رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 13 - 2 - الخميس 22/2/2024
قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر يوم الخميس
22/2/2024
- ايه يا ولاد عجبتكم المهلبية
هللت ايه بلهفة كعادتها:
- فظيعة يا بابا فظيعة، تجنن تسلم ايدك يا خالتي نادية
قهقه غازي للهفة صغيرته، ومبالغتها التي تثير الطرافة لديه احيانا، لتعقب هي بابتسامة متوسعة في الرد للصغيرة:.
- تسلمي يا حبيبتي من كل شر، متضحكش عليها يا غازي، اية دي بالذات معزتها ف جلبي اضعاف، كفاية انها شبه روح، وجلبها زي البفتة البيضة.
اومأ غازي مصدقًا على قولها مع فرحة اية بالغزل، ليتجه بأبصاره نحو معتز وأصغر بناته دنيا، يلمس تفاهمًا بينهما وكأنهما شقيقان من نفس الأب والأم ، انتقل منهما نحو النغمة الشاردة عن الجميع, ابنته الوسطى، وهي تتناول من طبقها وتشاهد التلفاز بعدم اكتراث، ليخاطبها مشاكسًا علّه يجد منها استجابة:
- وانتي يا شروق ، متعرفيش شكرا زي ايه اختك يا بابا.
اعوجت شفتها بعدم رضا، تلتف نحو زوجته بابتسامة صفراء :
- شكرا .
- شكرا .
ردد بها من خلفها ليغمغم بيأس:
- مفيش فايدة،
اما نادية فقد تبسمت لها بصفاء نية تناكف زوجها:
- يا ختي ع الادب والزوق، ملكش دعوة بيها يا غازي، شروق دي عسل حتى لو متكلمتش.
- خلاص اطلع منها انا يا بوي، كان لازم اعرف من الاول، دخلة الراجل مكروهة بين اي اتنين ستات، ياما احنا غلابة يا رجالة.
عقب بها بدرامية أثارت الضحك لدى الأطفال وهي ايضًا وقد حتى أصبحت تقهقه بصوتها الناعم، وتحولت لون الوجنتين للحمرة المحببة من فرط ضحكاتها لتأسر عينيه بالنظر اليها، وقد تحسن مزاجها هذه الأيام، ليكتشف مع الوقت روحها المرحة ودلال الانثي ومكرها حينما تريد منه شيئًا، فيذعن بالاستجابة لها مضطرا، وبكل نفس راضية
اجفل فجأة يناظرها بقلق، بعدما نهضت راكضة من أمامهم نحو المرحاض، بفعل يعرفه تماما، نتيجة اعراض الحمل الغبية، والتي دائمًا ما تفقده لذة اللحظات معها:
سألته اية ؟
- مالها خالتو نادية؟ هي تعبانة؟
- لا يا بابا متجلجيش، هي بس لما تضحك بتدوخ
كان رد غازي لصغيرته قبل ان يصعق بتخمين الوسطى:
- لتكون حامل؟!
برقت عينيه بعدم استيعاب ينهرها:
- ايه اللي بتجوليه دا يا شروق؟ اش عرفك انتي بالكلام ده،
ردت ببساطة:
- ما هي ماما دايما بتسألني، مرة ابوكي حبلت ولا لاه؟ كل ما نروح من هنا تسألنا حتى اسأل اية؟
انتقل بعيناه نحو الأخيرة، ليجدها مطرقة رأسها بخجل، جعله يستنتج صحة قولها، فتغضنت ملامحه بضجر، متمتمًا داخله بالسباب نحو زوجته السابقة وقلة حياءها فى لفت نظر الصغيرات لهذا الشيء ، زفر ينهرها ببعض اللطف:
- غيب الكلام دا يا شروق ملكيش دعوة بيه، خليكي في طبقك ومتشغليش نفسك بأمور الكبار سمعاني؟
❈-❈-❈
لقد أتت، من تنتظرها منذ ساعات ، اخيرا اتت .
هذا ما حدثت به نفسها، وهي تنهض عن جلستها على نجيل الأرض الرطبة، لتركض نحو السيارة المقصودة، تلوح لمن بها:
- فتنة هانم، فتنة هانم .
اتت نتيجة تعبها حينما توقفت السيارة بجوارها، لتخرج لها الأخيرة رأسها من النافذة تخاطبها:
- عايزة ايه يا زفتة؟ كل الناس عرفت اسمي من نداكي
تبسمت لها بسماجة، ثم فتحت باب السيارة دون استئذان لتنضم بها، قائلة:
- كدة ع الواجف، طب دا ينفع؟
- لاه يا ختي احشري نفسك من غير استئذان.
تمتمت بها فتنة كرد لها، وامتقعت ملامح السائق في الامام ليزفر بصوت مكتوم، يستغفر ربه، ثم يخاطب سيدته:
- طب احنا كدة هنمشي يا فتنة هانم؟ ولا هنفضل واجفين في نص الطريج
تطوعت نفيسة تتملقه، قبل ان تنقل للأخرى:
- دجيجتين بس يا عم اسماعيل ونازلة مش هعوج، عاملة ايه يا ست الناس؟ وحشتني ايام العز في داركم ، امتى بجى ترجع تاني؟
ردت فتنة بابتسامة فاترة:
- زينة يا ختي وعال العال، اختصري يا نفيسة وجولي عايزة ايه؟ مش ناجصين عطلة
- عطلة دا ايه؟ دا الطريق طريقكم، هو في حد يقدر يتكلم......
زمجرت فتنة مقاطعة لها:
- اممم، اخلصي يا بت انا ورايا مشوار مهم.
اسرعت على الفور:.
- خلاص خلاص هتكلم على طول، عشان معطلكيش عن مشوارك، صراحة بجى انا عايزة رقم الست هانم بت عمك، روح
أجفلت فتنة ترفرف بأهدابها قليلًا بعدم استيعاب عبرت عنه:
- روح مين يا بت اللي عايزة نمرتها؟ مالك يا نفيسة انتي عجلك راح منك ولا ايه بس؟
قالتها بمغزى فهمته الأخرى على الفور، لتبرر مراعية انتباه السائق معهما:
- مراحش عجلي ولا حاجة، انا بس واجعة في عرضها، اصلي سمعت وشوفت بنفسي التجهيزات اللي بتعملها لمشروعها الكبير اللي عايزة تشغل فيه البنات، وانا عشمانة يبجالي نصيب من ضمنهم، حرام يعني يا ست فتنة؟
- لا يا ختي محرمش ولا حاجة بس انا اللي اعرفه هو انك شغالة في مزرعة عم.....
قعطت باستدراك تأكدت منه ، حينما طالعت المكر جليًا في عينيها، لتتبسم لها مقربة رأسها منها هامسة:
- عايزاه عشان اللي بالي صح؟
لم تجيبها بالكلام ، واستكفت بتعيير وجهها الذي اظهر الأجابة بكل وضوح، ليزداد مرح الأخرى فتسجيب لها بالقول:
- ماشي يا مضروبة الدم، هشفهولك مع واحدة من البنتة عيالي، وابعتهولك، ياللي بجى جومي خلصي، خليني اشوف مشواري، جومي
❈-❈-❈
- ها يا ست روح، عجبك المكتب ولا لاه؟
هتف بها، بعدمة أجلسها خلف مكتبها الجديد في المشروع الذي قارب على انتهاء التجهيزات به.
لتجيبه هي بابتسامة ممتنة وفرح يغمرها:
- عجبني بس؟ وه يا عارف، دا انا حاسة نفسي دلوك سيدة اعمال، بذمتك ما انفع ابجى سيدة اعمال او مجتمع؟
ختمت ضاحكة ليهلل هو متصنعًا الاستنكار:
- الله اكبر، انا جولت من الأول، هي دي البداية يا هانم، اولها مشروع وبعدها سيدة اعمال ومحد يعرف يكلمك بعد كدة، وشيل يا عارف....
اطلقت ضحكة دوت صاخبة في قلب الغرفة لتردد بمشاكسة:
- ومالوا ياسي عارف، اللي يسألك جولهم مرتي وبت عمي، محدش له دعوة بينا، واحد بيجلع مرته، فيها حاجة دي .
- فيها ضربة دم لما يصبغك، جومي يا بت ، جومي انا هاخد المكتب دا واتبرع بيه لعم سنوسي الجزار، اهو راجل غلبان، يريح عليه وهو بيتأمر ع البشر اللي بتشتري منه.
قالها واقترب يحاول رفعها عنه، وقد غرفت هي في نوبة من الضحك مندمجة معه:
- لاااا، دا انا مصدجت لجيته، انا دلوك بس هاخد وضعي واعصى الحريم على أجوازهم الظلمة.
- يعني هتعملي فيها رضوى الشربيني.
- وانا أجل منيها يعني؟
تمتمت بها ردًا له، ليعقب هو ببعض الجدية:
- لا طبعًا مش اجل منيها، بس احنا عايزين عمار ، انتي عايزة الستات يبجى ليها كيان ومصدر مالي، وانا عايزة اساعدك بحيث اننا نساعد الأسرة نفسها، ماشي يا ست روح.
تحولت للجدية هي الأخرى تجيبه:
- ما انا برضك دا غرضي، بس كمان دا مينعش ان اجف جمب الستات المقهورة ومش لاقية اللي يساعدها ولا يبجى سند.... زيك كدة يا عارف، انت سندي ربنا ما يحرمني منك.
حاول كبت ابتسامة سعيدة تأثرًا بما تفوهت به، ليشاكسها مداعبًا طرف انفها بإصباعيه:
- ليه يا ست الحسن؟ عايزة تجولي ان ماكنتيش لاجية السند مع اخوكي، كبير العيلة، دا برضوا كلام يا بت .