-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 37 - 3 الثلاثاء 27/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع والثلاثون

3

تم النشر يوم الثلاثاء

27/2/2024

ذهبت برفقة ابنة عمها لقصرها الجديد وصعدا الدرج حتى الغرفة التي تمكث بها چنى فطرقت ياسمين على الباب وانتظرت حتى تأذن لها؛ ففعلت ودلفتا ونرمين ترسم بسمة مضطربة على وجهها متخوفة من أن تمتعض الأخرى من لقائها:

-ازيك يا چنى؟


تفاجئت وتركت صغيرها واقفة ترحب بهما:

-أهلا يا نرمين أزيك؟


تصافحتا بفتور وجلسن ثلاثتهن لتهم ياسمين بالتحدث:

-بصي يا چوچو، نرمو جايه تتكلم معاكي في موضوع.


أومأت تنظر لها فتكلمت بتلعثم:

-انا عارفه اللي أنتي فيه وحاسه بيكي بس عيزاكي تتأكدي إن مفيش أي حاجه من ناحيتي خالص بالعكس تماما انااا.


صمتت مطرقة رأسها تبتسم بخجل:

-أنا بحب حد ويمكن لأول مرة أحس بالمشاعر بالقوة دي.


لمعت عين چنى وسألتها بلهفة:

-مين؟ وإزاي؟


ابتسمت تخبرها بوضوح:

-يعني أقولك بصراحه، انا كنت معجبة بمازن وقت ما اتعرفنا ببعض، شكله وأسلوبه وخفة دمه، لكن مشاعري اللي حاسه بيها دلوقتي مكانتش موجوده مع مازن ولا حتى مالك، في فرق كبير أوي بين اللي حسيته وقتها واللي حساه دلوقتي.


حركت چنى رأسها ترقب تستمع لحديثها:

-يعني انا عمري مهما بعدت أحس انه وحشني وعايزه أشوفه أو لو قاعدين مع بعض ابقى مش عايزه اروح، لكن دلوقتي انا بقفل معاه التليفون من هنا بيوحشني من هنا.


لمعت عين ياسمين غير مصدقه لما تسمعه من توأم روحها فهتفت بفرحة:

-نرمو! انا أول مره أسمعك تتكلمي كده وتحكي مشاعرك بالشكل ده.


قضمت شفتيها بخجل وهي تقول:

-بحبه اوي يا ياسمين، بجد ربنا أخيراً رضاني وعرفت غلطي بتسرعي قبل ما أقدر أتأكد من مشاعري بس عزايا الوحيد اني كنت صغيره ومش فاهمه الفرق.


تابعت تتحدث بحنين:

-لما ريحته تبقى قريبه منك وتحسي انها بتخدرك وتخدر حواسك فتدمنيها وأول ما تبعد تحسي نفسك مشتاقه وتفضلي تشمشمي حواليكي على ريحه شبها بس متلاقيش.


عقبت عليها چنى ومازن بمخيلتها:

-ولما يلمسك وتحسي نفسك طايره ومش عايزه تسيبي ايده من الدفا اللي حساه وأول ما يبعد عنك البرودة تدخل لحد قلبك.


تابعت ياسمين وهي ترسم ملامح فارس بعقلها:

-لما تحسي إن نفسك بيتقطع لما يكون بعيد وأول ما تشوفيه كأنك اخدتي جرعة اكسجين منعشه ترجعلك تنفسك لطبيعته.


نظرن بعضهن لبعض وانفجرن بالضحك وچنى تهتف:

-ده إحنا حالتنا صعبة أوي.


احتضنتها نرمين تربت عليها:

-مازن بيحبك يا چنى بس هو مش راكز لسه ومحتاج يحس انه خلاص بقى رب أسره عشان يركز ويعقل.


صرخت ياسمين بها:

-منا قولت خطه كويسه كانت هتأكد لها حبه بس أنتي وفارس بهدلتوني وكأني حمار براسين.


أكدت نرمين ساخرة:

-ما انتي فعلا حمار براسين عشان زي ما قالك خططك غبيه.


صرت على أسنانها ولكن فضول چنى جلعها تتوسلهما:

-طيب فهموني عشان خاطري.


قصت لها ياسمين المخطط فلمعت عينها وظهرت معالم الموافقة على وجهها، ولكن اعتراض نرمين هو ما حال دون إصدارها أي رد فعل:

-ايوه خطه غبيه وممكن توقع الدنيا في بعض وأنا مستحيل أدني كرامتي واروح اواجهه ولا أتكلم معاه، وبعدين لو يزن عرف أصلا بالموضوع هيرفض ومش بعيد يتخانق معايا.


حركت چنى رأسها تنظر لها ببسمة وتسألها:

-هو المحظوظ اللي فاز باليانصيب يبقى يزن الفهد؟


أومأت فضحكت عاليا:

-بنات غزال مش هتروح لحد غريب، عيلة الفهد يعني عيلة الفهد مفيش حل.


ضحكن ولكن تجهم وجه چنى جعل نرمين تقترب منها وتسألها باهتمام:

-مالك بس؟


أجابتها بحزن:

-أنا تعبانه أوي يا نرمو، عايزه أعرف راسي من رجلي عشان خاطري وافقي.


قرأت الرفض الصريح على ملامحها فحاولت إقناعها بوجهة نظرها:

-أهو في أسوأ الأحوال لو وافق ترجعوا هبقى عرفت حقيقة مشاعره وأبعد عنه وأنا مش ندمانه، أنا كده كده تعبانه من بعده بس لما أعرف أنه ضحك عليا زي الباقيين مش هحن له.


سألتها بحيرة:

-وموقفي ساعتها هيكون ايه؟ هيبقى شكلي وحش جدا.


نفت تؤكد لها:

-بالعكس، ساعتها أنا هعرفه إنك عملتي كده عشان تصالحينا وإن هو اللي ندل وأعريه قدام نفسه ولو رفض برده هعرفه الحقيقة بس عشان يرجع لبيته ولابنه.


حركت نرمين رأسها معترضة:

-أنا مقدرش أعمل كده ﻷني مش هعرف ابص في وش مازن تاني، وأنا لو حصل نصيب هبقى من العيلة وساعتها موقف مازن ويزن هيبقى وحش أوي، من ناحية لو خبيت على يزن هبقى بستغفله وكل ما يتجمع مع مازن هحس بضيق من جوايا ولو قولتله هو نفسه مش هيعرف يبص في عين مازن بقوة زي ما كان أو الأسوأ انه يرفض اللي حصل مني وحكايتنا تخلص قبل ما تبتدي.


بكت چنى مطرقة رأسها وهي تتسائل:

-والحل، ياسمين ادتني الأمل ورجع ضاع مني ومش قادره خلاص أبعد أكتر من كده والحل الوحيد ارجعله وأفضل طلول عمري عايشه والشك جوايا.


صمتن عدة لحظات فعادت چنى تتحدث متسائلة:

-طيب شيرين ترضى تكلمه على أنها انتي؟


اتسعت حدقتيها وقبل أن تجيبها ردت ياسمين:

-ﻷ طبعا ازاي؟ أي حد عارفهم بيعرف يفرق بينهم كويس حتى لو شيري لبست الحجاب، ده انا بعرفهم من ظهرهم حتى لو الأتنين لابسين نفس اللبس.


ضربت الأرض بقدميها متذمرة:

-خلاص سيبوني بقى أنا معنديش حل.


علقت نرمين عليها:

-ﻷ فيه حل.


حدقتا بها وهي تقول:

-البنات بتوع التيك توك وبيعملوا مكياج يحولوا نفسهم لسعيد صالح وعادل إمام؛ فتفكري مش هيعرفوا يعملوا ميك اب لشيرين للفروق البسيطه جدا وتبقى أنا؟

❈-❈-❈

قاد سيارته بلا وجهة والحزن يخيم على ملامحه ولا يعلم كيف له أن يقنع والدته بقوة مشاعره فوجد نفسه يتوجه لمنزل ابن عمه ودلف منتظرا إياه بالبهو؛ فتفاجئ بها تنزل الدرج أمام نظراته الوالهة وبسمتها التى أضائت عتمة صدره المنطفئ فاتسعت بسمته وهمس فور أن اقتربت منه:

-ايه الجمال ده بس براحه عليا.


خجلت وحاولت إخفاء بسمتها وسألته هامسة:

-أنت جاي لفارس ليه؟


انتظرت أن يخبرها بما اعتقدته سبب زيارته وهو دعوته للحضور معه غدا للتقدم لخطبتها، ولكنها تفاجئت بحزنه وتجهم وجهه فأيقنت أن هناك خطب ما فسألت بلهفة:

-في ايه؟


أجاب وهو يزفر بحنق:

-ماما منشفه دماغها بس شويتين ومش عايز آجي بكره من غيرها فقولت استعين بصديق.


حاول المزاح لتخفيف وطأة الأمر عليها ولكنها لم تبد اي ردة فعل وظلت شاردة حتى استمعت لترحيب فارس:

-أهلا يا يزن، واقف ليه عندك تعالي جوه.


دلف خلفه وتبعته كل من نرمين وياسمين فجلس متوترا وهو لم يرد ان يتحدث أمام نرمين ففهم فارس نظراته والتفت لياسمين هاتفا:

-خدي نرمين وروحوا اعملولنا قهوة.


فعلتا أمره المستتر بتركهما وحدهما وفور أن خرجتا التفت يشير له بمعنى هات ما عندك فقص عليه رد فعل والدته ورفضها القاطع لزواجه من نرمين وترجاه:

-تعالى اتكلم معاها يمكن تسمع منك ده انا واخد ميعاد بكره ومش عارف هروح ازاي من غيرها.


صمت فارس قليلا يفكر وتكلم بعد برهة:

-أنا هروح معاك بكره نقرا الفاتحة ونبقى نتكلم مع مامتك بعدين.

الصفحة التالية