-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 32 - 3 الأحد 4/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والثلاثون

3

تم النشر يوم الأحد

4/2/2024

❈-❈-❈

دلف بخطا بطيئة قاصدا المطبخ وهو يعلم أنها بذلك الوقت تحديدا تقف لتجهيز الطعام له ولصغيره الذي يمكث معهما بتلك الفترة؛ فلم تشعر به حتى أصبح خلفها وهتف فجأة جعلها تصرخ من الخضة:

-الجميل عامل أكل ايه انهاردة؟


ضربته على صدره توبخه:

-أخص عليك يا عمر خضتني، كده برده الأكل كان هيحرقني.


قبلها من تجويف عنقها وهمس:

-ألف بعد الشر عليكي يا روح قلبي.


تدليله لها بهذا الشكل المبالغ وعودته باكرا من عمله على غير المعتاد جعلتها تسأله بفضول:

-أنت جاي بدري ليه؟


غمز لها بطرف عينه:

-عندي ليكي مفاجأة.


تركت ما بيدها ووقفت قبالته تسأله بملامحها الفضولية فابتسم وسألها:

-ايه اكتر حاجه نفسك فيها؟


اتسعت بسمتها وأجابت:

-انك تفضل معايا طول العمر.


قبلها قبلة عميقة مؤججة للمشاعر وابتعد يضيف:

-طيب أكتر حاجه نفسك تعمليها؟


أجابته خديجة بوجه بشوش:

-أطلع عمرة ولا الحج.


أخرج تذاكر الطيران من جيبه فلمعت عينيها ببريق متوهج ونضر واستمعت له يخبرها:

-فارس كان حاجز تذاكر لزين وداده حنان الله يرحمها ودلوقتي بقى في مكانين وفاضل بس ناخد التأشيرة، وبسيطه ﻷنها هتبقى تبديل.


نظرت خلفه للتقويم المعلق على الحائط وصرخت بلهفة:

-ده فاضل أقل من 10 ايام تفتكر نلحق؟


أومأ وهو يتركها متجها للبهو فتبعته:

-كلها يومين نشتري طلباتنا ونظبط نفسنا عشان نسيب دنيا مع ماما وخلاص.


تعلقت بعنقه تقبله بفرحة؛ فبادلها العناق ولم تتركه حتى صدح هاتفه برنينه فوجده فارس:

-باشا.


ضحك فارس وهو يحاول مراضاة تلك المتجهمة بجواره:

-فينك كده؟


أجابه فورا:

-في البيت، لسه مبلغ خديجة بمفاجأة الحج وطايره من الفرح.


حرك رأسه عدة مرات مستحسنا حديثه والتفت غامزا لياسمين المتجهمة بسبب تركهما لمنزل جدها بتلك الطريقة:

-طيب لو مدام خديجة فاضية تنزل تساعدنا نختار لبس الحج لياسمين لأنها اول مره هتشتري لبس محجبات فمتعرفش أماكن كويسه.


تمتمت بجواره متذمرة:

-ما احنا كنا رايحين لنرمو عشان كده بس انت قلبت الترابيزه على الكل.


لم يهتم لتمتمتها واستمع لرد عمر الموافق، ولكنه أصر عليه:

-تعالوا اتغدوا معانا الأول، خديجة خلاص خلصت الاكل وبعد الغدا ننزل سوا نشتري الطلبات بتاعتنا.


أنزل الهاتف من على أذنه وشغل كاتم الصوت ونظر لها متسائلا:

-ايه رأيك نتغدا مع عمر وخديجة في البيت عندهم وبعدها نروح نعمل الشوبنج؟


لم ترد فقوس فمه واتخذ قراره وعاد يحدثه:

-تمام يا عمر احنا جايين.


أغلق معه وأخبر زوجته فتوترت وهي تعود أدراجها للمطبخ:

-اخص عليك يا عمر، يعني أول مره يدخلوا بيتنا اكون مش عامله حسابي على أكل كويس.


نظر أمامه لأصناف الطعام وتعجب من حديثها:

-ماله الأكل؟ ما هو زي الفل أهو وبعدين فارس بقى مننا وعلينا يعني.


حركت رأسها مستنكرة حديثه واتجهت للثلاجة لتخرج عدة أصناف اخرى وهي تتمتم بغيظ:

-ربنا يسامحك، ادعيلي ألحق أخلص قبل ما يوصلوا.

❈-❈-❈

ظلت ممتعضة تنظر من نافذة السيارة لا تتحدث معه طوال طريق عودتهما من منزل جدها، وانشغل هو الآخر بالتحدث لحارسه عبر الهاتف يطمئن على حالته:

-طمني صحتك احسن دلوقتي؟


اجابه زين بصوت متعب:

-الحمد لله يا باشا احسن كتير.


سأله بحيرة:

-طيب هينفع ترجع امتى؟ أنا مش عايز اسافر قبل ما أشوفك واطمن عليك.


أجابه زين فورا:

-غالبا أقدر أخرج بكره من المستشفى خلاص الحمد لله.


نظر لزوجته عندما وجدها التفتت تستمع لحواره باهتمام وأكمل حديثه:

-دعاء عامله معاك ايه؟


توتر الآخر وابتلع ريقه مخرجا تنهيدة قوية من جوفه:

-انا مش عايز سيادتك تزعل مني بس.


صمت مبتلعا لعابه بتوتر فقوس فارس فمه وهو يعقب عليه:

-أنا عارف انكم اتجوزتم.


لم يجد رد من حارسه على العكس من زوجته التي صرخت متسائلة:

-مين اللي اتجوزوا؟ دعاء وزين!


أومأ مؤكدا لها وأكمل حديثه مع حارسه:

-حسابنا لما ترجع يا زين.


حاول تبرير فعلته:

-يا باشا دعاء معايا بقالها 20 يوم من ساعه ما سافرنا ولو فضلنا على وضعنا الغلط كان هيركبنا، إنما كده وهي على ذمتي محدش يقدر يفتح بوقه معانا.


ضحك فارس ساخرا وسأله:

-اتجوزتها ازاي من غير ولي شرعي ليها؟


أجابه موضحا:

-احنا في تركيا يا باشا والجواز هنا مدني ومجرد ما أخرج هوثقه في الخارجية أو لما آجي مصر نكتب الكتاب شرعي، هو كل الحكاية كنت عايز شكل قانوني عشان محدش يتكلم لكن انا معملتش دخله يعني.


تلاعب فارس بلسانه ضد خده من الداخل يكتم ضيقه وغضبه الذي زاد بتلك الآونة بسبب عدم اعتداد الكثيرون وله لكلامه، ولكنه ذاهب لأداء أقدس وأصعب الفرائض والتي تغسل المرء كما ولدته أمه؛ فآثر أن يظل على هدوءه المصطنع هذا وأكد على حارسه:

-تمام يا زين هستناك ترجع قبل سفري.


أغلق معه والتفت لتلك الفضولية والتي ظلت تسأله:

-اتجوزوا أزاي وامتى وليه مقولتليش؟


داعب أسفل ذقنها مجيبا:

-عرفت من أمجد طبعا، ومجاتش فرصه عشان أقولك.


سحب طرفي سترته ليهندم ملابسه ويعتدل بجلسته وهو يتابع حديثه:

-أنا فعلا كنت رايح آخد نرمين معانا واحنا بنعمل الشوبنج بس دمي فار بعد ما شوفت عمك يا ياسمين، واحمدي ربنا اني بحاول أمسك أعصابي وما اتهورش اليومين دول.


بللت شفتيها وعقدت ساعديها أمام صدرها فتكلم هو متسائلا:

-الحاجه الوحيدة اللي معملناش حسابها هي الولاد هنسيبهم فين؟


أجابته فورا بدون تفكير:

-هاخدهم معايا، انا مش هثق في مربيات خلاص من هنا ورايح.


تعجب من ردها وسألها:

-هتقدري عليهم مع مراسم الحج الصعبة دي؟


أومأت تؤكد بثقة:

-هقدر إن شاء الله.

الصفحة التالية