-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 11 - 1 - السبت 17/2/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

1

تم النشر يوم السبت

17/2/2024



- روح جومي عشان تاكليلك لجمة

اعتدلت بجذعها على ندائه، لتجلس بنصف نومة، تفسح له حتى يجلس بجوارها، واضعًا صنية الطعام بينهما على الفراش، بعد ان تطوع وقام بتجهيزه لها، ليتابع بطرافة:


- وادي الوكل اللي سخنته بنفسي يا ست روح ، عشان تعرفي بس اني راجل مودرن وعصري بعقلية منفتحة.


تبسمت تتناول منه شطيرة الجبن الصغيرة التي اعطاها لها، وخرج ردها قبل ان تقضم منها بفمها:


- ايوة بجى يا عم المودرن، اللي يسمعك يقول دا عمل وسوى، اشحال ما كانوا كام بيضة مسلوقة على كام شرحة خيار وجبنة.


صاح معترضا بعدم تقبل:

- نعم يا هانم، انا مسمحلكيش، تجللي من مجهودي وتستخفي، ولا انت فعلا زي الجطط اللي تاكل وتنكر.


ضحكت لمزاحه ولكنها قطعت تتأوه، تضع كف يدها على خلف ظهرها، ليعلق هو بقلق:

- ايه الحكاية؟ انا بدأت اجلج على فكرة، 


على الفور سارعت بطمئنته:

- مفيش داعي للجلج يا عارف، دا أكيد من تعب السفر، وكوم فجأة علي، اخد راحتي بس ع السرير، وبعدها ان شاء الله ابجى عال. 


- طب كدة معناه انك مش هتجدري تروحي الدكتورة. 


وجمت عن الرد له، ليستنبط من هيئتها ، حرجها في التعبير عن عدم قدرتها للذهاب،  مما زاد قلبه توجسًا، ليحسم قائلًا:


- خلاص انا هجيبها هي تكشف بنفسها، باللي الرقم اللي تحدده بنفسي، المهم اطمن عليكي وع العيل 


اومأت بموافقة دون جدال كعادتها، لتعود وتتناول الطعام؛ الذي اصبح يشاركها به بعدم شهية، ليحاول التلطيف بقوله:


- عايزين نشد حيلنا كدة عشان العيل ده ينزل، يجي غيره على طول، انا عايزهم يبجوا في طول بعض .


توسعت عينيها بصدمة لتردد خلفه بعدم تصديق؛

- طول بعض، وعلى طول يا عارف، طب مش ناخد نفسنا الاول، ولا العيل ياخد كفايته من الاهتمام .


- يا ستي ومين جال ان هينجص اهتمامه؟ انت عليكي بس تخلفي وامي تشيل، وانا كمان اشيل، احنا ايه ورانا يعني؟


عادت للضحك قائلة:

- امك ربنا يديها الصحة، بس انت وراك شغلك يا حبيبى، وانا المشروع بتاعي ولا انت نسيت؟


- لا يا وحش منستش، ولا كمان نسيت اتفاقنا والتعويض، ولا تكوني انتي كمان اللي نسيتي؟


قال الأخيرة بخبث جعلها تقطب بلمحة من الخجل تعبر عما يدور داخل عقلها بريبة:

- يا خوفي منك يا بدران، المرة اللي فاتت لبستني بدلة رجص، محدش عارف المرة دي ناويلي على ايه؟


تبسم بمكر يتنقل بعيناه نحو الخزانة يتأوه بلوعة:

- اه ع البدلة اللي مخدتش حجها، هايجي وجتها ان شاء الله، وتهز على واحدة ونص.


لكزته بقبضتها على صدره، لتغلب حياؤها امام وقاحته، فتابع يزيد عليها:

- خدي راحتك يا هانم، على ما اخد انا وجتي ف التفكير في التعويض المناسب....... بس نطمن ع النونو الاول.


قال الأخيرة بجدية جعلتها تتمتم من خلفه:

- اللهم امين يارب 


❈-❈-❈


ثقيل وجسده المرتخي في سبات النوم العميق، يجعل الأمر غاية في الصعوبة لها، في محاولاتها الحثيثة للنهوض، وقد طال نومها بسببه، 


ذراعه العضلي يكتفها عن النهوض بحرية، تجاهد للنهوض دون ايقاظه، ولكنها لا تفلح:

- يووووه. 

تمتمت بها بصوت خفيض وهي تحاول بصعوبة لرفعها عنها، وتحريك جسدها للابتعاد حتى كادت ان تفلح، قبل ان تشعر بعودتها مرة أخرى، بعد سحبها على حين غرة ليطالعها بوجهه الناعس:


- بجالك ساعة فرك فرك ، متعرفيش تجعدي ساكنة ف مكانك واصل.


ابتعلت بحرج لم تتخلى عنه ابدا في كل مرة اقترب منها؛


- يا غازي ما انا لازم اجوم اشوف اللي ورايا يمكن انت في اللي يسد عنك ، لكن انا لا.

- ليه؟ وراكي الديوان؟

قالها ببعض السخرية وعيناه تتفرس ملامحها المحببة، وكل خلجة تصدر منها ، ليردف بمشاكسة:


- لكن انا ليه في كل مرة ابصلك احس انك مش شبه اي حد من عيال عمامي، دا حتى خواتك متشبهيش اي حد فيهم، لا في الطبع ولا حتى في الشكل، انتي طالعة لمين يا نادية؟ لامك ولا ابوكي.


عبست ترد بضيق:

- يا سلاام، لاكون جاية من كوكب تاني كمان! مالك يا غازي؟ صاحي عشان تناكفني يعني؟ ما كنت خليك نايم احسن .


- وه .

تمتم بها بدهشة لجرأتها مع كبت ابتسامة مرحة بداخله، لتمتد كفه تلطمها بخفة معقبًا لها:

- يا بت انتي لسانك طول ليه ؟ ما كنتي زي البسة ما حد يسمعلك حس؟ ايه اللي بدلك؟


استفزها بلطمته ليخرج قولها بحدة:

- اديك جولت بنفسك بسة، يعني بتخربش لو حد عصبها، لم نفسك عني غازي.


امام شراستها الجديدة عليه، لم يقوى هذه المرة على كبح ابتسامة متوسعة، ليضغط على طرف ذقنها يزيد عليها؛

- وان ما لميتش نفسي عنك هتعملي ايه يا بت هريدي ، جال وانا اللي كنت فاكرك بسكويتة لا بتصد ولا بترد ، 


وكانت المفاجأة حينما دفعته يده عنها، تريد النهوض من جواره، لتستفز هذا الجزء الشقي به، وكان رده السريع بأن سيطر على ذراعيها الاثنان بجوار رأسها ، يخاطبها بتسلية:


- جبتيه لنفسك يا بسة يا للي بتخربشي، ارد عليكي بإيه دلوكت؟


كان متحفزًا للقتال بشكل اخافها حتى تراجعت عن حدتها معه، تريد استعطافه:

- يا غازي انا بهزر معاك ، ثم متنساش كمان اني حامل والعيل هو مطلعني عن شعوري


- يا حلاوة، يعني عايزة تجولي ان الهرمونات هي السبب، امبارح تجفلي السكة في وشي، والنهادرة تمدي يدك علي، 


- ما انت اللي بتستفزني.

خرجت منها سريعًا بدون تفكير، حتى جعلته يقهقه ضاحكًا:

- جلبتي ليه تاني؟ ما كنتي هادية من شوية. 


- يوووه. 

تمتمت بها للمرة الثانية بغيظ يفتك بها امامه، وقد تجمد محله في التطلع اليها، يأسره سحر الريم في عينيها، ويكون الصمت هو سيد الموقف بينهما،

فتأخذ هي ايضا فرصتها ف النظر اليه، 

وقد اعتادت الملامح السمراء والوجه الوسيم بخشونة، جاذبية فطرية لا يملكها سوى اعداد قليلة من الرجال، تختلف اطلاقا عن تلك الملامح الناعمة التي كانت.......


نفضت رأسها فجأة حتى ابتعدت عن مرمى شفتيه التي كادت ان تعانق خاصتيها، لتذهب بسحر اللحظة التي كان يشعر بها، ف انتفض هو ينهض عن التخت كله، مما جعلها تخاطبه باعتذار:

- غازي انا مش جصدي. 


- ولو جصدك، انا مش فاضي اصلا .

تمتم بها ذاهبًا نحو المرحاض دون ان يلتف اليها،  لتعتدل هي ف فراشها،  وشعور بالندم يجتاحها، هي الحرب المتواصلة بداخلها،  لا تدري كيف تجد لها حلًا كي تخمدها؟ مقسمة بين شقين، واحد يتمسك بالماضي،  ويؤنبها كلما ذهبت مشاعرها نحوه، وآخر يدعوها للاستسلام....


وما بين ذاك وذاك، تضيع هي ان لم ترسى قريبا على بر


❈-❈-❈


دلفت لداخل الغرفة التي خلت من الجميع إلا منها، بعد مغادرة شقيقته، تصرفت في البداية بشكل عملي ، في تفحص الوظائف الحيوية، وعمل الازم له من رعاية طبيبة، لتلتقط فرصتها الاَن في التطلع اليه، فتميل بكليتها مقربه نفسها منه، وكالعادة يتولى لسانها التعيبر عما تشعر به:


- ايه بقى يا حليوة يا جامد انت،  ما تقوم يا عم  وريني مجدعتك....... ما هو مش معقول يعني الجتة الجامدة دي تستسلم كدة للرقدة....... بصراحة بقى، مش لايقة عليك،  قوم يا جدع الله..........، طب انت صوتك حلو؟ ولا جامد وجهوري زي هيئتك؟


القت بنظرة شاملة عليه لتعود متابعة:

- يا لهوي عليا، يا راجل خلي عندك نظر وبصلي،  يمكن تعجب بيا ولا حاجة،  اينعم انا قصيرة ومكعبرة حبتين بس والنعمة انفعك،  حتى ابقى خفيفة في ايدك وانت بتشيلني.....


تبسمت وضحكت بمجرد التخيل ، لتغمغم متابعة:

- ومجنونة برضوا، قول عادي متتكتسفش، ما هو عرق الجنان ده وراثة عندنا، وانا واخداه مني امي، دي لبست ابويا مصيبة ودخلته القسم عشان تتجوزو


ختمت ضاحكة مرة اخرى لتستقيم منهية الحوار بقولها

- انا رايحة اشوف اللي ورايا دلوقتي، لكن هجيلك تاني وهرغي معاك كتير عشان تعرف شخصيتي،  اه امال ايه، ما هو لازم لما تقوم تبقى عارف مين مشمش ، سلام بقى يا روح مشمش.



الصفحة التالية