-->

رواية جديدة جوازة ابريل 2 لنورهان محسن - الفصل 7 - 3 - الخميس 1/2/2024

  

قراءة رواية جوازة ابريل الجزء الثاني  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية جوازة ابريل

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر 

من روايات وقصص 

الكاتبة نورهان محسن

الفصل السادس

تم النشر يوم السبت

13/1/2024



ثم قال بنبرة غامضة : بقالي شوية


بررت هالة بصوت رقيق : معلش انا كنت ف..


ولم يمنحها الوقت الكافي لتكمل جملتها ، إذ نظر إليها بسرعة على ساعة هاتفه : لازم ارجع البيت اغير هدومي واستريح شوية قبل معاد العيادة .. خلينا نتكلم لحد العربية


_طيب يلا


سارت معه إلى الخارج في هدوء تام ، رغم أن طاقتها كانت على وشك النفاذ بعد تعرضها للإرهاق الجسدي من جهة ، وعدم حصولها على الراحة الكافية لها ، وكذلك التعب النفسي من جهة أخرى ، بعد ليلة خطوبتها ، التي كانت بشعة بالنسبة لها بكل المقاييس.


❈-❈-❈


فى نفس المستشفى


اقتربت دعاء مسرعة من عز الذي كان يجلس على أحد كراسي الانتظار ، هتفت بخوف وقلق وهي تضع يدها على كتفه : عز .. طمني يا حبيبي علي مراتك ايه اخبارها


رفع عز رأسه إليها بعد أن لاحظ وصولها ، فقام ببطء وأجابها بندم كطفل مذعور ، واغرورقت عيناه بالدموع : انا السبب .. انا اللي عملت فيها كدا .. بس والله ماكنتش اقصد


_ مالوش فايدة الكلام دا .. سلمها علي ربنا يا عز وادعيله و هتبقي كويسة فين الدكتور؟


نظر عز إلى صلاح الذي لاحظ وجوده للتو ، ولكن من ارتباك تفكيره لم يعط الأمر أهمية ، ابتلع غصة في حلقه قبل أن يرد عليه بالألم : لسه محدش عايز يطمني


جلس الثلاثة عدة دقائق في صمت يملأه التوتر قبل خروج الطبيب ، فسارع عز إليه ليسأله بلهفة : طمني يا دكتور مني كويسة عايشة عايشة مش كدا


رد الطبيب بثبات : الحمدلله قدرنا ننقذ الموقف .. لو كنتو اتأخرتو عشر دقايق ماكناش عرفنا نعملها حاجة خصوصا مع النزيف الشديد اللي حصلها بس قدرنا نوقفه وننقذ حياتها لكن للاسف هي وصلت هنا بعد مافقدت الجنين و..


قاطعت دعاء استرسال كلام الطبيب بسؤال متعجب ، وهي توجه نظرها في صدمة نحو عز : جنين ايه يا دكتور هي مني كانت حامل؟!


رد عليها الطبيب بتأكيد ، مما جعل عز يشعر بسحابة داكنة تتكون أمام عينيه ، وتصلب في الأرض من قوة الصعقة التي استهدفت روحه نتيجة هذا النبأ المفجع : ايوه يا فندم الجنين كان لسه عمره تلت اسابيع .. بس دي محاولة انتحار ولازم تعرضوها علي اخصائي نفسي بأسرع وقت هي هتكون في امس لحاجة له


❈-❈-❈


وبعد عدة ساعات ، أشرقت شمس يوم جديد ، ومعها المزيد من الأحداث الصاخبة للجميع.


عند ابريل


أغلقت المكالمة مع ريم الطبيبة النفسية ، بعد أن أخبرتها أنها ستزورها قريبا لأنها تشعر بالحاجة إلى التحدث معها ، ثم اتصلت برقم آخر كانت تحفظه ، ووضعت الهاتف على أذنها وانتظرت الطرف الآخر ليجيبها ، أتاها صوت أنثوي نائم لتجيب على سؤالها بحشرجة : انا ابريل .. معلش لو صحيت يا امي..رة


أتاها صوت اميرة تقول بإندفاع : ابريل انتي كويسة انتي فين وايه الرقم دا .. انا بكلمك من يومين وتليفونك مقفول


مسحت ابريل على صفحة وجهها ، وردت بصوت مجهد : تليفوني مش معايا دا تليفون يوسف .. وانا في المستشفي


_مستشفي ليه انتي ايه بيحصل معاكي بالظبط و ايه الكلام المنشور عليكي دا؟


اتسعت عيناها في دهشة مصدومة ، وهي تشير إلى نفسها ، وتسأل دون فهم : عليا انا!! كلام ايه اللي منشور؟


سردت لها أميرة بمزيج من الحيرة والتعجب : الاول قالو انك اتخطبتي للمخرج اللي هزقتيه في المطعم وبعد كام ساعة اتنشر انك سيبتي مصطفي بعد ما خلتيه يطلق مراته عشان طماعة فيه وبعديها روحتي ترتبطي بالمخرج


وضعت أبريل يدها على فمها ، لتمنع شهقة قوية كادت أن تمزق حلقها ، وهي تستمع إلى ما تقوله صديقتها بصدمة شديدة وشعرت أنها على حافة الانهيار


❈-❈-❈


فى بيت كبير رائع التصميم


بقامته الطويلة ، ووقاره المميز دخل بهو المنزل ، وسلم الخادمة حقيبة صغيرة بعد أن رحبت بعودته سالما. 


أشار مصطفى لها بابتسامة قبل أن يواصل طريقه نحو غرفة الطعام ، رأى عائلته مجتمعين حول المائدة يتناولون الإفطار في صمت، قاطعه حمحمة رجولية قائلا بهدوء : صباح الخير


ابتسمت والدته قائلة بترحيب : حبيبي حمدلله علي السلامه صباح الورد 


انحنى مصطفي وقبل يدها بمحبة ، ثم رفع نفسه ووضع قبلة أخرى على رأسها قائلا مبتسما بشوق : عاملة ايه يا ست الكل وحشاني جدا


نهضت سمر ، البالغة من العمر سبعة عشر عامًا ، ممتلئة الجسم ، وشعرها بني داكن قصير ، من كرسيها ، ثم استدارت حول الطاولة ، لتقترب منه قائلة بحزن مصطنع : هي بس اللي وحشتك يا ابيه؟


اتسعت ابتسامة مصطفى ، عندما احتضنته بحب أخوي ، فقال بإسترضاء وهو يربت على شعرها : انا اقدر علي الكلام دا .. وحشتيني جدا يا سمسمة


_حمدلله علي سلامتك يا ابو الدراويش نورت القاهرة وضواحيها


هذا ما قاله شقيقه معتز توأم سمر ، الذي كان يتصفح إحدى وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفه ، واكتفى برفع يده ملوحاً له ، ليرد عليه مصطفى بضحكة : انت لسه واخد بالك اني هنا.. 


حثته والدته بحنان بعد أن جلس فى مقعده : يلا افطر يا حبيبي 


مصطفى بلامبالاة : ماليش نفس .. سمر عايز فنجان قهوة من ايدك يهدي الصداع بتاع الطريق دا شوية


هتفت سمر بتأفف متذمر : هو انتو معندكوش غير سمر بتاعت القهوة يعني .. 


أكملت سمر بمرح بعد أن رمقتها والدتها بنظرة تعلمها جيداً : بس عشانك بس هعملها يا ابيه وامري لله


مصطفى بسؤال : اومال بابا فين لسه نايم ولا ايه؟


_لا دا صاحي من بدري وراح يجري شوية حسب تعليمات الدكتور


فجأة غص معتز بالطعام ، واهتز الهاتف في كفه ، وسرعان ما قدمت له والدته كأسا من العصير أمامها قائلة بخوف أمومي : اسم الله عليك يا حبيبي خد اشرب


سارع معتز بتجرع العصير بعد أن وضع الهاتف فوق الطاولة.


_إيه اللي حصلك؟!


أجاب معتز على والدته بصوت مختنق ممزوج بالتوتر : مممفيش انا تمام


نظرت إليه والدته باهتمام ، وفسرت شحوبه المفاجئ أثر الغصة ، قبل أن توبخه بنبرة ساخطة : بطل بص في الزفت دا وكل زي الناس مابيسيبش الموبايل حتي وهو بياكل


أضافت والدته تشكى لمصطفى ، الذي هز رأسه غير قادر على إيجاد حل للأمر ، موضحا ذلك بابتسامة جانبية : السوشيال ميديا دي بقي زي الهوا والميه بالنسبة للكل خلاص


أضاف مصطفى بحيرة : بالحق ماكلمتيش سلمي وعرفتي ايه حكاية ابريل وتليفونها مابيجمعش ليه


_لا ا...


قاطع معتز الحديث بنظرة متوترة ، قائلا بخوف حذر : ابيه .. في كلام مكتوب عنك وعنها مالي المواقع كلها


سألت والدته بدهشة : كلام عن مين يا معتز؟


اعتدل مصطفى فى جلسته ، وقال بأمر بينما يمد يده نحوه : هات دا وريني؟


نظر مصطفى إلى شاشة الهاتف بوجه واجم ، وضاقت عيناه بشكل خطير ، ممَ جعل الآخرين يبتلعون لعابهم ، وهم ينتظرون رد فعله التالي.


❈-❈-❈


عند ابريل


انزلقت العبرات على خديها واحدة تلو الأخرى، فأغمضت عينيها بإحكام ، وشعرت بضيق شديد يغمر رئتيها ، فرفعت القناع فوق فمها ووضعت راحتيها على صدرها ، ثم بدأت تستنشق الهواء بشكل متقطع، وقلبها ينبض مثل الطبول ، وأحنت رأسها ووضعته بين كفيها ، واستسلم عقلها لهواجسه ، مما تسبب في تصاعد الذعر في خلاياها ، لتتمتم معنفة نفسها بقسوة : انتى للي عملتي فى نفسك كدا!! حطيتي نفسك في موقف زي الزفت كنتي منتظرة تكون ايه النتيجة؟


هل كان هناك سبيل أخر حتى تسلكه ، فهى على وشك الزواج برجل تتمنى العديد من الفتيات أن تنال منه نظرة فقط ، لكنه اختارها لتكون زوجته رغم فارق السن بينهما ، وهذا جعلها سعيدة بحبه ورعايته لها ، والاهتمام الذي يغدقها به ، حتى اكتشفت قبل أيام قليلة من زفافها ، سرًا مهمًا أضمره عنها عمدًا ، لينقلب موقفها منه تمامًا ، وفى الوقت الذى تمردت رافضة الزواج منه حتى لا تكرر ماضي والدتها ، زوجة أبيها لم تهتم برفضها ، بل حبستها لإجبارها على الموافقة رغماً عنها ، لتزعم هى على التملص من القيود والأقفال ، وقررت الهروب وكتابة مصيرها بخط يدها ، لكنهم كانوا وراءها بالمرصاد ، فإنزلقت في خدعة رسمتها الظروف ، لكنها إنغمست فيها إرادتها ، وأنها الآن عليها مواجهة العواقب ، فلم يعد هناك مجال للفرار بعد أن أصبح معلناً للجميع.


انقطعت أفكارها ما أن سمعت طرقا خافتا على باب الغرفة ، فرفعت رأسها ، واتسعت عيناها بذهول ، وفاضت بالدموع أكثر ، وهى تلقي عليه نظرات فيروزية حادة في نفور واضح ، لم يستغرب منه ، بل أخذت رماديتيه تطوف كامل هيئتها الباكية دون تعبير مقروء على وجهه ، وقبل أن يتمكن من الكلام ، أنزلت ابريل القناع ، وصاحت في وجهه بعدائية بائنة للأعمى : انت ايه اللي دخلك هنا؟!!!!


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد نورهان محسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة