رواية جديدة جوازة ابريل 2 لنورهان محسن - الفصل 8 - 1 - الثلاثاء 6/2/2024
قراءة رواية جوازة ابريل الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية جوازة ابريل
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة نورهان محسن
الفصل الثامن
1
تم النشر يوم الثلاثاء
6/2/2024
لا يوجد شخصا يلائمك تماما ،
بل يوجد شخص تنازل من أجلك ،
لأنه ترغب بالبقاء معك ،
وهنا يبقي السؤال ، هل سيستمر في التنازل للآبد
قريباً جداً سنرى..!!
❈-❈-❈
عند ياسر
_ايه الاخبار؟!
سأل ياسر ببرود ، وهم يسيرون نحو السيارة القريبة من المستشفى ، فأجابت هالة بهدوء : الحمدلله كانت العملية ناجحة
غمغم ياسر بلا مبالاة : تمام مبروك
أخرج المفتاح من جيب بنطاله ، وتابع مع إيماءة بعينه إلى السيارة : محتاج اتكلم معاكي خلينا نقعد في العربية
نظرت هالة إلى ساعة معصمها بتهرب ، فلم تكن لديها رغبة في الحديث في هذا الوقت ، هزت رأسها قائلة برفض هادئً : معلش يا ياسر ممكن تأجل اي كلام انا بقالي اكتر من اربع ساعات واقفة علي رجليا
تغضن جبينه قائلا بإستياء : وانا هنا عشانك من ساعتها وفضلت مستنيكي وماروحتش علي الاقل قدري دا
رفرفت رموشها في ذهول ، ورددت بصوتها الرقيق كلماته في محاولة فاشلة تصديق ما قاله : اقدر!! هو انت بجد تقصد اللي بتقوله انت هنا .. عشاني
فتح ياسر فمه عازما على الرد ، لتتابع بطرح سؤالاً بغضب مكبوت ممزوج بالأسى : انت من يوم ما اتعرفنا علي بعض امتي كنت موجود عشاني؟!
_لما بيكون عندي مشكلة انت بتبقي فين؟!
ياسر مبرراً : هالة انا لو ماقدرتش اجي بسرعة فأنا كنت..
أوقفت هالة سيل الأعذار التي تكاد تنهمر من شفتيه ، وهي جردته من هذا السلاح الضعيف الذي كان يستخدمه درعا لنفسه ، متحدثة ببرود حاد : كنت تقدر تبعت صحبتك مع حد من اهلك يوصلها في سكته .. كان في مية خيار قدامك تحترم مشاعري بيه .. بس للاسف انت حتي مابتحاولش
تجمدت الحروف على طرف لسانه ، مخفضا عينيه تجنباً لنظراتها المعاتبة، مما جعل الشعور بالذنب يتزايد بداخله ، خاصة بعد أن علم بمشاعر يارا تجاهه ، لكن رغم إرادته وجد نفسه ينكر أقوال هالة قائلا بنفى : انتي مش فاهمة ولا عارفة حاجة انا كنت..
واصلت هالة إكمال بقية الجملة بنبرة محتدة ، وإحتقان داخلي كان مخزونا منذ فترة ، وها هي الآن قد استنفدت كل محاولاتها للصبر عليه بسبب برودته ، ليبدأ هذا الشعور المقيت يطفو على السطح : كنت مع صحبتك بتوصلها و خطيبتك في مشكلة .. تعرف الممرضات من لحظة ما دخلت المستشفي عملو سيرتي لبانة بيسلوا بيها نفسهم لحد النهار مايطلع
هرب ياسر من نظراتها بعد أن عجز عن الدفاع عن نفسه ، فأضافت بنبرة زاخرة بخيبة الأمل : وكل مرة هكون فيها بمشكلة انت هتكون معاها و النظام دا انا مش هقبل بيه
❈-❈-❈
فى نفس الوقت
عند باسم
أخذت رماديتيه تطوف كامل هيئتها الباكية دون تعبير مقروء على وجهه ، وقبل أن يتمكن من الكلام ، أنزلت ابريل القناع ، وهى تراه يغلق الباب ، فصاحت في وجهه بعدائية بائنة للأعمى : انت ايه اللي دخلك هنا اطلع برااااا؟!!!!
كاد باسم أن يتحرك نحوها ، لكنه جفل من صراخها الهجومى زعزع شجاعته لوهلة رغماً عنه ، وقطب جبينه انزعاجاً يخشى أن يلاحظ أحد صوتها في الخارج.
أشار باسم لها بالصمت ، وهو يتحدث سريعاً محاولاً طمأنتها : وطي صوتك .. انا جاي اطمن عليكي وخارج علي طول
سقطت من عينيها دمعة ساخنة تشمل الكثير من الحزن ، لكنها لم تسمح لها بالنزول على خدها الناعم ، حيث امتدت أصابعها لتمسحها سريعا ، وهي تبتسم نصف ابتسامة ساخرة ، وهمست بمرارة مشوبة بالاتهام : تطمن عليا ولا تشوفني اذا كنت موت ولا لسه؟
عبس باسم بشدة ، يستوعب كلماتها قبل أن يصدح صوته الرجولى بشكل دفاعي ، ممزوج بالغضب الذي سيطر عليه في لحظة : ايه الهبل دا .. وايه يخليني اتمني موتك!!
أنهى باسم حديثه ، مندهشًا من تفكيرها ، وسلط رماديتيه المستهجنة على فيروزيتها الدامعة ، التي كانت تنظر إليه بسخرية مستاءة ، ثم بخطوات واثقة ، سار نحوها ، ليسحب الكرسي ، ويضعه قبالة السرير ، ويجلس عليه ، واضعًا ساقًا فوق الأخرى بعنفوان يليق به ، ليتمتم بشفتين مزمومتين بغطرسة : تصدقي انا غلطان عشان كنت خايف لا يجرالك حاجة!!!
استندت ابريل على الوسادة خلف ظهرها ، ونظرت بحدة إلى ملابسه التي كان يرتديها الليلة السابقة ، نفس القميص القرنفلى الداكن والبنطلون الرمادي دون سترة البدلة ، وشعره منثور بطريقة عفوية وجذابة.
أسبلت ابريل جفونها بعد أن ظبطت نفسها تتأمله بشرود ، لتعقد ذراعيها أمام صدرها ، ومصححة له بنبرة متهكمة يشوبها التشفى : قصدك خايف علي نفسك .. ماهو لو حصلي حاجة هتشرف في السجن ..
حدقت ابريل به بقوة تخفي وراءها وهناً عظيماً يتفاقم بعنف داخلها ، لأنها تجلس بمفردها معه ، فأشارت إليه بإصبعها السبابة تهديدًا وتحذيرًا وأردفت : اوعي تفكر ان اللي عملته دا هسكت عنه واعديهالك بالساهل .. انا هوديك في ستين داهية وهرفع عليك قضية وهفضحك واخرب بيتك
ابتسم باسم لها بجفاء ممزوج بالمكر ، وعقد ذراعيه بنفس حركتها ، وقال بصوت ضاحك : حقك تعملي كل اللي انتي عايزاه و تقولي اكتر من كدا ومش هلومك ابدا .. ماشي تقدري ترفعي قضية عليا
مال باسم إلى الأمام في مقعده بتحفز مفاجئ جعلها ترتد متوترة رغما عنها ، بينما هو واصل حديثه بهدوء ، مرتديا قناع الجدية والجمود : بس نصيحة مني دوري علي محامي شاطر عشان هينفعك الفترة الجاية .. لاني هرفع عليكي قضية تشهير بسبب الخبر اللي اتنشر عننا وهطلب منك تعويض كبير و يادفع يا الحبس ودا حقي انا كمان ادافع عن اسمي وسمعتي ولا ايه!!!
نظرت إليه أبريل بشراسة ممزوجة بالإنزعاج ، لتقول بتلقائية :.....
❈-❈-❈
بذات الوقت
عند عز
خرج عز بوجه حزين من غرفة منى ، فنهضت دعاء بسرعة من مقعدها ، واقتربت منه لتربت على كتفه بخفة ، وتسأل بقلق : انت كويس يا حبيبي
أومأ عز لها برأسه ، ومسح وجهه بخفة ، وأجاب بصوت منخفض : كويس كويس بس مرهق جدا
دعاء بسؤال : هي لسه علي حالها
_ايوه الممرضة قالت شوية وهتفوق بس هتخرج علي بليل عشان نزفت كتير ومحتاجة راحة
مرر حدقتاه في المكان قبل أن يسألها : اومال فين عمي صلاح؟!
زمت دعاء شفتيها متظاهرة بعدم المعرفة ، قائلة بلا مبالاة : معرفش .. يمكن راح يشوف باسم فين؟
_صحيح نسيت اسألك يا ماما .. هو عمي عرف منين وجه معاكي استغربت لما شوفته اخر مرة كان مروح مع طنط وسام ؟
أخفضت دعاء نظرها إضطراباً ، وأجابته بكذب ، مختلقة قصة خيالية كالعادة : ااا لا ما هو شكله رجع تاني علي هنا بعد ماوصلوني .. ولما صادفته وانا طلعالك مخضوضة قلق قام طلع يجري ورايا من غير مايفهم
هز عز رأسه متفهمًا ، ثم قال وهو يتنهد بعمق ، محاولًا إخراج التوتر الذي يرتعش في كيانه : طيب انا رايح الحسابات وجاي مش هتأخر عشان اهل مني قربوا زمانهم علي وصول
أومأت دعاء رأسها بالقبول ، قبل أن تراه يغادر بخطوات هادئة.
❈-❈-❈
فى منزل مصطفي
أخفضت سمر جفونها بتوتر إلى المكان المتناثر به زجاج فنجان القهوة المكسور الذى حطمه شقيقها من فرط إستهجانه.
عقدت سمر حاجبيها بجزع من صوت أخيها الهادر بالشتائم والألفاظ النابية القادمة من الحديقة.
حدقت في الخادمة التي كانت تنظف بإرتعاب ، ووقفت مضطربة تنتظرها لتعطيها أوامر أخرى ، فهزت سمر رأسها لها بلا مبالاة قائلة بصوت خافت : ثانكيو ماريا
غادرت الخادمة مسرعة ، وتقدمت سمر نحو توأمها لتجلس بجانبه، وقلبها متقلقل من غضب أخيها الأكبر.
أما مصطفى فقد أمضى الدقائق القليلة الماضية يتحرك ذهابا وإيابا في حديقة المنزل ، بملامحه مكفهرة من شدة غضبه وهو يمسك هاتفه ، ويجري اتصالات هاتفية في محاولة للوصول إلى مصدر هذه الأخبار التي تملأ الصحف والمواقع الإلكترونية ، لكن الإجابات موحدة ، ولا أحد يعرف من يقف وراء هذا الهراء الذي أثار هذه الضجة الكبيرة ، والتى أثرت بالسلب على أسهم شركاته ، فتراجعت بشكل ملحوظ صباح اليوم.
ظل عقله يدور في دوامات حلزونية من التفكير الزائد ، مم جعله يشعر بأنه على حافة الجنون من الغضب من السخونة التى تسيطر على رأسه ، وضع قبضته أسفل ذقنه ، فلابد أن أحد المنافسين قام بفبركة هذه القصة البشعة من أجل تدمير سمعته ، لكن ما ذنبها أن يقترن اسمها بمثل هذه الفضيحة الدنيئة؟
تحرك ذهاباً وإياباً بإضطراب ، وتوالت الأسئلة فى عقله ، فهل وصلها الخبر وعلمت بزواجه؟ لهذا السبب لم ترغب في التحدث معه لمدة يومين!!
زأر مصطفى بحنق بالغ ، وهو يشعر بالعجز أمام نفسه ، تزامناً مع خروج أمه من الشرفة ، لتقترب منه وهي ترنو بصوت هادئ : يا حبيبي اهدا اكيد الموضوع في حاجة غلط وهتتحل..
رد مصطفى بصوت خشن مشحون بالإنفعال ، بعد أن التفت إليها وعيناه محتقنة ، والعروق في جبهته ويديه ظاهرة من شدة سخطه : مش ههدا الا لما اعرف جابو الكلام دا منين وازاي ينشروا كلام وسـ خ زي دا .. ابريل ايه علاقتها بإبن الشندويلي من الاساس
أنهى مصطفى جملته بتشوش تام ، حيث كاد أن يفقد صوابه ، ليتخطى والدته وتوجه إلى الداخل : مصطفي رايح فين استني يا بني .. بس اقعد طيب عشان نفهم
أشرق العزم القاسي فى سواديتيه كالليل الحالك ، وهو يتوعد إلى مرتكب هذه المؤامرة بشدة في داخله قبل أن يقرن أفكاره مع حديثه ، مزمجرًا بصوت يثور من الغضب : نفهم ايه!! انا هطربق الدنيا فوق دماغ كل اللي مسؤليين عن الاخبار المقرفة دي
ربتت على كتفه بحنان ، محاولةً حثه على التعقل والصبر : هو اكيد الموضوع في سوء تفاهم او يمكن ناس عايزين يعملولك شوشرة يا بني
نظر مصطفى إليها مصطفى بذهول وقال بسؤال : قصدك مين يا ماما؟