رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 8 - 2 - الثلاثاء 6/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن
2
تم النشر يوم الثلاثاء
6/2/2024
الى ورد التي انهت مكاملتها مع شقيقها، تعود لتصفح
وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، تلهي نفسها بها، حتى يأتي شقيقها وتطمئن عليه ، وقد قامت بنشر احدى المنشورات على الجروب الشهيرة لطائفة الحقوقين في الجامعة، تمزح فيه عن احدى المواد الخاصة بدارستها والعصيبة في مذاكرتها،
لتنهال تعليقات العديد من الطلبة مثلها ، يشاركنها الرأي والمزاح وهي تندمج في الضحك على الطريف والرد على المنتقدين، حتى انتبهت لبعض التعليقات المميزة كملصق متكرر، خروف صغير ووديع، ثم اَخر يحمل قلوبًا، والعديد منها بأشكال طريفة،
لتقطب عاقدة حاجييها بحيرة جعلتها تضغط على الحساب، ربما تكتشفت هوية المرسل، وكانت المفاجأة حينما عرفته، من ذهب اليه التخمين من البداية، ليصدق الاَن حدسها، برؤية الاسم الكامل له والمعلومات المعروفة عنه، والصور العديدة التي يلتقطها لنفسه بعدة اوضاع، يبدوا انه نشط من عدد المنشورات التي ينشرها في اليوم، لدرجة ان يخترق الجروب الخاص بالجامعة.
تبسمت بعد قرائتها بإحدى المنشورات الفكاهية التي نشرها مؤخرًا، فقررت الرد له ، لتعلق بكلمة واحدة مبهمة:
(( زينهم))
على الفور جاءها الرد سريعًا بترحيب:
- يا هلا يا هلا بزينهم، واللي يجي من ريحة زينهم حبيبي....... نورت صفحتي،
ضحكت مقهقهة وهي تقرأ رده، والذي لم يخلو ابدا من خفة ظله المعتادة، لتعقب بمرح :
- يا مجنون، طب والنعمة مجنون
❈-❈-❈
مازال على نفس وضعه داخل الشرفة ، وهي على الفراش تهزهز قدميها بعصبية، ابصارها على الباب الملغق ، وغيظ يفتك بها من فعله .
يدعي العشق ويفعل العكس، حتى بعدما واجهته بظنونها ما كان منه سوي الخداع واتهامها بالغيرة عليه ، قبل يعصرها بين ذراعيه ويقبلها ، ليشعرها انها ملكة على عرش قلبه، ثم يتركها بعدم اكتراث ويعود للهمهمة والأحاديث الخفيضة عبر الهاتف مع احدهم، أو إحداهم، لا تستبعد.
تجزم داخلها انه يخدعها ، هي واثقة من ذلك، فهو الماكر الخبيث كالذئب، حينما يريدها ينصب شباكه حولها فلا يتركها سوى بعد ان ينالها، يربكها ويشتتها ثم يتركها ، بئسا له من رجل .
انتفضت فجأة حينما لمحت اقتراب ظله لتسقط نائمة على الفراش وتسحب الغطاء عليها سريعًا قبل ان يخرج من الشرفة ، حتى لا يظنها في انتظاره، لابد الا يشعر بغضبها ولا يظن انها تحت أمر جنابه، تقسم داخلها انه مهما حاول ايقاظها لن تفعل وترضيه ابدا
كانت غارقة في افكارها ، تضغط على عينيها تتصنع النوم، حتى انتبهت فجأة لتفتح عينيها على وسعها ، بعد سماعها لصوت قفل باب خزانة الملابس، لتفاجا به مرتديًا جلباب اخر ، والسلاح الناري يخرجه من احدى الادراج ليضغه داخل جيب السيالة في الأعلى
انتفضت تستقيم بجذغها، ناسية كل الخطط التي كانت ترسمها منذ قليل لتسأله بجزع :
- واخد السلاح ورايح على فين يا غازي.
التف اليها برأسه مجيبا على عجالة :
- نامي انتي متشغليش نفسك.
- مشغلش نفسي كيف؟
صاحت بها لتنتفض عن محلها وتتبعه:
- يا غازي رايح فين بسلاحك ده؟
استمر في سيره دون ان يلتفت لها ، حتى انتبه اخيرًا، ليأمرها قبل ان ينزل الدرج:.
- ادخلي جوا يا نادية، واستري نفسك بأي حاجة، هتاجي ورايا فين تاني؟
❈-❈-❈
وفي داخل المنزل
ابتسامة الفخر كانت تعلو افواه الاثنين بحضور الشيخ الذي انجز معهم في كشف الكنز، و استخراج بعض المقتنيات الاَن ، والتي كان يتفحصها صدقي بسعادة جمة:
- براوة عليكم يا شباب، ايوة كدة ريحتوا جلبي اخيرا .
عقب سند ممسكًًا بإحدى التماثيل الذهبية:
- عارفين احنا ومجدرين يا ابو صدجي تعبك وانت بجالك سنين هتموت وتطلعه، فاضل احنا كمان يرتاح جلبنا ، عايزين انجاز وفلوس وجتي، انت مجيبتش معاك ليه؟
ضحك صدقي يرد على قوله بتفكه:
- كدة على طول يا عم سند اجيب شنطة الفلوس من غير ما اشوف بعيني ولا اتأكد، طب مش يمكن تطلع مغشوشة، ساعتها انا ادور عليكم بجى عشان ترجعولي فلوسي.
- كلام ايه ده اللي بتجوله يا عم انت؟ حد جالك هنغش كمان في حاجة زي دي؟ كيف دي تحصل يعني؟
قالها عيسي بانفعال واضح، ليعقب له صدقي بتسلية وهو يمشط بعينيه على مظهره المزري:
- رغم اني محبيتش المعاملة دي منك، بس نعديها يا عم عيسي، تجديرا لتعبك طول الأيام اللي فاتت ، اما عن الفلوس ف انا احب اطمنكم يا شباب ، الفلوس في شنطة العربية، يعني نتفج، وهتلاجي الشنطة جدامكم.
تدخل عيسى باستهجان :
- شنطة ايه دي يا عمنا اللي هنلاجيها على طول في وشنا؟ هو انت جايب فيها كام، ولا ناوي تشتري كام مسخوط بالظبط؟ ما احنا مش دج عصافير عشان نبيعلك بكام مليون الكنز دا كله ، دا حاجة عايزة ارقام فلكية، يعني شيكات في البنوك على اجل مسخوط فيهم،
ترك صدقي التمثال يضعه جوار عدد اخر من امثاله، ليقابل الاثنان زافرا تنهيدة مطوله:
- انا عارف زين كلامكم دا، وعارف انه صح، بس يا حبيبي انتوا ناسين ان انا مجرد وسيط ما بينكم وبين ناس كبارات، منجدرش نذكر اسمها اساسا، هي اللي بتتصرف وتطلع الحاجة دي برا البلد ، وهما اللي بيدفعوا مش انا عم سند فاهم يا عيسى .
سأله الاخير بانفعال:
- جصدك ايه بكلامك ده؟ ناوي تاكل حجتا ولا ايه،
خرج الشيخ المتابع من البداية عن صمته، ليتكفل هو بالإجابة:
- لا يا عم عيسى الكلام ما يبجاش كدة، الراجل بيوعيكم ويحط الصورة كاملة جدام عنيكم عشان تفهموا بس، محدش هياكل حقكم، انا شغال معاه بجالي سنين وكل الناس اللي اتعاملنا معاهم وكانوا زيكم، دلوك بجوا بهوات .
اضاف عليه صدقي:
- وانا مش هعاملكم زي اي احد، مش هطلع من هنا ولا ابعت ع الرجالة تيجي تحمل غير وانتوا راضين تمام الرضا، تمام يا باشا؟
هما ان يجيباه الاثنان ولكن سبقهم صوت اخر من جهة الدرج الداخلي:
- كدة يا عم صدقي، طب وحق ابويا هيبجي في رجبة مين فيكم المرة دي؟
التفت اعين الأربعة نحوه وهو يهبط اليهم بخطوات متأنية، متابعًا بمكر:
- هان عليك صاحبك يا عم صدقي؟ مكانش العشم.
- اه يا ابن ال.....
تمتم عيسى بها امام صدمة البقية ، حتى اقترب هو، ليقف امامهم يطالع المقتنبات الثمينة على فرشة من القماش، تم وضعهم عليهم، فدنى يتفحصهم بضحكة منتشية:
- ههه طب والله برافو عليا ، بجالي تلت ايام بلياليهم، متجنص فوق في الطل، عشان اشوف اخركم وفي الاخر اها بانت النتيجة اللي تستحق.
نهض متفكها نحو الجميع مخاطبًا لهم:
- يسلم زندك يا سند في الحفر، تسلم صحتك يا عيسى اللي اتحملت الشجا تلت ايام بليالهم عشان تلحجوا تخلصوا جبل بوز الاخص سليمة ما تطلع من المستشفي، تسلم يا عم الشيخ يا ماكن، تسلم يا عم صدقي يا أصيل.