-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 34 - 2 الجمعة 16/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر يوم الجمعة

16/2/2024


دلفت مبتسمة وهي ترفع راحتيها وترتمي بجواره على الفراش تقول بإجهاد:

-وأخيرا خلصت فرش البيت كله.


ابتسمت وهي تناوله دواءه ومعها زجاجة المياه:

-مش مصدقه بجد إني خلصت أخيرا ومن غير مساعدة حد خالص.


مدحها وهو يعتدل على الفراش:

-براڤو عليكي يا دعاء.


رمقته بنظرة رقيقة ووقفت فسألها:

-رايحه فين تاني؟ اقعدي ارتاحي شويه.


ردت وهي تخرج:

-هجيبلك الأكل.


ذهبت للمطبخ وبدأت بوضع الطعام بالأطباق فسمعت صوت تحركاته خلفها ووقف يحدثها بضيق:

-متنسيش دواكي أنتي كمان، من ساعة ما رجعنا وانتي اللي بتعملي كل حاجه كأنك عايزه تحسسيني بعجزي مع إنك محتاجه رعايه زيك زيي.


رمقته بنظرة حزينة وهي غير مصدقة لحديثه:

-معقول يا زين! يعني أنا بعمل كل ده عشان اريحك وتخف بسرعه وأنت شايفني بحسسك بعجزك؟ أنا بجد زعلانه منك.


زفر أنفاسه متذمرا:

-خلاص يا دعاء زهقت من الرقده دي وعايز ارجع الشغل.


اقتربت منه وربتت عليه تؤازره:

-حبيبي، هانت وصحتك ترجع أحسن من الأول بس ع الله فارس يرضى يرجعك الشغل.


أطرق رأسه محاولا إخفاء غضبه ورد:

-لو رفضني محدش يقدر يلومه، أنا اتحديته وعملت الحاجه الوحيده اللي طلب مني  معملهاش و...


قاطعته تنظر له بحدة:

-اتحديته! أنا عارفه انك ندمان عشان اضطريت تتجوزني يا زين بس أظن لما الباشا بتاعك يعرف انك رافض تلمسني لحد دلوقتي ممكن يسامحك ويرجعك الشغل، وبسيطه يعني تطلقني وارجع بيت أبويا اللي وقفت قصاده عشانك وأعيش مع أمي اللي شيفاني السبب في اللي حصل ﻷخويا برده عشانك، بس عادي يعني انا مكنتش منتظره منك حاجه غير كده.


تحركت من أمامه تضرب الأرض بقدميها فتبعها وهو يظن انها متجهة للملمة متعلقاتها، ولكنه وجدها جلست على طرف الفراش تنظر للأرض وتبتلع بكائها بداخلها فجلس بجوارها واستمع لحديثها:

-شوف لو عايزنا نتطلق أنا مستعدة بس للأسف انا معنديش مكان أروحه يا زين، فحتى لو اتطلقنا هفضل عايشه هنا لو قبلت وابقى روح انت ارجع عيش مع الباشا.


دمعت عينيها فتنهد وحاول تمالك نفسه أمامها موضحا:

-أنا ملمستكيش مش خوف من فارس باشا ولا عشان ناوي أطلقك وأظن احنا اتكلمنا في النقطه دي قبل كده، جوازنا كان جواز مدني عشان القوانين في تركيا ولحد دلوقتي متجوزناش شرعي بالرغم من إن جوازنا موثق في السفارة وورقنا سليم.


اقترب منها ومسك راحتها ينظر لها بحب:

-أنا لما حصلت بينا تجاوزات قبل كده كنت عشان بحبك ومش قادر على بعدك بس عرفت بعدها إن الحب هو أني أحافظ عليكي ومتخطاش شرع ربنا، والشرع بيقول أن جوازنا لازم يكون ليكي وكيل عشان انتي بنت ولحد ما ده يحصل مش هلمسك يا دعاء.


ابتسم وهو يداعب وجهها بسبابته فسبب لها قشعريرة:

-وبعدين هو انا قادر أصلب طولي عشان ألمسك؟ الموضوع ده عايز صحه.


ضحك بنهاية حديثه حتى يلطف الأجواء المشحونة بينه وبينها ولو قليلا فابتسمت من مزحته فاحتضنها وقبل وجنتها ساخرا:

-اهو ده اخري عشان أكتر من كده ممكن الدخله تتم في الإسعاف.


دفعته بعيدا عنها بعد أن انهارت ضاحكة وهو يؤكد سخريته:

-والله بكلمك بأمانه، الدخله تحصل من هنا وندخل العناية المركزة من الناحية التانية.


تجهم وجهها بعد أن انتهيا من موجة الضحك فرفع حاجبه يسألها بحيرة:

-الله! كشرتي ليه تاني؟


أجابته وحدقتيها تلمعان بماء عبراتها:

-عشان لو أنت مفكر إن بابا ممكن يحط ايده في ايدك عشان يجوزنا تبقى غلطان، بابا مسحني تماما من حياته وأديك شوفت لما جه هنا عمل ايه؟


تذكر تلك الزيارة عندما تفاجئا بحضورة وهما لا يعلمان من أين حصل على عنوان منزله ودلف صارخا بها:

-يا حيوانه يا بنت ال*** دمرتينا ورايحه تسافري معاه تتبرعيله وتتجوزيه من غير موافقتي كمان، مش كفايه دخلتي أخوكي السجن و...


صرخت هي الأخرى تدافع عن نفسها:

-أنا مدخلتش حد السجن يا بابا، شادي هو اللي كرهه عماه وفضل يأذي كل اللي حواليه حتى انا مسلمتش من أذتيه وفي الآخر هو برده اللي غلط وعمل العمايل دي واتسبب في تعب زين بالرغم انه دافع عنه واتصاب بسببه.


صر أحمد على أسنانه وهو يهدر بها وزين يقف أمامه كحائل حتى لا يتهور ويضربها:

-بس في النهاية احنا عيلتك والمفروض تقفي جنبنا لحد النهاية مش تبعينا كده؟


حاولت الرد، ولكن صوت زين أسكتها عندما قال:

-شادي حط هدف قدامه ولما معرفش يوصله قال عليا وعلي أعدائي فطلع خسران بالنهاية ومحدش مسئول عن اللي حصله غيره هو ولا حد مديون له بأي حاجه وأولهم دعاء اللي استخدمها قبل كده وعرض حياتها للخطر لما لعب مع فارس الفهد بمساعدة المافيا يا عمي ومع ذلك فارس باشا سامحها و...


قاطعه صارخا بسبة لاذعة له ولرب عمله:

-*** عليك أنت والباشا بتاعك يا ***.


ثم التفت لابنته رافعا حاجبيه بشكل ممتعض:

-من انهاردة تنسينا نهائي وتنسي إن ليكي أهل ولما يرميكي عشان خاطر عيون الباشا بتاعه متجيش تجري تستنجدي بينا.


عاد من شروده وهي تكمل نحيبها وحزنها:

-فالمفروض بقى هنفضل متجوزين ومش متجوزين ولا هنعمل ايه يا يزن؟


ابتلع ريقه وسحب نفسا عميقا طرده بتمهل ليعطي نفسه الفرصة للتفكير في رد مناسب وهو حقيقة لا يعلم كيف يحل معضلته؛ فأجابها بعد صمت دام عدة لحظات:

-هتتحل بأمر الله، احنا معملناش حاجه غلط بجوازنا واكيد ربنا هيحلها من عنده بس انتي قولي يارب.


ردت وهي ترتمي بحضنه باكية:

-يارب.

❈-❈-❈


جهزت حقيبة سفرها وخرجت فوجدت أخيها بانتظارها ليصلها للمطار فانحنت تقبل راحة جدها وهي تطلب منه:

-ادعيلي يا جدو بالتوفيق.


رد وهو يحتضنها بحب:

-ربنا يوفقك يا بنتي ويوقفلك ولاد الحلال يارب.


تحركت صوب والديها وقبلتهما كل على حدا واستمعت لتذمر والدتها المعتاد:

-أنا والله ما كنت أوافق ابدا على سفرية كده لبلاد بره لوحدك بس هقول ايه في ابوكي اللي بقى خواجه.


رمقها بنظرة ممتعضة من حديثها وكعادتها لم تفعل سوى أن وضعت راحتها تكتم بها صوتها اعتراضا على نظراته فالتفت يبتسم لابنته:

-خدي بالك من نفسك، أنا لولا عارف انك بميت راجل مكونتش وافقت ابدا على الشغل ده بس طالما أنتي مبسوطه خلاص.


ابتسمت له وتحركت برفقة أخيها الذي سألها:

-قوليلي بقى ايه يتجاب من الصين عشان تجبيلي معاكي.


ضحكت عاليا ورددت:

-ايه يتجاب من الصين، تقصد ايه مش موجود في الصين، يا بني أنا رايحه الصين يعني بلد الكل حاجه.


غمزت له وهو يقود السيارة وسألته تتلاعب به:

-اجيبلك ايفون؟ ولا عربية صيني؟


لمعت عينه وسألها:

-تعرفي تجبيلي عربية بجد؟


أومأت مؤكدة:

-أنا أصلا رايحه المعرض السنوي بتاع المنتجات الصينية وهناك هتعاقد مع كذا شركة يوردوالنا كل حاجه والشركة عطياني صلاحيات أجيب العينات اللي أشوفها مناسبه مهما كانت وهم هيدفعوا جماركها وكل حاجه قبل ما يقرروا أي منتج بالظبط هيرسوا عليه، فانا لو لقيت العربيات دي تنفع تدخل بسهوله وجمركها هيبقى معقول هنزل اتنين واحده ليا وواحده ليك واخلي الشركة تخلصلنا ورقها.


ابتسم بسعادة وهز رأسه مستحسنا:

-ياريت والله بس عرفيني هترسى على كام عشان الميزانيه بس.


ربتت عليه مؤكدة:

-متشغلش بالك أنت أنا هتصرف ونبقى نتحاسب يا ياسين.

الصفحة التالية