-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 12 - 1 - الأثنين 19/2/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

1

تم النشر يوم الأثنين

19/2/2024



بداخل غرفتها ، وهي تتجهز للمغادرة، والذهاب معه في ميعادها اليومي كي يصحبها الى شقيقها، ثم يتركها في المشفى، ولا يأتي سوى بعد ان ينهي عمله، ويعود بها اللى المنزل، وفي اثناء ذلك لا يكف عن الإتصال والاطمئنان عليها ومتابعة اخر الاخبار عن صحة المذكور وما يستجد بحالته،


امام المراَة كانت تحاول ضبط حجابها جيدًا، بعدما هندمت ثيابها بعض الشيء حتى لا تبدوا في حالتها المزرية السابقة، وتضيف اليه مزيدًا من الحرج، بعد ان كلف نفسه واعلن امام العالم بزواجه بها، اللعنة، ليته ذكر اي صفة أخرى، ولا ان ترى نظرات الاستهجان الموجهه اليه من السكان والمارة، بغرابة ان يرتبط بواحدة مثلها ظنها حارس البناية خادمة!


- ورد

هتف مناديًا وقبل ان تجيبه بالدخول، وجدته يدفع الباب فجأة ويطل بكليته امامها؛ ليلقي التحية ببساطة اذهلتها:

- صباح الفل.


تمتمت تجيبه بملامح ارتسم عليها الإجفال بوضوح، حتى غفلت عن الحجاب الذي أنزلق للخلف، دون ارداتها 

- صباح الخير، في حاجة؟


- حاجة ايه بس؟

ردد بها من خلفها وابتسامة مشاغبة توسعت بفمه، يخفي ارتباكه، وانبهاره لرؤية شعر رأسها، ولأول مرة من وقت ما عرفها، ثم رقبتها حتى الجزء المكشوف في الأعلى من بلوزتها:

ليردف بمشاكسة دون ان تخطو قدميه للداخل:


- مفيش داعي للخضة دي يا ورد؟ اللي واقف قدامك مش حد غريب، انا راجع تاني اهو على ما تفتكري صفتي ايه عندك؟ بس ياريت متتأخريش بقى عشان عايزك لحاجة ضروري، ماشي يا قمر؟


قالها والتف ذاهبًا لتغمغم من خلفه بغيظ:

- وانا نسيت يعني من اساسه؟ جوزي ع الورق، ايه جيمتها يعني عشان تخش كدة من غير استئذان؟ شكلك مش معدل يا يوسف. 


ختمت بها تعود لمراَتها، ثم ما لبثت ان تشهق بأعين توسعت بزعر بعد انتباهها لهيئتها:

- يا مري دا شاف شعري. 


بعد قليل خرجت اليه، وقد احكمت الحجاب عليها جيدا، بصورة أثارت الحنق بداخلها، ولكنه كالعادة تمكن من إخفاءه لهذا الشعور، ليهتف مرحبا بخروجها اليه اخيرا بجلسته في وسط الصاله بعد مدة من انتظاره لها:


- يا أهلا بالقمر، كل ده بتظبطي حجابك يا ورد؟ هو انتي خارجة لمقابلة عمل؟ دا انت خارجة لجوزك يا حبيبتي مش حد غريب يعني؟


- جوزك، وحبيبتي.

غمغمت داخلها بالكلمات الغريبة على اسماعها ، لتقطب امامه باندهاش، ثم تتمكن سريعًا من خمد استغرابها، كي ترد بلهجة طبيعية :


- ما انا بجهز نفسي بالمرة، مش دا ميعاد المستشفى برضوا؟

- اه يا ستي ميعاد المستشفى، بس انا بقى عايزك تتفرجي ع الحاجة اللي جيبتها الاول ، قبل ما تختاري منها اللي هتخرجي بيها؟


قال الأخيرة ليلفت انتباهها نحو مجموعة من الأكياس كانت جواره على الاَريكة الأخرى، تناولهم مرة واحدة ليضعهم على الطاولة الصغيرة امامه يردف:


- عايزك بقى تقيسي وتنقي براحتك اللي يعجبك، انا اختارهم اون لاين ووصلوا حالا عن طريق الشحن.


تابع يخرج لها القطع، وقد تسمرت محلها بدهشة غلفت ملامحها، بعد ان فاجئها بسرعة التنفيذ في ما وعد به الأمس:


- شوفي يا ستي انا حاولت بقدر الإمكان اجيبهم حسب الاستايل اللي انتي بتلبسيه وانتي رايحة جامعتك، يارب اكون اتوفقت، تعالي شوفي واقفة مكانك ليه؟


ابتعلت بحرج لتقترب منه قائلة:

-، دول شكلهم كلفوك شيء وشويات، انا شايفة انك ترجعهم احسن، عشان انا مش هجدر.......


- ورد

قاطع استرسالها، ليحسم بقوله:

- انا قولت مفيش نقاش، اتفضلي خديهم من غير رغي.


همت تجادل، ليعود اليها حازمًا:

- اخلصي يا بنتي عشان تلحقي تلبسي منهم، ونحصل مشوار المستشفى، ياللا بقى انا ورايا شغل متعطل.


اضطرت بصيحته الاَخيرة لتذعن وتتناولهم منه على مضض، حتى سارت تحملهم بعنف وملامح عابسة، ثم ما لبثت ان تلتف عنه، حتى اوقفها:


- ورد تعالي خدي الكيس الاخير ده

التقطته منه سريعا دون ان تنظر لمحتواه، فلم تنتبه سوى في وسط الطريق، وقبل ان تصل للغرفة، لتشهق ملتفة برأسها له بأعين متوسعة، حينما بصرت القطع الداخلية،

تطالعه بحدة قابلها هو ببساطة قائلا:


- الحاجات دي بقى جيبتها ع الوايم كدة، يارب تطلع مقاسك. 

حينما ظلت على زهولها، تابع بهتافه:

- انتي لسة هتندهشي؟ يا ورد عايزين نلحق مشوار المستشفى،  ياللا بقى 


❈-❈-❈


بخطوات متسارعة، يرافقها القلق، خرجت من باب المنزل الداخلي، تبحث بعينيها عنه علٌها تجده بالحديقة، ولكنها لم تجد سوى جدتها فاطمة، جالسة في مكانها المعتاد مع الأطفال حولها اسفل المظلة، وصلت لتلقي التحية على عجالة قبل ان تسألها، وعينيها مازالت تجوب في الأنحاء


- صباح الخير يا جدة ما شوفتيش غازي؟

تبسمت المرأة بخبث تجيبها:

- صباح الفل يا عين ستك، طب ادي الصباح حجه وبعدها اسألي ع اللي انتي عايزاه؟ ولا هو الشوق غالبك جوي كدة. 


- وه

خرجت منها بخجل شديد ، لتصعد السخونة وجنتيها على الفور متمتمة في ردها بتلجلج:


- ايه اللي بتجوليه ده بس يا جدة؟.... انا بسأل عشان ما شايفوهوش من الصبح، ودي مش بعادته يعني يصحي جبلي ويطلع كمان من غير ما احس بيه، ليكون حد طلبه في موضوع مهم يخص البلد ولا العيلة؟


- لا يا ختي محدش طالبه ف موضوع مهم ولا دياولوا، هو اصلا مباتش في البيت اساسًا يا خم النوم .


قالتها فاطمة بمزيد من التسلية، تراقب رد فعل الأخرى والتي توسعت عينيها باستدراك، تتذكر برودة الفراش حينما استبقظت، وفتحت اجفانها للنور، وهي التي ظنت بعد سهرها لمدة طويلة بالأمس في انتظاره، انه ربما يكون قد أتى في وقت متأخر من الليل وخرج صباحا قبلها ايضا.


امتقعت ملامحها بحرج متزايد، شاعرة بخزي امام المراة التي اشفقت عليها، لتلطف بابتسامة حانية تجيبها:

- يا خايبة انا بنكشك بس، عشان اغلس عليكي واضحك معاكي، غازي دي مش اول مرة يعملها، هو كدة معود لما يكون مضايق ولا شايل الهم، او عايز يختلي بنفسه، تلاجيه يسهر في الحوش الوراني تحت عرش العنب، يبص ع الخيل ، وياما غلبه النوم ع الكنبة هناك ، روحي شوفيه، يمكن صحي ولا تلاجيه لساتوا نايم .


اومأت لها بابتسامة متوترة، حتى كادت ان تتحرك، ولكنها تذكرت لتسالها:

- طب وانتي عرفتي ازاي انه نايم هناك، شوفتيه يا جدة؟

- لا ما شوفتوش، بس عرفت لوحدي من شكل وشك انتي دلوك، وشكله هو امبارح 


اهتزت رأسها لها تدعي التفهم، لتبرق عينيها فجأة مع انتباهها للكلمات:

- جصدك ايه بشكله وشكلي؟ انتي فهمتي ايه بالظبط يا جدة؟


اطلقت فاطمة ضحكة رنانة تتميز بها رغم تقدمها في العمر، لتردف بمشاكسة:

- يا بت وانتي مالك باللي فهمته عاد؟ مش تروحي تشوفي جوزك الاول وتصالحيه، ولا هتستني لما يمشي يشوف مصالحه، ويروح عليكي اليوم يا خايبة؟....... خلصي يا بت اتحركي 


اضطرت نادية لتزعن ذاهبة من امام المرأة المحنكة، بكشفها وكشف ما تمر به مع زوجها، هذا عيب السكن مع نساء كبيرات في العمر، وخبيتثات في الفكر 



الصفحة التالية