الارتباك الذي ظهر على وجهه ، ممَ جعل الدموع تتجمع في مقلتيها ، لن يتغير طالما أن الأولوية ليست لهم ولن تكون ابداً ، لكن هل كلمة "ليتني لم أحبك" مفيدة بعد كل هذه السنين؟ هذا هو خيارها وحدها ، وها أنتى يا دعاء تحصدى ما زرعتيه ، قاطعته بصوت خافت مفعم بالانكسار والخيبة : طالما فيها بس يبقي متكملش مش عايزة اسمع
هتف صلاح بثبات زائف بعد أن نهض سريعا ، متقدما منها محاولا الإمساك بذراعها : دعاء .. اسمعيني..
دفعته بعيداً عنها ، ورفعت وجهها إليه بنظرة ساخطة وهي تصرخ بانفعال : اسمع ايه!؟ بقولك ابنك واقع في مشكلة وانت زي عادتك متردد تقف جنبه وتساعده ايه .. انت مابتتعبش من الحسابات والتحليلات بتاعتك انت ايه مافيش عندك اي ذرة ابوة ناحيته ابدا؟!
دعاء كانت تتحدث بصوت حاد أزعجه وأربكه كثيراً ، حتى بين عبارة وأخرى ، قامت بنخزه في صدره وكتفه ، مما أثار أعصابه وتحدث بنرفزة : لزومه ايه كل الكلام دا دلوقتى .. انا قولت ايه يخليكي تثوري بالشكل دا؟
أشارت دعاء بإصبعها إليه متهمة ، وهي تخاطبه بصوت هادر بعد أن طفح الكيل بها : ترددك وبرودك واهمالك هما بس اللي بشوفهم منك يا صلاح وخلاص انا تعبت من اني افضل علي هامش في حياتك انا وابنك
تلفظ صلاح مبرراً : دعاء ااا..
بترت دعاء بقية جملته بصوت بارد كالثلج ومليء بالجفاء ، فهو لم يكن يفعل شيئا سوى استنزاف طاقتها التي لم تعد تحتمل ما يحدث ، بينما ارتفع صدرها وهبط من قعقعة أنفاسها المضطربة : ماتبررش كفاية معنديش وقت اضيعه في سمع كلام متكرر ومتعاد .. في الوقت اللي لازم اكون فيه جنب ابني
استدارت دعاء تنوي دعاء الذهاب إلى المرحاض هربًا من وجودها معه ، والدموع تسيل الدموع على خديها ، لكنه قبض علي ذراعها يعيدها أمامه ، ممسكًا بذراعها الأخرى قبل أن يخاطبها بحزم لاهث : اسمعي .. انا مراعي قلقك وخضتك دي عشان كدا .. مش هحاسبك علي الكلام دا وياريت ماسمعوش تاني منك يا دعاء .. يلا ندخل ناخد شاور سريع ونروح لأبننا
❈-❈-❈
فى المنصورة
بمنزل أحمد
رن صوت رنين الهاتف في الغرفة ، فدخل أحمد وهو يجفف يديه المبللة بالمنشفة ، متوجهاً نحو مصدر الصوت ليستقبل المكالمة ، بعد أن رأى اسم المتصل بنظرة متعجبة ، قال ببحة خشنة : ايوه يا ستي؟!
_لا انا يدوب لسه صاحي كنت هصلي الفجر وامشي
.. في ايه حاسة انك تعبانة ولا حاجة؟
اتخذت الصدمة دربًا عميقاً بعقله مع تضييق نظرة عيناهُ المُستفهمة ، قبل أن تنبث شفتاهُ بكلمة واحدة : ابريل!!
لم يلاحظ دلوف نادية خلفه بعد أن انتهت من الوضوء ، كان يعطيها ظهره ، لكن أذنها تمكن من التقاط اسمها على لسانه الذي كان مثل خنجر ذو نصل مسموم مغروس في قلبها ، بينما استمع أحمد لتحية لثواني معدودة قبل أن يخبرها بسرعة ، والخوف ينهش خلايا قلبه دون هواده : حاضر هصلي ونازلك علي طول
❈-❈-❈
عند ياسر
نظر ياسر إلى ساعة معصمه ، وعندما رأى أنها قد تجاوزت السادسة صباحاً ، قام من المقعد ، وهو يشعر بالتعب من ملل الجلوس والانتظار ، فهو أمضى عدة ساعات في انتظار انتهاء هالة من عملها حتى يتمكن من التحدث معها ، وحتى الآن لم تخرج من غرفة العمليات.
فى تلك الأثناء أمام غرفة العمليات
خرج كل من فريد وهالة بعد نجاح العملية ، ونجاة المصاب من الموت بأعجوبة.
الآن تشعر أن أعصابها هادئة ، وتنفسها منتظما بعد أن سيطرت حالة من التوتر على الأجواء بالداخل
_زين كويس يا دكتور طمنا لو سمحت ؟
أغمض فريد عينيه من الألم ، وهو يفركهما بخفة بأصابعه قبل أن يجيب والدة المصاب بصوت رزين : ادعيله يا حجة وضعه صعب .. الساعات الجاية هتحدد وكله في ايد ربنا
كررت العجوز سؤالها بجزع : بس هيبقي كويس مش كدا هيعيش!!
ردت هالة عليها بصوتها الهادئ : ان شاء الله .. بس اكيد محتاج متابعة لأنه معرض يحصله مضاعفات بعد العملية عشان كدا هيكون تحت ملاحظتنا يا حجة
_ربنا يطمنك يا بنتي .. طيب امتي نقدر نطمن عليه ونشوفه؟
فريد بنبرة حازمة : مش قبل يومين لحد حالته ما تستقر
ترجته السيدة العجوز بإلحاح : طيب حتي نشوفه من بعيد بس يا ابني
ردت هالة بدلا منه بصبر محذرة اياها بلطف : الافضل تسيبوه يرتاح وتبعدوه عن اي حاجة ممكن تتعبه .. ادعولو يقوم منها بخير بس
وافقها الشاب الواقف بجانب والدته بصوت هادئ : كلام الدكتورة مظبوط يا ماما .. عن اذنكم عشان النيابة عايزة تاخد اقوالنا
اقترب منهم رجل مسن ذو هيئة أنيقة ، فسلم عليه فريد بتحية احترام : ازي حضرتك يا دكتور جمال
ابتسم جمال قائلا بترحيب مازح : اهلا وسهلا بيك يا دكتور .. انت شكلك مستعجل جدا علي الشغل معانا ولا ايه
فريد بإبتسامة جذابة : يشرفني طبعا بس الحكاية كلها كانت صدفة
_خير خير جهودك اثبتت كفائتك بسرعة جدا .. انقاذك لحياة المريض رغم صعوبة الجراحة واستقرار الرصاصة عند القلب تستحق عليه التقدير
أدار فريد نظره إليها لوهلة وأضاف بهدوء : متشكر جدا يا دكتور بس الحقيقة الدكتورة هي اللي قدرت تسيطر علي الوضع
أخفضت هالة رأسها في خجل من إطرائه اللطيف على أدائها في العمل ، قائلة بجدية : شكرا انت كمان كان ليك الفضل الاكبر في نجاح العملية يا دكتور
_طبعا بلغني مجهودك انتي كمان يا دكتورة هالة .. مع اني استغربت اوي لما عرفت انك هنا يوم خطوبتك .. يلا عموما الف مبروك
ابتسمت هالة بمجاملة ، وقالت بهمساً منخفض : الله يبارك فيك يا دكتور..
أنهت كلامها عندما لاحظت ياسر يسير في نهاية الممر ، فتحدثت بسرعة في حرج : معلش هستئذن منكم
اقتربت منه هالة بخطوات سريعة ، تنادي باسمه ممَ جعله ينتبه لها ، فتوقف عن المشي واتجه نحوها ، فسألت في دهشة : ياسر .. انت هنا من امتي؟
تطلع ياسر بها طويلاً