-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 12 - 3 - الأثنين 19/2/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

3

تم النشر يوم الأثنين

19/2/2024

بتعمل ايه يا عارف 

خرج اليها بأنفاس لاهثة يجيب :

- بجيب البنطلون اللي وجع مني امبارح،  اكتشفت ان في كذا فردة شراب هنا تايهين، انتي بتخميني يا روح، وانا اجول الشربات بتروح ، وانتي تقوليلي بتضيع منك، 


شهقت مقارعة:

- ما هي بتضيع منك فعلا يا ناصح، انت بنفسك بتجول تايهين، وهما تايهين ليه بجى؟ عشان حضرتك بترمي وبس وانا بلم من وراك، يا دلوع .


افتر فاهه يدعي الاجفال، يردد خلفها:

- دلوع! انا برضوا دلوع يا ست روح؟ كل اللي بعمله ده يا ولية يا نكرية وتقولي دلوع، اطبخ وانضف واغسل، وبرضوا مش عاجب..


قال الأخيرة ليقف امامها ف انتبهت على هيئته،  وقد كان مرتديًا فانلة داخلية على بنطال بيتي شمر اقدامه الى ما فوق الركبة.


هي رأت ذلك وانطلقت في الضحك مرددة:

- يخرب عجلك يا عارف، ايه اللي انت عامله في نفسك ده؟ هو انت بتغسل في طشت غسيل،  دي غسالة اوتوماتيك كاملة يا حبيبي،  يعني تطلع ع الناشف،  مشمر رجليك ليه؟


قطب حاحبيه يستدرك صحة قولها، ليردف بطرافة:


- انا بشوفهم كدة في التليفزيون،  مخدتش بالي من حكاية الغسالة الاوتوماتيك دي، بس عادي يعني....... اعتبريني عاملك اغراء يا ختي .


رددت خلفه ضاحكة:

- اغراء! انت بتسمي رجلين المعيز دول اغراء، لا وبالفروة اللي عليهم كمان  


تطلع الى ما تقصد، ليكبت بصعوبة ابتسامته، ويتصنع الضيق قائلًا:

- كمان بتعيبي ع النعمة، دا شرف الرجولة دا، لهو احنا ستات ومطلوب مننا النعومة، يا جليلة الحيا. 


لم تعد قادرة على التوقف صارت تقهقه حتى تلونت بشرتها بالحمرة القانية، وادمعت عينيها تضع كف يدها على فمها، ليقترب مشاكسًا بقلق:


- خلاص وجفي للعيل ينزل انا مش ناجص، وجفي يا بت .

ختم بالاخيرة ليطبع قبلة حانية على جبهتها ثم تفاح الوجنتين، وقد لامست بمرحها شغاف قلبه، تملأه بهجة 

وغبطة، ما أسعد المحب بسعادة المحبوب. 


لتلتقط أنفاسها اخيرًا:

- ربنا ما يحرمني منك يا عارف. 


❈-❈-❈


عودة الى يوسف ونقاشه المحتدم


- يا خالتي ارجوكي، بلاش تجبريني اتجاوز معاكي، اللي بتتكلمي عنها دي تبقى مراتي 


- مرانك يا خويا،  طيب هي فين؟ ولا مكسوفة تورينا طلتها البهية 


- يووووه، تاني برضوا؟ ما تكلمي والدتك يا نانسي خليها توقف انا ماسك نفسي بالعافية 

صاح بها يوسف تجاه الفتاة الصامتة من وقت دخولها المنزل، فجاء ردها ببرود على كلماته:


- وانا مالي، انا جاية مع مامتي النهاردة متفرج، مش انت روحت واتجوزت لوحدك، دافع عن نفسك لوحدك برضوا؟


ردها الا مبالي زاد من انفعاله بها غاضبًا:

- يخرب بيت تناحتك يا شيحة، انتي جبلة يا بت؟

- اه جبلة عادي مبيهمنيش

- يعني بتعترفي انك جبلة عادي؟

- سيب البنت وخلي كلامك معايا انا يا يوسف.

خرج الرد الاَخير من المرأة المتخفزة ، وقبل ان يعود للشجار معها، توقف مجفلًا على توقف أبصارهما، نحو جهة ما من خلفه، فاغري فاههم بازبهلال؛ جعله يلتف هو الاَخر، ليفاجأ بها امامه، تقترب بهيئة كادت ان توقف قلبه عن دقاته، ترتدي إحدى الاطقم التي ابتاعها عبر شحن الاون لاين،  بلفة عصرية لحجابها وزينة خفيفة على بشرتها،  وابتسامة ضعيفة افتقدها، تلقي التحية مرحبة بهم برزانة:


- السلام عليكم. 

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 


تمتم ردا لها بصوت عالي، لينتفض من محله يضمها بذراعيه من كتفيها اليه،ثم يسحبها بفخر يقدمها اليهما:


- دي ورد، عروستي يا خالتو. ايه رأيك بقى، شوفتي عروستي حلوة ازاي يا ست نانسي؟


❈-❈-❈


على أطراف الأرض وقد كان يتابع حركة العمال بها في تعبئة الفواكه في صناديقها الخاصة، ثم نقلها داخل السيارات التي سوف تذهب بهم الى وجهتها في التوزيع، بنشاط وهمة ازدادت بوجوده في الإشراف عليهم الاَن.


حتى تفاجأ بزيارة اخر فرد يتوقعه:

- صباح الخير يا كبير ناسك، عامل ايه يا غازي باشا؟

عض على نواجزه بغبظ شديد ، وعينيه استعرت بلهيب من جمر بتذكره رجله الأوفى ورقدته الاَن في المشفى بلا حول له ولا وقوة، يجزم ان هذا الثعبان له دور فيما حدث له.


- شجة غريبة يا صدجي، يا ترى ايه السبب؟

ابتسامة مقيتة لاحت على ثغر المذكور يجيبه بلؤم:

- بجى دي اصول يا غازي؟ مش هاين عليك حتى السلام ترده يا راجل؟


ضرب الأخير بعصاه على الأرض ينهره بغضب صريح :

- بلاش لف ودوران يا صدجي، انا مفيش بيني وما بينك اي ود، وانت عارف زين يشهادتي ضدك في النيابة، تبجى جاي ليه؟ هتشرب الشاي معاي مثلا ؟


ضحك يزيد من استفرازه، ثم قال بفحيح :

- يعجبني فيك غشمك دا اللي بيسموه الناس المخبلين شجاعة، بس انا هاجي معاك من الاخر برضوا،  خف دعبسة من وراي يا غازي، انا راجل في حالي،  خليك انت كمان في حالك ، وبلاها حكاية الشهادة ضدي لانك متأكد ان مفيش منها فايدة، بدليل اني واجف جدامك اها ومحدش ماسك عليا دليل ، انا بتكلم معاك بصراحة يا ابو البنات ولا صح انا سمعت ان جالك  واد ع الجاهز من مرتك الجديدة.....


- قسما بالله لاخلص عليك لو بس جربت منه ولا جيبت سيرته تاني على لسانك الزفر دا يا صدقي.


هتف بها ينقض عليه، ويجذبه من تلابيب جلبابه، بملامح أظلمت بوحشية،  حتى اثار الرعب بقلب صدقي قبل ان يتمالك سريعًا امامه، ليظهر عدم الاكتراث حتى أتى الرجال ليفرقاه عنه.


- صلي ع النبي يا كبير، ايه الحكاية امال؟

- اللهم صلي وسلم عليك حبيبى يا رسول الله. 

تمتم بها غازي وهو يسحب بيد الرجال،  ليعلق صدقي ببرود:

- فهمتوا غلط يا رجالة، دا الكبير بس كان بيهزر معايا،  مش كدة برضوا يا غازي؟


لم يرد ولكن حدجه بنظرة حارقة لم يأبه بها الاخر، ليضيف بسماجة؛

- هسيبك دلوك يا غالي عشان ورايا مصالح، عن اذنكم يا رجالة ، الله ينور ويعينكم. 


تابعه غازي وهو يصعد السيارة التي كان يركنها في جهة قريبة،  ليغمغم بمقت:

- ماشي يا كلب ، انا وراك والزمن طويل 


❈-❈-❈


بتعملي ايه عندك يا هناء؟

صدرت بصيحة انتفضت له الفتاة وهي تؤدي عملها،   لتستدير اليها تجيبها بهلع:

-  يعني هكون بعمل ايه يا مشمش؟ مش شيفاني بشتغل؟ لزومها ايه الخضة اللي تقطع الخلف دي؟ مش وقت هزار خالص على فكرة. 


تخصرت الأخيرة توقفها مرة أخرى بقولها:

- وانا مهزرتش يا حبيبتي، انا عاملة اتفاق مع ست الريسة، ان حالة المريض هنا محدش يتابعها غيري، ليه العك بقى؟


عقبت هناء :

- عك ايه يا منيلة؟ دا احنا بنشتغل مش بنطبخ

اقتربت تخاطبها بحدة:

- لأ يا هناء اسمه عك ، عشان انا منبهه على ست الريسة ان حالة بسيوني محدش يقرب منها غيري،  هي الست وافقت عشان عارفاني شاطرة،  وانا الحالة دي بالذات تخصني ومقبلش حد يقرب منها غيري.

الصفحة التالية