-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 4 - 2 - السبت 17/2/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الرابع

2

تم النشر يوم السبت

17/2/2024



بمنزل ثريا 

ظهرًا 

كانت ثريا تجلس جوار والدتها التى تقوم بتطريز ذاك الثوب الخاص بالغوازي بتلك القطع الامعة"ترتر"، جذبت ثريا إبرة خاصة بذلك وساعدت والدتها بتطرير ثوب آخر ، كانتا مع ذلك  تُتابعان إحد المسلسلات على التلفاز 

بسبب علو صوت التلفاز، خرج ممدوح من غرفته يزفر انفاسه بتعسف وتجهم ذهب مباشرة نحو التلفاز بعصبية، جذب تلك الفيشة كى ينتزعها من الكهرباء، لكن للـ الشر والعصبيه المُتملكان منه إنقطع سلك الفيشه من المنتصف تقريبًا ظل جزء منها عالق بـ ذر الكهرباء بالحائط، نهضت ثريا بضيق وألقت ذاك الثوب وتهجمت عليه بالقول قائله: 

صاحي قرب العصر تقول يا شر إشتطر ليه، كويس إكده، جطعت سلك فيشة التلفزيون. 


نظر لها بغضب قائلًا: 

بسيطة إنتِ بجيتي صاحبة أملاك دلوك، وصوتك علي، هاتي تلفزيون جديد. 


نظرت له بغضب قائله بإستهزاء: 

صاحبة أملاك، جول هو ده اللى مضايجك بجي، الحقد فى قلبك، بدل ما تقول أختي وأبجي سند ليها جدام عيلة العوامري، لاه مضايق. 


تهكم ضاحكًا يقول بآسى وآسف: 

إنتِ خلاص مبجتيش محتاجة سند،ولا أجولك كفايه سند خالك ،من وراه بجي عندك أرض،تخليكِ تعلي صوتك علي أي، حدا. 


نظرت له بدموع قائله: 

لوكنت لقيتك سند مكنتش وافقت خالك وأنا عارفه ان عمر ما شوفنا من وراه خير.


شعر بوخزات قويه تضرب قلبه،دموعها التى إنحصرت بعينيها هزت رجولته،كآنها دهست قلبه،لا بل كبرياؤه كأخ يحتوي ضعف وإحتياج أخته، لكن هو ضعيف كما تقول،تهرب من أمامها وتوجه الى باب المنزل وغادر يصفع خلفه الباب بقوة،بينما سالت دموع عين نجية تشعر ببؤس،جلست ثريا جوارها تنظر لها تشعر ببؤس بسبب قدرها.


بينما خرج ممدوح يحاول السيطرة على ثوران قلبه البائس، يعلم أنه ضعيف لم يستطيع حماية أخته ويقف جوارها سندًا يقويها...يتمني لو يختفي من الوجود،ذهب غاضبًا نحو ذاك المحل وقف بحده يقول:

هاتيلي سجاير.


نظرت نحوه تلك الصبية تلمع عيناها بوميض خاص حين تراه،شعرت بآسي على ملامحه المُحتقنه والواضح عليها الضيق،مدت يدها بعلبة سجائر،قائله:

السجاير يا أستاذ ممدوح.


نظر لها وأخذ السجائر مُتهكمًا من قولها بذاك اللقب يسبق إسمه"أستاذ"

يسبق إسمه لو بالأحقيه لكان الآن أستاذًا جامعيًا،أو حتى مُدرسًا بإحد المدارس،لكن حتى هذا فقدهُ، شعر بحسرة واجمة فى قلبه وأخذ علبة السجائر قائلًا: 

ضيفيها على حسابي يا "رغد" 


أومأت له ببسمه قائله بإهتمام: 

حاول تقلل من السجاير عشان صحتك.


أومأ لها بلا مبالاة أو إهتمام، وكاد يسير لكنها تعمدت القول: 

أستاذ ممدوح ممكن دقيقه لو سمحت أنا عارفه إنك درست فى كلية التربية قسم علوم، أنا كمان فى نفس الكلية دلوك، فى كذا جزء فى المنهج مش فهماها والدكتور بتاع المادة دي كل ما نسأله سؤال يقول لينا الإجابه فى الكتاب، والكتاب مش مفهوم. 


لوهله شعر بحنين لدراسته التى إختارها، كان يود أن يُصبح ذو شآن بالتعليم لكن حتي ذلك اكتشف أنه غير كافي، تنهد قائلًا: 

تمام يا رغد بكره إبقى هاتي الكتاب معاكِ المحل وفكريني أشوف الجزء ده. 


تبسمت له تلمع عينيها بحياء وهو يغادر تدعي له بالهداية والعودة الى سابق عهده حين كان بالجامعه كان فارسًا ومازال نفس الفارس الذي أسر قلبها منذ طفولتها. 

❈-❈-❈

بمركز الشباب

123

بدأ الاشبال فى المبارزة كل إتنين حسب تلك التقسيمه الذى قام بها جسار لهم، سار حولهم يتابع مبارازتهم معًا يُصحح لهم الأخطاء ويقيم  مستواياتهم

فى ذلك الاثناء نظر نحو باب صالة التدريب،لوهله وقف مشدوهًا من تلك التى دخلت الى الصالة تلهث قائله بلا إنتباة: 

إتأخرت عالتمرين ثواني هغير هدومي وأجيلكم سخنوا على ما أرجع.


لوهله توقفت حين سمعت أصوات عاليه نظرت نحوهم، لم تتعجب لكن شعرت بضيق، من نظرة ذاك الواقف ينظر لها بإعجاب واضح وهي بذلك الزي النسائي وتاج رأسها الحجاب المُنمق، كانت أنثي، عكس ما كان يراها بالآيام السابقة بزي التمرين، حقًا محتشم وترتدي الحجاب، لكن كان لا يُظهرها كآنثي مثل ذاك الزي النسائي، ضجرت من نظرته لها لا تعلم أنها إعجاب، تظن أنها تحدي وأنه سبقها بدأ التمرين مع الأشبال،بمعني أصح أخذ مكانها. 

ذهبت نحوهم رأتهم يقومون بالتباري أمام ذاك الوافد عليهم، بفترة صغيرة أصبح يسحب منها  تلك السطوة، هي كانت المُدرب الخاص بهم، هو آتى وأخذ مجهودها معهم بفترة وجيزة يحوز إعجاب يُخاطبهم كآنه الأعلى والأمهر، منها... 

إحتقنت ملامحها وقالت بأمر: 

وقفوا التمرين.


فى البدايه لم يستجيبوا لها، لكن إيماءة جسار جعلتهم يتوقفون... شعرت بغضب وهي تنظر له إزداد بسبب تلك البسمه الطفيفه على وجه  جسار  ظنتها إنتصار منه، لكن هى لن تستسلم، منذ بداياتها وهي مُتمردة، حتى مع تحكمات والدها هي بعنادها وإصرارها بتصميم إستطاعت شق طريق خاص بها بعيدًا عن تحكمات والدها، انها مجرد فتاة وعليها الإمتثال لمجتمع صعيدي يُدحرها ولابد أن تُسلم لكن لا هي مُتمردة وستظل، تركت صالة التدريب، لدقائق ثم عادت مره أخري بزي التمرين، كانوا يأخذون راحه بتحدي منها غير محسوب منها لمدى مهارة الخصم التى تود منافسته، بلؤم منها قالت: 

بصوا يا أبطال أنا والكابتن جسار هندخل ماتش سوا عاوزاكم تركزوا كويس وإعتبروا ده تمرين ليكم. 


لمعت عينيه وأخفي بسمته، على يقين أن إيمان تود إظهار مدى مهارتها أمام هؤلاء الأشبال... 

لم يرفض على يقين أنه الأمهر منها ويستطيع ببساطه كسب المباراة ومن أول جوله. 


وافق على ذلك بدأت مباراة بينهم، لا ينكر أنه أعجب بمدى مهارتها بالنسبه لفتاة بمكان هنا بالصعيد... مع الوقت بدأت تُخطئ وهو يراوغها، ويأخذ نقاط عليها تُحتسب له، أرهقها بذكاء، جعلها تُخطئ ووإكتسب هو الجوله الأخيرة، ليصفق له الاشبال مبهورين به وبمهارته، بينما هى وقفت تلهث رغم خسارتها تقبلت ذلك بروح رياضيه منه وصافحته، 

ضم يدها بيدهُ شعرا الإثنين بإحساس غريب كآنهما يشعران ببرق يضرب عيناهم 

لوهله ظلا ينظران لبعضهما، الى أن إنتبهت إيمان وسحبت يدها، شعرا بفجوة بعدا ذلك، لكن روح العناد والتحدي مازالت بقلبها لن تستسلم بسهوله، وطالبت بمباراة أخري بوقت لاحق... أومأ لها مُبتسمًا بموافقة. 


الصفحة التالية