رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 12 - 2 - الأثنين 19/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني عشر
2
تم النشر يوم الأثنين
19/2/2024
غازي انت بيت هنا صح وسيبتني ليلة امبارح؟
بادرته بالسؤال فور ان وقعت عينيها عليه، وقد كان واقفًا بجوار حصانه، يربت عليه ويطعمه بقطع السكر من كفه الكببرة، حتى اجفلته بصوتها، ليلتف اليه نصف التفافة برأسه، ثم يجيبها بنبرة فاترة:
- غلبني النوم بعد ما سهرت هنا يا نادية، عادي يعني.
اقتربت بتحفزها تردد باستهجان:
- هو ايه اللي عادي يا غازي؟ ما تجول انك زعلان ولا مش طايج تنام ع الفرشة جمبي احسن .
- لا حول ولا قوه إلا بالله يارب،
تمتم بها مبتأسًا ليترك ما بيده، ويقابلها في الوقفة مردفًا:
- وايه اللي هيخليني مش طايقك يعني؟ شوفتيني واخد جمب منك مثلا؟ ما انا جدامك اها وبتكلم معاكي، ولا هنعمل زي العيال الصغيرين، ونتنفخ ونزعل من بعض على اي حاجة تافهه.
بجرأة ادهشته، وجدها تقرب نفسها منه، تواجهه بشجاعة وانفعال:
- لا هي مش حاجة تافهه يا غازي، بدليل ان نفسك مجبلتهاش، ولا اتخطتها، بس انا والله ما كنت اجصد، كنت سرحانة ساعتها وغلفت انك.......
- سرحانة في ايه؟
قاطعها بسؤاله بحدة انتبهت لها، وقد اشتدت ملامحه واشتعلت عينيه بنيران استعرت من داخله، بفراسة انبأتها لما توصل اليه بذكائه الحاد.
ابتلعت تحاول التصليح من خطأها:
- يا غازي انا جاية عشان نتفاهم، مش نوسعها مع بعض.
ظل صامتًا عاقد ما بين حاجبيه، ولكنها لم تستسلم لتزيد من قربها، واضعه عينيها نصب عينيه:
- غازي انا مش عايزة ألامور تتعجد ما بينا، انت حاولت كثير معايا، وانا مش جبلة عشان محسش، لكنك كمان عارف من الاول ان الطريق ما بينا مش سهل، يعني مش في يوم وليلة هتخطى اللي فات...... غازي، انتي فاهمني؟.....
خرجت كلماتها الأخيرة بهمس اطفئ بعضًا من وهيج النيران بداخله، لا ينكر انه سعيد بما يلمسه من تقدم منها، ولكن قلبه المكتوي بعشقها، لا يتحمل حتى التخيل انها تفكر في غيره في أشد أوقاتهم حميمية، حتى وهو يعلم ان الأمر ليس هينًا عليها ايضا.
سألته برقة ونعومة تستجدي رضاءه:
- هتفضل ساكت كدة كتير؟ مش ناوي ترد عليا يا غازي؟
زفر يطرد دفعة كبيرة من الهواء المشحون بصدره، وما هم ان يجيبها، حتى اوقفه الصوت الصغير:
- هتلكبني الحصان يا عم خازي؟
ارتبكت تبتعد عنه سريعًا، لتلتف نحو صغيرها الذي هرول فور ان اشار اليه الاخر ليقترب، وقد تمالك زمام امره سريعًا، ليتلقفه بين ذراعيه، طابعا على خده عدة قبلات بحنو، قبل ان يضعه فوق الحصان، لينتبه اليها بعد ذلك، وقد اعوجت ثغرها للأسفل بطريقة فكاهية كادت أن تضحكه، قبل ان يطالبها:
- خلاص انتي روحي دلوك، ونأجل كلامنا احنا بعدين.
مطت شفتيها بضيق قائلة قبل ان تذهب :
- ماشي يا غازي، اجل على كيفك كمان.
نظر في أثرها وهي تذهب رافعا حاجبًا واحد، بتفكير جلي لا يدري ان كان يفرح بفعلها، ام يحزن لاستمرار تعلقها بالماضي، وهذا الشيء المهين لرجولي.
❈-❈-❈
بمشاعر متضاربة، جمعت ما بين الفرح لارتداء الملابس العصرية الجديدة، والتي اعجبتها بحق، وما بين حنق شديد، يفتك بها بعد قياسها لتلك القطعة الداخلية لتتبين انها ناسبت مقاسها بالمظبوط
وهو يدعي انه اختارها عشوائيًا، تبا له من مخادع،
لقد ثبت اليها بالدليل القاطع الان، انه قليل الحياء والأدب،
زفرت تريد خلع ما ترتديه، والتعبير عن رفضها، بعند حتى لا يظنها طوع امره، ولكن اوقفها صوت جرس المنزل، قبل ان يصلها صوت امرأة تصيح بغضب:
- كدة برضوا يا يوسف، تعملها من ورايا وتتجوز ، العمارة كلها تعرف قبلي، يا خسيس يا قليل الأصل، هي دي أخرت تربيتي فيك تجيب لنا واحدة لا نعرف لها أصل من فصل، وفي يوم وليلة، ليه ملهاش اهل؟
- خلي بالك من كلامك انا مسمحلكيش يا خالتي.
- عنك ما سمحت، انا وشي بقى في الأرض منك وهما بيكلمونى عنها وعن الخناقة اللي دبتها انت مع عبد المتجلي بعد اما افتكرها جاية تخدم في العمارة.
- خالتي ارجوكي بقى!
صرخ بالاَخيرة ليسحبها بعد ذلك ويدلف بها للداخل، وعادت ورد لداخل الغرفة تسقط بجسدها على طرف التخت بحزن
❈-❈-❈
دلفت داخل مكتبه بخطوات مترددة، بناءًا على استدعائه لها، تخشى ان يصدق قول رئيسها، الذي هددها عدة مرات بطردها، او التبليغ عنها لصاحب المزرعة، كي يبت بنفسه في أمرها.
- تعالي يا نفيسة، جربي، واجفة ليه مكانك؟
هتفت مناديًا لها، يلقي من يده علية السجائر التي سحب منها السيجارة التي يدخن منها اللاَن، يطرد الانفاس لأعلى، وعينيه الضيقة ترمقها بنظرات زادت من توجسها.
- عمر بيه انا معملتش حاجة، حن عليك ما تطردني ولا تجطع عيشي، انا ما صدجت لقيتلي لجمة عيش اكل منها، كلهم هنا بيكرهوني انا مليش ذنب والل......
- بس .
قاطعها كي لا تكمل قسمها، ليردف متابعًا:
- حتى حلفان ع الكدب مش عاتجة يا جزينة، ايه يا بت ما تختشي شوية.
انكمشت على نفسها برعب امامه، وقد اصابها الزعر على اثر صيحته، ليخفف مخاطبًا لها:
- اترزعي واجعدي، انا مش بعتلك اساسا عشان امشيكي، لأني لو عايز كنت طردتك من اول يوم ، مكنتش صبرت على عوجك.
قطبت بعدم استيعاب، لتزعن بطاعة تجلس امامه. بأدب القرود كان يراها، لتبزغ ابتسامة ساخرة على فمه، قائلًا:
- متجيش على نفسك جوي يا نفيسة، خلي التمثيل دا لحد غيري، حد ميكونش من البلد اصلا ولا يعرفك.
تجمدت تسأله بريبة:
- جصدك ايه يا بيه؟ انا حمد لله سمعتي زينة ، واللي بجول كلمة في حق الولايا ربنا يجازيه بعمله.
جلجل عمر بضحكة صاخبة حتى أدمعت عيناه، امام دهشتها وامتقاع وجهها، حتى توقف أخيرا، يحاول الجدية:
- اسمعي يا بت من غير ما نلف وندور على بعض، انا عايزك في موضوع مهم...... بس لو حسك طلع ولا سمعت كلمة طلعت برا، هجطع راسك.
اجفلت بزعر لهذا التحول المفاجئ، لتبتلع نافية بهز رأسها:
- لا والله ما هنطق بكلمة يا عمر بيه.
- ما جولنا بلاش حلفان.
- طب اعمل ايه طيب؟
- متعمليش حاجة ، تنفذي بس اللي هطلبه منك.
- ايه هو طلبك يا بيه؟
- عايز رقمها؟!
- رقم مين يا بيه؟
سالته بعدم فهم، لكن سرعان توصل عقلها الخبيث الى المقصودة، لتحتج رافضة بتبرير:
- والله ما اعرفه، الجديم هي اساسًا رمته، وانا اتحرم عليا نجعهم اساسًا.....
- مش هتغلبي.
هتف بها مقاطعًا ليميل بجذعه نحوها، مشددًا بتهديد:
- تتشالي تتحطي هتجيبه يا نفيسة، وحطي في مخك، ان انا مش مشغلك هنا لشطارتك، ولا لأدبك وإحترامك، الرقم هايجيني يا بت.
❈-❈-❈
استيقظت من غفوتها على اثر اصوات الجلبة من حولها ، لتعتدل بجذعها، فتفاجأت به يتحرك من حولها ، يحمل الملابس التي قد ارتداها سابقًا، يلملمها من الجوانب التي قد القاها بها دون اهتمام كعادته، في السلة الغسيل او على طرف الفراش، او على الأرض ليدنو اسفل التخت يجفلها .
- بتعمل ايه يا عارف