-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 37 - 2 الثلاثاء 27/2/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع والثلاثون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

27/2/2024

التفت يستمع لها وانصتت نرمين هي الأخرى بإطنابها:

-أظن الحل إننا نأكد لچنى إن مشاعر مازن دي مش حقيقة وعشان ده يحصل لازم مواجهة بين مازن ونرمين.


انعقد جبين فارس منتظرا أن توضح خطتها فأضافت:

-نرمين تواجهه بمشاعره ناحيتها وهو ساعتها هيعترف بحبه لچنى.


سألتها نرمين ساخرة:

-يا سلام، وافرضي أكد على مشاعره ناحيتي هيكون وضعي أنا ايه ساعتها؟


حاولت إقناعها بمخططها:

-بصي أنا متأكدة إن مازن متلغبط بس وهو لما لقى نفسه هيخسر چنى فاق لنفسه ومحتاج بس دفعه صغيره عشان يصحى من اللي هو فيه ف...


قاطعتها رافضة وهي تصيح بها:

-بقولك ايه ابعديني أنا خالص عن مازن وحوارات مازن، أنا مينفعش اتجمع معاه في مكان واحد مش أواجهه واتكلم معاه كمان، كنت عملتها لما سبنا بعض ولا هاجي بعد كل ده وأواجه، وأواجه ليه من الأساس أنا مالي وماله؟


ضغطت عليها تحاول إقناعها:

-طيب ما يمكن انتي كمان بعد المواجهة دي تقدري تحكمي على مشاعرك ليزن وتشوفي نفسك فعلا عيزاه و...


صاح فارس فورا يوقفها عن استكمال حديثها:

-انا مشوفتش في غبائك بجد، انتي بتقولي ايه وايه التخريف ده؟ عيزاها تروح تواجهه عشان يحصل حاجه من اتنين يا إما يوافق على مشاعرها وساعتها هتبقى في موقف وحش جدا معاه ومع يزن اللي عمل المستحيل عشان يقرب منها ولسه يادوب بيخطوا أول خطوة في مشوارهم، وشكلها هيبقى ايه قدام مازن نفسه لما يعرف إنها كانت جايه تواجهه لمجرد خطه هبله من بني آدمه متخلفه فاكره إنها كده بتحل مش بتعقدها زيادة.


صمت ناظرا لها بغل وهو يضيف:

-والحل التاني ايه؟ أنه يرفض الإعتراف بالمشاعر دي وبعد المواجهة يقولها أنا بحب چنى مثلا فساعتها المفروض كرامة حبيبة قلبك تروح فين وهي واقفه قدامه؟


ضحك ساخرا وهو يتابع:

-ﻷ ده غير موقف چنى من الاحتمالين والأكيد أنه مواجهتهم في حد ذاتها ممكن تنهيها تماما وتدخلها في حاله نفسيه أسوأ من اللي هي فيه، ولا مازن اللي لو كان أخد قراره إنه يدوس على مشاعره عشان بيته ومراته وابنه نرجعه تاني مشتت ومش عارف ياخد قرار.


رفع حاجبه وهو يرمقها بنظرته الحادة موبخا إياها:

-غبيه ملكيش حل، خططك زمان كانت هتتسبب اني اقتل عليتك كلها ولسه بتخططي، يا شيخه اتلهي.


جلس يضرب كفه بالآخر ممتعضا:

-هي ليه البنت الجميلة لازم تطلع غبيه، يعني يا ربي يوم ما أحب واحده أقع في واحده بربع عقل، لله الأمر من قبل ومن بعد.


حاولت نرمين أن تكتم ضحكاتها وهي ترى نظرات الحنق بادية من وجه ابنة عمها التي وبخهها زوجها بشدة ولكنها انفجرت بالنهاية على آخر حديثه؛ فشاطرها الضحك وياسمين ترمقهمها بسهام غاضبة فالتفت غير عابئ بردة فعلها وتحدث مع نرمين:

-سيبك منها وأوعي تعملي الهبل ده، أنا بس عايزك تعملي اللي طلبته منك وده عشان خاطري أنا.

❈-❈-❈


وضعت الطعام على المائدة بما لذ وطاب وقد أخبرت الخدم بتجهيز كل الأصناف التي يعشقها نجلها البكري وكأنها تحتفل بعودته من سفرة طويلة؛ فجلس يتناول طعامه بشهية مفتوحة وهو يستمع لتذمر أخيه الأصغر:

-كل ده أكل عشان يزن رجع من السفر؟ ده انتي كنتي منشفه بطني الكام يوم اللي فاتو.


ضحك يزن على مزاح أخيه وهو يضيف:

-ولا كأنه راجع من الخليج.


نظرت له بحزم:

-ده حبيبي ده اللي مش متعودة على غيابه.


تجهم وجه آسر وهو يسألها:

-وانا يعني ابن البطه السودا؟


علقت عليه بخزي:

-ﻷ، أنت مبتسمعش كلامي ومصمم تتجوز البت اللبنانية دي اللي مش نزلالي من زور.


حرك رأسه ممتعضا وترك المائدة صاعدا لغرفته فنظر لها يزن بحزن:

-ليه كده بس يا ماما؟ احنا هنفضل نعيد ونزيد في نفس الموضوع؟


أشاحت وجهها عنه وهي تحرك راحتها بنفور:

-بلاش قرف، ماسك فيها كأن اللي خلقها مخلقش غيرها.


تحركت صوب المطبخ لتصنع له قهوته وعادت أدراجها تجلس بجواره:

-عملتلك القهوة من ايدي يا حبيبي.


ابتسم وقبل راحتها:

-ربنا يخليكي ليا يا ست الكل.


التفتت تحدق به وسألته على غفلة منه:

-انت مش ناوي تفرح قلبي بقى؟ هتتجوز وانت عندك 60 سنه ولا ايه؟


ضحك رغما عنه وهو يسألها:

-هو أنا عجزت ولا ايه؟ السن المناسب للجواز هو التلاتينات يا أمي.


وضعت راحتيها فوق بعضها متذمرة:

-ما أنت تلاتينات يا بني مستني تبقى اربعينات ولا ايه؟


غمز لها:

-طيب لو لقيت بنت الحلال يعني هتروحي تخطبيهالي؟


أكدت بلهفة وحركات رأسها المتتالية:

-طبعا وحالا لو حبيت.


ابتلع ريقه وارتشف رشفة من قهوته ونظر لها يخبرها:

-طيب يا ماما أنا بحب واحده وعايز اتجوزها.


تجهم وجهها وسألته بحذر:

-مين؟


سحب شهيقا عميقا وطرده يخبرها:

-نرمين أخت شيرين.


انتفضت فزعا رافضة وهي تصرخ بشكل هستيري:

-لا لا لا مستحيل، أنتوا الاتنين عايزين تجيبوا اجلي مش كده؟


نزل آسر على صوت صراخها متسائلا فأجابته وهي تصيح معترضة:

-اخوك العاقل الكبير البكري اللي مسبقولش الجواز عايز ياخد واحده مطلقة.


بكت وهي تضرب فخذيها براحتيها:

-انتوا بتعملوا فيا كده ليه بس، بقى بعد ما فنيت عمري عشانكم رايحين تتجوزوا الجوازات اللي زي الهم دي أنت وهو، مش حرام عليكم تعبي وبهدلتي عشان اربيكم وتطلعوا الكل يحلف بأخلاقكم وكل واحد فيكم مش بيفكر فيا.


حاول التعقيب ولكنها أضافت بقهر:

-واحد رايح ياخدلي واحده أبوها زعيم مافيا والتاني عايز يتجوز مطلقه نامت في فرشة راجل قبله، انتوا أكيد اتجننتوا.


وقفت ترمقهما بنظرات حاة وصاحت مصرحة:

-اسمعوا بقى عشان أنا جبت أخري خلاص، انتو الاتنين، هتسيبكم من الهبل اللي بتقولوه ده وتختاروا لنفسكم بنات كويسه وتستحق تشيل اسمكم وإلا أقسم بالله ﻷكون راجعه لندن من بكره ولو موت محدش فيكم يمشي في جنازتي.


تركتهما صاعدة ﻷعلى فنظر آسر في إثرها يسأله بهمس:

-أمك خلاص حطت فرمان ونقطه ومن أول السطر.


حرك يزن رأسه ممتعضا وبحيرة:

-أعمل ايه أنا دلوقتي ده انا كنت واخد ميعاد مع والد نرمين بكره نروح نتقدم، بعد كلامها ده هروح أزاي لوحدي ولا انت عارف أمك وتهديداتها؟


رد عليه أخيه:

-امك مبتهددتش أنت عارفها مجنونه وتعملها.


أطرق رأسه ﻷسفل محركا إياها مستسلما:

-لله الأمر من قبل ومن بعد، لازم أخلي فارس يتدخل مع اني مبحبش ادخل بينا حد خصوصا أنه بيشوف نفسه عليا لما بكبره.


رفع آسر حاجبه من حديث أخيه المنتاقض فوضح له الآخر:

-كلمته وأنا في الصين وعرفته بموضوعي مع نرمين، عارف بدل ما يقولي مبروك ولا ربنا يتمم بخير قال ايه؟


أومأ آسر ضاحكا بسخرية:

-أكيد قالك مخدتش مني الأذن الأول ليه؟


أوما مصححا:

-قالي هي العيلة دي مش لها كبير المفروض يعرف بالحوارات دي من قبل ما تحصل ولا أنت بتعرفني دلوقتي تحصيل حاصل!


ضحك آسر عاليا مما قصه عليه وهو يضرب كفه بالآخر:

-ملوش حل فارس الفهد.

الصفحة التالية