رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 11 - 2 - السبت 17/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الحادي عشر
2
تم النشر يوم السبت
17/2/2024
استني عندك ، مين انتي؟ وطالعة عند مين؟
هتف بها حارس البناية الذي نهض عن كنبته الخشبية فور ان وقعت عينيه عليها ، وهي تقترب من المدخل، بعدما ترجلت من السيارة، تاركة زوجها يصطفها الاَن ، وكان رد فعلها النظر اليه باستفهام سائلة:
- انت بتسألني انا؟
اقترب الرجل نحوها يقول بحدة:
- امال خيالك يعني؟ مين انتى؟ ولا تكوني جاية تخدمي عند حد هنا من السكان؟
- أخدم!
تمتمت بها بصدمة، لتعود بالنظر على ملابسها، وتلك الهيئة المزرية، بعدما فقدت الطاقة او الاهتمام بمظهرها، من وقت حادث شقيقها ، لتطرق برأسها عن الرجل الذي لن تلومه عن ظنه بها.
- يا بت ما تجولي، انتي جاية لمين؟ ولا عايزاني اتصل اجيبلك الأمن.....
هتف بها الرجل بحدة ليلتف مجفلًا، نحو من صاح به يهدر بقوة:
- تجيب الأمن لمين يا حيوان؟ انت مش عارف دي تبقي مين ؟ ولا تبقالي ايه؟
انتفض الرجل برعب اصابه، مع تقدم الاَخر نحوه بغضب مخيف،، جعله يدافع عن نفسه على الفور:
- يا بيه انا معرفش انها تخصك، كنت بسألها، لكن هي مردت.....
لم يكمل الأخيرة بعدما انقض عليه يجذبه من ياقتي قميصه بعنف:
- وحتى لو متخصنيش، هل دا معناه انك تعاملها بالجليطة وقلة الادب دي، انا هعرفك ازاي تحترمها يا حيوان لازم اربيك واعلمك الأدب.
صار الرجل ينتفض بين يديه، ويخاطبه برجاء متأسفًا:
- يا يوسف بيه، انا راجل على باب الله وبعمل شغلي ، والله لو اعرف انها تخصك ما كنت هستجرا اكلمها، وع العموم انا بتأسفلك وبتأسفلها اها.
كان غاضبًا بعنف، حتى لم يكترث لصورته امام المارة وبعض السكان التي توقفت امام المشهد، حتى أصبحت هي تتشبث به وتترجاه بحرج:
- يوسف خلاص الراجل مش جصده، حن عليك فضها.
شعر بلمستها على ذراعه وكأنه مس كهربائي، اطاح بتركيزه مع الرجل، ليرخي قبضته عنه، محاولا السيطرة على ارتباكه، بعدما تعلقت كفيها بساعده، بغفلة منها؛
- انا هسيبك بس عشان خاطرها، لكن غلطة تاني معاها المرة الجاية هتشوف اللي يحصلك،
- ولا نص غلطة حتى، ولو عايزني كمان اضربلها تعظيم سلام عادي يا بيه.
قالها الرجل بمزيد من الاعتذار، ليرد هو بإعلانه امام كل الحاضرين، وقد لف ذراعه حول كتفيها بحمائية:
- دي مراتي ، مرات يوسف الغمراوي، يعني تعظيم سلام قليل عليها كمان.
- وه مرتك؟
عقب بها الحارس بذهول ليتبعه البقية بتقديم التهنئة والمباركات للعروسين، فيجيب عليهم هو بفخر متحديًا نظرات الأندهاش الواضحة لها، عكسها هي التي كان الخجل يقتلها مع ضمه لها امامهم، وهذا القرب، رأسها تبعدها بصعوبة عن صدره، رائحة عطره تغمرها وكأنه يحتضنها، باضطراب كان يجعلها بصعوبة تخرج صوتها في الرد لهم
بعد قليل
دلفت خلفه لداخل المنزل، تلفها حالة من التشتت، بعد ما حدث، لتبادره الحديث فور ان أغلق الباب:
- مكنتش حابة احطك في موقف زي ده؟
ضيق عينيه امامها يطالب بتفسير، فتابعت شارحة:
- جصدي ع اللي حصل وانك تنجبر تجولهم عن صفتي، دا الراجل افتكرني طالعة اخدم عند حد من العمارة.
قالت الأخيرة بحزن غلف نبرتها ، ليعقب هو بحنق:
- عشان حمار، عبد المتجلي دا اساسًا غبي ومبيفهمش، ثم تعالي هنا، مين قالك ان انتي قليلة عشان تتأثري؟ دا انت اشيك من أي واحدة شوفتها رايحة جامعتها، ان كان على مستوى الصعيد كله ولا حتى هنا كمان.
ردت بما يشبه التشكيك:
- هنا كمان! مش لدرجادي يعني؟
عاد مؤكدًا لها:
- لا لدرجادي واكتر كمان، ودا سر اعجابي بيكي، انتي مش بس شيك، دا انتي موزة جامدة كمان.
اضطربت لغزله الصريح، لتضطر انهاء الجدال معه، وابتعلت ممتنة له بخجل حتى تهرب من امامه:
- ع العموم انا لازم اتشكرك على وجوفك معايا، رغم اني مش عارف هجدر اوفي جمايلك دي كيف؟
جذبها من ذراعها يوقفها قبل ان تذهب من امامه:
- جمايل ايه اللي عايزة توفيها؟ متخلنيش ازعل منك يا ورد
اثر بها هذه الجدية في العتاب منه ، لتومئ بطاعة دون صوت، فتابع مشددًا دون ان يتركها:
- انا من النهاردة هسعى على نقل ورقك من الصعيد للجامعة هنا، وان كان ع لبسك، ف احنا مش مضطرين ننزل الصعيد نجيبهم، من بكرة دولابك هيبقى مليان بكل اللي تحتاجيه
شرعت بنظرة انبأته عما تفكر به، كادت بها ان ترد، ولكنه كان الأسبق في دحض اعتراضها بحزم:
- الكلام ده خلصان ومفيهوش نقاش يا ورد
❈-❈-❈
وفي مكان آخر ،
داخل غرفة صغيرة تشبه المخزن، ممتلئة بالعديد من ادوات الصيد، وعدد من الاثاث القديم
كان الحديث الدائر عبر الهاتف بين الاثنين:
- شوفلك صرفة يا صدجي وابعتهم........ يعني ايه؟ مش جادر تبعت عن طريق اي وسيلة، امال فالح بس تنفش ريشك جدامنا عن المسؤلين اللي مصحابهم، ولا علاقتك مع الكبارات........... متزعجش يا صدجي عشان انا على أخري منك ومن الوضع نفسه......... خلاص يبجى تخلق لي فرصة تبعتهم فيها، انت نفذت واحنا اللي لبسنا، يعني معندناش حاجة نبكي ولا نخاف عليها.......... والله براحتك اعتبره زي ما تعتبره، احنا على اخرنا وعايزين نخلص.......... ماشي يا كبير نصبر كمان شوية وانا نشوف ايه أخرتها،
- الراجل بيلعب بينا .
علق بها عيسى فور انهاء الاخر المكالمة واغلاق الهاتف،، ليتابع بعيظ:
- بس احنا مش لازم نسكت يا سند، لازم يلبس زي ما احنا لابسين.
سمع الاخير منه، ليزفر بغيظ يرد:
- اه بجى، ولما يلبس يا ناصح مين هيطلعنا منها ؟ مين اللي هيجبضنا، نفسي تبطل اندفاعك يا عيسى .
قالها وتحرك خطوتين ليجلس على اريكة خشبية ، عفى عليها الزمن من قدمها، يتابع لها بنصح وتحذير:
- اهدى واركز ، دا احنا ما بين حدين، اما نطلع لسابع سما، او ننزل لسابع ارض، يا نطول الفلوس ونهرب نعيش ملوك، يا نطب من الشرطة ونروح في كلبوش ، ميغركش الشويتين اللي عملتهم معاه دلوك، انا بس بشد عليه عشان مريخيش معانا، دا راجل مش سهل، واديك شوفت بنفسك، عرف ازاي يظبط الموضوع مع الحكومة ودلوك بايت في بيته، مش زينا هربانين.....
لازم نهاوده يا حبيبي
عبس عيسى وتجهمت ملامحه ليردف بحنق:
- معاك يا سند ، بس يكون في علمك انا مصبرني بس موضوع الفلوس،، انما ان كان عليا، اخلص عليه من عشية ولا يهمني قضية ولا زفت، حتتين الاثار اللي طلعنا بيهم ، هما الحاجة الوحيدة اللي مرطبة على جلبي..
❈-❈-❈
اما عن الأخر
بداخل محل الأجهزة الكهربائية الخاص به، يباشر حركة الشراء والعمال به، من داخل غرفة مكتبه في الأعلى ، ينظر من الواجهة الزجاجية، يمارس حياته الطبيعية، بحنكة اكتسبها عبر سنوات عمله بهذا المجال، مهمها واجه لا يتأثر، حتى لا يثير الشبهة به، حتى وهو متلبس بالفعل يجد الطريقة لأبعاده عنه.
انتبه لعودة احد الرجال من صفوته المقربة، يصعد الدرج حتى أتى ليطرق باب الغرفة.
جلس هو على كرسيه خلف مكتبه، يستجيب له:
- ادخل يا حسان.
دلف المذكور يلقي التحية الاعتيادية، وقبل ان يجلس جيدا، بادره القول باقتضاب:
- هات اللي عندك.
سمع منه الرجل ليجيبه على الفور:
- زي ما بلغتك جبل سابق، بسيوني لساتوا في الغيببوبة، باينهم يأسو منه، كلهم رجعوا ما عدا اخته لسا بتزوره يوماتي، شكله ما منوش جومة وع العموم لو حصل وجام احنا برضوا مفتحين
بتفكير جلي، صار صدقي يهتز بكرسيه يمينًا ويسارًا، ليغمغم وكانه يحدث نفسه:
- يعني الباشا غازي رجع........ حلو جوي، كدة بجى اللعب هيبجى ع المكشوف.
❈-❈-❈
اما عن الأخر
بداخل محل الأجهزة الكهربائية الخاص به، يباشر حركة الشراء والعمال به، من داخل غرفة مكتبه في الأعلى ، ينظر من الواجهة الزجاجية، يمارس حياته الطبيعية، بحنكة اكتسبها عبر سنوات عمله بهذا المجال، مهمها واجه لا يتأثر، حتى لا يثير الشبهة به، حتى وهو متلبس بالفعل يجد الطريقة لأبعاده عنه.
انتبه لعودة احد الرجال من صفوته المقربة، يصعد الدرج حتى أتى ليطرق باب الغرفة.
جلس هو على كرسيه خلف مكتبه، يستجيب له:
- ادخل يا حسان.
دلف المذكور يلقي التحية الاعتيادية، وقبل ان يجلس جيدا، بادره القول باقتضاب:
- هات اللي عندك.
سمع منه الرجل ليجيبه على الفور:
- زي ما بلغتك جبل سابق، بسيوني لساتوا في الغيببوبة، باينهم يأسو منه، كلهم رجعوا ما عدا اخته لسا بتزوره يوماتي، شكله ما منوش جومة وع العموم لو حصل وجام احنا برضوا مفتحين
بتفكير جلي، صار صدقي يهتز بكرسيه يمينًا ويسارًا، ليغمغم وكانه يحدث نفسه:
- يعني الباشا غازي رجع........ حلو جوي، كدة بجى اللعب هيبجى ع المكشوف.