رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 5 - 1 - الأحد 25/2/2024
قراءة رواية ليتها تعلم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ليتها تعلم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مريم جمعة
الفصل الخامس
1
تم النشر يوم الأحد
flash back
صفعة كبيرة هبطت من كف يعقوب، واستقرت على وجه ذلك الواقف أمامهُ يُحدِّقُ بهِ بذهول من فعلتهِ الَّتي لم يتوقَّعها منهُ في حياته، وقد تحدَّث الأخيرُ بغضبٍ جامح، وصوتهِ تعالى في أرجاء المنزل..:
_بتستغفلني وتسرق الورق بعد ما أمِّنتلك على كُل حاجة ياوسخ؟، دي آخرة الثقة اللي إدتهالك؟.. إبني اللي لو كُل الدنيا قالت إنه حرامي عُمري ماكنت هصدق يجي يسرقني أنا..؟؟
_أنا ماعملتش حاجة، أقسم بالله ما أخدت الورق دا ولا أعرف عنه أي حاجة.
دافعَ محمود عن نفسهِ بتلك الكلمات وهو يُمرر أصابعهُ على خُصلاته بقوة كادت أن تقتلعَهُم، فسألهُ يعقوب وهو يضحك بقوة ساخِرًا..:
_أومال دخلوا ازاي خزنتك اللي في أوضتك طالما انت بريئ وبتقول معرفش حاجة؟
_واللهِ العظيم أنا مش عارف إيه اللي جابهم عندي.
_مش الورق اللي انت سرقتُه اللي كشفلنا وساختك، دا في قروض مسحوبة من البنك على حساب المحلات بإسمك والفواتير اللي تثبت كلامي أهي.
أنهى يعقوب حديثهُ يُلقي عدة أوراق بقوة على وجه محمود الَّذي تصنَّم بمكانهِ مذهولًا من التُهم الَّتي نُسِبت إليهِ وهو لم يفعلها من الأساس، ثُم تحدَّث الأخيرُ وهو يرمقهُ بإستحقارٍ جلي.:
_يعني كُنت ناوي تسرق المحلات وتدبسنا في قروض بس ربنا كشف وساختك.
صمت يدفعهُ بكلتى يديهِ بقوة كادت أن تطرحهُ أرضًا أمام الواقفين الَّذين يُتابِعون المشهد في صمتٍ تام، ثُم تابع حديثهُ..:
_من النهاردة مش عاوز أشوف خلقتك تاني طول ما أنا عايش.. أنا خلاص إعتبرتك ميت.
هز محمود رأسهُ موافقًا، وابتسم يرُد عليهِ قائِلًا..:
_تمام، هعملك اللي انت عاوزه ومش هتشوف وشي نهائيًا.. بس لما الحقيقة تظهر ياريت ماتدورش عليا وزي ماقولت إعتبرني ميِّت فعلًا.
back
❈-❈-❈
ولجت موَّدة داخِلَ غُرفةِ شقيقها نوح دون أن تطرُقَ الباب حتى كي توقِظه، واقتربت منهُ لتجدهُ يضعُ وسادة على وجههِ وينامُ بعُمقٍ تام، فصعدت على الفراش وأخذت تقفِزُ بقوة عدَّة مرات دون توقُّف وهي تقولُ بصوتٍ عالٍ..:
_يانُــــوح.. يانُــــــوح إصحى يلا الســاعة 11 و بـــــابــــا عاوزك..إصحــــــــــى ياخُوخــة.
صرخت موَّدة بفزع بعد أن أنهت حديثها بسبب نُوح الَّذي إستيقظَ وألقى عليها الوسادة بقوة جعلتها تقع على الفراش، فنهض جاذِبًا الوسادة مرَّة أُخرى، وأخذ يضربها بها على وجهها قائلًا بغيظ..:
_يابت هو انتِ أمي مخلفاكي مخصوص عشان ترازيني وتقرفيني في عيشتي؟،
ومش قولتلك 100 مرة ماتقوليش خُوخة تاني؟.
فلتت مودَّة منهُ بصُعوبة وابتعدت وهي تلهث بقُوة، وقبل أن تخُرجَ من الغٌرفة قالت بحنقٍ شديد..:
_واللهِ لهقُول ليُونس على اللي بتعملُه فيا.
مرَّت عدة دقائق إستهلكها نُوح في تبديل ملابسهُ والإغتسال، وخرج من غُرفتهِ قاصدًا غُرفة المعيشة الَّتي يصدُح منها صوت والدِهُ وهو يقرأ القُرآن بصوتٍ يبعثُ الطُمئنينة لمن يسمعهُ، وبعد أن ولج داخِل الغُرفة واقترب منهُ إنحنى يُقبِّل رأسهُ قائِلًا..:
_صباح الفُل ياحج.
ثُمَّ وضع أمامهُ على المنضدة الصغيرة المُقابلة لهُ رُزمة كبيرة من الأموال، فرد عليهِ ببسمة حنونة بعد أن أغلق المُصحف..:
_صباح النور ياحبيبي.
صمت ينظُر للأموال بإستغرابٍ لم يدومَ لثوانٍ بسبب توضيح نُوح لهُ بقوله..:
_دا إيراد المطعم بحق ربنا ومن غير ظُلم، وانت عارف كويس إن إبنك أد إيه حقَّاني.
_ياراجل!!
قالها حسن بإستنكارٍ من حديثه، ثُم تابع بنبرة بفخر..:
_بس ماشاء الله كُل مرة المكسب بيزيد.. وفعلًا ماغلطتش لما وثقت فيك وشارِكتك.
_ما أنا قولتلك إن التعامُل معايا مكسب، والبعد عني خسارة.. وبمناسبة اللحظة الصافية النادرة اللي بينا دلوقتي دي، أنا عاوز أكتب كتابي على البت تسنيم وأتجوزها أبوس إيدك.
_إهدى شوية ياغالي انتوا لسا مابقيلكُمش 6 شهور مخطوبين، وكمان شقِّتك لسا محتاجة شُغل كتير.
تنهد نُوح بحنقٍ يسنِدُ وجههِ بكفهِ السليم قائلًا بقلة حيلة..:
_ومالُه.. ما أنا استنيتها لسنين و.. خلاص بقى عندي مناعة تخليني أستنى سنين تاني.
إبتسم حسن بسخرية من حديثهِ، وقبل أن ينهض من مقعدهِ قال..:
_قوم يلا إفطر عشان نجهز لصلاة الجُمعة..
صمت ينظُر لوجههِ ذو الكدمات الحمراء المُتفرِّقة في أنحاءه، ثُم ذراعهِ الأيسر المُلتف حولهِ الشاش، وأكمل مُتسائِلًا..:
_ماقولتليش.. إيه اللي عمل فيك كده.!
❈-❈-❈
جلس هارون في الشُرفة المُتواجِدة بالصالون يرتشفُ من كوب الشاي الَّذي أعدَّهُ وهو يُرسل رسالة لنُوران، وانتظر عدَّة دقائق كي ترد عليهِ لكنها لم تفعل، ففطِن أنها لازالت نائِمة على الأغلب، وأغلق الهاتِف ونهض مُتَّجهًا للخارِج بعد أن أنهى مشروبه، وقد إهتز هاتِفهُ معلنًا عن إتصال، فعاد لمكانهِ مرَّة أُخرىٰ والتفت عيناهُ تُمشط المكان ليتأكد أنهُ لا يوجد أحد، ثُم وضع الهاتف على أُذنهِ يستمعُ لما يقولهُ المُتصل، ثُم رد هو قائِلًا..:
_أيوا رجعنا إمبارح...نُوران أختك اللي قالتلك صح؟
_اه هي اللي بلغتني...بس ياريت مجيَّك هنا مايأثرش على الشُغل ياهارون.
_لا ماتقلقش...يومين بالكتير وهنزلك عشان نتفق على الشُحنة اللي جاية وأطمِّن على الشُغل..يلا سلام.
تنهَّد هارون بقوَّة بعد أن أغلقَ المُكالمة مُرجِعًا ظهرهُ للوراء، لتقع عيناهُ على الشُّرفة المُجاورِة والشبه مُلتصِقة بشرفتهم والَّتي تكُونُ تابِعة لغُرفة ذِكرىٰ، وقد إبتسمَ وهو يتذكَّر وقتما كان يقفِزُ لشُرفتها وهو صغيرًا ويلعبونَ سويًا حتى وقتٍ مُتأخِّر من الليل، أو يجلسُ معها عندما كانت تشعُر بالخوف، فيُطمنها بوجودِه.
❈-❈-❈
داخِلَ مخزنٍ مُتهالك متواجد في مكانٍ خالٍ من البشر تمامًا،
وقف حلمي يتنفَّسُ بصعوبة من شِدَّة الغضب الَّذي أصابهُ منذُ البارحة، وحتى الآن لم يخف بمثقالِ ذرة، وقد شعر بخطواتٍ خلفهُ تقترِبُ منهُ شيئًا فشيئًا، فاستدار خلفهُ ليقف أمام الزائر مُتحدِّثًا بنبرة غاضبة..:
_كُل اللي عملناه فشل وراح هدر.. وبعد السنين دي كُلَّها رجع تاني لحُضن أبوه من تاني.. أنا من ساعة ماعرفت وأنا هتجنن.
مافيش حاجة راحت هدر ياحلمي.. أنا وانت كُنا عارفين إن هو في يوم من الأيام هيرجع وحتى لو رجع مافيش حاجة هتتغير لإن محمود كرامتُه ناقحة عليه زي باقي العيلة وعُمره ماهينسى الإهانة اللي إتهانها من أبوه.. الدور والباقي على إبن أخوه يُونس اللي واقفلنا زي العُقدة في المنشار.
أطلق حلمي زفيرًا قويًا بعد أن سمِع إسم أكثرُ شخصٍ يبغضهُ في تلك العائِلة، وقد ضرب بقدمهِ اليُِسرى الكُرسي المُتهالك الَّذي كان بجوراهِ بقوة أدت لتهشُّمهِ أكثر عندما تَذَّكر مافعلهُ بهِ يوم أمس، فرد بحقدٍ كبير وهو يُمرر أصابعهُ داخل خُصلاته..:
_اه من إبن ال*** دا.. لو وقع في إيدي واللهِ ماهرحمه.
_الواد دماغُه سم في الشُغل ومش سهل خالص.. بس زي ما وقعت عمُّه هوقعه هو التاني.. ماهو مش بعد اللي عملنا يجي هو ويبوظهولنا.
هزَّ حلمي رأسهُ موافقًا وهو يبتسم بشر، وعقله يُفكر في طريقة مُناسبة للتخلُّصِ منه، بينما شبَّك الأخرُ كفَّيهِ ببعضيهِما خلف ظهرهِ قائِلًا..:
_على فكرة سعد كلِّمني إمبارح وعاوز يقابلنا.
_وعاوز إيه زفت هو التاني.؟
سألهُ حلمي بضيق، فأجاب وهو يُحرِّك رأسهُ سالبًا..:
_مالحقتش أسألُه لإن تلفونه إتقفل مرة واحدة، باين حد كشف إنه معاه تلفون في الزنزانة.. فيبقى روحله بعد بُكرا وشوفه عاوز إيه.
❈-❈-❈
إرتفعَ صوت القُرآن في مآذِن المساجِد قبل آذانِ الجُمعة بدقائِق،
وقد تجمَّع رجالُ العائِلة بأكملِهم داخِل مسجد مُتواجد على أوَّل شارعِهم، وكان المُؤذِّن والإمام الَّذي أدى الخُطبة والصلاة هو حسن كالعادة، وبعد إنتهاءِهم من الصلاة إجتمعُوا بأكملِهم في غُرفةِ المعيشة في شقة يعقُوب عداه، وأخذوا يتناولونَ الأحاديث الودودة فيما بينهُم عدا محمود الَّذي لم يشُاركهم بأي كلمة منذُ مجيئه، وذلك بسببِ توتُّرهِ من إجتماعهِ بوالدِهِ في جلسة ومكانٍ واحد، وقد صاح يُونس مُتحدِّثًا بسعادة بالغة فاتحًا ذراعيهِ لتلك الَّتي دلفت للغُرفة، وفور ما إن رأتهُ ركضت نحوه..:
_أهلًا أهلًا بمودِّتي روح قلبي.
_ماهو أنا لو روح قلبك زي مابتقول كنت سألت عليا وعرفت اللي حصلي في المدرسة أول إمبارح اللي فات.
ردت مودَّة عليهِ بتلك الكلِمات بملامحٍ واجمة، فرفعها يُونس من خصرها وأجلسها على قدمهِ مُتسائِلًا..:
_في حد جه جمبك ولا إيه؟.
_أيوا في بت زميلتي إتخانقت معايا، شوف عملتلي إيه.
أنهت مودَّة حديثها تُشيرُ بإصبعها لجرحٍ طفيف أعلى رأسها، فتهجَّمت ملامحُ يُونس عندما رآه وتحدَّث غاضبًا..:
_ماتزعليش ياحبيبتي، دا أنا هروح معاكي بعد بُكرا وهخدلك حقك وهورِّيها إزاي تعمل كده فيكي.
إلتوى ثُغر حسن والِدُها الذي كان يستمعُ لحديثهُم، فقد كان يجلسُ بالقُرب منهُم، وأردف قائِلًا بسُخرية..:
_لا ياحبيبي مانتحرمش، ماهي الحلوة قامت بالواجب وفتحت للبت دماغها وخليتها تاخُد 4 غُرز.. ولولا إن البت هي اللي ابتدت بالخناقة معاها كان زمان الهانِم مطرودة من المدرسة، والحمدلله قدرت أراضي أبوها بصعوبة ودفعتلُه حق العِلاج والمديرة إكتفت بطرد للأستاذة إسبوع.
ردَّت عليهِ موَّدة باستنكارٍ تام..:
_يعني يابابا عاوزني أسيب البت تضربني وأسكت.. إنت عارف زمايلي هقولوا عليا إيه!!
ربَّت يُونس على كتفيها بفخرٍ تام، وأخذ يدعمُها بقوله..:
_تربيتي ليكي والشكولاتة اللي بجيبهالك ماراحوش هدر.. واللي يعوَّرِك وانتي على حق عوِّريه وماتخافيش.
ضرب حسن كفَّيهِ ببعضيهما مُتحسِّرًا على تربيةِ إبنتهِ الَّتي شوَّهها يُونس، وقد لاحظَ عدم وجُود ولدهِ نوح بينهُم، فسأل الأخيرُ قائِلًا..:
_هو نُوح فين يا يُونس.؟
_معرفش واللهِ ياعمي، إحنا أول ماخلَّصنا صلاة دوَّرت عليه عشان أسألُه على حاجة بس لقيته إختفى مرَّة واحدة.
وفي داخِل المطبخ..
إلتف نساء العائِلة بأكملِها حول نُوح الَّذي يقِفُ أمام الموقد مُشمِّرًا عن ساعديه، ويضعُ طبق اللحم الَّذي قطعهُ لفُتاتٍ داخِلَ الإناء، وأخذ يُقلب الطعام الَّذي بداخِلهُ قائِلًا بفخر..:
_عملت شوية بامية باللحمة المفرومة إنما إيه.. هتاكلوا إيديكُم وراها.
وبعد أن أنهى حديثهُ، وضع داخِل القدر بعض البهارات الَّتي جعلت رائحِة شهية تملئُ المكان وانبهرَ الجميعُ بها، وقد أبدت زينب عمِّتهِ إعجابِها الشديد بقولها..:
_الله عليك ياواد يانُوح.. انت حطيت إيه على البامية خليت ريحتها جميلة كده.؟
رد عليها نُوح وهو يُزيلُ مريول الطبخ المُلتف حولَ خصره..:
_جبت معايا شوية بهارات من المطعم مش بجيبها غير للحبايب بس خليكي عارفة.
_طب يبقى هاتلي منها ياخويا.
_ مانا قولتلك بجيبها للحبايب بس ياعمِّتي.
أنهى نُوح حديثهُ متأوِّهًا من ضربتها الَّتي عبرت عن غيظها بقبضتهِا على ظهرهِ، واتجه نحو الطاوِلة قائِلًا قبل أن يجلس..:
_تعالوا بقى ياستات نُقعد على مالأكل يستوي.
وبالفعل إمتثل الجميعُ لما قال، وجذبت كُلَّ واحِدة كرسي وجلست عليه، وكان المطبخ يتسِّعُ لجميعهُنَّ وأكثر، وقد حضرت زهراء وانضمت لجلستِهم، وجلست بجوار تسنيم تسألُ نُوح ضاحِكة..:
_إيه يانُوح اللي مقعَّدك هنا بين الستات؟.. دا خالي قاعد برا عمَّال يسأل عليك.
_مابحبش بصراحة قاعدة الرَّجالة بتبقى ناشفة كده وكُلها عن الشُغل بتاعُهم اللي مابفهموش.. أما بقى قاعدة الستات كُلها طرواة وطبخ، يعني حاجة آخر نعومة وستَّات قمامير أوي أوي ياخال.
نظرَ نُوح في آخرِ حديثهِ لتسنيم غامزًا لها بعبث، فنكزتها زهراء وهي تبتسم لها مُحرِّكة حاجبيها وهي ترمقها بنظراتٍ ماكرة، لتُحمحم الأخيرة بتوتُّر وخجل، وقد شتمت نُوح في داخِلها بسببِ تعمُّدهِ لإحراجِها أمام الجميع، بينما صوَّبت زهراء بصرها نحو والدِتها الَّتي تتهامسُ في حديثٍ معَ نُورا والدِةُ نُوح وتنظُر لها بين الفنية والأُخرى، فابتسمت بسُخرية تامَّة بعد أن علمت مخزى الحديث الَّذي يدُور بينهُم، وتحدَّثت بسُخرية..:
_ماتعلِّي صوتك ياماما وتسمعينا الحديث.. ولا هو سرِّي أوي للدرجاتي.؟
_إسكُتي خالص مش عاوزة أسمع صوتك وسبيني ساكتة أحسن ياللي إن شاءالله كمان شوية هتبقي زهراء البايرة طول ما انتِ رافضة أي عريس مُحترم بيجيلك وقاهراني كده.
_يلاهوي عليكي يازهراء..رفضتي تاني.؟؟
سألتها تسنيم ضاحِكة.. فردَّت عليها عمَّتها بدلًا من زهراء بحسرة..:
_قصدك عشرين.. الشهر دا جالها أربعة ولاد ناس وآخرهم واحد إمبارح مكلم أبوها بس هي مصممة تلزق جمبي غصب عني.
تأففت زهراء بإنزاعج شديد من هذا الموضوع الَّذي لا تُحب أن تتناقشُ فيه، ولكن والدتها تُصر على التحدُّث فيهِ كل ثانية، بينما غير نُوح محور الحديث بقولهِ المُوجَّه لزوجةِ عمِّهِ محمود..:
_بس القاعدة ما إحلوتش غير لمَّا شاركتنا حنان مرات عمي واللهِ.
إبتسمت حنان لهُ بحُب، وقد ربَّتت سُندس زوجةُ مُصطفى على كتفها مُتحدِّثة بصدق..:
_فعلًا الواد نُوح واللهِ كلامُه صح.. وحقيقي إحنا فرحانين جدًا بوجودك معانا من تاني ياحبيبتي...وصمتت تجذبها لأحضانها وأكملت..:
_ثم تعالي بقى في حضني عشان أنا لسا ماشبعتش منك.
_إيه الحُب دا كُله؟، أنا اعرف إن كُل السلايف عقارب وبيكرهوا الخير لبعض.
هتف نُوح بتلك الكلِمات وهو ينظُر الى حنان وسُندس الَّلذانِ كانا يتعانقان، فردَّت سُندس عليهِ قائِلة بغيظ..:
_ماهي قبل ماتكُون سلفتي تبقى أُختي التوأم يابن الغبية.
رفعت نُورا والدةُ نُوح إحدى حاجبيها مُتدخلة في حوارِهم بقولها المُستنكر..:
_الاه!.. وليه بقى الغلط فيا وأنا قاعدة في حالي.؟
قاطع نُوح حديثهُم بنهوضه واقفًا، وأخذ يُصفِّق بكفَّيهِ هاتفًا بصوتٍ عال..:
_أخدنا إستراحة بما فيه الكِفاية ياحريم.. يلا كُل واحدة كده تقوملي عشان قُدامنا طبيخ كتير.